مسؤول سوداني: الوضع الصحي بوسط دارفور خطير وجميع المستشفيات توقفت

عائلة سودانية نازحة داخل مخيم للنازحين في دارفور بالسودان في 26 أبريل 2019 (رويترز)
عائلة سودانية نازحة داخل مخيم للنازحين في دارفور بالسودان في 26 أبريل 2019 (رويترز)
TT

مسؤول سوداني: الوضع الصحي بوسط دارفور خطير وجميع المستشفيات توقفت

عائلة سودانية نازحة داخل مخيم للنازحين في دارفور بالسودان في 26 أبريل 2019 (رويترز)
عائلة سودانية نازحة داخل مخيم للنازحين في دارفور بالسودان في 26 أبريل 2019 (رويترز)

قال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية بحكومة إقليم دارفور بابكر حمدين، اليوم الأربعاء، إن جميع مستشفيات ولاية وسط دارفور متوقفة تماماً عن العمل حالياً، حسبما أفادت وكالة أنباء العالم العربي.

وأبلغ حمدين وكالة أنباء العالم العربي بأن جميع المراكز الصحية في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور توقفت عن العمل بسبب غياب الأمن ما عدا مركزا واحدا شرق المدينة يعمل بشكل محدود.

وهاجمت قوات الدعم السريع مستشفى زالنجي التعليمي، ما أدى إلى توقفه تماماً بحسب تنسيقية لجان المقاومة في زالنجي.

وأكد حمدين أن الأحداث الدامية التي تشهدها مدينة زالنجي أثرت على الأطقم الطبية، حيث اضطر كثير من الأطباء إلى مغادرة المدينة بحثاً عن ملاذ آمن.

وأشار حمدين إلى «وجود صعوبة في توصيل الإمدادات النوعية إلى المستشفيات».

وعن الأوضاع الصحية في مدينة الجنينة، لفت حمدين إلى أن الوضع الصحي هناك أسوأ من زالنجي. واستطرد قائلاً: «ما زالت المستشفيات أيضاً في مدينة الجنينة متوقفة تماماً بسبب الظروف الأمنية».

وعن التنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية قال حمدين: «تعمل وزارة صحة إقليم دارفور على التنسيق مع الجهات الأمنية لتوصيل الإمدادات الدوائية لهذه المدن. ونحاول جاهدين إدخال أو إرجاع الخدمة في هذه المستشفيات».

كما كشف حمدين عن تدمير دور الرعاية التابعة لوزارة الصحة. وتوقف العمل الإداري في الوزارة تماماً.

نقص الدواء

وأوضح حمدين أن الوضع الصحي في الولاية في غاية الخطورة بسبب نقص الدواء في الإقليم وعدم وصوله إلى جميع أنحاء الولاية، مشيراً إلى أن هناك عددا من المرافق الصحية تعمل بجهد السكان.

وأكد حمدين أن هناك غرفة طوارئ تعمل من أجل تذليل هذه العقبات ومعالجة هذه المشكلات رغم الظروف المستعصية، مضيفا: «لم نتلق أي دعم في مجال الصحة في الولاية، ولذا غادر العديد من أصحاب الأمراض المزمنة الولاية لتلقي العلاج خارجها».

وأصدرت تنسيقية لجان المقاومة في زالنجي بياناً أدانت فيه استباحة المؤسسات الحيوية ولا سيما المستشفيات والمرافق الصحية بوسط دارفور من قبل قوات الدعم السريع. وناشدت التنسيقية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل الفوري لإنقاذ المدنيين.

وتضرر القطاع الصحي بالسودان بشدة عقب اندلاع القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمناطق واسعة من البلاد في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.


