«رئاسية مصر»: «الهيئة الوطنية» تعلن موعد الانتخابات... وتتعهد بـ«الحياد»

«إشادة إخوانية» تثير انتقادات ضد المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي

لافتات دعائية في شوارع القاهرة لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)
لافتات دعائية في شوارع القاهرة لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)
TT

«رئاسية مصر»: «الهيئة الوطنية» تعلن موعد الانتخابات... وتتعهد بـ«الحياد»

لافتات دعائية في شوارع القاهرة لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)
لافتات دعائية في شوارع القاهرة لدعم ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولاية جديدة (حزب المصريين الأحرار)

في الوقت الذي أعلنت فيه الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، اليوم (الأربعاء)، انتهاءها من «الإجراءات اللوجيستية» الخاصة بتنظيم الانتخابات الرئاسية المصرية المرتقبة، مؤكدة «وقوفها على مسافة واحدة من المرشحين كافة»، أثارت «إشادة إخوانية» انتقادات واسعة ضد المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي.

ووفقاً لمدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار أحمد البنداري، فقد «تم الانتهاء من جميع الاستعدادات اللوجيستية الخاصة بالعملية الانتخابية، والتي تضمنت تحديث قواعد بيانات الناخبين، ومقار المراكز الانتخابية، وتجهيز مقر الهيئة لتلقي أوراق الترشح، والحبر الفسفوري، وتوفير مستلزمات الطباعة».

وقال البنداري في مؤتمر صحافي: إن «الهيئة تكفل لراغبي الترشح في الانتخابات الرئاسية إعمال حقهم كاملاً متى توافرت فيهم شروط الترشح، حيث يتقدم كل راغب بأوراقه إلى الهيئة كاملة، لتعلن بعد ذلك عن أسماء المرشحين، وتحدد لهم توقيتاتهم للدعاية الانتخابية لعرضها على الناخبين»، وحددت الهيئة 25 من سبتمبر (أيلول) الحالي للإعلان عن الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية.

وشدد رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة على «الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، الذين سيتقدمون إليها بطلبات الترشح»، موضحاً أن «الانتخابات ستجري بشفافية ونزاهة، وتحت إشراف قضائي كامل، وسوف يسمح لمندوبي المرشحين بالتواجد داخل اللجان كافة خلال الاقتراع، وحضور فرز الصناديق».

وبينما لم يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عزمه الترشح لولاية جديدة، ضمت قائمة المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المصرية حتى الآن البرلماني السابق، أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «السلام الديمقراطي» أحمد الفضالي، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، الذي أرجأ إعلان موقفه النهائي، في حين أعلن حزب الدستور تأجيل مؤتمر صحافي كان مقرراً له اليوم للإعلان عن قرار رئيسته جميلة إسماعيل حول ما إذا كانت ستخوض السابق الرئاسي أم لا، انتظاراً لدراسة ما سيعلن من ضمانات في المؤتمر الصحافي للهيئة الوطنية للانتخابات، وفقاً لإفادة رسمية للحزب.

في السياق ذاته، تواصل أحزاب سياسية مصرية حملات لدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات، منها حزب «مستقبل وطن»، (صاحب الأغلبية في مجلس النواب المصري)، و«المؤتمر»، و«حماة الوطن»، و«مصر الحديثة»، و«المصريين الأحرار»، و«الشعب الديمقراطي» و«الجيل الديمقراطي».

وحدّدت الهيئة الوطنية للانتخابات شروط الترشح للانتخابات الرئاسية، وهي أن «يكون المرشح مصرياً لأبوين مصريين، وألا يسبق أن حمل والداه أو زوجته جنسية دولة أخرى، وأن يكون حاصلاً على مؤهل عالٍ، وأن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية، وألا يكون قـد حُكـم عليـه فـي جنايـة أو جريمـة مخلّـة بالشرف أو الأمانـة، ولـو كان قـد رُدّ إليه اعتباره، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفي منها قانوناً، وألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميلادية، وألا يكون مصاباً بمرض بدني أو ذهني يؤثر على أدائه مهام رئيس الجمهورية».

