يشهد العام الدراسي الجديد مع انطلاقه، اليوم (السبت)، في مصر ضوابط على «الغياب» بالمدارس المصرية؛ حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية عن «تطبيق عدة ضوابط خلال العام الدراسي الجديد».
وتشمل هذه الضوابط تفعيل آلية «الغياب الإلكتروني»، والتأكيد على أن الحضور «إلزامي» لجميع الطلاب. وقال المتحدث الرسمي باسم «التربية والتعليم»، شادي زلطة، إنه «لا يوجد أي مبرر لامتناع الطلاب عن الحضور للمدرسة، إلا إذا كانت هناك ظروف صحية تمنع الطالب من الحضور».
وأعلن وزير التربية والتعليم المصري، رضا حجازي، في وقت سابق عن «لائحة الانضباط المدرسية»، تشمل «تخصيص درجات لحضور الطلاب». كما تم تشكيل لجنة «الحماية المدرسية» بمختلف المراحل التعليمية لحل المشكلات السلوكية للطلاب، والتحقيق في أسبابها.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد؛ حيث يبدأ اليوم (السبت) وينتهي في 8 يونيو (حزيران) المقبل لجميع المراحل التعليمية المختلفة للمدارس الحكومية، واللغات، والخاصة، على أن تبدأ عطلة نصف العام الدراسي في 27 من يناير (كانون الثاني) المقبل.
وبحسب خبراء يعد امتناع الطلاب عن الحضور في المدارس، لا سيما في المرحلة الثانوية، «أزمة» في المدارس المصرية على مدى حقب زمنية مختلفة.
وقال أستاذ علم النفس والخبير التربوي بجامعة عين شمس، تامر شوقي، لـ«الشرق الأوسط» إن «أزمة الغياب في المدارس تعود إلى العديد من الأسباب، منها وجود عجز في معلمي المواد الدراسية المختلفة، ما يجعل الطالب لا يجد المعلم المتميز، القادر على شرح المنهج له بيسر وسهولة، فيغيب عن المدرسة بحثا عن المدرس الخصوصي، ومراكز الدروس الخصوصية (السناتر)، وكذلك افتقاد بعض المدارس للأنشطة الجذابة للطلاب، مثل الملاعب الرياضية، والمسارح».
وأضاف شوقي موضحا: «من أسباب غياب الطلبة عن المدارس التعامل غير التربوي مع بعض الطلاب، وارتباط المدرسة ذهنيا لدى بعض التلاميذ بالامتحانات والتقويم والعقاب، ما يخلق لديهم نوعا من الرهبة».
ولحل مشكلة «الغياب» في المدارس. اقترح شوقي أن «تكون المدرسة جاذبة للطلاب، من خلال إعطائهم الفرصة لممارسة الأنشطة والهوايات المختلفة، فضلاً عن التصدي لمراكز الدروس الخصوصية خارج المدرسة، ومتابعة المدارس لمهامها بشكل دقيق، وإعداد تقارير يومية بأعداد الطلاب المتغيبين في المدارس، وأخيراً تكريم إدارات المدارس التي تسجل أقل نسب للغياب».
ووفق أحدث إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، يُقدر عدد طلاب التعليم قبل الجامعي «الابتدائي والإعدادي والثانوي» بنحو «26 مليونا و300 ألف طالب».
في السياق، قال وزير التعليم المصري في تصريحات مؤخراً إن «الوزارة تسعى لتوفير منظومة تعليمية متميزة؛ قائمة على ضمان الجودة، ومن شأنها أن تحقق أهداف التنمية المستدامة، وتهيئ المُناخ المناسب والجيد، والآمن والصحي للطلاب، جنباً إلى جنب مع المعلمين، وذلك بمختلف مراحل وأنواع التعليم قبل الجامعي بجميع المدارس، خلال فترة سير العملية التعليمية؛ بغية تحقيق عام دراسي جديد منضبط وآمن»، مؤكداً أن لائحة النظام والانضباط المدرسي «تستهدف تحقيق الانضباط الذاتي للطالب داخل وخارج المدرسة»، ومشيراً إلى أن «الانضباط في المدرسة المصرية يمثل أولوية مهمة».