تضامن عربي ودولي مع المغرب بعد الزلزال المدمر

آثار الدمار في مسجد قديم بمدينة مراكش التاريخية إثر الزلزال (رويترز)
آثار الدمار في مسجد قديم بمدينة مراكش التاريخية إثر الزلزال (رويترز)
TT
20

تضامن عربي ودولي مع المغرب بعد الزلزال المدمر

آثار الدمار في مسجد قديم بمدينة مراكش التاريخية إثر الزلزال (رويترز)
آثار الدمار في مسجد قديم بمدينة مراكش التاريخية إثر الزلزال (رويترز)

قدمت دول عربية وغربية تعازيها إلى المغرب في ضحايا الزلزال الذي وقع مساء أمس (الجمعة) وأسفر عن مقتل 632 شخصاً على الأقل وإصابة 329 حتى الآن وعبرت عن تضامنها، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن استعدادهما لتقديم الدعم.

السعودية

في الرياض، أعربت السعودية عن صادق مواساتها لحكومة وشعب المغرب، جراء سلسلة الزلازل التي ضربت البلاد، وأدت إلى وفاة وإصابة عددٍ من الأشخاص.

وعبرت السعودية عن وقوفها وتضامنها مع المغرب وشعبه الشقيق في هذا المصاب الجلل، معبرةً عن خالص تعازيها لأسر المتوفين، وتمنياتها الصادقة للمصابين بالشفاء العاجل، والأمن والسلامة للمملكة المغربية وشعبها الشقيق.

سكان يفترشون إحدى ساحات مدينة مراكش عقب الزلزال (أ.ف.ب)
سكان يفترشون إحدى ساحات مدينة مراكش عقب الزلزال (أ.ف.ب)

الإمارات

وفي أبوظبي، قال الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، على حسابه في موقع «إكس»: «أعزي أخي الملك محمد السادس والشعب المغربي في ضحايا الزلزال. لقد تألمنا لهذا الحادث ونقف إلى جانب إخواننا في المغرب الشقيق ونتضامن معهم في هذه الأوقات الصعبة. حفظ الله المغرب من كل شر».

كما وجه رئيس الإمارات بتسيير جسر جوي لنقل مساعدات إغاثية عاجلة إلى المتضررين من الزلزال وتقديم مختلف أشكال الدعم. وبحسب وكالة أنباء الإمارات (وام) فإن مبادرة رئيس الإمارات تأتي في إطار العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع الإمارات والمغرب ولتعزيز جهوده في مواجهة الأزمة، وتجسيداً لنهج البلاد في التضامن والوقوف مع الأشقاء ومختلف شعوب العالم خاصة في الظروف الصعبة.

من جانبه، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، على حسابه في موقع «إكس»: «خالص تعازينا ومواساتنا لإخوتنا في المغرب الشقيق في ضحايا الزلزال، نسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يلطف بهم ويديم عليهم السلامة والأمان».

قطر

وقدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تعازيه في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة أقاليم ومدن مغربية، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

آثار الدمار في مسجد قديم بمدينة مراكش التاريخية إثر الزلزال (رويترز)
آثار الدمار في مسجد قديم بمدينة مراكش التاريخية إثر الزلزال (رويترز)

سلطنة عمان

وبعث سلطان عمان هيثم بن طارق برقية تعزية لملك المغرب محمد السادس، أعرب فيها عن خالص التعازي لشعب المغرب وأسر الضحايا.

مصر

في القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها: «تعرب جمهورية مصر العربية عن خالص تعازيها للمملكة المغربية الشقيقة في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من الأقاليم والمدن المغربية مساء أمس (الجمعة) الموافق 8 سبتمبر (أيلول) الجاري، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين ووقوع خسائر مادية كبيرة».