كما حددت الهيئة ضوابط إجرائية لقبول الترشح، نصّت على أن «يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكي المترشح عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقـل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظات على الأقل، وبحد أدنى ألف من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح».

في غضون ذلك، ما زالت الحركة المدنية الديمقراطية (تجمّع معارض يضم 12 حزباً وشخصيات عامة) تدعو إلى التوافق حول مرشح رئاسي، في حين أثارت «إشادة إخوانية» عاصفة انتقادات للمرشح المحتمل النائب السابق أحمد الطنطاوي، إثر تصريحات تليفزيونية لقيادات إخوانية، منهم جمال حشمت، وأيضاً تصريحات للقيادي الإخواني حلمي الجزار عبر إحدى الفضائيات الإخوانية، التي تبث من الخارج، مساء الثلاثاء، أشاد فيها بـالطنطاوي، وقال الجزار: إن «كلامه متقن ومرتب ويخاطب الوجدان المصري». وهو ما تسبب في حملة انتقادات ضد الطنطاوي، بعد أيام من تصريحات منسوبة له حول ترحيبه بعودة «الإخوان المسلمين» إلى المشهد السياسي.

وعلّق عضو مجلس النواب الإعلامي، مصطفى بكري، عبر منصة «إكس» قائلاً: «ما رأي المرشح المحتمل في تصريح جمال حشمت، رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان، والذي أعلن عن دعم الإخوان لترشيحه؟».

من جانبه، قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، لـ«الشرق الأوسط»: إن «المرشح المحتمل الطنطاوي يتعامل مع الأمر بمنطق إدارة الحملة الانتخابية، بمعنى أنها انتخابات، وهو يسعى إلى حصد الأصوات، وهو وحده من سيتحمل مسؤولية التقارب مع أي تيار يختاره».


مقالات ذات صلة

توافق مصري - نرويجي على «حل الدولتين» ووقف إطلاق النار بغزة

شمال افريقيا استقبال رئيس وزراء النرويج للرئيس المصري في أوسلو  (الرئاسة المصرية)

توافق مصري - نرويجي على «حل الدولتين» ووقف إطلاق النار بغزة

أعربت مصر والنرويج عن «قلقهما البالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك المعاناة الهائلة للمدنيين والاحتياجات الإنسانية الماسة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا محادثات بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)

مصر تؤكد دعمها تشاد في مكافحة «الإرهاب والتطرف»

أكدت مصر حرصها على دعم تشاد في مكافحة «الإرهاب» والتطرف

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

«الجامعة العربية» تحذر من «إشعال الفتنة» في سوريا

حذرت جامعة الدول العربية، الخميس، من «إشعال فتنة» في سوريا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع رئيس الوزراء المصري مع عدد من المستثمرين (مجلس الوزراء)

تحويلات المصريين بالخارج تصل إلى أعلى مستوياتها

شهدت تحويلات المصريين العاملين بالخارج «ارتفاعاً قياسياً» أخيراً، وسط تأكيدات مسؤولين مصريين أن ذلك جاء في ظل «تحرير» سعر صرف الجنيه.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا مطار الغردقة الدولي (موقع وزارة الطيران المدني المصرية)

مصر تعوّل على القطاع الخاص في تحسين الخدمات بالمطارات

تُعوّل الحكومة المصرية على «القطاع الخاص» لإدارة وتشغيل المطارات المصرية، سعياً لـ«تحسين جودة الخدمات» الجوية في حركة النقل الجوي.

