الهلال الأحمر الليبي يدعو لإنقاذ 400 مهاجر على الحدود مع تونس

تحدث عن وجود حالات صحية حرجة بينهم

اللاجئون عند الحدود الليبية - التونسية (رويترز)
اللاجئون عند الحدود الليبية - التونسية (رويترز)
TT
20

الهلال الأحمر الليبي يدعو لإنقاذ 400 مهاجر على الحدود مع تونس

اللاجئون عند الحدود الليبية - التونسية (رويترز)
اللاجئون عند الحدود الليبية - التونسية (رويترز)

دعت جمعية الهلال الأحمر الليبي إلى المسارعة في إنقاذ 400 مهاجر، ينتمون إلى دول أفريقية عدة، وهم عالقون على الحدود مع تونس، بعدما أبعدتهم الأخيرة عن أراضيها، ورفضت نظيرتها الليبية دخولهم إلى البلاد.

وناشد مسؤول في الهلال الأحمر، بـ«ضرورة إغاثة المهاجرين العالقين على الحدود»، بينما قالت الجمعية، الاثنين، إنها مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للمهاجرين على الحدود الليبية - التونسية، «بمن في ذلك النساء ذوات الحالات الصحية الحرجة، والأطفال الرضع والرجال الذين يحتاجون إلى المساعدة الفورية».

ونوهت بأنها «تعمل بجِد مع منظمات إنسانية دولية لتلبية احتياجات المهاجرين»، متابعة: «لا يمكننا التوقف عن العمل؛ لأن المهاجر هو إنسان والإنسانية أصلها واحد».

عدد من المهاجرين العالقين عند الحدود (أ.ب)
عدد من المهاجرين العالقين عند الحدود (أ.ب)

واعترضت دورية عسكرية ليبية مركبة كانت تحمل على متنها مهاجرين غير نظاميين، قالوا إن السلطات التونسية دفعتهم إلى الحدود الليبية عبر الصحراء، لكن الدورية أجبرتهم على العودة من حيث أتوا، غير أن منظمات حقوقية ليبية دعت إلى سرعة إنقاذ المهاجرين العالقين على الحدود بين البلدين، «قبل أن تقع كارثة إنسانية».

وقالت جمعية الهلال الأحمر، إنها وفرّت للمهاجرين، بمساعدة من مكتب الـ«يونيسف» في ليبيا، الطعام والشراب، كما وزعت مستلزمات النظافة لتلبية الاحتياجات الفورية على قرابة 400 مهاجر، لافتة إلى أنه جرى تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة «المنقذة للحياة» في المنطقة الحدودية ذاتها.

وانتهت الجمعية إلى أنها «تعمل على تكثيف جهودها مع هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحكومية، للتخفيف من معاناة المهاجرين على الحدود الليبية - التونسية بأسرع ما يمكن، وتدعو الجميع للمساعدة في ذلك».


مقالات ذات صلة

أميركا تعيد 200 مهاجر فنزويلي غير شرعي إلى وطنهم جواً من غوانتانامو

العالم مهاجرون فنزويليون مرحّلون من قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية يصلون إلى مطار سيمون بوليفار الدولي في مايكيتيا، فنزويلا 20 فبراير 2025 (رويترز)

أميركا تعيد 200 مهاجر فنزويلي غير شرعي إلى وطنهم جواً من غوانتانامو

عاد نحو 200 مهاجر فنزويلا كانوا في الولايات المتحدة، إلى وطنهم بعد احتجازهم في خليج غوانتانامو، في موجة من رحلات الترحيل الجوية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصل لإلقاء كلمة في ميامي بيتش بولاية فلوريدا 19 فبراير 2025 (أ.ب) play-circle

الشهر الأول في البيت الأبيض... ترمب يغيّر وجه أميركا

لم يكن سيناريو حكم الشهر الأول للرئيس الأميركي دونالد ترمب في منصبه بالبيت الأبيض في أحلام مؤيديه الأكثر ولاءً، ولا في أحلك كوابيس أشد منتقديه شراسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ متظاهرون يشاركون في احتجاج وطني مؤيد للديمقراطية ضد إدارة ترمب وإيلون ماسك ويدافعون عن مجموعة متنوعة من القضايا (إ.ب.أ)

