رئيسة وزراء إيطاليا: الاتحاد الأوروبي سيقدم لتونس حزمة مساعدات

وزارة الدفاع تؤكد العثور على جثة ثالثة إثر حادث سقوط طائرة مروحية

جانب من لقاء سابق بين رئيسة الحكومة الإيطالية ونظيرتها التونسية (إ.ب.أ)
جانب من لقاء سابق بين رئيسة الحكومة الإيطالية ونظيرتها التونسية (إ.ب.أ)
TT

رئيسة وزراء إيطاليا: الاتحاد الأوروبي سيقدم لتونس حزمة مساعدات

جانب من لقاء سابق بين رئيسة الحكومة الإيطالية ونظيرتها التونسية (إ.ب.أ)
جانب من لقاء سابق بين رئيسة الحكومة الإيطالية ونظيرتها التونسية (إ.ب.أ)

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، إن زعماء إيطاليا وهولندا والمفوضية الأوروبية سيعلنون على الأرجح عن حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي لتونس خلال زيارة مرتقبة في مطلع الأسبوع.

وستسافر ميلوني إلى تونس، يوم الأحد، مع نظيرها الهولندي مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، سعياً لإحراز تقدم في إلغاء العقبات التي تعترض حصول تونس على قروض من الصندوق.

وقالت ميلوني إن حزمة المساعدات الأوروبية المقرر الإعلان عنها «ستمهد الطريق أمام الحصول على تمويل من الصندوق»، مضيفة: «يبدو لي أنه يتم اتخاذ خطوات مهمة إلى الأمام».

وكانت ميلوني قد صرحت، الخميس، للصحافيين بعد اجتماع مع المستشار الألماني أولاف شولتس في روما، بأنها واثقة من إمكانية التوصل لاتفاق بين الصندوق وتونس.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع التونسية، اليوم (الجمعة)، عن العثور على جثة ثالثة في حادث سقوط طائرة مروحية يوم الأربعاء. وفُقد أثر المروحية بينما كانت تقوم بمهمة طيران ليلة الأربعاء بمنطقة كاب سيراط بولاية بنزرت شمال البلاد، حسبما ذكرت وزارة الدفاع التونسية.

وعثر، أمس (الخميس)، على حطام الطائرة في عرض البحر، وجرى في البداية انتشال جثتين من بين 4 عسكريين كانوا على متنها.

ووفق وزارة الدفاع التونسية، فإن أعمال البحث «لا تزال متواصلة»، بعد أن تمكنت الوحدات البحرية من انتشال جثتين، وأجزاء من حطام المروحية، أمس (الخميس)، في انتظار مواصلة البحث عن الجثة الرابعة.

وعلى أثر هذا الحادث الأليم، استقبل الرئيس قيس سعيّد، مساء الخميس، بقصر قرطاج عماد مميش، وزير الدفاع الوطني، وتناول اللقاء الحادث الذي أدّى إلى مقتل 4 من رجال الجيش، إثر سقوط المروحية التي كانوا على متنها، وهم يؤدون واجبهم في حماية تونس. ودعا الرئيس إلى ضرورة تجديد العتاد العسكري التونسي، معتبراً أنّ «مثل هذه الحوادث، التي يمكن أن تشهدها أي دولة، تحصل للأسف في تونس نتيجة تآكل عدد من المعدات، وهو ما أدّى وما زال إلى مثل هذه الفواجع»، على حد تعبيره.

جانب من عمليات البحث عن جثث ضحايا سقوط المروحية العسكرية (الداخلية التونسية)

ولا يعد هذا الحادث الأول من نوعه لسقوط المروحيات العسكرية في تونس. ففي الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 2021 تحطمت مروحية عسكرية، ما أدى إلى مقتل 3 جنود. وسنة 2020 لقي عسكري حتفه إثر سقوط طائرة حربية كان يقودها في مهمة عملياتية بمنطقة رمادة أقصى الجنوب التونسي. وخلال سنة 2018 لقي عسكريان حتفهما إثر سقوط طائرة تدريب في مدينة صفاقس شرق تونس.

أما الحادث الأكبر فيعود إلى سنة 2002، عندما تحطمت مروحية عسكرية كانت تقل قيادات العسكرية لجيش البر، بقيادة رئيس أركان القوات البرية آنذاك عبد العزيز سكيك، ولقي على أثره 13 عسكرياً تونسياً حتفهم في منطقة مجاز الباب.


