«حرب الجنرالين»: أبرز الأحداث الرئيسية منذ اندلاع النزاع في السودان

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حمدتي) (أ.ف.ب)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حمدتي) (أ.ف.ب)
TT

«حرب الجنرالين»: أبرز الأحداث الرئيسية منذ اندلاع النزاع في السودان

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حمدتي) (أ.ف.ب)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حمدتي) (أ.ف.ب)

أوقعت الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» بسبب صراع على السلطة في السودان منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي، أكثر من 750 قتيلاً و5 آلاف جريح، إضافة إلى 900 ألف نازح ولاجئ على الأقل. ويتواجه في هذه الحرب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب 2021، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي»، قائد قوات «الدعم السريع».

وكان الحليفان السابقان قد سيطرا على السلطة كاملة في انقلاب عام 2021 أطاحا خلاله المدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهما منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019، لكن الخلافات ما لبثت أن بدأت بينهما حول مسألة دمج هذه القوات في الجيش.

في ما يأتي تسلسل زمني لأبرز الأحداث في السودان منذ بدء القتال، وفق ما رصدته وكالة الصحافة الفرنسية:

- بدء المعارك

- في 15 أبريل، بعد أيام قليلة من تأجيل جديد لتوقيع اتفاق سياسي يُفترض أن يعيد إطلاق مسار الانتقال الديمقراطي، دوت أعيرة نارية وانفجارات في الخرطوم.

أعلنت قوات دقلو أنها استولت على المطار الدولي وهو ما نفاه الجيش، بالإضافة إلى المقر الرئاسي ومنشآت رئيسية أخرى.

طفل سوداني يحمل خراطيش الرصاص مع استمرار الاشتباكات بين قوات «الدعم السريع» السودانية والجيش في شمال الخرطوم (رويترز)

- شن الجيش غارات جوية على قواعد قوات «الدعم السريع» في 16 منه، وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق مساعداته بعد مقتل عدد من عمال الإغاثة في القتال في دارفور (غرب).

زادت الدعوات الدولية لوقف القتال من دون أن تلقى آذاناً مصغية.

- اختراق الهدنة

- في 19 أبريل، كانت اليابان أول دولة تعلن أنها ستجلي رعاياها. فر الآلاف من سكان الخرطوم من القتال على طرق تنتشر على جانبيها الجثث والدبابات المتفحمة. خرقت الهدنتان المعلنتان في 18 و19 منه. في 23، أجلت الولايات المتحدة موظفي سفارتها من الخرطوم.

ونظمت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وتركيا والسويد ومصر والكثير من الدول الأخرى عمليات لإجلاء رعاياها. في 25، دخلت حيّز التنفيذ هدنة هشة لمدة 72 ساعة، بوساطة أميركية وسعودية. وتبادل الجيش وقوات «الدعم السريع» الاتهامات بانتهاكها.

فرار مشتبه بهم

- في 25 منه، أعلن أحمد هارون، أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فراره من السجن برفقة مسؤولين سابقين آخرين. وفي اليوم التالي، أكد الجيش أن البشير نفسه «محتجز لدى الشرطة القضائية».

وصل العنف إلى مستوى جديد في 27 منه مع دمار ونهب في دارفور وقصف مكثف في الخرطوم.

- تلويح أميركي بفرض عقوبات

- جرى تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة بداية من 28 منه لكن القتال العنيف استمر. في دارفور، أبلغت الأمم المتحدة عن توزيع أسلحة على المدنيين، وحذرت من أن النزاع يؤجج مواجهات إثنية. في 30 منه، أعلن الجيش وقوات «الدعم السريع» تمديد الهدنة مرة أخرى لمدة 72 ساعة، وهو ما لم يجرِ احترامه عموماً، لكنه سمح باستمرار عمليات الإجلاء.

في 4 مايو (أيار) الحالي، وافق طرفا النزاع على هدنة جديدة حتى 11 منه، لكنها لم تُحترم. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن العنف «يجب أن ينتهي» مهددا بعقوبات جديدة على الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء.

- الاتفاق على القواعد الإنسانية

- في 11 من (مايو)، اعتمدت الأمم المتحدة قراراً يقضي بتعزيز مراقبة وتوثيق الانتهاكات التي يشهدها النزاع، رغم معارضة الخرطوم. وبعد مفاوضات استمرت ستة أيام في مدينة جدة السعودية، وقّع الجانبان إعلاناً ليل 11 - 12 مايو يضمن السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق القتال، ودخول المساعدات الإنسانية. وتتواصل المحادثات للتوصل إلى هدنة مؤقتة جديدة.


مقالات ذات صلة

واشنطن تفرض عقوبات على قيادي «إخواني» سوداني متهم بتقويض السلام

شمال افريقيا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

واشنطن تفرض عقوبات على قيادي «إخواني» سوداني متهم بتقويض السلام

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض عقوبات على وزير الخارجية السوداني السابق، علي كرتي، على خلفية اتهامه بعرقلة مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف النار.

هبة القدسي (واشنطن) محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا  مستشار «حميدتي» للشؤون السياسية يوسف عزت (أرشيفية)

مستشار قائد «الدعم السريع»: لقاء حميدتي والبرهان رهن تقدم المفاوضات

قال يوسف عزت، مستشار قائد قوات «الدعم السريع»، إن لقاء القائد محمد حمدان دقلو (حميدتي) بقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان لن يتم إلا بعد حدوث تقدم في المفاوضات.

محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا 
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

البرهان يضع وزارات الحكومة تحت إشراف قادة الجيش

كشف خطاب مسرب لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أنه طلب وضع الوزارات والهيئات الحكومية تحت أشراف 3 من قادة الجيش ونائبه في المجلس السيادي مالك عقار.

محمد أمين ياسين (ودمدني (السودان))
شمال افريقيا لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي السبت (أ.ف.ب) play-circle 00:19

بين موسكو وكييف... ماذا يريد البرهان؟

أربكت لقاءات قائد الجيش السوداني، البرهان، خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، حسابات المراقبين والمحللين، بشأن تأثيراتها السياسية والعسكرية على السودان.

أحمد يونس (ود مدني (السودان))
العالم العربي مواطنون في انتظار العلاج بمستشفى في ولاية القضارف بالسودان (أ.ف.ب)

تحذيرات من تفشي الكوليرا وحمى الضنك في السودان

حذَّر مسعفون في السودان من تفشي الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك في البلاد بسبب بدء هطول الأمطار الموسمية وتأثير الحرب المستعرة منذ أكثر من خمسة أشهر.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

واشنطن تفرض عقوبات على قيادي «إخواني» سوداني متهم بتقويض السلام

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تفرض عقوبات على قيادي «إخواني» سوداني متهم بتقويض السلام

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض عقوبات على وزير الخارجية السوداني السابق، علي كرتي، على خلفية اتهامه بعرقلة مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف النار يضع حداً للنزاع الذي تشهده البلاد منذ أشهر. ويشغل كرتي حالياً منصب الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، وتولى وزارة الخارجية بين عامي 2010 و2015 في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.

وعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، الحركة التي يتزعمها كرتي «جماعة متطرفة تعارض بفاعلية الانتقال الديمقراطي في السودان». وأشار إلى أنه في أعقاب عزل البشير في أبريل (نيسان) عام 2019، قاد كرتي «جهوداً لتقويض الحكومة الانتقالية» التي قادها المدنيون برئاسة عبد الله حمدوك. كما اتهمت واشنطن كرتي بالوقوف في وجه محاولات التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في المعارك التي اندلعت بينهما منذ منتصف أبريل (نيسان).

ويُعتقد على نطاق واسع في السودان أن كرتي، ومن ورائه جناح متطرف من حركته، وراء إشعال الحرب في البلاد، وأن كتائب الحركة متغلغلة في الجيش وتمنع التوصل إلى سلام. وقال نائب وزير الخزانة الأميركي براين نلسون إن «إجراءات اليوم (الخميس) تحاسب أولئك الذين يُضعفون جهود التوصل إلى حل سلمي ديمقراطي في السودان». وتابع: «سنواصل استهداف الأطراف التي تطيل أمد هذا النزاع لمكاسب شخصية».

الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» في السودان علي كرتي أحد المتهمين بتأجيج الحرب (غيتي)

عقوبات إضافية

كما فرضت واشنطن عقوبات على شركة «GSK ADVANCE» لتكنولوجيا المعلومات والأمن، ومقرها في السودان، وشركة «Aviatrade LLC» ومقرها في روسيا، وذلك على خلفية اتهام قوات «الدعم السريع» باستخدامها للحصول على معدات عسكرية، من بينها طائرات مسيّرة روسية الصنع. وأوضح البيان أنه اعتباراً من أواخر عام 2020 عملت شركة «GSK» السودانية مع شركة «Aviatrade LLC»، وهي شركة إمداد عسكرية، لترتيب شراء قطع الغيار والإمدادات، بالإضافة إلى تدريب المركبات الجوية من دون طيار (UAVs) التي اشترتها قوات «الدعم السريع» سابقاً. ومنذ منتصف عام 2023 استخدمت قوات «الدعم السريع» شركة «GSK» لتسهيل عمليات الشراء الإضافية من شركة «Aviatrade LLC» الروسية بما في ذلك معدات المراقبة وقطع الغيار بأوامر من كبار قادة قوات «الدعم السريع».

وتهدف العقوبات لمنع المشمولين بها من القيام بأي أعمال تجارية وتمويلية والسماح بمصادرة ممتلكاتهم الواقعة تحت السلطة القانونية الأميركية. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنها أضافت عدداً من الشخصيات المرتبطة بنظام البشير الذي حكم البلاد على مدى ثلاثة عقود، إلى قائمة الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة، من دون تحديد أسمائهم.

وسبق لواشنطن وأطراف غربية أخرى أن فرضت عقوبات على أفراد وشركات على صلة بالنزاع الذي أودى بحياة 7500 شخص على الأقل، وتسبب في نزوح ولجوء أكثر من 5 ملايين شخص إلى مناطق أخرى داخل السودان أو إلى دول الجوار.

ويشكك محللون في جدوى العقوبات على الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتقول وزارة الخزانة الأميركية إن كرتي منخرط بشكل مباشر وغير مباشر في أعمال أو سياسات تهدد السلام و الأمن و الاستقرار في السودان. وأشار بيان الخزانة الأميركية إلى أنه منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» عمل كرتي وغيره من الإسلاميين السودانيين المتشددين، على عرقلة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الحالية، كما عرقل الجهود المبذولة لاستعادة التحول الديمقراطي في السودان.


حفتر يلتقي بوتين ووزير الدفاع الروسي في موسكو

المشير خليفة حفتر خلال حفل استقبال له لدى وصوله إلى مطار عسكري في موسكو في 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
المشير خليفة حفتر خلال حفل استقبال له لدى وصوله إلى مطار عسكري في موسكو في 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

حفتر يلتقي بوتين ووزير الدفاع الروسي في موسكو

المشير خليفة حفتر خلال حفل استقبال له لدى وصوله إلى مطار عسكري في موسكو في 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
المشير خليفة حفتر خلال حفل استقبال له لدى وصوله إلى مطار عسكري في موسكو في 26 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير دفاعه سيرغي شويغو في موسكو المشير خليفة حفتر الذي يقوم بزيارة روسيا، وفق ما أعلن الكرملين وقوات حفتر في شرق ليبيا الخميس.

وأكدت القيادة العامة لـ«القوات المسلحة العربية الليبية» عبر صفحتها على «فيسبوك»، أن حفتر «يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في العاصمة الروسية موسكو».

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة «تاس» الروسية، حصول اللقاء، مشيراً إلى أنه تطرّق إلى «الوضع في ليبيا والمنطقة»، من دون تقديم تفاصيل إضافية، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وهو اللقاء الأول بين بوتين وحفتر منذ عام 2019، وفق وسائل إعلام ليبية.

وكان حفتر، الرجل النافذ في شرق ليبيا، وصل الثلاثاء إلى روسيا لبحث الأوضاع في بلاده والعلاقات الثنائية. وكان في استقباله نائب وزير الدفاع يونس بك يفكيروف، الزعيم السابق لجمهورية إنغوشيا ذات الغالبية المسلمة.

وسبق أن زار يفكيروف مراراً الشرق الليبي للقاء حفتر.

ويعود آخر لقاء جمع الرجلين إلى 17 سبتمبر (أيلول)، وجرى في بنغازي في مقر القيادة العامة «للقوات المسلحة العربية الليبية»، القوات الموالية لحفتر، بعد أيام قليلة على الفيضانات التي أسفرت عن آلاف القتلى والمفقودين في الشرق الليبي لا سيما في مدينة درنة.


وزير البيئة الليبي يتعهد حل مشكلة تلوث مياه درنة قبل منتصف أكتوبر المقبل

وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية إبراهيم العربي (الشرق الأوسط)
وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية إبراهيم العربي (الشرق الأوسط)
TT

وزير البيئة الليبي يتعهد حل مشكلة تلوث مياه درنة قبل منتصف أكتوبر المقبل

وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية إبراهيم العربي (الشرق الأوسط)
وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية إبراهيم العربي (الشرق الأوسط)

تعهد وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية، المعترف بها دولياً في ليبيا، إبراهيم العربي منير حل مشكلة تلوث المياه الجوفية في مدينة درنة الليبية قبل حلول منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقال منير لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم الخميس، إن جميع الآبار في درنة معطلة الآن بسبب التلوث الجرثومي في المدينة، حيث تعتمد درنة الآن بالكامل على صهاريج المياه القادمة من خارج المدينة.

