قبل أشهر قليلة من انطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة في مصر، تشهد أزمة تسمية مرشح حزب الوفد في الانتخابات «صعوبة في التوافق» وذلك عقب إعلان رئيس الحزب، عبد السند يمامة، عن ترشحه مجدداً، في مقابل تمسك منافسه القيادي الوفدي، فؤاد بدراوي، برغبته في الترشح للرئاسة تحت راية الحزب.
وطوال الفترة الماضية، شهد «الوفد» انقساماً بين فريقين؛ الأول يتصدره رئيس الحزب ويدافع عن ترشحه للرئاسة «من دون تصويت من ناخبي الهيئة الوفدية (الجمعية العمومية للحزب)»، والثاني ينتقد مساعي يمامة بوصفها «تتعارض مع نص اللائحة الداخلية للحزب (التي توجب طرح الأمر في (تصويت سري) على تلك الهيئة طالما يوجد أكثر من راغب في الترشح)».
ولحزب «الوفد» 39 نائباً في مجلس النواب المصري (البرلمان)، يمكنهم تزكية المرشح المحتمل للرئاسة، بموجب المادة 142 من الدستور المصري، التي تشترط أن «يزكي المرشح 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل».
وفي لقاء متلفز، (مساء الأربعاء)، نفى يمامة وجود «خلافات بالحزب حالياً». وقال: «نحن صف واحد، والحزب يمثله رئيسه، وسنخوض الانتخابات في مناخ ديمقراطي». وبحسب ما نشرته الصفحة الرسمية للحزب على «فيسبوك» (الخميس) فإن يمامة أعلن من أمام «ضريح» سعد زغلول بوسط القاهرة، أن «جميع هيئات ومؤسسات (الوفد) تشهد إجماعاً على خوضه الانتخابات الرئاسية».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، فجّر تصريح يمامة، عند إعلانه الترشح للرئاسة المصرية، موجة انتقادات، حينما قال: «كُلنا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي». وقتها دعا عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان)، عماد الدين حسين: «أي حزب مصري أعلن بوضوح تأييده للرئيس السيسي، ثم قرر الدفع بمرشح مُنافس له، فلا بد أن يُخبر المصريين عن سبب تغيير رأيه».
من جهته، أكد يمامة (مساء الأربعاء) أن لجان «الوفد» بالمحافظات المصرية بدأت الاستعداد للانتخابات الرئاسية، انتظاراً لفتح باب الترشح، موضحاً أنه سيلتقي أعضاء بالحزب «لدعم وتمويل الحملة الانتخابية عبر حساب خاص للتبرع».
لكن في المقابل، قال فؤاد بدراوي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترشح رئيس الحزب (مُخالف) للمادة 19 مكرر من لائحة النظام الداخلي لـ(الوفد)». وتساءل: «لماذا يخشى يمامة من دعوة الجمعية العمومية للاجتماع لاختيار من يكون مرشح الحزب في الرئاسة؟».
وحول خياراته المقبلة في الأزمة، قال بدراوي «جارٍ التشاور مع عدد من القيادات الحزبية».
والشهر الماضي، دخل الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، على خط أزمة حزب الوفد. وقال عبر موقع «إكس» (تويتر سابقاً)، إن «عدم احترام اللوائح ينزع (الشرعية) عن الترشيح».
عن تأثير هذا الانقسام الداخلي على خوض «الوفديين» السباق الرئاسي، قال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، ياسر حسّان لـ«الشرق الأوسط»، إن «خوض الوفد الانتخابات الرئاسية من دون توافق سوف يؤثر على الحملة الانتخابية للحزب»، مشيراً إلى أن أحد مظاهر الأزمة «عدم دعوة الهيئة العليا للحزب إلى اجتماعاتها الدورية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وبالتالي لم نتمكن من الجلوس حتى نصل إلى حلولاً للأزمة التي تشهد انسداداً بين الأفرقاء».
ويخشى حسّان من تداعيات الانقسام على الحزب بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية؛ فبينما أكد «صعوبة المعركة الانتخابية بالنسبة لحزب مُنقسم». قال: «أعتقد أن الحزب سيكون في حالة من (الصدام الشديد) عقب انتهاء ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة».




