اختيار المغرب لاحتضان مقر المرصد والمنصة المدمجة للتدقيق في الحمولات الإعلامية للعالم العربي

خلال اختتام فعاليات أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب

جانب من أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب التي انتهت فعالياتها أمس (الشرق الأوسط)
جانب من أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب التي انتهت فعالياتها أمس (الشرق الأوسط)
TT

اختيار المغرب لاحتضان مقر المرصد والمنصة المدمجة للتدقيق في الحمولات الإعلامية للعالم العربي

جانب من أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب التي انتهت فعالياتها أمس (الشرق الأوسط)
جانب من أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب التي انتهت فعالياتها أمس (الشرق الأوسط)

تم اختيار المغرب، أمس (الأربعاء)، بالإجماع لاحتضان مقر المرصد والمنصة المدمجة للتدقيق في كل الحمولات الإعلامية، التي تهم العالم العربي، وذلك خلال أشغال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، التي انتهت فعالياتها أمس.

وأوضح السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، خلال مؤتمر صحافي، عقد عقب اختتام أشغال الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، التي استضافتها المملكة المغربية، أن اختيار المغرب لاحتضان هذه المنصة جاء من منطلق تجربته في هذا المجال، مشيراً إلى أن هذه الآلية تهدف إلى تسخير كل وسائل الإعلام وتكنولوجيات الاتصال، من أجل رصد كل ما يهم العالم العربي، من حيث المحافظة على قيمه، ونشر مبادئ التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف، وكذا كل ما من شأنه أن يسيئ إلى المجموعة العربية.

وأضاف السفير خطابي أنه من شأن هذه الآلية إعطاء بعد فعلي للخطة الاستراتيجية للتحرك العربي، التي تكتسي بعداً مهماً في التعامل، وبالخصوص مع القضية الفلسطينية، وكذا مع القضايا المرتبطة بتثمين الذاتية، والموروث العربي ومحاربة الإرهاب، وتمكين الخبر العربي من التداول على أوسع نطاق، مسجلاً أن استحداث هذا المركز مكسب مهم، من شأنه جعل خطة التحرك العربية ذات فاعلية وجدوى ونجاعة.

وقال خطابي إن الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالرباط «كانت من أهم الدورات في مسيرة العمل العربي المشترك»، لافتاً إلى أن هذه الدورة كانت غنية وذات بعد شمولي، حيث تناولت جملة من القضايا، فضلاً عن تلك التي دأبت هياكل مجلس وزراء الإعلام العرب على دراستها، من قبيل القضية الفلسطينية، والقدس، وتفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية. مذكراً بأن الهدف الأساس لهذه الدورة تمثل في إعطاء بعد عملي وملموس لكل هذه التوجهات الاستراتيجية لوزراء الإعلام العرب.

كما أشار إلى أنه تم التأكيد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على حشد كل الإمكانات والوسائل لإيلاء مزيد من الاهتمام والحركية للتفاعل مع هذه القضية، ولا سيما قضية القدس الشريف. مسجلاً أن مبادرة تنظيم الندوة الدولية حول «دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف»، بمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووكالة بيت مال القدس الشريف، على هامش اجتماعات وزراء الإعلام العرب، أعطت زخماً قوياً لهذا التوجه، ومثّلت فرصة لإبراز جهود وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، التي يترأسها الملك محمد السادس، والتي تقدم من خلال مشاريعها ومبادراتها العمرانية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والاستشفائية نموذجاً للتضامن الملموس على أرض الواقع.

كما أوضح السفير خطابي أنه من بين الأمور الأخرى، التي تناولتها هذه الدورة، الخطة التنفيذية لمحاربة الإرهاب، مشدداً على أن هذه الخطة ذات أهمية كبيرة لكون الاستراتيجية الإعلامية العربية الخاصة بالإرهاب كانت قد استوفت مدتها، وبالتالي كان من الضروري وضع خطة مستقبلية، بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. مشيراً إلى أنه تم خلال هذه الدورة كذلك مناقشة موضوع التصنيف الدولي للألعاب الإلكترونية، وذلك من باب حرص وزراء الإعلام العرب على الاهتمام بالقضايا، التي تهم الرأي العام والشرائح المجتمعية بشكل مباشر، مسجلاً في هذا الإطار موافقة جميع الدول العربية على مشروع السعودية، الذي يضع تصنيفاً دقيقاً للاستخدامات المتعلقة بالألعاب الإلكترونية في الدول العربية.

