مصر تُعوّل على السوق الإيطالية لتنشيط السياحة

لقاءات موسعة مع المسؤولين في روما لزيادة الرحلات

وزير السياحة والآثار المصري يعقد لقاءات لتنشيط السياحة في روما (وزارة السياحة والآثار)
وزير السياحة والآثار المصري يعقد لقاءات لتنشيط السياحة في روما (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تُعوّل على السوق الإيطالية لتنشيط السياحة

وزير السياحة والآثار المصري يعقد لقاءات لتنشيط السياحة في روما (وزارة السياحة والآثار)
وزير السياحة والآثار المصري يعقد لقاءات لتنشيط السياحة في روما (وزارة السياحة والآثار)

في الوقت الذي ظهر فيه تعويل على السوق الإيطالية لتنشيط حركة السياحة في مصر، أجرى وفد مصري برئاسة وزير السياحة والآثار، على مدار اليومين الماضيين، لقاءات متوسعة في العاصمة الإيطالية روما تتناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي السياحة والآثار.

وشهدت السياحة الإيطالية الوافدة إلى مصر زيادة بمعدل 250 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفق تصريحات سابقة لوزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، في مارس (آذار) الماضي.

وفي سياق الترويج السياحي، عقد وزير السياحة والآثار المصري لقاءات مع نظيرته الإيطالية، وعدد من رؤساء الشركات الإيطالية العاملة في هذا المجال، مستعرضاً «المنتجات السياحية التي تتميز بها بلاده»، وفق إفادة رسمية، أوضحت أن لقاءات الوزير في روما «تستهدف زيادة السياحة من السوق الإيطالية». وقال عيسى إن «هناك نمواً ملحوظاً في السياحة الإيطالية الوافدة إلى مصر»، مشيراً إلى أن «إيطاليا إحدى الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر».

وزير السياحة والآثار المصري يعقد لقاءات لتنشيط السياحة في روما (وزارة السياحة والآثار)

وتسعى مصر إلى استقبال 15 مليون سائح بحلول نهاية العام الحالي، وهو رقم قال وزير السياحة والآثار المصري إنه «قابل للتحقق في ضوء معدلات الزيادة السياحية الحالية»، مشيراً إلى أن «بلاده كانت تستهدف في السابق 14.3 مليون سائح خلال العام الحالي، لكن مع زيادة معدلات الطلب جرى رفع المستهدف».

الخبير السياحي محمد كارم أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «السوق السياحية الإيطالية من الأسواق المهمة والواعدة بالنسبة لمصر»، لافتاً إلى أن «الفترة الماضية التي أعقبت جائحة (كورونا) شهدت السياحة الإيطالية الوافدة إلى مصر نشاطاً، لا سيما مدينة مرسى علم على شاطئ البحر الأحمر». وقال إن «السائح الإيطالي عادة ما يستهدف السياحة الشاطئية في مدن مثل مرسى علم وشرم الشيخ والعلمين والغردقة».

وخلال زيارته لروما استعرض وزير السياحة والآثار المصري جهود بلاده في مجال زيادة عدد المقاعد على رحلات الطيران القادمة إلى مصر، وتحسين مناخ الاستثمار السياحي، وغيرها من الإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية لتنشيط السياحة.

وزير السياحة والآثار المصري يعقد لقاءات لتنشيط السياحة في روما (وزارة السياحة والآثار)

وفي هذا السياق، استقبل مطار سفنكس الدولي بمصر، اليوم (الجمعة)، أولى رحلات شركة «ويز إير» القادمة من ميلانو بإيطاليا، وعلى متنها 247 راكبا. وأشار مطار سفنكس، في إفادة نشرتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، إلى أنه «جرى وضع جدول تشغيل بواقع خمس رحلات أسبوعياً لكل من رحلتي ميلانو وروما، في إطار جهود وزارة الطيران المدني لتنشيط الحركة الجوية وجذب المزيد من السياحة الأوروبية إلى مصر.

وأوضح كارم أن «هناك تغيراً في المفهوم السياحي نتج عن الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث أصبح السائح يبحث عن الرحلات الأقل تكلفة»، مشيراً إلى أن «رحلات (ويز إير) منخفضة التكلفة ستسهم في دفع الحركة السياحية وتنشيطها، إضافة إلى تغيير البرنامج السياحي؛ حيث لم يعد قاصراً على السياحة الشاطئية». وقال إن «السائح سيصل إلى القاهرة ويزور المتحف الكبير والأهرامات ثم ينتقل عبر خطوط الطيران الداخلية إلى إحدى المدن الشاطئية».

وتخطط الحكومة المصرية لاجتذاب 30 مليون سائح أجنبي بحلول عام 2028، وتحقيق عائدات تصل إلى 30 مليار دولار سنوياً. وكانت وكالة «فيتش» قد توقعت وصول العائدات السياحية في مصر عام 2023 إلى 13.6 مليار دولار أميركي، وفق تقرير نشرته في فبراير (شباط) الماضي.


