عثرت الأجهزة الأمنية في جنوب شرقي ليبيا على 3 «سجون سرية» تديرها عصابة مكونة من 13 شخصاً، تمتهن «خطف المهاجرين غير النظاميين وتعذيبهم ومساومة أسرهم على دفع الفدية».
وقال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بمدينة الكفرة، الاثنين، إن قواته داهمت 3 «سجون سرية»، في 3 مواقع هي «مزارع مشروع النخيل بالجوف الغربي»، و«مزارع الهواري»، بالإضافة إلى استراحة بالقرب من مطار الكفرة، لافتاً إلى أن التشكيل العصابي «استخدم هذه السجون لإخفاء ضحاياه، وتعذيبهم لنيل الأموال من عائلاتهم».
وتأتي هذه العملية الأمنية بعد يوم من القبض على عصابة مماثلة، في مدينة مصراتة (غرب البلاد) تتشكل من 23 شخصاً من باكستان، تجلب الراغبين في الهجرة إلى أوروبا من إسلام آباد، مقابل 6 آلاف دولار للفرد.
وقال جهاز الهجرة بالكفرة، إنه بعد مداهمة السجون الثلاثة عثر على مهاجرين غير قانونيين من الرجال والنساء والأطفال، تم إخفاؤهم قسراً، وتبين أنهم «أخضعوا جميعاً للتعذيب الشديد ومساومة أسرهم وذويهم على دفع فدية مالية كبيرة».
وكشف الجهاز أن هذه الفدية وصلت إلى «20 ألف دولار، عن الشخص الواحد»، متابعاً: «قبضنا على 13 متهماً من جنسيات مختلفة، ومن بينهم مواطنون ليبيون، وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة، كما تم تحرير 60 مهاجراً غير شرعي، من الضحايا».
ونوه جهاز الهجرة بـ«استصدار أوامر ضبط وإحضار لمتهمين أجانب وليبيين آخرين متهمين بإدارة هذه السجون السرية، التي تقع في مدينة الكفرة».
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» ضبط عصابة للاتجار البشر، الأحد، اتخذت من منزلين في مدينة مصراتة ومحيطها (غرب البلاد)، مقرين، لتجميع المهاجرين بعد جلبهم من باكستان لتهريبهم إلى إيطاليا، مقابل حصولها على 6 آلاف دولار لكل شخص، كما ألقت القبض على رئيس التشكيل الذي يحمل الجنسية ذاتها.
وسبق وعثر جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بالكفرة، على 3 مهاجرين غير نظاميين (صوماليَين وإريتري) داخل وكر سري يديره أحد تجار البشر، في وضع صحي سيئ، وتم نقلهم إلى مستشفيات بنغازي بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة.
وتواصل السلطة الأمنية في ليبيا عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم. وأعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، فرع طرابلس، الاثنين، أنه تم ترحيل 169 تشادياً، بحضور بشير عبود، القنصل العام لسفارة إنجامينا، عن طريق البر، بعد استخراج وثائق سفر لهم.
وقال مسؤول أمني كبير بجهاز الهجرة بطرابلس، إن عمليات المداهمة هذه «للأوكار السرية، ستستمر الأيام المقبلة بشكل أوسع، للتصدي لعمليات الاتجار بالبشر في ليبيا».
وتحدث المسؤول الأمني لـ«الشرق الأوسط» عن عملية أجراها «جهاز دعم الاستقرار» بمنطقة وادي زمزم جنوب منطقة مزدة (غرب ليبيا) لوكر تستخدمه عصابات التهريب، وقالت: «كانت تستخدمه نقطة لتجميع المهاجرين غير القانونيين من عدة مناطق بالبلاد، قبيل تهريبهم إلى العاصمة طرابلس».
ولفت المسؤول إلى أن العملية التي أسفرت عن ضبط أكثر من 100 مهاجر غير قانوني من جنسيات أفريقية مختلفة، من بينهم 25 امرأة، «واحدة من عمليات عديدة أجرتها الأجهزة الأمنية خلال الأسبوعين الماضيين»، متابعاً: «هناك أوامر صدرت من (قادة البلاد) خلال اليومين الماضيين، بضرورة التصدي لهذه العصابات، وتمشيط جميع ما يشتبه في كونها سجوناً سرية».
وكانت الأجهزة الأمنية بمنطقة وادي زمزم، أعلنت عن ضبط عشرات المهاجرين غير النظاميين قبيل نقلهم إلى طرابلس، كما عثرت على جثة لمهاجر قالت إنه «تبين بالفحص أن في بطنه كمية من المخدر، يشتبه في كونها كوكايين».
وبعد حضور وكيل النيابة لمعاينة الجثة، تم نقلها إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى لعرضها على الطبيب الشرعي، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأحيل المهاجرون إلى جهاز الهجرة غير فرع المنطقة الغربية.