أحد سكان درنة يغسل ملابسه رغم قلة المياه في المدينة (رويترز)

وكانت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس قد أعلنت رصد «تلوّث جرثومي» في جميع مصادر المياه الجوفية، ومياه البحر بمدينة درنة، نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلّل الجثث، وذلك عقب السيول المدمرة التي ضربت المدينة، وأودت بحياة الآلاف في العاشر من سبتمبر (أيلول) الحالي.

وأضاف وزير البيئة الليبي موضحاً «في اليوم الخامس عشر للأزمة أستطيع أن أقول إن الوضع تحت سيطرتنا الكاملة، ومنذ فترة طويلة لم نسجل أي حالات إصابة جديدة بأوبئة جراء تفشي التلوث الجرثومي في آبار المنطقة». مشيرا إلى أنه «تم تطعيم جميع العاملين في هيئات الإغاثة، كما تم إسعاف كل من تضرروا من استخدام المياه قبل 10 أيام، حيث سجلت 200 حالة إصابة في اليومين الرابع والخامس لغمر السيول لدرنة. ومنذ ذلك الحين لم تسجل أي حالات إصابة جديدة، والوضع الآن مستقر، بفضل التزام الناس بتحذيراتنا». كما أكد وزير البيئة الليبي أن العمل على تنقية الآبار «ليس أمراً مستحيلاً لكنه سيحتاج وقتاً طويلاً جداً».

سكان درنة أصبحوا يعتمدون بشكل كامل على مياه الصهاريج لتلبية احتياجاتهم اليومية (أ.ف.ب)

وأضاف إبراهيم العربي أن «هناك صعوبة في توفير المواد التي تحتاجها عملية المعالجة، كالكلور وغير ذلك، كما أن بعض الآبار أصبحت خارج الخدمة، بحكم أنها غُمرت بمياه السيول، فأصبحت تحتاج إلى معالجة عميقة، والأمر في درنة لا يقتصر على مجرد ضخ مادة تقوم بتطهير الماء، لأن بعض المضخات خارج الخدمة بسبب غمر الماء للمدينة».

ورغم ذلك، أعرب وزير البيئة الليبي عن تفاؤله، قائلا: «أهم شيء بالنسبة لنا هو السيطرة على احتمال تفشي أي وباء نتيجة شرب الماء الملوث، وإلى هذه اللحظة نعد أنفسنا قد نجحنا في هذا الأمر، والوضع إلى حد كبير بات تحت السيطرة. نحن تجاوزنا مرحلة الكارثة، والآن نعمل في مرحلة ما بعد الكارثة».

جل سكان درنة باتوا مرغمين على استخدام المياه المعلبة خوفاً من الأمراض (أ.ف.ب)

كما أكد إبراهيم العربي أن «عملية معالجة مياه الآبار في درنة ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، وخلال الأسبوع المقبل على الأكثر، سيتم سحب مياه البحر الملوثة إلى محطة تحلية مياه البحر لتنقيتها، وسيستغرق الأمر أسبوعين على الأقل». مشيراً إلى أنه «تم أخذ عينات من الآبار في درنة ومدينة البيضاء، والكثير منها ثبت تلوثه، وبالتالي أوصينا بعدم استخدام كل الآبار في درنة حتى تُجرى عمليات معالجتها، خصوصاً أنه إذا تلوثت بئر ما تختلط المياه الجوفية في عمق الأرض، ويصل التلوث لبقية الآبار». مناشداً الجهات الإغاثية توفير المياه الصالحة للشرب لدرنة حتى تنتهي عملية معالجة مياه الآبار.

في سياق ذلك، أشار وزير البيئة الليبي إلى أن «المشكلة في درنة هي أن الناس لا تعرف مصدر الماء الذي تشرب منه، وبالتالي لا تعرف ما إذا كان ملوثاً أم لا؟ والأفضل الابتعاد عن شرب الماء تماماً في درنة من أي مصدر، ما عدا مياه الصهاريج، وهناك أسطول من الصهاريج يغذي درنة الآن». كما أكد وزير البيئة الليبي أن العبء الكبير يقع على عاتق شركة الصرف الصحي والموارد المائية لتصل بالمدينة إلى بر الأمان، وتوقع أن يتم خلال الأسبوعين المقبلين معالجة هذا الأمر بالكامل.

وعن مصادر التلوث قال العربي: «غمرت مياه السيول الآبار فلوثتها، كما أن السيول جرفت مياه الصرف الصحي للآبار، بعد أن دُمرت شبكة الصرف الصحي بالكامل، فاختلطت مياه الصرف الصحي بمياه الآبار. كما جرفت مياه السيول أيضاً النفايات، التي كانت موجودة في الشوارع والبيوت. وكذلك المواد الكيماوية التي تسربت من المخازن الصناعية، ومستودعات الأدوية التي جرفتها السيول، وأيضاً الحيوانات النافقة، خصوصاً وأن هذه المنطقة معروف عنها أنها رعوية».

من ناحية أخرى، قال وزير البيئة الليبي إن تدمير شبكة الصرف الصحي «هو المشكلة الأصعب، وتحتاج إلى معالجة خاصة»، مشيرا إلى أن شركة الصرف الصحي، التابعة لوزارة الموارد المائية «تعمل الآن لحل المشكلة في وجود مراقبين من وزارة البيئة».


مستشار قائد «الدعم السريع»: لقاء حميدتي والبرهان رهن تقدم المفاوضات

 مستشار «حميدتي» للشؤون السياسية يوسف عزت (أرشيفية)
مستشار «حميدتي» للشؤون السياسية يوسف عزت (أرشيفية)
TT

مستشار قائد «الدعم السريع»: لقاء حميدتي والبرهان رهن تقدم المفاوضات

 مستشار «حميدتي» للشؤون السياسية يوسف عزت (أرشيفية)
مستشار «حميدتي» للشؤون السياسية يوسف عزت (أرشيفية)

قال المستشار السياسي لقائد قوات «الدعم السريع»، يوسف عزت، إن لقاء القائد محمد حمدان دقلو «حميدتي» بقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، يمكن أن يتم متى ما حدث تقدم في المفاوضات، أو إذا كانت هناك قضايا تستدعي ذلك، مشيراً إلى أن «القضايا محل التفاوض ليست خلافات شخصية مرتبطة بأشخاص، بل هي قضايا تخص مستقبل السودان ووقف الحرب».