انتكاس جهود ترمب لتقييد حق المواطنة للمواليد

رفضت محكمة استئنافاً قدمته إدارة ترمب ضد حكم لمحكمة البداية، قررت فيه أنه لا يحق للرئيس إنهاء حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير المسجلين.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا جثث عثر عليها في «مقابر جماعية» بالكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)

«حفر الموت» في ليبيا تلفظ المزيد من جثث المهاجرين السريين

على مدار الأسبوعين الماضيين، يستيقظ الليبيون على أنباء الكشف عن «حفر جديدة للموت»، تُستخرج منها جثث لعشرات المهاجرين «تمت تصفيتهم»، وفقاً للأجهزة الأمنية.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا السلطات الأمنية بشرق ليبيا تستعرض المهاجرين «المحررين» قبل تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة (جهاز البحث الجنائي)

«مقايضة» الفرد بـ10 آلاف دولار... تحقيقات ليبية في بيع وشراء «المهاجرين»

تبين لمحققين ليبيين مع عدد من «تجار البشر» وجود عمليات استغلال جنسي لمهاجرين وتجويع، لدرجة صهر أنابيب البلاستيك على ظهورهم بقصد إرغام أسرهم على الدفع.

جمال جوهر (القاهرة)

«هدنة غزة»: «مصير مهدد» للاتفاق بعد إرجاء خروج أسرى فلسطينيين

طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: «مصير مهدد» للاتفاق بعد إرجاء خروج أسرى فلسطينيين

طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة بمخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وسط مشهد متأرجح بين التهدئة والتصعيد، بات اتفاق «هدنة غزة» على المحك بعد خطوة إسرائيلية مفاجئة بتأجيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، رغم إتمام حركة «حماس» تسليم الرهائن.

مخاوف عززتها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصف خلالها عملية التسليم بأنها «مهينة»، بينما يبقى مصير الاتفاق معلقاً بين المناورات السياسية والتطورات الميدانية وضغوط الوسطاء لاستكمال التهدئة.

هذه التطورات دفعت مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للحديث عن احتمال وصوله للمنطقة، الأربعاء، لبحث استكمال الصفقة التي باتت مهددة، غير أن خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، يرون أنه سيكون هناك دور كبير للوسطاء لسد ذرائع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يحاول «التملص» من دخول المرحلة الثانية من الاتفاق التي كان يجب أن تبدأ مفاوضاتها في 3 فبراير (شباط) الحالي، غير أن مستقبل استكمال الصفقة سيكون محل شكوك باستمرار بسبب العراقيل الإسرائيلية.

وأعلن مكتب نتنياهو، الأحد، في بيان، أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين سيتأجل «حتى تُنهي (حماس) المراسم المهينة» التي تُقيمها أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين، في احتمال أن يكون إشارة إلى فيديو نشرته الحركة يظهر اثنين من الرهائن الذين لم يتم إطلاق سراحهم بعد، وهما يشاهدان عملية تسليم في غزة السبت، فضلاً عن تقبيل أحد الرهائن رأس أحد عناصر الحركة على منصة التسليم.

بالمقابل، قال عضو المكتب السياسي في «حماس»، باسم نعيم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأحد: «ما تقوم به حكومة إسرائيل يعرض الاتفاق برمته للخطر الشديد»، مؤكداً أن «الوسطاء الذين ضمنوا الاتفاق، خصوصاً الأميركيين، مطالبون بالضغط على العدو لإنفاذ الاتفاق كما هو، والإفراج الفوري عن هذه الدفعة من الأسرى الفلسطينيين».

