استقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس أمس من منصبه، في تطور يعكس حدة الأزمة التي يعانيها هذا البلد العربي الأفريقي منذ نحو خمسة أشهر من القتال بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب «حميدتي».
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من عدّه «شخصاً غير مرحب به»، أبلغ بيرثيس الذي يترأس أيضاً بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»، أعضاء مجلس الأمن أنه سيستقيل. وإذ ذكر أنه طلب من الأمين العام أنطونيو غوتيريش إعفاءه «من هذا الواجب»، فإنه حذر من أن «ما بدأ نزاعا بين تشكيلين عسكريين يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية شاملة».
كذلك أفادت مديرة شعبة العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إيديم وسورنو بأنه «لا مبالغة في أنه بعد خمسة أشهر من الحرب الوحشية (...) يواجه السودان وشعبه أزمة ذات أبعاد ملحمية ومأساوية»، موضحة أن «المدنيين يموتون» بسبب القتال وتفشي الأمراض. وحذرت من أن «أكثر من ستة ملايين شخص صاروا الآن على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة».
إلى ذلك، توجه البرهان إلى تركيا، حيث اجتمع مع الرئيس رجب طيب إردوغان بهدف «تقوية علاقات التعاون بما يخدم مصالح الشعبين السوداني والتركي».