سعى عبد الله باتيلي، رئيس البعثة الأممية في ليبيا، إلى فتح ثغرة في جدار الجمود السياسي في البلاد من بوابة «الجوانب الكارثية لإعصار مدينة درنة». وقال باتيلي إنه أكد لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، الذي التقاه (مساء الاثنين) بالعاصمة طرابلس، أنه على الرغم من أنه لا يمكن منع الكوارث الطبيعية، فإنه كان من الممكن التخفيف من العواقب الوخيمة للإعصار، إذا ما كانت ليبيا تتوفر على مؤسسات سياسية وأمنية وإدارية واحدة موحدة. وعدّ أنه «حان الوقت لإعادة توحيد البلاد، وتحصينها في مواجهة التحديات المستقبلية».
وأوضح باتيلي أنهما ناقشا جهود الإغاثة والتعافي في المناطق المتضررة، بما في ذلك خطط إعادة الإعمار، لافتاً إلى الحاجة لأن تكون عملية إعادة الإعمار «موحدة وشاملة وخاضعة للمساءلة»، وأن تأخذ في الاعتبار «الاحتياجات العاجلة وطويلة الأجل للأهالي المنكوبين». كما أشاد باتيلي بروح التضامن والوحدة، التي أظهرها الليبيون جميعاً. ودعا القادة السياسيين إلى الحذو حذوها.
من جهته، قال الدبيبة إن الاجتماع ناقش، بحضور الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة، الأوضاع في مدينة درنة والمناطق المنكوبة، وآلية تنسيق الجهود الدولية والأممية لمعالجة الأوضاع في المناطق المنكوبة كافة، التي اجتاحتها الفيضانات والسيول في شرق البلاد. وأوضح أن فريقه الحكومي المكلف استعرض الجهود، التي قام بها في مدينة درنة، وجميع مدن ومناطق الجبل الأخضر؛ لمواجهة هذه الأزمة، وتقديم المساعدات للمتضررين.
وبحسب باتيلي، فقد توافقت آراؤه مع محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة، على ضرورة أن «تأخذ الأطراف السياسية في ليبيا العبرة من اللُّحمة التي أظهرها الليبيون من جميع أنحاء البلاد، لوضع خلافاتهم جانباً»، مشيراً إلى مناقشة جهود الاستجابة الإنسانية على الأرض، والخطوات المستقبلية فيما يتعلق بوضع خطة موحدة وشفافة، وخاضعة للمساءلة لإعادة الإعمار، بالإضافة للدور المحتمل الذي يمكن أن تضطلع به اللجنة المالية العليا في هذا الصدد.
واستغل باتيلي الاجتماع لتجديد دعوته للجنة «6 + 6» المشتركة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة؛ للتوصل إلى الاتفاق، دون تأخير، على القضايا الانتخابية الخلافية، وصياغة قوانين انتخابية قابلة للتنفيذ، كما شجع المجلسين على استئناف اتصالاتهما بهدف تسريع استكمال تلك القوانين.
وكان باتيلي قد استمع (مساء الاثنين) من أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) عن المنطقة الغربية، إلى بواعث قلقهم بشأن استمرار الانسداد السياسي، وتداعياته المحتملة على المسار الأمني، خصوصاً في أعقاب مأساة درنة.
وقال المبعوث الأممي إنه شجعهم على مواصلة العمل عن كثب مع زملائهم من الشرق من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، والمساهمة في خلق بيئة مواتية لإعادة الإعمار والسلام والاستقرار في ليبيا.