عشرات القتلى في غارة جوية جنوب الخرطوم

أكبر عدد من الضحايا في حادث واحد بسلاح الطيران

الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)
الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)
TT
20

عشرات القتلى في غارة جوية جنوب الخرطوم

الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)
الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)

قُتل أكثر من 40 مدنياً وأصيب العشرات، أمس (الأحد)، في غارة جوية على أحد الأحياء السكنية جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، في أكبر حصيلة من الضحايا في حادث واحد بسلاح الطيران، وذلك وسط احتدام للمعارك بالمدفعية والأسلحة الثقيلة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» بمناطق متفرقة من مدن الخرطوم الثلاث.

وقالت نقابة أطباء السودان إنه تم حصر 43 حالة وفاة وأكثر من 55 إصابة في مستشفى «بشائر» التعليمي جراء القصف الجوي، مضيفة في بيان: «تواصل آلة الحرب حصد أرواح السودانيين وتدمير ممتلكاتهم ومؤسساتهم وحياتهم العامة».

وأفادت مصادر محلية بأن ضحايا القصف من القتلى والجرحى يجري نقلهم وإسعافهم بواسطة عربات تجرها الحمير تُعرف باسم «الكارو»، بسبب انعدام سيارات الإسعاف في ظل الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

وحمّلت قوات «الدعم السريع»، في بيان، الجيش المسؤولية عن قصف المدنيين بالطيران، لكن الجيش نفى مسؤوليته عن الهجوم وألقى باللوم فيه على قوات «الدعم السريع».

من جانبها، قالت «غرفة طوارئ جنوب الحزام» في الخرطوم، إن «حالات القتلى والإصابات ظلت تتدفق على مستشفى (بشائر)»، أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في الخرطوم. وأطلقت الغرفة نداء عاجلاً للكوادر الطبية للمشاركة في إسعاف الإصابات الكثيرة، فيما بثّ ناشطون تسجيلات مصورة تظهر القتلى والجرحى في المنطقة التي تعرضت للضربة الجوية، وأيضاً في المستشفى.


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

شمال افريقيا شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)

«الدعم السريع» تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

استهدفت «قوات الدعم السريع»، الخميس، القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بقصف مدفعي بعيد المدى، وفق مصدر عسكري.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)

165 قتيلاً على الأقل بهجمات لـ«الدعم السريع» في دارفور خلال 10 أيام

قتل 165 مدنياً على الأقل في هجمات شنّتها «قوات الدعم السريع» في الأيام العشرة الأخيرة على مدينة الفاشر التي تحاصرها في إقليم دارفور غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا صورة تداولها سودانيون عبر المنصات رداً على البرهان

البرهان يثير غضب «ثوار السودان»

أثار تمسك القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بالبندقية والقتال (ضد «قوات الدعم السريع») وإعلانه انتهاء عملية التغيير السلمي، موجة غضب عارمة.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا رئيس الوزراء دفع الله الحاج علي عثمان (أرشيفية - سونا)

البرهان يعين رئيس وزراء ووزير خارجية

واعتمد البرهان أيضاً قرارات من مجلس الوزراء بتكليف السفير عمر محمد أحمد صديق، وزيراً للخارجية، ودكتور التهامي الزين حجر وزيراً للتربية والتعليم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج عناصر من قوات الأمن الإماراتية (أرشيفية- الشرق الأوسط)

الإمارات: إحباط محاولة غير مشروعة لتمرير أسلحة للجيش السوداني

أفادت وكالة أنباء الإمارات، اليوم، بأن أجهزة الأمن في البلاد أحبطت ما وصفتها بأنها محاولة «غير مشروعة» لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية.

«الشرق الأوسط» (دبي)

مفوض أممي: قلقون بشأن تحذير «الدعم السريع» من «حمام دم» قبل معارك في السودان

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (أرشيفية - رويترز)
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (أرشيفية - رويترز)
TT
20

مفوض أممي: قلقون بشأن تحذير «الدعم السريع» من «حمام دم» قبل معارك في السودان

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (أرشيفية - رويترز)
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (أرشيفية - رويترز)

عبّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الخميس، عن قلقه إزاء تحذير «قوات الدعم السريع» من «حمام دم» قبل معارك وشيكة مع الجيش السوداني. وأضاف المبعوث الأممي أن التقارير بشأن عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في ولاية الخرطوم «مقلقة للغاية».

وقُتل 542 مدنياً على الأقلّ بولاية شمال دارفور السودانية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لكن «يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير»، وفق ما جاء، الخميس، في بيان من تورك.

وأشار تورك في تعليقه بشأن الوضع في السودان؛ حيث تتواجه «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني في حرب مستمرّة منذ سنتين، إلى أن «المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود».

وأصبحت ولاية شمال دارفور ساحة معركة رئيسية في الحرب التي اندلعت يوم 15 أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي».

وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد، البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة، في أزمة إنسانية حادة، وفق الأمم المتحدة.

وفي الأسابيع الأخيرة كثّف مقاتلو «قوات الدعم السريع» هجماتهم على الفاشر، التي تعدّ آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها.

وأشار تورك إلى هجوم شنته «قوات الدعم السريع» قبل 3 أيام على الفاشر و«مخيم أبو شوك» أسفر عن مقتل 40 مدنياً على الأقل.

وقال: «بهذا، يرتفع العدد المؤكد للضحايا المدنيين في شمال دارفور إلى 542 على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، فيما يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير».

كذلك أشار إلى «التحذير القاتم الذي أطلقته (قوات الدعم السريع) من (سفك الدماء) قبل معارك وشيكة مع القوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة المرتبطة بها».

وأضاف: «ينبغي بذل كل جهد لحماية المدنيين المحاصرين وسط ظروف مأساوية في الفاشر ومحيطها».

وسلط الضوء على «تقارير عن إعدامات ميدانية بولاية الخرطوم»، عادّاً أنها «مقلقة جداً».

وقال إن «مقاطع فيديو مروعة مُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر 30 رجلاً على الأقل بملابس مدنية يُعتقلون ويُعدمون على أيدي مسلحين يرتدون زي (قوات الدعم السريع) في الصالحة جنوب أم درمان»، مضيفاً أنه في مقطع فيديو لاحق «أقر قائد ميداني من (قوات الدعم السريع) بعمليات القتل».

وأضاف تورك أن هذه التسجيلات جاءت بعد «تقارير صادمة في الأسابيع الأخيرة عن إعدام ميداني لعشرات الأشخاص المتهمين بالتعاون مع (قوات الدعم السريع) في جنوب الخرطوم، يعتقد أن (لواء البراء) هو من ارتكبها»، وهو مجموعة تابعة للقوات المسلحة السودانية.

وشدد على أن «القتل المتعمد لمدني أو أي شخص لم يعد يشارك بشكل مباشر في الأعمال الحربية يُعد جريمة حرب».

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان إنه «نبه شخصياً قادة (قوات الدعم السريع) والقوات المسلحة السودانية إلى العواقب الكارثية لهذه الحرب على حقوق الإنسان».

وأضاف أن «هذه العواقب الوخيمة واقع يومي يعيشه ملايين السودانيين. لقد آن الأوان، بل تأخر كثيراً، لوقف هذا النزاع».