وأضاف البيان: «تؤكد مصر على تضامنها الكامل مع المملكة المغربية حكومةً وشعباً، في مواجهة الآثار المدمرة لهذا الحادث المروع والمصاب الأليم، ومواساتها لأسر الضحايا من أبناء شعب المملكة المغربية الشقيق، داعية المولى عز وجل أن يتغمدهم برحمته، ومتمنية الشفاء العاجل لكافة المصابين».

الأردن

وفي عمّان، أعربت الخارجية الأردنية عن «أحر التعازي وصادق المواساة لحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة بضحايا الزلزال الذي وقع مساء أمس (الجمعة)، وأسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا والإصابات».

سيارة تحت الأنقاض بعد الزلزال الذي ضرب عدة مدن مغربية (القناة المغربية الثانية)
سيارة تحت الأنقاض بعد الزلزال الذي ضرب عدة مدن مغربية (القناة المغربية الثانية)

جامعة الدول العربية

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: «خالص التعازي والمواساة لأسر ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب. قلوبنا مع أهلنا وإخوتنا هناك، وأدعو الله أن يلطف بهذا البلد العربي العزيز وشعبه الأصيل، وأن يتجاوز هذه الأزمة سريعاً».

تضامن دولي

وقدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعازيه للشعب المغربي بضحايا الزلزال، مؤكداً أن تركيا تقف إلى جانب المملكة المغربية بكل الوسائل الممكنة.

وأبدى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعاطفه مع ضحايا زلزال المغرب - عبر منصة «إكس» - قائلاً إنه «حزين جداً لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب».

ووجّه المستشار الألماني أولاف شولتس - اليوم عبر منصة «إكس» - التعازي إلى أقارب ضحايا زلزال المغرب، قائلاً إن الأنباء الصادرة من المغرب مروعة.

كما قدم وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم خالص التعازي لجميع ضحايا الزلزال ولأسرهم في المغرب.

وأعربت السفارة الأميركية لدى المغرب عن خالص التعازي لضحايا الزلزال، قائلة إنها تتابع الوضع عن كثب، ودعت المواطنين الأميركيين إلى توخي الحذر.

استعداد للمساعدات

بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن الاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد لدعم المغرب في اللحظات الصعبة التي يمر بها بعد وقوع الزلزال، في حين أفاد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل بأن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم مساعدات للمغرب.

وقالت الأمم المتحدة إنها على استعداد لدعم المغرب في جهوده لمساعدة متضرري الزلزال.

من جهته، أفاد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس باستعدادهم لدعم الاحتياجات الصحية العاجلة للمغرب.

وقدمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تعازيها إلى المغرب، مؤكدةً تضامنها مع المملكة لمواجهة أضرار الزلزال، لا سيما ترميم الآثار التي تضررت في بعض المدن التاريخية.

الزلزال الأعنف منذ عقود

وضرب زلزال بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر جنوب غربي مراكش، بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، وفق ما ذكرته وزارة الداخلية المغربية.

امرأة تبكي منزلها المتضرر من الزلزال في المدينة القديمة في مراكش (أ.ف.ب)
امرأة تبكي منزلها المتضرر من الزلزال في المدينة القديمة في مراكش (أ.ف.ب)

ووصف المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء الزلزال بأنه الأعنف منذ قرن، في حين أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن الزلزال وقع على عمق 18.5 كم، ومركزه جبال الأطلس، ولم يحدث مثله في البلاد منذ عام 1900.

وكانت السلطات المغربية، أعلنت اليوم عن مقتل 632 شخصاً، وإصابة 329 آخرين جراء الزلزال الذي ضرب إقليم «الحوز» جنوب شرقي المغرب.

جانب من الأنقاض التي خلفها الزلزال الذي ضرب مراكش (رويترز)
جانب من الأنقاض التي خلفها الزلزال الذي ضرب مراكش (رويترز)

وأفادت وزارة الداخلية المغربية في بيان لها، بأن الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، أسفر عن مقتل 632 شخصاً بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، في حصيلة أولية، مضيفةً أنها سجلت أيضاً إصابة 329 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة.