أحمد إمبابي (القاهرة)

مصر تُعمق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع الغابون

وزير الخارجية والتكامل دون الإقليمي والغابونيين بالخارج ريجيه أونانجا ندياي خلال استقبال عبد العاطي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والتكامل دون الإقليمي والغابونيين بالخارج ريجيه أونانجا ندياي خلال استقبال عبد العاطي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تُعمق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع الغابون

وزير الخارجية والتكامل دون الإقليمي والغابونيين بالخارج ريجيه أونانجا ندياي خلال استقبال عبد العاطي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والتكامل دون الإقليمي والغابونيين بالخارج ريجيه أونانجا ندياي خلال استقبال عبد العاطي (الخارجية المصرية)

فيما بدا استمراراً لمساعي القاهرة الرامية لتعميق حضورها الأفريقي، وصل وزير الخارجية المصرية، الدكتور بدر عبد العاطي، الجمعة، إلى العاصمة الغابونية ليبرفيل، في ثاني محطات جولته الأفريقية التي بدأت، الخميس، بالعاصمة التشادية نجامينا.

وأكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة عبد العاطي إلى تشاد والغابون تأتي في إطار توسيع علاقات التعاون الاستراتيجي بين مصر ودول القارة السمراء، وتعزيز التعاون في مجالات التنمية ومكافحة «الإرهاب» و«الفكر المتطرف».

وبحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، فإن زيارة الوزير عبد العاطي للغابون تأتي «في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، ومواصلة التنسيق المشترك حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

ونهاية الشهر الماضي، توافقت مصر والغابون على «أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين مختلف القضايا بما يضمن تحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية»، وذلك خلال زيارة الرئيس الانتقالي للغابون بريس أوليغي نغيما، إلى القاهرة.

وكان وزير الخارجية المصري، قبل وصوله للغابون، عقد لقاء، الجمعة، أيضاً، بالرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، في العاصمة نجامينا، حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تؤكد «أواصر العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين والرغبة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في المجالات كافة»، وفق متحدث «الخارجية المصرية».

وشهدت السنوات الأخيرة نشاطاً مصرياً مكثفاً في القارة السمراء، وزيارات متبادلة على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية. وأكد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، أن «مصر جزء من القارة الأفريقية، وساهمت على مدار عقود في دعم حركات التحرر والاستقلال في الدول الأفريقية، كما استضافت عدداً من الفعاليات الأفريقية وتعاونت مع دول القارة في ملفات عدة».

وقال الحفني إن «القاهرة حاضرة بالفعل في أفريقيا»، مشيراً إلى «أهمية العلاقات مع الغابون، التي زار رئيسها القاهرة أخيراً، كما زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليبرفيل منذ سنوات زيارة كانت الأولى من نوعها».

زيارة بدر عبد العاطي إلى الغابون تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية (الخارجية المصرية)

وعام 2017 زار الرئيس المصري الغابون وتشاد ضمن جولة أفريقية شملت تنزانيا ورواندا، وقالت «الهيئة العامة للاستعلامات» في مصر آنذاك، إن «الجولة تمثل ترجمة حقيقية لحركة السياسة الخارجية المصرية في قارة أفريقيا، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها في المجالات كافة»، مشيرة حينها إلى أن «زيارة السيسي للغابون هي الأولى من نوعها لرئيس مصري، منذ بداية العلاقات بين البلدين في عام 1975».

ولفت الحفني إلى أن «التحركات المصرية الأخيرة في القارة الأفريقية، وإنشاء خطوط طيران مع تشاد والصومال وجيبوتي، تستهدف توسيع دائرة العلاقات المصرية في أفريقيا، لا سيما مع رغبة تلك الدول في الاستفادة من التجربة المصرية، في مجالات التنمية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف».

بدوره، قال نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الأفريقية»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير صلاح حليمة، إن «زيارة عبد العاطي إلى الغابون وتشاد تأتي في إطار سلسلة من الزيارات الأفريقية لتوسيع علاقات التعاون الاستراتيجي مع دول القارة سواء على مستوى مكافحة (الإرهاب)، أو على المستوى السياسي وتنسيق الرؤى بشأن القضايا الإقليمية».

ولفت حليمة إلى «الشق الاقتصادي في زيارة عبد العاطي المتمثل في اصطحاب عدد من ممثلي الشركات المصرية»، وقال إن «مصر حريصة على دعم المسار الاقتصادي في هذه الدول، ودعم البنية التحتية خاصة فيما يتعلق بمشروعات الطرق والسدود وغيرها».