مسؤول أممي: السودان من أكثر المناطق خطورة

مقتل 19 من عمال الإغاثة منذ اندلاع الحرب في أبريل

فتيات سودانيات فررن من الصراع في الجنينة بمنطقة دارفور السودانية يصطففن عند نقطة مياه في أدري بتشاد (رويترز)
فتيات سودانيات فررن من الصراع في الجنينة بمنطقة دارفور السودانية يصطففن عند نقطة مياه في أدري بتشاد (رويترز)
TT
20

مسؤول أممي: السودان من أكثر المناطق خطورة

فتيات سودانيات فررن من الصراع في الجنينة بمنطقة دارفور السودانية يصطففن عند نقطة مياه في أدري بتشاد (رويترز)
فتيات سودانيات فررن من الصراع في الجنينة بمنطقة دارفور السودانية يصطففن عند نقطة مياه في أدري بتشاد (رويترز)

أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بالإنابة في السودان، أيدي رو، في بيان، الخميس، مقتل 19 من العاملين في مجال الإغاثة في 17 هجوماً، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، داعياً إلى محاسبة مرتكبي الهجمات على عمال الإغاثة والمساعدات.

وقال المسؤول الأممي: «إن السودان أصبح من أكثر المناطق خطورة وصعوبة على العاملين في المجال الإنساني». وأضاف، مع اقتراب اليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 من أغسطس (آب) الحالي: «نذكّر طرفي الصراع في السودان مرة أخرى بأن العاملين في المجال الإنساني والمساعدات التي يقدمونها لا ينبغي أبداً استهدافهم». وأشار في بيان إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين من برنامج الأغذية العالمي في اليوم الأول لاندلاع القتال، أثناء وجودهم في الميدان لتقديم المساعدات الفنية الطارئة في منطقة كبكاية بشمال إقليم دارفور، كما في الأسابيع العنيفة ظل العاملون في المجال الإنساني يفقدون أرواحهم أثناء أداء واجبهم.

طفلة سودانية أمام أحد مستشفيات «أطباء بلا حدود» في السودان (رويترز)
طفلة سودانية أمام أحد مستشفيات «أطباء بلا حدود» في السودان (رويترز)

تعرض المرافق الإنسانية للهجوم

وأفاد المسؤول الأممي بتعرض المرافق الإنسانية للهجوم، حيث تم نهب ما لا يقل عن 53 مستودعاً للمساعدات الإنسانية، و87 مكتباً، وسرقة 208 سيارات. وشدد أيدي رو على أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يخالف قواعد الحرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، ويجب ضمان سلامتهم وسلامة المدنيين الذين يدعمونهم.

ودعا طرفي الصراع للالتزام بنصوص اتفاق إعلان المبادئ في «منبر جدة» بوساطة سعودية أميركية، حيث اتفقا على حماية المدنيين السودانيين والعاملين في المجال الإنساني بالبلاد. وأشار إلى تأكيدات طرفي الصراع بالامتناع عن مهاجمة أو مضايقة أو احتجاز الأفراد بشكل تعسفي، أو تدمير أو نهب إمدادات الإغاثة والمنشآت والمواد والوحدات.

وقال: «في اليوم العالمي للعمل الإنساني نكرم عمال الإغاثة الذين ضحوا بحياتهم والذين يواصلون تعريض حياتهم للخطر كل يوم لدعم المحتاجين، ونواصل حث جميع أطراف النزاع في السودان على تسهيل العمل الإنساني وحماية الذين يقدمونه».

تصاعد الدخان فوق أمدرمان جراء المعارك بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان فوق أمدرمان جراء المعارك بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» (أ.ف.ب)

المساعدات إلى مناطق النزاعات

من جهة ثانية، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن إيصال 44 ألف طن من المساعدات الإنسانية للمدنيين في العاصمة الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان وولايات أخرى في البلاد، على الرغم من استمرار الاشتباكات.

وأسفرت الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» عن آلاف القتلى والجرحى، وفرار نحو 4 ملايين إلى مناطق آمنة داخل السودان وإلى دول الجوار.

وكررت الأمم المتحدة الدعوة مجدداً لوقف القتال حتى يتسنى وصول المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها. وأفاد المكتب بأن بالاشتباكات المندلعة حالياً في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، عرقلت وصول قافلة من الشاحنات تحمل المساعدات الإنسانية للمدنيين. وأوضح أنه عمل على مدى الأشهر الثلاثة الماضية على تسهيل حركة وصول أكثر من 1000 شاحنة تحمل أكثر من 44 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى العديد من مناطق السودان. وأضاف أن قافلة إنسانية وصلت يوم الأربعاء إلى مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية، بالإضافة إلى إمدادات مياه وصرف صحي ونظافة.

وأشار المكتب إلى أن هذه المواد مقدمة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية لدعم الأشخاص الذين نزحوا بسبب النزاع والمجتمعات المستضيفة. ويعاني الآلاف من المدنيين العالقين وسط المعارك في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، من نقص المواد الغذائية والمياه، وتردي الخدمات الصحية، مع دخول الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» شهرها الخامس.


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تسيطر على مدينة استراتيجية في غرب السودان

شمال افريقيا الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تسيطر على مدينة استراتيجية في غرب السودان

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الخميس، سيطرتها على مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات الموالية له.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني الجديد (الخارجية المصرية)

مصر تجدد دعمها الكامل لاستقرار السودان ووحدته

جددت مصر دعمها استقرار السودان ووحدته، وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، حرص بلاده على التفاعل مع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنهاء معاناة الشعب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا شاحنات محملة بمساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي تصل إلى طويلة في شمال دارفور بالسودان في 27 أبريل 2025 (رويترز)

«الدعم السريع» تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

استهدفت «قوات الدعم السريع»، الخميس، القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بقصف مدفعي بعيد المدى، وفق مصدر عسكري.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الوضع في دارفور بـ«الكارثي» (رويترز)

165 قتيلاً على الأقل بهجمات لـ«الدعم السريع» في دارفور خلال 10 أيام

قتل 165 مدنياً على الأقل في هجمات شنّتها «قوات الدعم السريع» في الأيام العشرة الأخيرة على مدينة الفاشر التي تحاصرها في إقليم دارفور غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا صورة تداولها سودانيون عبر المنصات رداً على البرهان

البرهان يثير غضب «ثوار السودان»

أثار تمسك القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بالبندقية والقتال (ضد «قوات الدعم السريع») وإعلانه انتهاء عملية التغيير السلمي، موجة غضب عارمة.

أحمد يونس (كمبالا)

«الدعم السريع» تسيطر على ثاني أكبر مدن كردفان

الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)
الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم جراء المعارك (أ.ف.ب)
TT
20

«الدعم السريع» تسيطر على ثاني أكبر مدن كردفان

الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)
الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم جراء المعارك (أ.ف.ب)

أعلنت «قوات الدعم السريع»، أمس، سيطرتها على النهود، ثاني أكبر مدن ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات الموالية له.

وبسيطرتها على هذه المدينة ستتمكن «الدعم السريع» من قطع كل الطرق أمام الجيش لفك الحصار على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، كما تضع مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، تحت الحصار.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»: «قواتنا موجودة في مدينة النهود، وتصدّت لهجمات عدة من (الدعم السريع)».

كذلك، استهدفت «الدعم السريع» القصر الجمهوري وسط العاصمة، الخرطوم، بقصف مدفعي بعيد المدى. وقال مواطنون في مدينة كوستي، بولاية النيل الأبيض، إن سرباً من المسيّرات هاجم صباح أمس مقر الفرقة الـ18 التابعة للجيش في المدينة.