جانب من الجلسة الافتتاحية للدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالرباط (الشرق الأوسط)

وفي الشق التنظيمي، قال السفير خطابي إن رئاسة المغرب لهذه الدورة، ممثلاً في شخص وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، تكرس الجهود التي تقوم بها المملكة المغربية في مجال العمل الإعلامي خاصة، والعمل العربي المشترك بصفة عامة، مضيفاً أن هذه الدورة «ستكون واعدة بفضل الخبرة التي راكمها الإعلام المغربي، سواء على المستوى العمومي أو الخاص».

من جهته، سجّل وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد المهدي بنسعيد، نجاح الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، التي عرفت اتخاذ قرارات مهمة تهم الإعلام العربي، لافتاً إلى أن المغرب يهدف أساساً إلى تبادل التجارب مع الدول العربية الأخرى.

وذكر بنسعيد أن خلاصات اجتماع أمس (الأربعاء)، من قبيل موضوع استراتيجية التعامل مع كبريات الشركات الرقمية، يعد من أهداف الحكومة المغربية، مشيراً إلى أن التمكن من جعل هذا التحدي هدفاً مشتركاً لكل الدول العربية من شأنه جعل التفاوض مع هذه الشركات إيجابياً، وأفضل لجميع الدول العربية.

يشار إلى أن برنامج الدورة الـ53 لمجلس وزراء الإعلام العرب، تضمن كذلك، بحث سبل مواصلة الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية، وفي صلبها القدس المحتلة، ومتابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، بما في ذلك مشروع المرصد والمنصة المدمجة. كما بحث هذا اللقاء الوزاري تحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية، ووضع خطتها التنفيذية، وتنفيذ أهداف الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، وإدراج مادة التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، والإعلام البيئي، ووضع استراتيجية موحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية.


مقالات ذات صلة

«حكايا عربي أنغلوفوني» في رابطة المؤلفين البريطانية

يوميات الشرق السفير السعودي في بريطانيا الأمير خالد بن بندر بن سلطان مفتتحاً الندوة

«حكايا عربي أنغلوفوني» في رابطة المؤلفين البريطانية

شهدت رابطة المؤلفين البريطانية في لندن، ندوة حول العلاقات العربية - البريطانية، خلال إطلاق كتاب «حكايا عربي أنغلوفوني» للزميل فيصل عباس.

يوميات الشرق أطلقت «الاقتصادية» محتوى رقمياً جديداً وموقعاً إلكترونياً مطوّراً بتحديثات وتغطيات مباشرة لتواكب فضاء الإعلام المتغيّر (الشرق الأوسط)

«الاقتصادية» تطلق موقعها المطور بمحتوى رقمي وتغطيات مباشرة

أعلنت «الاقتصادية» الصحيفة المتخصصة في الأخبار والتطورات الاقتصادية والتحليلات المالية العميقة وقطاع الأعمال إطلاقها محتوى رقمياً جديداً وموقعاً إلكترونياً

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جانب من مشاركة الهيئة باجتماعات الاتحاد الدولي في لندن (هيئة الصحفيين)

«هيئة الصحفيين السعوديين» تشارك في اجتماع اتحاد الصحافة الدولي

شاركت «هيئة الصحفيين السعوديين»، الأربعاء، في اجتماعات اتحاد الصحفيين الدوليين بالعاصمة البريطانية لندن، بصفة "مراقب".

