بعد نحو ثلاثة عشر عاماً على ظهورهم في مقطع مصور وهم يقومون بتعذيب وإهانة مدني من أهالي محافظة اللاذقية، تم إلقاء القبض على اثنين من المشاركين في التعذيب.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، إنَّ «يدَ العدالة ستطال كلَّ من أجرم بحقِّ السوريين، مهما طال الزمن»، فيما علق سوريون على ذلك بالقول إن «العدالة تحركت». وذلك فيما أفادت قيادة الأمن الداخلي في حماة بإلقاء القبض على طيار عسكري برتبة عميد متهم بارتكاب جرائم حرب.
وقدم قائد الأمن الداخلي في اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، العزاء إلى أهل «سمير محمد حشري»، بعد 13 عاماً من وفاته، متأثراً بالتعذيب الذي تلقاه على أيدي عدد من عناصر الميليشيات التابعة لنظام الأسد، وقال الأحمد في بيان نشرته معرفات المحافظة، إن «حشري» من أبناء مدينة اللاذقية، «استشهد بعد ساعات قليلة في المستشفى نتيجة التعذيب».
وتابع: «بعد سنواتٍ طويلة من الألم والانتظار، تمكّنا من إلقاء القبض على اثنين من المجرمين الذين شاركوا في هذا الفعل الإجرامي وظهروا في المقطع، وهما ثائر نجم موسى ورائد حسن سوادي السكج». وتوعد العميد عبد العزيز الأحمد بملاحقة «كلَّ من أجرم بحقِّ السوريين، مهما طال الزمن، ومهما حاول المجرمون الاختباء أو الإفلات من المحاسبة». متعهداً لأهالي الضحايا بألا تذهب دماء أبنائهم هدراً، وستتم ملاحقة «كلِّ من تلطّخت أيديهم بدماء السوريين، حتى تحقق العدالة وتسترد الحقوق».
جاءت العملية بعد انتشار فيديو يعود لعام 2012 يظهر فيه تعرض المواطن سمير محمد حشري للتعذيب على يد عناصر من النظام البائد أثناء اقتحام حي الرمل الجنوبي مما أدى لاحقا إلى وفاته وبعد الرصد ومطابقة صور الأشخاص الظاهرين في الفيديو جرى تحديد هويتهما وأماكن إقامتهما ليتم القبض عليهما
— وزارة الداخلية السورية (@syrianmoi) November 16, 2025
وأثار نبأ القبض على المتورطين بتعذيب سمير حشري، ارتياحاً في أوساط السوريين، خاصة أهالي ضحايا النظام، حيث لا يزال مشهد إهانته وإذلاله محفوراً في ذاكرة الذين تعرضوا لأبشع أنواع القمع والتعذيب.
وكتبت صفحة «القورية»: بعد أكثر من عقد «تحركت العدالة»، أما صفحة «عاجل أخبار اللاذقية» فكتبت: «العدالة قد تتأخر لكنها لا تضيع». وبدورها أعادت صفحة «أبناء الجولان الأحرار» بث مقطع فيديو التعذيب، مع تعليق قالت فيه: «في عام 2012، انتشر مقطع فتح جرحاً لم يندمل في ذاكرة السوريين؛ حين أقدم مجرمو المهام الخاصة التابعة للنظام البائد على تعذيب المواطن الشهيد سمير محمد حشري من مدينة اللاذقية، (...). واليوم، وبعد سنواتٍ طويلة من الظلم، تم (إلقاء القبض على عدد من المتورطين الذين ظهروا في ذلك المقطع)».

وفي سياق ملاحقة فلول النظام، قال قائد الأمن الداخلي في محافظة حماة، العميد ملهم الشنتوت، إن الوحدات الأمنية، وبالتعاون مع وحدات مكافحة الإرهاب في المحافظة، نفذت عملية أمنية دقيقة أسفرت عن إلقاء القبض على العميد الطيار حمزة محمد الياسين، الملاحق بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين في عدد من المحافظات خلال فترة النظام البائد.
وقال العميد الشنتوت إن التحقيقات الأولية أظهرت «تورطه في تنفيذ طلعات جوية استهدفت المدن والبلدات الثائرة، بالإضافة إلى مشاركته في طلعات جوية خلال الحملة العسكرية على ريف إدلب الشرقي وأرياف حماة، خلفت مجازر بحق المدنيين».

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية عن القبض على ما وصفته بـ«قائد مجموعة مسلحة»، رجل الدين السوري المعروف بتأييده لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد المدعو عبد الغني قصاب، كما تم القبض على نجليه حسن ومحمد علي، المرتبطين بفلول النظام و«المدعومين من أجندات خارجية».
وتداول ناشطون مقاطع فيديو قديمة لعبد الغني قصاب تظهره في لقاءات سابقة، حيث بدا وهو يضع مسدساً على الطاولة قبل بدء خطابه، ما أثار جدلاً واسعاً حول دوره السابق وانتماءاته السياسية.
كما تم القبض على عشرة من أفراد مجموعته، في عملية نفذتها الوحدات المختصة بالتنسيق مع فرع مكافحة الإرهاب في محافظة طرطوس، وذلك أثناء وجودهم في مركز عمليات تابع لهم في منطقة الشيخ بدر بريف المحافظة.