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

هل يستمر الجيش السوداني برفض التفاوض إرضاءً لحلفائه دُعاة الحرب؟

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)
TT

هل يستمر الجيش السوداني برفض التفاوض إرضاءً لحلفائه دُعاة الحرب؟

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)

دأب الجيش السوداني على رفض العودة للتفاوض مع «قوات الدعم السريع»، تحت ذريعة عدم التزامها بنص المادة (1/ج) من «إعلان جدة الإنساني» في 11 مايو (أيار) 2023، التي نصت على إخلاء المراكز الحضرية بما في ذلك «مساكن» المدنيين، واشترط تنفيذها قبل العودة لأي تفاوض، متجاهلاً جلوسه مع «الدعم» فيما عُرف بـ«جدّة 2» وتوقيعه معها بيان التزامات. فهل بالفعل ينطلق الجيش من موقف مبدئي أو يتخذ تلك المسألة ذريعة للتنصل من التفاوض إرضاء لأنصار استمرار الحرب؟

فمنذ بادرت وزارة الخارجية الأميركية في 23 يوليو (تموز) الجاري إلى دعوة الطرفين للعودة للتفاوض، في 14 أغسطس (آب) المقبل في جنيف، استعاد أنصار الجيش وتنظيمات الإسلاميين وحزب «المؤتمر الوطني»، نغمة الضغط على الجيش لرفض المشاركة في المفاوضات المزمعة.

ممثلون لطرفَي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق جدة في مايو 2023 (رويترز)

جرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ توقيع إعلان جدة الإنساني، ووقتها كانت الحرب تدور في العاصمة الخرطوم فقط، أما لحظة إعلان المبادرة الأميركية فقد اتسع نطاقها ليشمل معظم ولايات البلاد ما عدا خمساً من ثماني عشرة ولاية، وسيطرت «الدعم السريع» على عدد كبير من قواعد الجيش ووحداته العسكرية، وألحقت به خسائر بشرية ومادية فادحة.

ظل الجيش يماطل في العودة للتفاوض لوقف الحرب، متجاهلاً المأساة الإنسانية الكبيرة التي تسببت فيها الحرب، واتساع نطاقها وخسائره الفادحة، مستخدماً «الالتزام» ببند واحد من «إعلان جدة» يلوح به كلما عادت سيرة التفاوض للتداول.

نصت المادة (1/ج)، على «اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة، لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين، فعلى سبيل المثال، لا ينبغي استخدام المدنيين كدروع بشرية».

«قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)

وهو ما يعتبره المحلل السياسي محمد لطيف «عقبة» تجب إزالتها، منطلقاً من أن قضية منازل المدنيين هي نتيجة من تداعيات الحرب وليست سبباً فيها، ويقول: «لا يمكن تجاهل السبب والاتجاه لمعالجة النتيجة... الخطوة الأولى هي إيقاف الحرب».

ويرى لطيف أن «التمسك باستمرار الحرب لا علاقة له بمصالح الشعب، بل إن دعاة الحرب والمتمسكين باستمرارها يتخذون من هذا النص في (إعلان جدة)، ذريعة للحفاظ على مصالحهم». ويتابع: «أكرر، وكررتها أكثر من مرة، لا يوجد في (إعلان جدة) نص يلزم (الدعم السريع) بالخروج من منازل المواطنين».

وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أصدر مرسوماً بحل «قوات الدعم السريع» وإلغاء قانونها، وإعلانها «قوة متمردة على الدولة يتم التعامل معها على هذا الأساس»، الأمر الذي اعتبره لطيف «إنهاء لوجود تلك القوات القانوني والأمني والسياسي الذي نص عليه (إعلان جدة) في ديباجته».

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (يسار) ومساعده ياسر العطا (أرشيفية - الجيش السوداني)

ويتابع لطيف: «الالتزام بالإعلان يجب ألّا يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي لأطرافه، ولا يرتبط بأي عملية سياسية»، ويستطرد: «التذرع بالنص الوارد في الإعلان هو مجرد محاولات تشويش وتضليل للرأي العام»، ويقول: «هذه الذريعة أصبحت مثل (قميص عثمان) والفتنة الكبرى، ونحن في فتنة كبرى أيضاً وجد دعاتها ما يتاجرون ويزايدون به على الناس».

ويرى لطيف أن «النصّ الذي وقعه الجيش أكد شرعية (قوات الدعم السريع)، والتمسك به يقتضي الاعتراف بما ورد في النص»، ويتابع: «إذا كنت تتمسك بـ(إعلان جدة)، فهذا هو (إعلان جدة) والبند الأول منه يفترض أن تلتزم به».

ويضيف: «الجيش وقع على شرعية (الدعم السريع)، في (إعلان جدّة)، كمؤسسة منشأة بقانون صادر من البرلمان، وأمن على وضعها السياسي بوصف رئيسها نائباً لرئيس السلطة الانتقالية، وعلى شرعية وجودها الأمني في المعسكرات أو مواقع عسكرية».

ويسخر لطيف من ذريعة الجيش وأنصاره بالقول: «ليس هناك استسلام أكثر من هذا، هم يتحدثون أن (إعلان جدة) ألزم (الدعم السريع) بالخروج من مساكن المدنيين، ويتجاهلون أنه اعترف بشرعية (الدعم السريع)».

سودانيون فارون من بلدة سنجة جنوب شرقي السودان يستريحون في مخيم بعد وصولهم إلى القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

وتتذرع «الدعم السريع» من جهتها، بما عُرف بـ«بيان التزامات بناء الثقة» الموقع بين الطرفين في «جدة 2» بتاريخ 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، والذي نصت المادة (3) منه على آلية تواصل بين قادة الطرفين وإعادة احتجاز الهاربين من السجون، بما فيهم قادة النظام السابق، «وتحسين المحتوى الإعلامي وتخفيف حدة اللغة الإعلامية، واتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع»، وهو ما لم يلتزم أي من الطرفين به.

فهل يذهب الجيش إلى جنيف أو يخضع لابتزاز، وربما تهديد، دعاة استمرار الحرب من الإسلاميين الذين يرون في استمرارها استمراراً لوجودهم وسيطرتهم على الجيش والدولة، ويرون في وقفها هزيمة عسكرية وسياسية قد تخرجهم من الملعب نهائياً؟!