وأكد عزت أن قوات «الدعم السريع»، تسيطر على كل أنحاء العاصمة، ولن يتم تسليمها إلا لسلطة تأتي باتفاق من السودانيين. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن قائد «الدعم السريع» قدم رؤية للحل الشامل، ضمنها في خطابه للجمعية العامة للأمم المتحدة، ووضع تصوراً أكثر وضوحاً، ويتبقى الآن على البرهان أن يطرح تصوره للحل إذا كان على قناعة بالتفاوض، ويمتلك رؤية لحل الأزمة السودانية. وكان قائد الجيش السوداني أبدى استعداده للقاء قائد قوات «الدعم السريع» لمناقشة وقف الحرب.

المفاوضات ستبدأ من حيث توقفت

وأكد عزت التزام «الدعم السريع» بالمفاوضات، مشيراً إلى أن وفده المفاوض ظل موجوداً في جدة، منذ أشهر.

ممثلون عن طرفَي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق جدة في مايو (رويترز)

وقال: «المفاوضات بين الطرفين ستبدأ من حيث توقفت، ويمكن الوصول لوقف إطلاق النار طويل الأمد وفق القواعد المعمول بها دولياً، بما يسمح ببدء مفاوضات شاملة تشارك فيها القوى المدنية وممثلون لأصحاب المصلحة، تطرح فيها القضايا التي تسببت في الحروب المستمرة في السودان، وكذلك قضايا استقرار الدولة وإعادة تشكيلها على أسس العدالة والسلام والديمقراطية المستدامة».

وبشأن ما يدور من معلومات بوجود أفكار جديدة تطرحها الوساطة السعودية الأميركية، في مسار منبر جدة، قال عزت: «لم نطلع بعد على رؤية جديدة للوسطاء، أو سير العملية التفاوضية أو أجندة التفاوض، لكن نرحب بأي مساع تأخذ الواقع الراهن على الأرض وتناقش حلولاً موضوعية». وأضاف أن «دور المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية في السعي للسلام يجد منا كل التقدير والاحترام».

مقترح وقف النار

وبشأن إمكانية التوصل لوقف النار، أفاد مستشار حميدتي بأنه تم تقديم مقترح خلال جولات المحادثات السابقة، لتأسيس مركز للفصل بين قوات «الدعم السريع» والجيش، عبارة عن آلية مراقبة على الأرض ليست قوات مقاتلة، حتى لا يفهم أنه تمت الموافقة على دخول قوات أجنبية للبلاد. ولا يزال المقترح قيد الدراسة والتطوير للوصول إلى صيغة عمل تضمن الالتزام بوقف إطلاق النار». وتابع: «يسبق هذه الخطوة تحديد مناطق سيطرة كل قوة من القوات ورسم خرائط... وهذه خطوات متبعة في عمليات وقف إطلاق النار في كل الحروب»، مشيراً إلى أن موافقة كل طرف على العسكريين المشاركين في المراقبة ضرورية لأداء مهامها.

المستشار السياسي لـ«الدعم السريع» استبعد لقاء البرهان و«حميدتي» في الظرف الحالي (أ.ف.ب)

ورداً على سؤال حول اتهام الجيش لقوات «الدعم السريع» بأنها وراء تعثر المحادثات برفضها إخراج قواتها من المنازل والأعيان المدنية، قال عزت: «الجيش يريد من (الدعم السريع) تسليمه مقراته التي فقدها في المعارك، ويستخدم منازل المواطنين ذريعة لذلك»، مضيفاً: «إذا كان ذلك صحيحاً، فلماذا لا يقوم بإخراجها، أليست مهمة أي جيش حماية المواطنين وممتلكاتهم؟». وأكد أن قوات «الدعم السريع» توجد في كل أنحاء العاصمة الخرطوم، وبيدها القصر الجمهوري والوزارات وكل مقرات الجيش، عدا جيوب محدودة، قاطعاً بعدم تسليمها إلا لسلطة تأتي باتفاق السودانيين عليها، والاتفاق على جيش واحد مهني قومي وغير مسيس يتم توحيد كل حاملي السلاح فيه.


مقتل 6 في تفجير انتحاري بسوق في إقليم هيران وسط الصومال

مدنيون ينظرون إلى المركبات المحطمة في مكان انفجار بمنطقة حمروين في مقديشو - الصومال 12 يناير 2022 (رويترز)
مدنيون ينظرون إلى المركبات المحطمة في مكان انفجار بمنطقة حمروين في مقديشو - الصومال 12 يناير 2022 (رويترز)
TT

مقتل 6 في تفجير انتحاري بسوق في إقليم هيران وسط الصومال

مدنيون ينظرون إلى المركبات المحطمة في مكان انفجار بمنطقة حمروين في مقديشو - الصومال 12 يناير 2022 (رويترز)
مدنيون ينظرون إلى المركبات المحطمة في مكان انفجار بمنطقة حمروين في مقديشو - الصومال 12 يناير 2022 (رويترز)

قال التلفزيون الصومالي، الخميس: إن ستة أشخاص بينهم امرأة وطفلها قُتلوا في تفجير انتحاري استهدف إحدى الأسواق بوسط الصومال.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، أضاف التلفزيون بحسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) أن التفجير وقع في سوق ببلدة بولوبرد في إقليم هيران بوسط جنوب الصومال.

وكانت وكالة الأنباء الصومالية قد ذكرت في 23 سبتمبر (أيلول) الحالي، أن قتلى ومصابين مدنيين سقطوا في تفجير سيارة مفخخة استهدف سوقاً في بلدة بلدوين عاصمة إقليم هيران.


لماذا يثير عدد ضحايا «إعصار درنة» جدلاً حاداً وسط الليبيين؟

اجتماع الصديق الصور مع لجنة تحقيقات كارثة درنة (النيابة العامة)
اجتماع الصديق الصور مع لجنة تحقيقات كارثة درنة (النيابة العامة)
TT

لماذا يثير عدد ضحايا «إعصار درنة» جدلاً حاداً وسط الليبيين؟

اجتماع الصديق الصور مع لجنة تحقيقات كارثة درنة (النيابة العامة)
اجتماع الصديق الصور مع لجنة تحقيقات كارثة درنة (النيابة العامة)

تجدد الجدل في ليبيا حول العدد الحقيقي لضحايا إعصار «دانيال»، حيث تمسكت السلطات الرسمية بتسجيل 4200 قتيل فقط، رغم تقديرات غير رسمية تفيد بأن الرقم الحقيقي للقتلى يتجاوز هذا الرقم بكثير.

ونفى أسامة علي، المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوحدة «المؤقتة» في العاصمة طرابلس، تصريحات متداولة له (مساء الأربعاء) بأن الحصيلة الحقيقية لفيضانات درنة «أكثر من 16 ألف وفاة، واتهامه للجنة الطوارئ التابعة للحكومة الموازية، برئاسة أسامة حماد، بإخفاء العدد الحقيقي لضحايا انهيار سدي درنة». وقال علي لـ«الشرق الأوسط» موضحا: «رسميا فإن العدد المسجل لدى لجنة الطوارئ هو 4200 لضحايا الإعصار»، مؤكداً أن «مهمة فرق وعناصر جهاز الإسعاف والطوارئ لم تنتهِ على الأرض، وما زلنا نقوم بتطعيم العناصر التي تقوم بعمليات الانتشال لحين إعلان انتهاء المهمة بشكل رسمي من قبل الحكومة».