مقالات ذات صلة

زجاجات المياه البلاستيكية قد تصيبك بالسكري

صحتك تستخدم الزجاجات البلاستيكية في جميع أنحاء العالم (رويترز)

زجاجات المياه البلاستيكية قد تصيبك بالسكري

توصلت دراسة جديدة إلى أدلة مباشرة تربط بين أحد المكونات الكيميائية الرئيسية لزجاجات المياه البلاستيكية وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الرجل عانى من نمو شعر داخل حلقه ما يُعدُّ من المضاعفات النادرة لإدمانه السجائر (رويترز)

بسبب التدخين... نمساوي يعاني من نمو شعر داخل حلقه

في حالة غريبة من نوعها، عانى نمساوي من نمو شعر داخل حلقه، ما يُعدُّ من المضاعفات النادرة لإدمانه السجائر.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك فنيون يعملون على برج ساعة بارتفاع خمسة أقدام بشركة «إلكتريك تايم» في ميدفيلد بولاية ماساتشوستس (أرشيفية - رويترز)

لماذا نتأخر عن مواعيدنا؟... 3 أسباب نفسية

هل هناك دلالات نفسية للتأخر عن المواعيد بخلاف الظروف الطارئة كالازدحام في الطرق؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تقديرات بأن 5 % من البالغين في العالم يعانون الاكتئاب (رويترز)

أقراص اقتصادية لعلاج الاكتئاب

وجد باحثون في أستراليا ونيوزيلندا أن شكلاً جديداً من عقار الكيتامين، في صورة أقراص بتكلفة منخفضة «اقتصادية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك كبار السن الذين يعانون من الوحدة المزمنة أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية (أ.ف.ب)

الوحدة قد تصيب كبار السن بالسكتة الدماغية

توصلت دراسة جديدة إلى أن كبار السن الذين يعانون من الوحدة المزمنة يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة أكثر من أولئك الذين لا يشعرون بالوحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الحرب تزيد من معاناة مرضى السرطان في السودان

الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 % من الاحتياجات (أ.ف.ب)
الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 % من الاحتياجات (أ.ف.ب)
TT

الحرب تزيد من معاناة مرضى السرطان في السودان

الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 % من الاحتياجات (أ.ف.ب)
الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 % من الاحتياجات (أ.ف.ب)

تحتاج زوجة السوداني محمد الجنيد المصابة بالسرطان إلى علاج بالأشعة؛ لكن بعدما مزقت الحرب السودان، ودمرت بناه التحتية ومرافقه، بات يتطلب الأمر سفرها مسافة ألف كيلومتر تقريباً، للوصول إلى المستشفى الوحيد الذي يقدم هذه الرعاية.

ويقول الزوج البالغ من العمر 65 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من ولاية القضارف في شرق السودان؛ حيث لجأ مع زوجته هرباً من الحرب: «حتى لو وصلنا إلى مروي (في الشمال)، فسيتعين علينا أن ننتظر دورنا لتلقِّي هذه الرعاية».

ويشهد السودان منذ 15 أبريل (نيسان) العام الماضي حرباً عنيفة، بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

ودمرت الحرب إلى حد بعيد البنية التحتية، وخرج 70 في المائة من المرافق الصحية في البلاد من الخدمة، حسب إحصاءات الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندميير: «من 20 إلى 30 في المائة فقط من المرافق الصحية في البلاد لا تزال في الخدمة... وتعمل بالحد الأدنى»؛ مشيراً إلى أن الإمدادات الطبية «لا تلبي سوى 25 في المائة من الاحتياجات».

مرضى يتلقون العلاج في مستشفى القضارف للأورام بشرق السودان (أ.ف.ب)

وتدفق مئات الآلاف من الأسر إلى ولاية القضارف، بعدما نزحت من الولايات التي طالتها الحرب، وسط معاناة من نقص في المواد الغذائية ومياه الشرب والمرافق الصحية.

ويصطف مرضى السرطان في انتظار دورهم داخل مركز «الشرق» لعلاج الأورام، وهو الوحيد المخصص لذلك؛ لكن لا يتوفر في هذا المركز علاج بالأشعة، لذلك يلجأ المرضى إلى مستشفى مروي في الشمال الذي يبعد نحو ألف كيلومتر عن القضارف.

كانت زوجة الجنيد تتلقى علاجها في مستشفى ود مدني بولاية الجزيرة في وسط السودان، قبل إغلاقه بسبب اندلاع المعارك، ما دفع أسرتها للفرار إلى القضارف.

