رئيس «الانتخابات» التونسية: الحديث عن «الرئاسيات» المقبلة لا يزال مبكراً

أطراف سياسية طالبت سعيد بإعلان ترشحه لولاية ثانية

جانب من اجتماعات البرلمان التونسي (موقع البرلمان)
جانب من اجتماعات البرلمان التونسي (موقع البرلمان)
TT

رئيس «الانتخابات» التونسية: الحديث عن «الرئاسيات» المقبلة لا يزال مبكراً

جانب من اجتماعات البرلمان التونسي (موقع البرلمان)
جانب من اجتماعات البرلمان التونسي (موقع البرلمان)

قال فاروق بوعسكر، رئيس هيئة الانتخابات التونسية، إن الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة لا يزال مبكراً، لأن ضبط تاريخها ومواعيدها بدقة لا يتم إلا قبل 6 أو 8 أشهر من إجرائها، موضحاً أن انتهاء الولاية الرئاسية الأولى للرئيس قيس سعيد سيكون في خريف 2024، وهو التاريخ الذي يصادف انتهاء الخمس سنوات التي يحددها الدستور لكل عهدة رئاسية.

فاروق بوعسكر رئيس هيئة الانتخابات (إ.ب.أ)

وكانت عدة أحزاب ومنظمات حقوقية قد ضغطت لمعرفة موقف الرئيس من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة خلال السنة المقبلة، بينما دعت أطراف سياسية تدعم مسار 25 يوليو (تموز) 2021 الرئيس سعيد إلى إعلان ترشحه لولاية رئاسية ثانية، وهو ما لم يتم حتى الآن.

من ناحية أخرى، اندلع جدل حاد حول «المحاصصة الحزبية»، ونصيب كل كتلة برلمانية من التمثيل داخل اللجان البرلمانية، واتهم هشام حسني (نائب مستقل) رئيس المجلس النيابي بـ«الاستهداف الممنهج» للنواب المستقلين، على خلفية اختيارهم الاستقلالية والقطع مع المحاصصة الحزبية، على حد تعبيره.

وكان النواب غير المنتمين إلى كتل قد انسحبوا من الجلسة العامّة، احتجاجاً على ما اعتبروه «خرقاً للنظام الداخلي، من خلال تمرير مقترح يهدف إلى تقليص عدد ممثليهم في هياكل البرلمان؛ من لجان ومكتب البرلمان، مقابل تعزيز وجود ممثلي الكتل البرلمانية.

سياسيون طالبوا الرئيس سعيد بالترشح لولاية ثانية (أ.ف.ب)

وقال حسني في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس (الأربعاء) إن التمثيل النسبي على قاعدة عضو ممثل لكل 17 نائباً مخالف للدستور التونسي وللنظام الداخلي للبرلمان، الذي ينص على وجود عضو ممثل لكل 16 نائباً. وخصص البرلمان التونسي مقعدين للنواب غير المنتمين، وتم تحديد الجمعة آخر أَجَل لتقديم ترشحاتهم.

وحث رئيس البرلمان، إبراهيم بودربالة، النواب على استكمال تركيز هياكل المجلس النيابي خلال الأسبوع الحالي، حتى يتسنى له «ممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية»، ودعاهم لمواصلة العمل بالروح التضامنية «خدمةً لمسار 25 يوليو (تموز) 2021»، على حد تعبيره.

في غضون ذلك، اتهم حسني ما سماها «تكتلات حزبية وجماعات» تسعى لضرب استقلالية النواب، محملاً رئيس المجلس مسؤولية تعطيل أشغال البرلمان، وخرق القانون. وقال إن «منح الحصص تمّ في غرف مغلقة بين رئيس البرلمان ورؤساء الكتل، ولم يتم إعلام غير المنتمين لكتل بحصصهم القانونية والدستورية».

من اجتماع لجنة النظام الداخلي بالبرلمان (الشرق الأوسط)

كما لفت حسني إلى أن بعض النواب غير المنتمين قاموا بإرسال ممثلين للتفاوض مع رئيس البرلمان لحثه على تطبيق النظام الداخلي في فصله الرابع عشر، لكنه لم يتجاوب معهم، وقال إن النظام الداخلي المصادق عليه غير دستوري ولن يطبقه.