وكان جهاز الإسعاف قد أوضح أن كافة التصريحات، التي يتم نقلها أو تداولها إعلاميا، والتي تحتوي على أرقام أو معلومات جديدة منسوبة له، غير صحيحة إلا في حالة نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

عمال الإغاثة يواصلون استخراج الجثث من وسط أنقاض درنة (رويترز)

بدوره، قال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، لـ«الشرق الأوسط»: «نقدم الإحصائيات حسب عدد عمليات الدفن الرسمي المعتمدة من آمر منطقة درنة الأمنية»، لافتا إلى أن «رقم الضحايا يتزايد بشكل يومي... هذه هي الحقيقة، وما ننشره من أرقام هو للضحايا الذين تم دفنهم رسميا بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، بحضور النيابة العامة، مثل أخذ عينات لتحليل الحمض النووي».

ونفى المسماري، الذي أعلن قبل يومين أن إجمالي عدد الضحايا وصل إلى 4120 فقط، تعمد عدم ذكر العدد الحقيقي للضحايا، قائلا: «لا يوجد رقم حقيقي وغير حقيقي، هذه كارثة طبيعية مثلها مثل الزلازل وغيرها».

وكان محمد الجارح، المتحدث باسم اللجنة العليا للطوارئ بالحكومة الموازية، قد أعلن استقالته من منصبه بسبب ما وصفه بـ«استحالة المهمة، والعجز عن إيصال المعلومات الدقيقة للمواطنين». وقال إن «المهمة تقع الآن على عاتق لجنة الأزمة، باعتبارها المسؤولة أمام الشعب لإطلاعه على تطورات الوضع في درنة المنكوبة».

تقديرات غير رسمية تفيد بأن الرقم الحقيقي للقتلى يظل غير معروف بسبب استمرار اكتشاف مزيد من الجثث يوميا (رويترز)

من جانبها، أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، مساء (الأربعاء)، أن إجمالي المباني المتضررة في درنة من جراء الفيضان بلغ 1500 مبنى، مشيرة إلى أن إجمالي المباني المدمرة بشكل كامل بلغ 891 مبنى، في حين أن عدد المباني التي غمرها الوحل بلغت 398 مبنى.

بدورها، قالت الأمم المتحدة إنها وبعد أسبوعين من فيضانات شمال شرقي ليبيا، التي أودت بحياة الآلاف، وجرفت أحياء بكاملها، تواصل مع شركائها العمل على الأرض لتقديم المساعدة الإنسانية الحيوية، ودعم منكوبي درنة وبنغازي والبيضاء وشحات وسوسة.

ووصفت جورجيت غانيون، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، في ختام زيارتها الثانية إلى درنة منذ الفيضانات، ما عاناه الناس في المدينة المنكوبة والمناطق المحيطة بها بأنه «مأساوي». ودعت لتوفير إمكانيات الوصول الكامل للعاملين في المجال الإنساني. مشددة على الحاجة لتنسيق قوي بين الشركاء الوطنيين والدوليين. كما شددت على الحاجة إلى تسريع جهود الإنعاش المبكر، من أجل تعزيز عملية إعادة الإعمار على المدى الطويل.

وشكرت غانيون عمال البحث والإنقاذ الليبيين والدوليين على جهودهم الدؤوبة للعثور على ناجين في ظروف بالغة الصعوبة. وأثنت على عمليات البحث والإنقاذ، حيث دعم نحو 800 امرأة ورجل من 12 دولة الجهود الليبية في البر والبحر، على مدى الأسبوعين الماضيين.

وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تم تأكيد 4255 حالة وفاة بسبب الفيضانات، في حين لا يزال 8540 شخصا في عداد المفقودين.


3 حوادث قتل لسيدات في 24 ساعة تهز الشارع المصري

وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)
وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)
TT

3 حوادث قتل لسيدات في 24 ساعة تهز الشارع المصري

وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)
وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)

هزت 3 جرائم قتل ضحاياها سيدات، الشارع المصري خلال الـ24 ساعة الماضية، تنوعت أسباب هذه الجرائم بين «الحب والانتقام»، ما أثار مخاوف بشأن «انتشار جرائم العنف في المجتمع». الجرائم الثلاث أعادت إلى الأذهان وقائع قتل أحدثت ضجة في مصر سابقاً، مثل جريمة قتل «فتاة المنصورة» نيرة أشرف، وغيرها.

الواقعة الأولى حدثت في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة)، حيث باغت شاب، فتاة تُدعى شيماء (32 عاماً) بتسديد طلقات من سلاح ناري كان بحوزته يخفيه في ملابسه، بعد أن تتبع خطواتها خلال عودتها من العمل وأطلق عليها النيران مباشرة. وأنهى حياتها في الحال، وأثناء محاولة إنقاذ الضحية، اشتبك المتهم مع أحد الأشخاص في محيط الواقعة. ونقل إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. ووفق التحريات الأولية في الواقعة، فإن «المتهم كان قد خطب الضحية في وقت سابق؛ لكن تم إنهاء العلاقة، ما يشير إلى (دوافع انتقامية) بسبب علاقة عاطفية».

بعدها بساعات قليلة، شهد حرم جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة، وتحديداً داخل مبنى كلية الآثار سقوط فتاة تدعى نورهان (32 عاماً) موظفة برعاية الشباب في الكلية، غارقة في دمائها، بعدما أطلق عليها زميلها ويعمل أخصائي رعاية الشباب بكلية رياض الأطفال، 6 طلقات نارية، وانطلق هارباً، بينما لفظت الضحية أنفاسها الأخيرة أمام العاملين. وكشفت أجهزة الأمن المصرية بعد ساعات من الواقعة أن «المتهم فر هارباً باتجاه الإسكندرية، بعد أن هدد كل من يقترب منه بسلاحه الناري، لكن رجال الأمن نجحوا في توقيفه، وقبل إلقاء القبض عليه، أطلق المتهم النار على نفسه من السلاح نفسه».

ووفق تقارير مصرية، نقلاً عن صديقة للضحية فإن «الجريمة وقعت بسبب شهادة المجني عليها ضد الجاني في (واقعة خلاف) سابقة مع مسؤول بالكلية». أيضاً قال والد الضحية، إن «الجاني هدد الضحية برسائل على الهاتف المحمول قبل أسبوع من تنفيذ جريمته».