«الشرق الأوسط» (لندن)
إعلام بارديلا... يتواصل عبر «تيك توك»

كيف منحت «تيك توك» اليمين الفرنسي المتطرف شعبية جديدة؟

تسعى التشكيلات السياسية في مختلف دول العالم، وعلى اختلاف ألوانها اليوم، إلى تعزيز وجودها على منصّات التواصل الاجتماعي

أنيسة مخالدي (باريس)
إعلام شعار أبل (رويترز)

ما تأثير خدمة «أبل» الجديدة لتسجيل المكالمات وكتابتها على الإعلام؟

أثار إعلان شركة «أبل»، صانعة هواتف «آيفون» إتاحة خدمة تسجيل المكالمات الصوتية وكتابتها، تساؤلات بشأن تأثير الخدمة الجديدة على العمل الإعلامي

فتحية الدخاخني (القاهرة)

ما دلالات العقوبات الأوروبية ضد مسؤولين سودانيين؟

أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)
أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)
TT

ما دلالات العقوبات الأوروبية ضد مسؤولين سودانيين؟

أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)
أطفال لاجئون سودانيون يتلقون العلاج أبريل الماضي في مخيم حدودي بتشاد (أ.ب)

استهدفت عقوبات، فرضها الاتحاد الأوربي، قبل أيام، 6 شخصيات سودانية تمتلك قدرات سياسية وعسكرية ومالية، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن دلالتها وما تعنيه لمستقبل الحرب الممتدة لأكثر من 14 شهراً بين الجيش وقوات «الدعم السريع».

وتُظهر النظرة المدققة على أسماء ومسؤوليات مَن شملتهم العقوبات، جانباً من أهدافها، إذ عوقب مدير منظومة الدفاعات الصناعية العسكرية، ميرغني إدريس، والذي يُعد المسؤول الأول عن توريد السلاح للجيش السوداني، بما في ذلك الأسلحة والذخائر، فضلاً عما يُنسب إليه من دور في الحصول على مُسيّرات إيران، وصفقات السلاح في «السوق السوداء».

فريق أمن ميرغني إدريس مدير المنظومة الدفاعية السودانية

العقوبات طالت كذلك من جانب الجيش، قائد القوات الجوية، الطاهر محمد العوض، الذي سبق أن أدانه «الأوروبي» بشن غارات جوية عشوائية أوقعت مئات القتلى والجرحى في مختلف جبهات القتال، وعلى وجه الخصوص في الفاشر؛ عاصمة ولاية شمال دارفور.

قائد سلاح الطيران السوداني الطاهر محمد العوض

وفي خطوة لافتة بسبب توجيهها ضد شخصية سياسية، عاقب «الأوروبي» الأمين العام لما يسمى «الحركة الإسلامية»، علي أحمد كرتي؛ لكن الرجل تتهمه قوى سياسية مناوئة بإشعال الحرب التي بدأت، في 15 أبريل (نيسان) من العام الماضي، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، وينسب إليه البعض دوراً كبيراً في التأثير على قرار الجيش بمواصلة الحرب، وتعطيل المُضي نحو محادثات سلام.

علي كرتي الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» في السودان (غيتي)

وعلى مستوى «الدعم السريع»، طالت العقوبات قائدها في غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة، والمتهم بارتكاب «فظائع وانتهاكات»، والتحريض على القتل بدوافع عِرقية، كما ضمت القائمة مستشاراً مالياً وزعيم قبيلة بارزاً لم يُذكر اسمه، من عشيرة المحاميد المتعاطفة مع «الدعم السريع» في غرب إقليم دارفور.

دبلوماسي رفيع في الاتحاد الأوروبي، مطّلع على الملف السوداني، تحدّث إلى «الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه، وقال إن «سياق العقوبات يستهدف إعطاء فرصة للحلول التفاوضية لحل أزمة السودان».

وأضاف الدبلوماسي أنه من «الصعب جداً» إيقاف الحرب، في ظل تلقي طرف لإمداد عسكري متواصل، في حن يبحث الطرف الآخر عن التزود بعتاد عسكري من مصادر متعددة.