مقالات ذات صلة

«الناتو» يعزّز انتشاره العسكري في بحر البلطيق بعد تخريب كابلات

أوروبا سفن تابعة لـ«الناتو» تبحر خلال مناورات السواحل الشمالية في بحر البلطيق 18 سبتمبر 2023 (رويترز)

«الناتو» يعزّز انتشاره العسكري في بحر البلطيق بعد تخريب كابلات

قال الأمين العام لحلف الناتو، اليوم (الثلاثاء)، إن «الناتو» سينشر سفناً وطائرات ومسيرات في بحر البلطيق ردا على تخريب عدة كابلات بحرية يشتبه في وقوف روسيا وراءه.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
شؤون إقليمية تخت روانتشي يطلِع لجنة الأمن القومي على نتائج الجولة الثانية من الحوار مع الأوروبيين مطلع الشهر الماضي (موقع البرلمان)

طهران: المحادثات مع الأوروبيين في جنيف «بنَّاءة وصريحة»

وصفت إيران الجولة الجديدة من الحوار بشأن برنامجها النووي المثير للجدل مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في جنيف بـ«الجدية والصريحة والبنَّاءة».

«الشرق الأوسط» (لندن - جنيف)
الخليج Kaja Kallas

إشارات أوروبية لانفراجة في عقوبات سوريا

أرسلت 6 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي إشارات بانفراجة في العقوبات المفروضة على سوريا، داعية إلى تعليقها مؤقتاً في قطاعات مثل النقل والطاقة والخدمات المصرفية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل) عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال (صورة من حسابها على إكس)

سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان تأمل تشكيل حكومة «سريعاً» لإطلاق إصلاحات «ملحة»

أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، الاثنين، عن أملها في تشكيل حكومة جديدة في لبنان «سريعاً» من أجل إطلاق إصلاحات «ملحة».

المشرق العربي صورة ملتقطة في يناير 2025 في العاصمة السعودية الرياض تظهر المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن والممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في اجتماع لكبار الدبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا لمناقشة الوضع في سوريا (د.ب.أ) 
play-circle 01:15

6 دول في الاتحاد الأوروبي تدعو لتخفيف مؤقت للعقوبات على سوريا

دعت ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي الاتحاد إلى تعليق العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتاً في قطاعات مثل النقل والطاقة والخدمات المصرفية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
TT

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

يترقب الليبيون المرحلة الثانية من الاقتراع على المجالس المحلية، نهاية يناير (كانون ثاني) الحالي، في عملية تبدو «أكثر تعقيداً» من سابقتها التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب «المفوضية العليا للانتخابات»، وسط تحديات أمنية تهيمن على المشهد الليبي، وفق مراقبين.

وجاء الإقرار الرسمي بأن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية ستكون ساخنة من زاوية «لوجيستية»، خصوصاً مع «زيادة أعداد الناخبين ومراكز الاقتراع ثلاثة أضعاف ما كان بالمرحلة الأولى»، حسب تصريحات رئيس المفوضية عماد السايح، الذي لم يحدد موعد إجرائها بعد، لكنه رأى ضرورة «توفير الدعم اللازم لها».

رئيس المفوضية الوطنية للانتخابات عماد السايح (مفوضية الانتخابات)

ومن المقرر أن تُجرى انتخابات المرحلة الثانية في 63 بلدية، منها 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 بلدية بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى 9 بلديات في المنطقة الجنوبية، حسب قرار صادر عن المفوضية الأسبوع الماضي.

ويرصد المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية، كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة، وفي طليعتها طرابلس وبنغازي»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى رغبة المفوضية في «الذهاب بعيداً لإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي».

وفي 16 نوفمبر الماضي أجريت انتخابات المجموعة الأولى في 58 بلدية، شهدت إقبالاً كبيراً بلغ 74 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وفي المنطقة الشرقية، أعلن رئيس المفوضية عماد السايح عن بدء الاستعدادات للجولة الثانية من الانتخابات، بلقاء مع مسؤولي مكاتب الإدارة الانتخابية، واطمأن إلى استكمال « التحضيرات اللازمة لتنظيم الانتخابات وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة».