لم يستوعب المصريون هذه الجريمة التي وقعت داخل حرم جامعي، لتطل عليهم، جريمة قتل جديدة، بطلها شاب قام بقتل طليقته السابقة (32 عاماً) أمام مقر عملها في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة. ووفق التحقيقات الأولية فإن «الجاني قام بمباغتة الضحية بسلاح أبيض تسبب في جرح قطعي في الرقبة والصدر لتفارق الحياة على أثره، ثم قام بتسليم نفسه». وتبين أن دافع القتل هو «خطبتها من شاب آخر».

الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع في مصر، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «القتل أمام المارة، وفي أماكن عامة بوضح النهار، لا بد أن يخضع للدراسة والتحليل»، مضيفة «قد يكون عدد جرائم القتل بمصر يقع في المعدلات المتوسطة عالمياً، غير أن شكل الجريمة يُمكن وصفه بـ(غير الاعتيادي)، ما يشير إلى (خلل نفسي)، وغياب عن الوعي قد يكون ذلك بسبب تناول المواد المخدرة؛ إلا أنه لا يرتقي لدرجة المرض».

مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، محمد زكي، يرى أن «كل قضية لها دوافعها وأسبابها، والمشهد العام لا يُمكن وصفه بالظاهرة»، كما يرى زكي أن «مواقع التواصل الاجتماعي تسببت في استساغة بعض ردود الفعل العنيفة لدى البعض خاصة الشباب، ولا بد من زيادة الوعي حول هذه السلوكيات».


«الوحدة» تتجاهل تأكيدات «الاستقرار» عقد مؤتمر دولي لإعمار درنة

الدبيبة خلال اجتماع مع أعضاء حكومته بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماع مع أعضاء حكومته بطرابلس (حكومة الوحدة)
TT

«الوحدة» تتجاهل تأكيدات «الاستقرار» عقد مؤتمر دولي لإعمار درنة

الدبيبة خلال اجتماع مع أعضاء حكومته بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماع مع أعضاء حكومته بطرابلس (حكومة الوحدة)

رغم الدعوات المحلية والدولية إلى تنسيق الجهود بينهما، فإن حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تجاهلت تأكيد حكومة الاستقرار «الموازية»، برئاسة أسامة حماد، عزمها عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار درنة والمدن المتضررة من الإعصار، الشهر المقبل.

وعدّت حكومة حماد أن المؤتمر «سيفتح الباب أمام الشركات العالمية لتقديم أفضل التصاميم الملائمة لطبيعة وتضاريس المدينة»، علماً بأنها وافقت على إنشاء صندوق للإعمار، وهددت بسحب مشاريع الإسكان العام، ومنح مهلة أسبوعين للبدء في استكمالها، على أنه في حالة عدم استكمالها يتم التعاقد مع شركات أخرى لاستكمالها على الفور.

كما أعلن حماد تشكيل لجنة لحصر الأضرار والتعويضات في مدينة درنة وضواحيها، وقرر تخصيص 49 مليون دينار ليبي للبلديات المتضررة لمواجهة النفقات العاجلة والضرورية لمعالجة الأضرار.

بينما قال خالد مسعود، وزير العدل بحكومة الاستقرار، إنها تعمل من مدينة درنة والمناطق المتضررة منذ اللحظات الأولى لكارثة السيول، وإنها تمضي قدماً في إعادة الإعمار، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين هناك، مشدداً على أن «الوضع الحالي لهذه المدن (لا يحتمل أي تأخير)»، ومؤكداً أن حكومته كثفت اتصالاتها الدولية على أوسع نطاق منذ اللحظات الأولى للكارثة لحشد الدعم، وتوفير فرق الطوارئ والإنقاذ للمناطق المنكوبة، وتقليص الأضرار إلى الحد الأدنى، إضافة لحشدها جميع الجهود الدولية والمحلية لإعادة الإعمار.

وحدات عسكرية بالقرب من الحدود الليبية التشادية (الجيش الوطني)

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة الوحدة «المؤقتة»، أو رئيسها الدبيبة، على هذه التصريحات، لكن الدبيبة أكد خلال اجتماع لمتابعة الإجراءات المتخَذة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، والجهات التابعة لها في دعم النازحين، «على ضرورة تكاتف الجهود من أجل تقديم الخدمات بشكل منظَّم وسريع، سواء بدل الإيجار أو الاحتياجات الأساسية المختلفة»، مشيراً إلى اطلاعه على ملخص لأعمال الحصر للنازحين داخل البلديات المنكوبة، أو النازحين لبلديات أخرى، التي تُعد الأساس لتقديم أي خدمات في جميع المجالات.

بدوره، قال عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، إن المبروك غيث، وزير الشؤون الاجتماعية بحكومة الاستقرار، أطلعه، خلال لقائهما، مساء أمس (الأربعاء)، على مجهودات الحكومة ولجانها المختصة في دعم المتضررين، والخطط المقترحة لحل مشكلات توفير السكن لهم، كما اطلع على عمل فريقها لإعداد قاعدة بيانات كاملة تشمل جميع المتضررين، وأوضاعهم المعيشية والصحية، وعدد أفراد الأسر والمتضررين من كارثة الفيضانات والسيول.

جانب من زيارة حفتر إلى روسيا (مكتب حفتر)

من جهة أخرى، قال المُشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، إنه زار، برفقة يونس بك يفكيروف، نائب وزير الدفاع الروسي، مساء الأربعاء، مسجد «موسكو الجامع» بالعاصمة الروسية، بناءً على دعوة من رئيس مجلس الإفتاء الروسي الذي قدم له التعازي في ضحايا الفيضانات والسيول التي حلَّت بمدن ومناطق الجبل الأخضر.

في سياق قريب، أعلنت شعبة الإعلام بالجيش تكريم غرفة درنة الأمنية لفريق الإنقاذ الإيطالي على جهوده المبذولة في إنقاذ العالقين، وانتشال الجثامين من البيوت والمباني المدمَّرة داخل مناطق وأحياء مدينة درنة. كما أعلن اللواء 128 المعزز، التابع للجيش الوطني، بدء دورية عسكرية أمنية في عمق الصحراء الليبية، بقيادة آمره العميد حسن معتوق الزادمة باتجاه قاعدة الويغ العسكرية الجوية الواقعة على تخوم الحدود الليببة - التشادية، للوقوف على سير عمل وحدات اللواء المكلفة تأمين القاعدة، ومتابعة عمل الوحدات المرابطة على النقاط والمعابر الحيوية الثابتة والمتحركة على كامل الشريط الحدودي.

في غضون ذلك، أكد الصديق الصور، النائب العام الليبي، خلال اجتماعه مع مسؤولين بمجلس الدولة، على سير تحقيقات هندسة الأدلة بوتيرة مكثفة، ترتكز على تقارير هندسية ساعدت سلطة التحقيق في فهم أسباب فشل سدَّي وادي درنة في غرضهما، وتحليل شكل انهيارهما. ولفت إلى تحريك النيابة العامة دعوى عمومية في مواجهة المسؤولين عن الإخفاق في إدارة السدود، كما أكد انتظام تدابير إثبات حوادث الوفاة، وتحري حال المفقودين، وتعيين الخسائر الاقتصادية الناجمة عن حادثة الفيضان.