وسبق أن أعلنت «حماس» في 10 فبراير الحالي، تعليق عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين «حتى إشعار آخر»، بسبب «استمرار انتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار»، قبل أن يتدخل الوسطاء ويعلنون التوصل لتفاهمات بزيادة المساعدات لغزة مع استمرار الاتفاق الذي أبرم في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كما كان على 3 مراحل كل مرحلة عمرها 42 يوماً.

عناصر «حماس» يستعرضون الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم حديثاً ضمن اتفاق الهدنة (أ.ف.ب)
عناصر «حماس» يستعرضون الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم حديثاً ضمن اتفاق الهدنة (أ.ف.ب)

الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، عضو «مجلس الشؤون الخارجية»، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن نتنياهو تعرض للطمات شديدة مع رسائل تسليم الرهائن، وأراد بتلك الخطوة لفت انتباه الرأي العام الإسرائيلي بعيداً لعناوين أخرى تقلل من حجم الانتقادات ضده.

ويتوقع أنور أن تسعى مصر لتجاوز ذلك خلال الساعات المقبلة، بالضغط على الجانب الفلسطيني لمزيد من المرونة والالتزام لتفادي ذرائع نتنياهو، مشيراً إلى أن الاتفاق سيعود لمساره وسينفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق كما كان، وسيطلق سراح الأسرى الفلسطينيين، وسيبحث عن ذريعة أخرى لتعطيله.

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن ذلك الإرجاء الإسرائيلي جزء من محاولات نتنياهو لتهديد مصير الاتفاق باستمرار، مؤكداً أنه لن يكون الذريعة الأولى والأخيرة له بل سيحاول أن يبحث عن مبررات جديدة لتعطيل الذهاب لمفاوضات المرحلة الثانية التي كانت من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير الحالي.

ويتوقع الرقب، بذل الوسطاء جهوداً لإنقاذ التهدئة وإكمال المرحلة الثانية، وتنفيذ إسرائيل لتسليم الأسرى كما كان مقرراً، مثلما قبلت «حماس» سابقاً، مؤكداً أن الحركة كانت محقة فيما فعلت مسبقاً للضغط على نتنياهو لعدم منع المساعدات ومعدات الإيواء أما الإرجاء الإسرائيلي الجديد رغبة في تهديد الصفقة لا أكثر.

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل بقطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل بقطاع غزة (رويترز)

وكان من المتوقع أن تطلق إسرائيل سراح 620 أسيراً فلسطينياً بعد إطلاق سراح 6 رهائن إسرائيليين، السبت، والذين يعدون آخر دفعة بالمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي يتبقى على انتهائها نحو أسبوع واحد فقط دون بدء محادثات بشأن المرحلة الثانية بعد.

وبينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، في بيان، إن أوامر صدرت للجيش بالاستعداد لـ«بقاء طويل» في مناطق من الضفة الغربية المحتلة، أكد ويتكوف أن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وذلك في مقابلة مع «سي إن إن» عندما سُئل عن قرار إسرائيل بتأجيل إطلاق سراح سجناء ومعتقلين فلسطينيين، مضيفاً: «يجب تمديد المرحلة الأولى... سأتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع... ربما، الأربعاء، للتفاوض على ذلك»، ووفقاً لـ«رويترز».

ويرجح أنور، أن يستمر نتنياهو بتسخين الجبهات لا سيما في الضفة لعرقلة أي مسار لتهدئة، مشيراً إلى أن الضغوط الأميركية ستكون فيصلاً في تحديد مستقبل الاتفاق، ولذا يجب انتظار مخرجات زيارة ويتكوف.

ويتوقع الرقب أن يضغط ويتكوف في تمديد المرحلة الأولى واستكمال الثانية التي تضمن استلام إسرائيل كامل الرهائن، بينما تبقى المرحلة الثالثة للاتفاق والمعنية ببدء الإعمار مهددة وقريبة من أن ينقلب عليها نتنياهو لحرب واسعة في الضفة وغزة، مشدداً على أن الوسيطين مصر وقطر بخلاف «حماس» يدركون ذلك، وربما ستكون هناك مساع لضمانات أميركية لتفادي حدوث ذلك.