يُذكر أن البرلمان المنبثق عن انتخابات 2022، بات يتشكل من: كتلة «الخط الوطني السيادي»، التي رأسها بدر الدين القمودي، وكتلة «لينتصر الشعب»، برئاسة أيمن البوغديري، وكتلة «صوت الجمهورية»، التي يرأسها عز الدين التايب، وكتلة «الأحرار» بزعامة سيرين المرابط، وكتلة «الأمانة والعمل» التي يتزعمها حسام محجوب. إضافة إلى «الكتلة الوطنية المستقلة» برئاسة سامي بن عبد العالي. أما النواب غير المنتمين، البالغ عددهم 39 نائباً، فلم يقدّموا أي مرشح بسبب خلافات حول طريقة احتساب التمثيل النسبي.



«ضحايا التعذيب» خلال نظامي بن علي وبورقيبة يقاضون الدولة التونسية

الرئيس السابق زين العابدين بن علي (رويترز)
الرئيس السابق زين العابدين بن علي (رويترز)
TT

«ضحايا التعذيب» خلال نظامي بن علي وبورقيبة يقاضون الدولة التونسية

الرئيس السابق زين العابدين بن علي (رويترز)
الرئيس السابق زين العابدين بن علي (رويترز)

قدّم 6 من ضحايا التعذيب في عهدي الرئيسين التونسيين السابقين، الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، شكوى ضد الدولة التونسية أمام لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وفق ما أعلنت المنظمة أمس الخميس في بيان تلقت «وكالة الصحافة الفرنسية» نسخة منه.

ومنذ إطلاق مسار التقاضي في ملف «العدالة الانتقالية» في محاكم مختصة في سنة 2018، التي من المفترض أن تؤدي إلى فرض عقوبات على مرتكبي سوء المعاملة وتعويض الضحايا، «لم تُسفر أي محاكمة عن حكم، ولم يحدث أي تقدم في هذه القضايا»، وفق تصريح نائب رئيس المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب، مختار الطريفي، خلال مؤتمر صحافي.

وتمثل «المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب» ضحيتين للتعذيب، سُجنا من عام 1993 إلى عام 2006، وهما راشد جعيدان، ومحمد قصي الجعايبي، إضافة إلى عائلات 4 ضحايا آخرين قضوا تحت التعذيب، على غرار نبيل بركاتي التي تُوفي في أبريل (نيسان) 1987، وكذلك فيصل بركات، ورشيد الشماخي، وسحنون الجوهري في عام 1991.

وقال جعيدان: «أطلب اعتذاراً من الدولة، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية، فأنا لا أبحث عن تعويض مالي».

الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة (غيتي)

من جهته، أكد رضا بركاتي، شقيق نبيل: «لقد سئمنا المطالبة بحقنا في العدالة». فيما أوضحت المديرة القانونية للمنظمة، إيلين لوجي، بدورها أن هذا هو «الملاذ الأخير لهؤلاء الضحايا الست»، من أجل الحصول على إدانة تونس، وإجبارها على «منحهم العدالة والتعويض»، والأهم هو «لفت الانتباه إلى العقبات التي تعترض مسار العدالة الانتقالية» في تونس.

وقالت إيلين لوجي إن الشكوى «لديها كل الفرص» لتقبلها لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، لأن تونس وقّعت معاهدات دولية، وتم استنفاد جميع سبل الإنصاف فيها». مشيرة أيضاً إلى أن الشكوى تهدف أيضاً إلى «ضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات، من خلال إصلاح الجهاز الأمني خصوصاً».

وشددت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب على أن «الإفلات التام من العقاب لا يزال يحجب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي ارتكبتها قوات الأمن التونسية» خلال العقود الماضية، وحتى ثورة 2011 وسقوط بن علي.

من جانبها، تحدثت إيناس لملوم، المستشارة القانونية للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، عن العقبات التي واجهها الضحايا على مدار 6 سنوات ونصف السنة، وعدم وجود قضاة متخصصين في «العدالة الانتقالية»، فضلاً عن غياب المتهمين، وبشكل أهم «الافتقار إلى الإرادة السياسية» لتنفيذ عملية «لا تُشكل أولوية بالنسبة للسلطة الحالية».