ورأى الدبلوماسي أن «العقوبات الأوروبية على الأفراد وسيلة ضغط وردع لمنع وقوع مزيد من الانتهاكات ضد المدنيين حالياً ومستقبَلاً». وعدّ أنها كذلك «تنبيه إلى القدرة الأوروبية على رفع مستوى العقوبات لتطول قيادات عليا في الجيش السوداني و(الدعم السريع)، ولا يريد أن يلجأ إليها في الوقت الراهن، بما يصعّب أو يُعرقل مساعي عملية التفاوض السلمي».

وبشأن دلالة معاقبة القيادي الإسلامي كرتي، قال الدبلوماسي الأوروبي: «هذه رسالة تحذير للكف عن تصعيد القتال عبر كتائبه واختراقه للجيش السوداني، وقد تطول العقوبات المقبلة قيادات أخرى بارزة في الحركة الإسلامية».

بدوره قال المتحدث الرسمي باسم تحالف القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، بكري الجاك، لــ«الشرق الأوسط»، إن العقوبات الأوروبية، إضافة إلى العقوبات الأميركية التي وجهتها لشركات تابعة للجيش و«الدعم»، تمثل سياسة «العصا والجزرة»، لكن لم يكن لها تأثير كبير على المجهود الحربي لدى الطرفين.

وأعرب الجاك عن ترحيب «تقدم» ودعمها آليات الضغط عبر العقوبات، وذلك على الرغم من إقراره بصعوبة الحديث عن فاعليتها وتأثيرها على الواقع الميداني.

ورأى الجاك أن «مخاطبة مخاوف ومصالح أطراف القتال ليست كافية، ومن المفترض أن تكون هناك رؤية واضحة من المجتمع الدولي للترتيبات المستقبلية، وهذا يتطلب مقاربة مختلفة، لكن هذه العقوبات في المرحلة الحالية نعدُّها (تحركاً إيجابياً) قد يسهم في وقف الحرب».

بدوره قال المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إنه «يجب النظر لهذه العقوبات من زوايا عدة؛ لكونها استهدفت قائد سلاح الجو الذي يعتمد عليه الجيش السوداني بشكل أساسي في الحرب، وما يخلفه من وقوع ضحايا وسط المدنيين جراء الغارات الجوية».

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية)

وأضاف الفاضل أن إدراج القائد العسكري ميرغني إدريس ضمن العقوبات الأوروبية يرجع إلى «عدِّه المسؤول الأول عن التصنيع الحربي المرتبط بمصادر تمويل الحرب، ويقع عليه العبء الكبير في توفير السلاح للجيش السوداني».

كما لفت إلى أن معاقبة القيادي الإسلامي كرتي بمثابة «رسالة ذات مغزي، تودُّ من خلالها القوى الأوروبية أن تؤكد معرفتها الدقيقة وإلمامها التام بالصراع الدائر في السودان، وتورطه في الحرب وتأجيجها».

ووفق المحلل السياسي، فإن العقوبات الأوروبية على «الإسلاميين السودانيين» جرت بعناية بوصفهم «العقل المدبر للصراع في السودان، من أجل العودة إلى الحكم مرة أخرى».

وذكر الفاضل أن «الأوروبي يسعى، من خلال تلك العقوبات، لردع الفاعلين ومن يقفون وراء الحرب».

وعدّ أن العقوبات كذلك رسائل تحذيرية لبعض الأفراد الذين يموّلون الحرب.

لكن مسؤولاً عسكرياً سابقاً في الجيش السوداني ينظر إلى تلك العقوبات على أنها تُوجه في الأساس إلى قادة عسكريين فاعلين للكف عن الاستمرار في أفعال قد تُوقعهم تحت طائلة «جرائم الحرب»، وتعرِّضهم للمساءلة القانونية داخلياً، أو ملاحقة جنائية في المحاكم الدولية.

وقال المسؤول، الذي شغل رتبة رفيعة سابقاً، إنه «ربما لا تؤثر هذه العقوبات على المؤسسات العسكرية حالياً، لكنها قد تردع الأفراد المسؤولين في الطرفين من التورط بشكل فاضح في انتهاكات قد تجرُّهم إلى دائرة المساءلة القانونية، في وقت لاحق».