«حفر الموت» في ليبيا تلفظ المزيد من جثث المهاجرين السريين

استخراج 64 قتيلاً من مقابر جماعية خلال 5 أيام فقط

جثث عثر عليها في «مقابر جماعية» بالكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)
جثث عثر عليها في «مقابر جماعية» بالكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)
TT

«حفر الموت» في ليبيا تلفظ المزيد من جثث المهاجرين السريين

جثث عثر عليها في «مقابر جماعية» بالكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)
جثث عثر عليها في «مقابر جماعية» بالكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)

فُجع فريق ميداني مختص بالطوارئ في جنوب شرقي ليبيا بعدد الجثث التي لفظتها «حفر الموت» في الصحراء، والتي تعود لمهاجرين غير نظاميين خطفتهم عصابات الاتجار بالبشر، فيما لا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها مع متورطين في «تصفية» مهاجرين.

وقال مركز طب الطوارئ والدعم (فرع الكفرة)، إن ثلاث فرق تعمل تحت رعاية النيابة العامة، انتهت بعد خمسة أيام من العمل من استخراج 64 جثة من «المقابر الجماعية»، التي عثر عليها في الصحراء جنوب مدينة الكفرة، مشيراً إلى أنه بعد انتشال الجثث، التي تعود لمهاجرين غير نظاميين، تم أخذ عينات الحمض النووي، ثم إعادة دفنها في مكان مخصص لها.

فريق ميداني يعمل على استخراج الجثث من مقابر جماعية في الكفرة (مركز طب الطوارئ والدعم)

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، يستيقظ الليبيون على أخبار الكشف عن «حفر جديدة للموت»، تُستخرج منها جثث عشرات المهاجرين، الذين «تمت تصفيتهم» بدماء باردة، وفقاً للأجهزة الأمنية، وذلك بعد فشل تشكيلات إجرامية في الحصول على أموال من أسرهم، مقابل إطلاق سراحهم.

وسبق لمكتب النائب العام، المستشار الصديق الصور، أن أعلن عن إحدى هذه الجرائم، التي كشفت عملية واسعة لـ«الاتجار بالبشر» شمال الكفرة، مشيراً إلى أن «إجراءات الاستدلال أوضحت وجود تشكيل عصابي، تعمّد أفراده حجز مهاجرين غير شرعيين، وتعذيبهم بشكل قاسٍ ومهين وغير إنساني».

وأوضح مكتب النائب العام في التاسع من فبراير (شباط) الحالي أن مأمور فرع جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، في جنوب شرقي ليبيا، تمكن بمساندة عناصر «كتيبة سبل السلام»، من «تحرير» 76 مهاجراً كانوا محتجزين قسرياً، ثم أجرت النيابة العامة معاينة لمحل الجريمة، وتتبعت عملية استخراج 28 جثة عُثر عليها مدفونة في محيط محل الاحتجاز حتى الآن، واستعانت بالطب الشرعي لفهم أسباب وفاتهم.

النائب العام المستشار الصديق الصور(المكتب الإعلامي للنائب العام)

وتأتي هذه الجريمة بعد 3 أيام من بدء النيابة العامة التحقيق في العثور على 19 جثة، كانت مدفونة في ثلاث «مقابر جماعية» داخل مزرعة بمنطقة إجخرة، الواقعة جنوب شرقي ليبيا، والخاضعة لنفوذ بعض مهربي البشر.

واستكمالاً لعملية البحث عن جثث الضحايا واستخراجها، أوضح مركز طب الطوارئ والدعم فرع الكفرة، مساء الاثنين، أن جهود عناصره بدأت بعد ورود بلاغ عن اكتشاف 60 جثماناً، وأعقب ذلك العثور على 4 جثامين أخرى، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي حتى الآن إلى 64 جثماناً.

ونوه «الجهاز» إلى أن جهود الفرق الميدانية، التي دامت لخمسة أيام من العمل المتواصل، انتهت من انتشال الجثث وإعادة دفنها.

وكانت أجهزة أمنية ليبية قد كشفت خلال اليومين الماضيين عن عملية «اتجار واسعة» بالمهاجرين غير النظاميين، بالإضافة إلى مساومة أسر مخطوفين منهم للحصول على فدية، مقابل إطلاق سراحهم، و«إلا فإنها ستتخلص منهم».

وتحدثت مديرية أمن الجفرة عن عمليات «مقايضة ومساومة أسر المخطوفين تصل إلى 10 آلاف دولار للفرد»، وقالت إنه تم «ضبط تلك الحوالات المالية، كما توصلت اللجنة إلى تعرضهم لعمليات استغلال جنسي وتجويع، لدرجة صهر أنابيب البلاستيك على ظهور المهاجرين».

عناصر الفريق الميداني خلال عمليات استخراج الجثث (مركز طب الطوارئ والدعم)

وكان «جهاز المباحث الجنائية» قد أعلن العثور على «مقبرة جماعية» في مارس (آذار) 2024، ضمت جثث 65 مهاجراً غير نظامي في منطقة الشويرف في جنوب غربي ليبيا. فيما أشارت تقارير أممية ومحلية إلى تورّط بعض أعضاء الأجهزة الأمنية في عمليات تهريب المهاجرين إلى أوروبا، وهو ما كشفه مكتب النائب العام، الصديق الصور، مساء السبت.


