وجَّه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، بإنشاء غرفة أمنية في مصراتة، في خطوة وُصفت بأنَّها تهدف إلى صد «تمرد» تشكيلات مسلَّحة بقيادة صلاح بادي، في المدينة الواقعة غرب البلاد، والذي توعّد بإزاحة «الموجودين في السلطة» ممن وصفهم بـ«العملاء والخونة»، بسبب لقاء وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما. وكان «المجلس العسكري» بمصراتة أعلن، مساء السبت، إعادة تفعيل نشاطه مرة ثانية، وبعد ذلك بساعات كلَّف الدبيبة قواته، خلال اجتماع حكومي، بإنشاء غرفة أمنية، «لغرض توحيد الجهود» داخل نطاق مصراتة، مشدداً على أهمية «ترتيب الجهود والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، لتفادي وقوع أي خروقات أمنية، واعتماد خطة مشتركة بين الأجهزة المعنية».
قرارات الدبيبة لم تخفف حالة الاحتقان المتصاعدة لدى التشكيلات العسكرية في مصراتة، التي تشهد شوارعها منذ مساء السبت، حشداً ضخماً من أرتال عسكرية، مع تهديد مجموعة من كتائب (المجلس العسكري) بالتحرك ضد الحكومة في طرابلس.
وأصدرت قوة مسلَّحة من كتائب «المجلس العسكري - مصراتة» بياناً أعلنت، من خلاله، رفضها «التدخلات الأجنبية في البلاد». وأعلن صلاح بادي، المُعاقَب دولياً، وآمر ما يُعرَف بـ«لواء الصمود»، وأحد القياديين بالمجلس، العزم على التدخل «بالقوة»، «لإزاحة الموجودين في السلطة»، ممن وصفهم بأنهم «خونة وعملاء». وأضاف وسط حشد من المسلَّحين: «بلادنا يجب أن تكون بأيدٍ أمينة، وليس بأيدٍ عميلة خائنة».
وكان ما يُعرَف بـ«اتحاد ثوار مصراتة» أعلن، عقب لقاء «المنقوش - كوهين»، أنه «لم يعد يعترف» بحكومة الدبيبة، ودعا إلى تشكيل حكومة بديلة.