مقالات ذات صلة

كابوس زلزال الـ13 ثانية يخيم «نفسياً» على سكان إسطنبول وقلق من المقبل

شؤون إقليمية كثير من سكان إسطنبول يمضون ليلتهم في العراء خوفاً من العودة إلى منازلهم (أ.ب)

كابوس زلزال الـ13 ثانية يخيم «نفسياً» على سكان إسطنبول وقلق من المقبل

لا يزال آلاف من سكان إسطنبول يعيشون حالة الرعب من كابوس الـ13 ثانية للزلزال القوي الذي ضرب المدينة الكبرى بالبلاد، وبلغت شدته 6.2 على مقياس ريختر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
تحليل إخباري مواطنون أتراك خافوا من الهزات الارتدادية في إسطنبول (أ.ب)

تحليل إخباري لماذا تدعو حكومات لعدم استخدام المكالمات الهاتفية وقت الزلازل؟

بعد ساعات من وقوع الزلزال، سيطرت حالة من الخوف والتوتر على مدينة إسطنبول التركية.

أحمد حسن بلح (القاهرة )
شؤون إقليمية أشخاص مع أمتعتهم يجلسون في حديقة بعد زلزال قوي ضرب إسطنبول (إ.ب.أ) play-circle

185 هزة ارتدادية تضرب إسطنبول بعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجة

شهدت إسطنبول سلسلة من الزلازل اليوم الخميس، حيث أعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية اليوم الخميس عن وقوع هزات ارتدادية جديدة، بلغت قوة إحداها 4.1 ريختر.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل أمام ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك (موقع حزب الشعب الجمهوري)

مسيرة دعم لإمام أوغلو في أنقرة في الذكرى 105 لتأسيس برلمان تركيا

تحدى زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل قراراً لوالي أنقرة بحظر مسيرة من أمام المبنى القديم للبرلمان إلى ضريح أتاتورك دعماً لإمام أوغلو

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم أُصيب أكثر من 150 شخصاً عندما قفزوا من المباني بعد أن هزّ زلزال قوته 6.2 درجة إسطنبول (إ.ب.أ) play-circle

بقوة 6.2 درجة... زلزال إسطنبول يسفر عن إصابة أكثر من 230 شخصاً

هز زلزال بقوة أولية بلغت 6.2 درجة إسطنبول ومناطق أخرى من تركيا، اليوم (الأربعاء)، ما تسبب في حالة من الذعر الواسع والعديد من الإصابات.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

مصر تصادق على اتفاقية «نقل المحكومين» مع الإمارات

مجلس النواب المصري (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
مجلس النواب المصري (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
TT
20

مصر تصادق على اتفاقية «نقل المحكومين» مع الإمارات

مجلس النواب المصري (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)
مجلس النواب المصري (وزارة الشؤون النيابية والتواصل السياسي)

صدَّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، على «اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحريات»، الموقعة بين بلاده والإمارات، التي «تقضي بنقل المدانين بأحكام قضائية إلى الوطن الأصلي لقضاء مدة العقوبة».

ووافق مجلس النواب المصري (البرلمان)، على الاتفاقية، الشهر الماضي، وسط جدل بشأن اشتراط «موافقة السجين» قبل التبادل.

ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بتصديق السيسي عليها، حسب برلمانيين مصريين، أشاروا إلى أن «المستفيد منها، أسر المحكوم عليهم، لتقديمها تسهيلات بنقل (السجين)، إلى موطنه الأصلي لاستكمال مدة العقوبة».

ونشرت الجريدة الرسمية في مصر، الأربعاء، موافقة السيسي على اتفاقية «نقل المحكوم عليهم» مع الإمارات.

وكان البلدان وقعا على اتفاقية «نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية» في يناير (كانون الثاني) عام 2024، وناقش البرلمان المصري الاتفاقية في يناير الماضي، في إطار «علاقات التعاون بالمجال القضائي بين البلدين».