مقالات ذات صلة

الدبيبة يحمّل البرلمان الليبي مسؤولية «غياب» القوانين اللازمة للانتخابات

شمال افريقيا الدبيبة في ملتقى ضباط جهاز دعم المناطق بطرابلس (حكومة «الوحدة»)

الدبيبة يحمّل البرلمان الليبي مسؤولية «غياب» القوانين اللازمة للانتخابات

حمّل الدبيبة المسئولية الكاملة لعقيلة صالح رئيس مجلس النواب وأعضائه، باعتباره الجهة المخولة بإصدار هذه التشريعات. واتهمه بالإخفاق في توفير الأساس القانوني.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عدد من المهاجرين «المحررين» في شرق ليبيا (جهاز البحث الجنائي)

ليبيا: حبس 4 متهمين بقتل 10 مهاجرين والاتجار بالبشر

قالت النيابة الليبية إن شبكة التهريب أخضعت المهاجرين لمعاملة قاسية لإجبار ذويهم على دفع مبالغ مالية تحت وطأة مشاهدة التسجيلات المرئية التي توثِّق مشاهد تعذيبهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صدام حفتر (رئاسة أركان القوات البرية التابعة للجيش الوطني)

ليبيا: مطالب بالتحقيق في «أنشطة مشبوهة» لشركة نفطية تابعة لنجل حفتر

رغم نفي المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بشأن ما يتعلق بشركة «أركنو»، فإن «التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني» يدعو الأجهزة الرقابية لفتح تحقيق في جميع أنشطتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية لاجتماع اللافي مع المبعوثة الأممية (المجلس الرئاسي الليبي)

عضو في «المجلس الرئاسي» الليبي يسعى لـ«حوار جديد» لحلّ الأزمة السياسية

لم يحدد اللافي موعداً لبدء هذه الحوارات الليبية أو مكانها مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستعقد خلال الفترة المقبلة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا من حفل إفطار أقامه مستشار الدبيبة وحضره قادة ميليشيات مسلحة في طرابلس  (حسابات ليبية موثوقة)

إفطار رمضاني لقادة ميليشيات طرابلس يثير تساؤلات بشأن «نفوذهم السياسي»

جمع إبراهيم الدبيبة مستشار رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة على مائدة إفطار قيادات أمنية رسمية، بالإضافة إلى أمراء التشكيلات المسلحة البارزين في طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)

أعلنت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، الثلاثاء، أن غارات جديدة نسبتها إلى الولايات المتحدة استهدفت محافظة صعدة معقل الحركة.

وأفاد مراسل القناة في المنطقة بـ«عدوان أميركي بغارتين على مديرية سحار».

ومنذ 15 مارس (آذار)، تشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضدّ الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.

وفي ذاك اليوم، وجّهت الولايات المتحدة ضربات جويّة عدّة قالت إنها أودت بحياة مسؤولين كبار في الحركة التي أعلنت من جهتها مقتل 53 شخصاً جرّاء الغارات الأميركية.

ومذاك، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية.

وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالقضاء على الحركة المدعومة من إيران، محذّراً طهران من استمرار تقديم الدعم لها.

وعقب اندلاع الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ المتمرّدون الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وفي البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفناً اتهموها بأنها على ارتباط بالدولة العبرية؛ وذلك دعماً للفلسطينيين، على حدّ قولهم.

وهم أوقفوا هجماتهم على إسرائيل والبحر الأحمر مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير (كانون الثاني) 2025، لكنهم استأنفوها مع خرق الدولة العبرية للهدنة وتوعدوا بتكثيفها ما دام استمرّ القصف على القطاع.

وارتباطاً بالموضوع توعد الحوثيون في اليمن، بمواصلة عملياتها الهجومية إسناداً لغزة في مواجهة إسرائيل مهما كانت التبعات.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط في خطاب تابعته وكالة الأنباء الألمانية: «موقفنا واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولن يتغير حتى وقف العدوان، ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس، وسنعلن عنها عند اللزوم».

وشدد المسؤول الحوثي قائلاً: «لن يثنينا العدوان الأميركي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت عن صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأميركي، وتسقط كل ادعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدو أمام العالم وأمام أبناء شعبنا».

وأردف: «شرفنا الله في هذه الليالي الرمضانية، بالاستمرار بمشاركة إخواننا في فلسطين بقيادة غزة الإسلام والعروبة جهادهم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يقدمونها بسخاء في سبيل الله ودفاعاً عن شرف الأمة المهدور، ومقدساتها وحقوقها المغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أميركا».

ومضى قائلاً: «شعب الإيمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده العدوان الأميركي إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة».

ومنذ أيام يشن الحوثيون ضربات صاروخية ضد مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، عقب فشل الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»؛ «مساندة ودعماً لغزة»، على حد وصف الجماعة المتحالفة مع إيران.