وكان الصور، الذي التقى بعض أعضاء لجنة تحقيق كارثة درنة، قد وجه، بعد اطلاعه على إجراءات البحث الأولى وتقييم نتائجها، بأن «تكون إجراءات التحقيق ناجزة، ومتآلفة مع طبيعته»، على حد تعبيره.


هل يُسرع بدء عمل السفير المصري لدى تركيا تنشيط العلاقات الثنائية؟

سفير مصر في أنقرة قدم أوراق اعتماده للرئيس التركي (وزارة الخارجية المصرية)
سفير مصر في أنقرة قدم أوراق اعتماده للرئيس التركي (وزارة الخارجية المصرية)
TT

هل يُسرع بدء عمل السفير المصري لدى تركيا تنشيط العلاقات الثنائية؟

سفير مصر في أنقرة قدم أوراق اعتماده للرئيس التركي (وزارة الخارجية المصرية)
سفير مصر في أنقرة قدم أوراق اعتماده للرئيس التركي (وزارة الخارجية المصرية)

بعد 10 سنوات كاملة، عاد سفير مصري لتسلم مهام منصبه في العاصمة التركية، بعدما تسلّم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأربعاء، رسمياً، أوراق اعتماد السفير المصري الجديد لدى أنقرة، عمرو الحمامي، إيذاناً بمباشرة مهامه، ما يفتح المجال - وفق مراقبين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أمام تسريع وتيرة التعاون الثنائي بين البلدين عقب استعادة العلاقات لطبيعتها، وترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي المتبادل.

ووفقاً لتقارير إعلامية تركية، استقبل إردوغان، الحمامي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، والتقط صوراً تذكارية مع السفير وأسرته وبعض أعضاء السفارة.

وأعلنت مصر وتركيا في بيان مشترك، خلال يوليو (تموز) الماضي، رفع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، وترشيح صالح موطلو شن سفيراً لأنقرة لدى القاهرة، وترشيح عمرو الحمامي سفيراً لمصر في أنقرة.

والتقى الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، نظيره التركي للمرة الثانية على هامش مشاركة الزعيمين في «قمة العشرين» الشهر الماضي، بالعاصمة الهندية، نيودلهي، كما عقد الرئيسان مباحثات بحضور وزراء الخارجية والمخابرات من البلدين لبحث تعزيز العلاقات بينهما.

وجاء اللقاء الأخير في أعقاب أول لقاء مباشر بين الرئيسين، والذي جرى بصورة مفاجئة على هامش حضورهما افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، نهاية العام الماضي، ما فتح الطريق أمام استعادة العلاقات بين البلدين التي خيّم التوتر عليها منذ عام 2013، عقب الإطاحة بحكم تنظيم «الإخوان» في مصر، الذي كان يحظى بدعم الرئيس التركي، في أعقاب مظاهرات شعبية.

والتقى على مدى الأشهر الماضية وزراء ومسؤولون بارزون في البلدين، عدة مرات، كما شهدت الآونة الأخيرة اتفاقات ثنائية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين بهدف الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ تعد مصر حالياً أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، فيما تُعد تركيا، من أهم مستوردي الغاز المصري.

وتوقّع حسن الشاغل الباحث في الاقتصاد الدولي، والخبير بمركز «الأناضول» للدراسات، أن تشهد العلاقات المصرية التركية، وبالأخص على المسار الاقتصادي، تحركاً ملموساً في أعقاب تسلم السفير المصري لمهام منصبه، وهي الخطوة التي يراها «استكمالا لمسار التقارب خلال العامين الأخيرين».

وعدّ الشاغل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» حفاظ القاهرة وأنقرة على وتيرة مستقرة للتقارب، وإبقاء كثير من ملفات التعاون، خاصة في مجالات التصنيع والغاز والتجارة المتبادلة بعيداً عن التجاذبات السياسية، «مؤشرا على صدق الإرادة السياسية» لاستكمال تعزيز التعاون، خاصة في ظل ما يواجهه البلدان من تحديات اقتصادية، معرباً عن توقعه أن تتسارع وتيرة ذلك التعاون مع استكمال إجراءات عمل السفيرين في كلا البلدين.

وارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا ليصل إلى 7.7 مليار دولار خلال عام 2022، مقابل 6.7 مليار دولار خلال 2021 (بزيادة 14 في المائة)، وفق البيانات الرسمية، الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فيما كانت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في عام 2019 عند حدود 5.4 مليار دولار، وفق بيانات معهد الإحصاء التركي.

السفير المصري الجديد في أنقرة وأسرته مع إردوغان (وزارة الخارجية المصرية)

ووصف الباحث المتخصص في الشؤون التركية كرم سعيد، تسلم السفير المصري مهام منصبه في تركيا بأنه «خطوة جوهرية تتوج مسار التعاون بين البلدين»، ويرى أن مصر لم تكن لتتقدم بأوراق اعتماد سفيرها الجديد لدى أنقرة «إلا إذا استطاع البلدان التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الخلافية».

وأضاف سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن التسلم الرسمي للسفير المصري لمهام منصبه يشير كذلك إلى ما وصفه بـ«تراجع الشكوك الرسمية حول تجاوب الأتراك مع الملفات الشائكة»، مشيراً إلى أن تلك الخطوة ستتبعها خطوات «متسارعة» لتعزيز التعاون الاقتصادي.

ويرى الباحث المتخصص في الشؤون التركية، أن تعزيز التنسيق بين القاهرة وأنقرة «سيمتد خلال الفترة المقبلة إلى آفاق سياسية أكبر»، لا سيما فيما يتعلق باحتواء التداعيات طويلة الأمد للحرب الروسية - الأوكرانية، وكذلك حالة السيولة الإقليمية، والمتغيرات المتعلقة بمسار العلاقات الإيرانية في المنطقة، سواء مع دول الخليج أو مع الولايات المتحدة، وهو ما يدفع إلى عد التنسيق المصري التركي «ضروريا وأكثر أهمية» على حد تعبيره.