وتضمنت الاتفاقية 19 مادة، مقسمة إلى أربعة أبواب، وتضمن الباب الأول أحكام نقل المحكوم عليهم، والثاني تناول «الإجراءات المتبعة الخاصة بنقل المدانين»، فيما تضمن الباب الثالث «اختصاصات السلطة المركزية، وسبل تسوية الخلافات التي تنشأ حول تطبيق وتفسير الاتفاقية»، ونص الباب الرابع على «مدة ومجال سريان الاتفاقية، وكيفية تعديلها وإنهائها»، وفق تقرير اللجنة المشتركة للجنتي «الدفاع» و«التشريعية» بمجلس النواب المصري.

مناقشات «النواب» المصري لاتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات في مارس الماضي (مجلس النواب المصري)
مناقشات «النواب» المصري لاتفاقية تبادل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات في مارس الماضي (مجلس النواب المصري)

وخلال جلسة البرلمان المصري، المعنية بالموافقة على الاتفاقية، في مارس (آذار) الماضي، قال رئيس «اللجنة التشريعية» بمجلس النواب، المستشار إبراهيم الهنيدي، إن «الاتفاقية تهدف في مجملها إلى تهيئة السبل الكفيلة لإصلاح المحكوم عليه وإعادة تأهيله باعتباره الفرض الأساسي للجزاء الجنائي»، وأضاف أنها «إحدى اتفاقيات التعاون القانوني والقضائي، وتأتي في إطار احترام حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية».

وأثارت موافقة البرلمان المصري على الاتفاقية، حينها، تكهنات بشأن إمكانية طلب القاهرة استرداد المعارض المصري عبد الرحمن القرضاوي، المحتجز في أبوظبي، والملاحق قضائياً في مصر.

لكن عضو «لجنة الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب، يحيى كدواني، استبعد مجدداً، الأربعاء، أن يكون الهدف من الاتفاقية «نقل نجل القرضاوي إلى مصر»، وقال إن «الاتفاقية لا تستهدف أشخاصاً، لكن توفر خدمة إنسانية لأسر المحكوم عليهم، بتسهيل لقاءات (السجناء) وذويهم، حال نقلهم لموطنهم الأصلي».

وأوضح كدواني لـ«الشرق الأوسط»، أن «المستفيد الأكبر من الاتفاقية أسر المحكوم عليهم بين البلدين، حال توافر شروط نقل (السجين)»، وقال إن «الاتفاقية تعكس عمق التعاون القضائي بين القاهرة وأبوظبي».

ووفق المادة الثالثة من الاتفاقية، يقدم طلب نقل السجين من «دولة الإدانة، ودولة التنفيذ، ومن المحكوم عليه، أو من ممثله القانوني، أو من زوجه، أو أحد أقاربه، حتى الدرجة الرابعة».

وحسب عضو «لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية» بالبرلمان المصري، إيهاب رمزي، فإن «الاتفاقية تطبق مبدأ المعاملة بالمثل، وهو مبدأ قانوني منصوص عليه، في علاقات التعاون بين الدول».

وأضاف رمزي لـ«الشرق الأوسط» أن «الاتفاقية تضع شروطاً لعملية نقل المحكوم عليهم، من بينها اشتراط موافقته أو بناء على طلب من ذويه، كما أنها حددت ضوابط لرفض طلب نقل (السجين)».

ويُرفض طلب نقل المحكوم عليه، في حالة «إذا رأت دولة الإدانة في عملية النقل مساساً بسيادتها أو أمنها أو نظامها العام أو مصالحها»، أو «إذا قضي بالبراءة عن الأفعال نفسها في دولة التنفيذ»، أو «إذا انقضت وقائع الدعوى المدان فيها، في دولة التنفيذ»، وفق نص المادة الرابعة للاتفاقية.