بسبب الحرب أُغلق مركزا الأورام الكبيران في الخرطوم وفي ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة الجنوبية (أ.ف.ب)

ويوضح الجنيد: «اليوم يرى الأطباء أنها تحتاج مجدداً إلى الخضوع للعلاج الإشعاعي، وهو في مروي فقط».

وبسبب طول الرحلة بين الولايتين، وكثرة الحواجز الأمنية، طلب السائق الذي وافق على اصطحاب الجنيد وزوجته إلى مروي، مبلغ 4 آلاف دولار، وهو ما لم يقدر الجنيد على دفعه، فألغيت الرحلة.

27 سريراً فقط ومئات المرضى

وبسبب الحرب، أُغلق مركزا الأورام الكبيران في الخرطوم وفي ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة الجنوبية. ومنذ ذلك الحين، يكتظ مركز القضارف بمرضى السرطان، على الرغم من سعته الضئيلة.

ويضم المركز 27 سريراً فقط، بينما «يحتاج إلى 60 سريراً على الأقل»، على ما يقول مديره معتصم مرسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويوضح مرسي: «العام الماضي استقبلنا نحو 900 مريض جديد»، مقارنة بنحو «300 أو 400 مريض» في الأعوام الماضية.

وفي الربع الأول فقط من عام 2024، استقبل المركز 366 مريضاً، إلا أن مرسي أكد أن الأدوية لا تزال متوفرة «إلى حد بعيد»، على الرغم من «بعض النقص» المسجل من قبل بدء الحرب.

دمرت الحرب إلى حد بعيد البنية التحتية وخرج 70 % من المرافق الصحية في البلاد من الخدمة (أ.ف.ب)

وعلى سرير في مركز القضارف؛ حيث يتقاسم المرضى الغرف بسبب الازدحام، تقول المعلمة السودانية فتحية محمد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عاد المرض (السرطان)، واضطررت إلى استئناف العلاج».

كانت فتحية تتلقى علاجها أيضاً مثل زوجة الجنيد بمستشفى ود مدني، قبل النزوح إلى ولاية القضارف.

وقالت بحسرة: «هنا لا يوجد علاج إشعاعي... إنه متوفر في مروي؛ لكنه يكلف مليارات الجنيهات السودانية».

وتحتاج المعلمة السودانية إلى علاج بالأشعة بشكل دوري، وهو ما يُعدُّ «مكلفاً للغاية» خصوصاً أنها لم تتقاضَ سوى راتب 3 أشهر فقط من العام الماضي، بسبب اندلاع الحرب، حسبما تقول.

«تحمل الألم الشديد»

وفي أواخر مايو (أيار) حذَّرت منظمة الصحة العالمية من أن «نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار؛ خصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها».

وأضافت: «تُدمَّر المرافق الصحية، وتتعرض للنهب، وتعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات».

الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 % من الاحتياجات (أ.ف.ب)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) حذَّر مقال نشره أطباء سودانيون في مجلة «إيكانسر» البريطانية، من أن «محدودية الوصول إلى خدمات علاج الأورام خلال الحرب الحالية يعرض حياة أكثر من 40 ألف مريض سوداني بالسرطان للخطر».

وأشار المقال إلى أن «التكاليف المرتبطة بالعلاج الإشعاعي والنقل والسكن تجعلها غير متاحة لكثير من المرضى، ما يجبرهم على مواجهة الموت في المستقبل، من دون رعاية كافية».

في أواخر مايو حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار (أ.ف.ب)

وحسب المقال، فقد عطَّلت الحرب «سلاسل التوريد وتوفر المسكنات»، الأمر الذي يدفع المرضى إلى «تحمل الألم الشديد».

في مروي، يقول أحد الأطباء، وقد طلب عدم ذكر اسمه: «يعمل لدينا جهازان للعلاج الإشعاعي على مدار 24 ساعة يومياً».

ويضيف: «إذا تعطل أحد الأجهزة وتطلَّب الصيانة، فإن ذلك يتسبب في تكدس المرضى الذين يأتون من جميع أنحاء السودان».