رئيس البرلمان عقيلة صالح لدى الإدلاء بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وبخصوص الإجراءات الأمنية، أكد وزير الداخلية بحكومة شرق ليبيا، اللواء عصام أبو زريبة، أن «إدارة حماية وتأمين الانتخابات على أتم الاستعداد دائماً للتنسيق لإجراء أي اقتراع، من خلال غرف أمنية خاصة بها في المناطق كافة».

وبهذا الخصوص قال أبو زريبة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستعدون للانتخابات دائماً، ونجدد نشاط منتسبينا من خلال عقد ورش العمل الخاصة بالشأن ذاته لرفع مستوى الأداء».

ومع ذلك، فإن ناشطين ومتابعين عبّروا عن مخاوف مما وصفوها بـ«توترات قبلية» في شرق ليبيا واكبت الجولة الأولى، الأمر الذي نفاه أبو زريبة قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «صراع ديمقراطي تنافسي بين مكونات المجتمع، كون التركيبة السكانية قبلية».

في المقابل، يبدو التحدي الأمني أكثر وضوحاً في المنطقة الغربية، حسب متابعين، ومثال على ذلك فإنه من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 5 دوائر انتخابية تابعة لمدينة الزاوية، علماً بأنها تشهد عملية عسكرية «مثيرة للجدل» ضد ما وصفتها حكومة غرب ليبيا ضد «أوكار مخدرات وتهريب وقود».

وازداد الغموض والتساؤلات بعد مظاهرات اندلعت في مدن بغرب ليبيا هذا الأسبوع، عقب بث اعتراف نجلاء المنقوش، في لقاء تلفزيوني بتفاصيل اجتماعها السري في إيطاليا، العام قبل الماضي، مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين.

وفي هذا السياق، أبدى المحلل السياسي، أيوب الأوجلي، قلقاً مما عدّها «مجموعات مسلحة تأتمر بأمر قادة سياسيين يسيطرون على المشهد»، ولم يستبعد أن «تقف هذه المجموعات في وجه إجراء هذه الانتخابات، والاستفادة من الثغرات الأمنية لعرقلتها»، وفق رؤيته.

مسن ليبي يدلي بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وقال الأوجلي إن عقد الانتخابات «سيبطل حالة القوة القاهرة، التي منعت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال 2021، ومن ثم يهدد استمرار هؤلاء القادة السياسيين في المشهد الليبي».

في مقابل التحديات السياسية أو الأمنية التي لازمت الحالة الليبية منذ 2011، تتمسك الأكاديمية والباحثة أمل العلوي بـ«بالتفاؤل»، استناداً إلى «نجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، ووصول من يمثلون شرائح كثيرة إلى تمثيل ناخبيهم في المجالس، بما يعزز الاستقرار».

وقالت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن نجاح الجولة الأولى هو «مدعاة للتفاؤل بالمضي خطوات عملية وجادة نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي يطمح لها كل الليبيين».

يُشار إلى أن الجولة الأولى من الاقتراع البلدي مضت على «نحو سلس ودون تسجيل خروقات بالمنطقة الغربية»، وفق وصف وزير الداخلية المكلف في حكومة غرب ليبيا، عماد الطرابلسي، ولقيت إشادة من نائبة المبعوث الأممي، ستيفاني خوري في لقاء مع الطرابلسي الشهر الماضي.

ووفق مراقبين، لا تبدو الصورة قاتمة في مجملها، إذ يراهن البعض على الدعم الدولي الواسع من قبل مجلس الأمن والبعثة الأممية، والدول الكبرى للجولة الأولى للانتخابات المحلية، وهو ما عدّه الأوجلي «بصيص أمل» نحو نجاح مساعي الاحتكام لصندوق الاقتراع.

جانب من عمليات الإشراف على نجاح الجولة الأولى من الانتخابات البلدية السابقة (مفوضية الانتخابات)

وعلاوة على ذلك، هناك أيضاً الدعم القبلي لهذه الانتخابات، وهو ما أظهره ملتقى رعاه المجلس الرئاسي الأسبوع الماضي لأعيان وحكماء ومشايخ ليبيين، رأوا في الاقتراع البلدي «مؤشراً على رغبة الليبيين في تحقيق الاستقرار».