تحركات مصرية - إيرانية متتالية تزيد فرص تحسن العلاقات

قاليباف خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب المصري (وكالة مهر للأبناء)
قاليباف خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب المصري (وكالة مهر للأبناء)
TT

تحركات مصرية - إيرانية متتالية تزيد فرص تحسن العلاقات

قاليباف خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب المصري (وكالة مهر للأبناء)
قاليباف خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب المصري (وكالة مهر للأبناء)

زادت تحركات «سياسية واقتصادية وبرلمانية» بين مصر وإيران من فرص تحسن العلاقات بين البلدين؛ ما يُمهد لإعلان عودة العلاقات بين القاهرة وطهران؛ إذ أكد رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان)، حنفي جبالي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، «أهمية التعاون بين مصر وإيران»، وذلك خلال لقاء جمعهما في جوهانسبرغ، وذلك بعد أيام من لقاء وزير المالية المصري، ووزير الاقتصاد الإيراني، وكذا لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. في حين قال خبراء: إن «اللقاءات المصرية - الإيرانية الأخيرة (إشارة) على قرب عودة العلاقات الدبلوماسية».

وشهدت الفترة الماضية تصريحات إيرانية متواترة بشأن التقارب مع مصر، وكان منها ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في مايو (أيار) الماضي، حيث وصف مصر بـ«الشقيقة والصديقة». وأعرب عن أمله حينها في أن تشهد العلاقات مع مصر «تطوراً وانفتاحاً متبادلاً». وخلال الشهر نفسه، زار سلطان عمان، هيثم بن طارق، مصر وإيران، تباعاً، وسط حديث تنامى حينها عن «وساطة قادها سلطان عمان في إطار الملف نفسه»، حسب تقارير حينها. وفي أغسطس (آب) الماضي، أدانت مصر حادث استهداف مرقد شاه جراغ الديني في مدينة شيراز الإيرانية.

علاقات برلمانية

والتقى رئيس مجلس النواب المصري، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، على هامش انعقاد الجمعية البرلمانية التاسعة لمجموعة «بريكس» في جوهانسبرغ. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء (مساء الأربعاء)، أن اللقاء يأتي في ظل «تزايد التحركات الدبلوماسية في الأشهر الأخيرة لتحسين العلاقات بين البلدين بعد عقود عدة».

وأشار قاليباف إلى أن «مصر دائماً دولة مؤثرة في التاريخ والإسلام، وعلينا أن نحاول تعزيز العلاقة بين الدول الإسلامية في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا». وأضاف أن «التعاون البرلماني الذي يُمثل البلدين يُمكن أن يكون (فعالاً للغاية) في التنمية المستدامة للعلاقات بين دول شمال أفريقيا ومنطقة غرب آسيا، وإذا تحقق هذا التعاون ستكون هناك رؤية واضحة لمستقبل البلدين من أجل تحسين العلاقات».

في حين أكد جبالي، بحسب وكالة «مهر»، «اعتقد أنه من خلال المشاركة في مجموعة (بريكس) نسير على الطريق الصحيحة لتنمية البلدين، ويجب أن نحاول زيادة العلاقات والتعاون بين البلدين في مختلف القضايا»، داعياً رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى زيارة القاهرة من «أجل تطوير العلاقات بين البلدين»، كما وجّه قاليباف دعوة إلى نظيره المصري لزيارة طهران من «أجل تحسين العلاقات البرلمانية بين البلدين».

إشارات واضحة

تعليقاً، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا أحمد حسن، لـ«الشرق الأوسط»: إن «اللقاءات المصرية - الإيرانية الأخيرة جميعها تعطي (إشارة واحدة) وهي قرب عودة العلاقات الدبلوماسية، والتي أصبحت (عودتها مسألة مستقرة)؛ لكن يتم التمهيد لها». وأعرب عن اعتقاده أن «الفترة المقبلة سوف تشهد إعلان عودة العلاقات بين البلدين».

حول وجود بعض المطالب الآن لمصر لعودة العلاقات مع إيران، أكد رخا «لا أعتقد؛ لأنه قد حدث تفهمات واتفاق بين البلدين، وتوضيح للأمور والقضايا (الخلافية) السابقة كافة، وأصبح هناك تأكيدات على التعاون المشترك بين البلدين، من أجل توفير الأمن للمنطقة، والتأكيد على ضرورة منع التدخل في شؤون دول المنطقة».

وفي يوليو (تموز) الماضي، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أنه «نتيجة للتطور الذي شهدته العلاقات الإيرانية - الخليجية خلال الفترة الأخيرة، يتوقع البعض أنه من الطبيعي أن تشهد العلاقات المصرية - الإيرانية تطوراً مشابهاً». وأضاف أن «التفاعل والتواصل موجودان دائماً، ولم ينقطعا في أي مرحلة من المراحل».

جانب من لقاء وزيرَي الاقتصاد الإيراني والمالية المصري في شرم الشيخ (وكالة فارس للأنباء - إكس)

تعاون اقتصادي وسياسي

وخلال الشهر الحالي أيضاً على هامش اجتماع البنك الآسيوي للبنية التحتية في مدينة شرم الشيخ المصرية، استعرض وزير المالية المصري، محمد معيط، ووزير الاقتصاد الإيراني، سيد إحسان خاندوزي، تطورات العلاقات الثنائية والتجارية بين البلدين.

وأكد خاندوزي حينها أن «إيران مستعدة لتطوير التعاون في مجال الأعمال المصرفية والبنية التحتية الآسيوية»، مقترحاً «تشكيل لجنة مشتركة بين نائب وزير الاقتصاد في إيران، ونائب وزير المالية المصري لمواصلة التواصل ومتابعة المشروعات التي تمت مناقشتها». في حين أشار وزير المالية المصري إلى استعداد بلاده لتنفيذ المقترحات التي تقدم بها نظيره الإيراني. وقال: إن «مصر ترى أنه من المهم توسيع وتطوير العلاقات مع إيران».

أيضاً جرت الشهر الحالي مباحثات بين وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في نيويورك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: إن لقاء وزيري الخارجية الإيراني والمصري في نيويورك فتح «أفقاً جديداً» في مسار العلاقات بين البلدين. كما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» حينها عن وزير الخارجية المصري، قوله: إن هناك «إشارات إيجابية» فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وإيران.

عودة إلى رخا الذي قال: إن «إجمالي هذه اللقاءات سواء (سياسية، أو اقتصادية، أو برلمانية) تصبّ جميعها في مسار واحد، وهو قرب إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران».

وهنا يرى مراقبون أن «القاهرة لا تُمانع في إقامة علاقات دبلوماسية (كاملة) مع طهران على أساس التعايش السلمي».

وزير الخارجية المصري ونظيره الإيراني خلال مباحثات في نيويورك الشهر الحالي (الخارجية المصرية)

وفي مارس (آذار) الماضي، ثمّنت الرئاسة المصرية نهج المملكة العربية السعودية في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران. ووفق إفادة لـ«الرئاسة المصرية» حينها، فإن «مصر تُقدر هذه الخطوة المهمة، وتُثمن التوجه الذي انتهجته المملكة في هذا الصدد». وأضافت أن النهج السعودي في هذا الصدد من شأنه «إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي، كما يأتي تأكيداً على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من حيث احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وترسيخ مفاهيم حُسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».