مسؤول أمني سابق يشكل مجموعة ضد «حماس» في خان يونس

متهم بقتل قيادي فلسطيني في ماليزيا ومحكوم عليه بالإعدام

حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)
حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)
TT

مسؤول أمني سابق يشكل مجموعة ضد «حماس» في خان يونس

حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)
حسام الأسطل (صفحة شبكة الصحافة الفلسطينية)

أعلن حسام الأسطل، وهو عضو سابق في الأجهزة الأمنية، التابعة للسلطة الفلسطينية، تشكيل مجموعة مسلّحة تعمل ضد حركة «حماس» في خان يونس، بجنوب قطاع غزة، داعياً سكان خان يونس للانتقال إلى المناطق التي يسيطر عليها لتقديم الطعام والمياه والمأوى لهم.

وقال الأسطل، لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن مجموعته ستستقبل كل من يعيش تحت نار «حماس»، وأن لديه ما يكفي من طعام وماء ومأوى للجميع، مشيراً إلى أنه سيعمل، في الأيام المقبلة، على استقبال نحو 400 فلسطيني، بعد التأكد من هويتهم الأمنية.

وأشار إلى أن مجموعته المسلَّحة توجد في منطقة قيزان النجار، جنوب شرقي خان يونس، التي جرى إخلاؤها بشكل كامل من السكان، خلال هذه الحرب، كما هي حال بلدات ومناطق مختلفة من القطاع، حيث تقع على بُعد نحو 2 كيلو ونصف الكيلومتر من منطقة المواصي المكتظة.

وعَدَّ أن هذه المنطقة الإنسانية الجديدة هو المسؤول عنها، كما هي حال ياسر أبو شباب، المسؤول عن مناطق شرق رفح وأجزاء من شرق خان يونس، مؤكداً أنه على اتصال مع أبو شباب، لكنه يعمل بشكل مستقل.

وأشار، في حديثه للصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه عمل لسنوات عدة في إسرائيل، ثم عمل لاحقاً مع قوات الأمن، التابعة للسلطة الفلسطينية، عندما كانت لا تزال تسيطر على غزة.

وتحدَّث عن تنسيق بين مجموعته وإسرائيل. وقال: «قريباً سنعتمد على إسرائيل لتزويدنا بالكهرباء والماء»، مشيراً إلى أنه يتلقى دعماً من مصادر عدة؛ منها الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية لم يحددها، مضيفاً: «الناس هنا لا يريدون (حماس)، بل يريدون السلام مع إسرائيل... عمري 50 عاماً؛ أتذكر عندما كان الجيش وإسرائيل في غزة، وكنا نعيش في سلام، كان الأطفال يلعبون، ويذهبون إلى المدارس، ولم تكن هناك مشاكل. لكن اليوم، دمر إرهاب (حماس) غزة وشعبها».

عائلة فلسطينية تدخل خيمتها الجديدة في خان يونس 11 سبتمبر 2025 (أ.ب)

واعتقل الأسطل لدى أجهزة الأمن، التابعة لحكومة «حماس»، لسنوات، بعد أن نجحت في استدراجه من خارج قطاع غزة إلى داخله، بشكلٍ غير مباشر عبر أحد أشقائه الذي ينشط برتبة ضابط في جهاز الأمن الداخلي التابع لها، وحققت معه بتهمة التعاون مع إسرائيل حينها، كما تكشف مصادر فلسطينية من داخل «حماس»، لـ«الشرق الأوسط».

ونفّذت عملية الاستدراج على خلفية تحقيقات داخلية أجرتها «حماس» حول تورط فلسطينيين في عملية اغتيال المهندس بـ«الحركة» فادي البطش في ماليزيا، عام 2018. وبعد مرور ما يزيد على 3 سنوات نفّذت عملية الاستدراج حتى اعتقل لدى وصوله إلى قطاع غزة.

وفي 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة في غزة، التابعة لحكومة «حماس»، حكماً بالإعدام، على الأسطل، بعد إدانته بقتل البطش.

ووفقاً للمصادر، فإن الأسطل تورّط في فترة من الفترات بإدخال مركبات مشبوهة من إسرائيل إلى داخل القطاع لصالح متخابرين مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، أو بهدف إيصالها لمقاومين من أجل قتلهم لاحقاً.

وتكشف المصادر أن الأسطل، منذ هروبه من سجون «حماس» بعد اندلاع الحرب، كان يتنقل في عدة مناطق، وحاول الهرب باتجاه إسرائيل، إلا أنه مع ظهور مجموعة ياسر أبو شباب في رفح، التحق به وقاتل معه ضد «حماس»، قبل أن يؤسس مجموعته الجديدة إلى جانب مسلّحين آخرين؛ بعضهم متهمون بالتخابر مع إسرائيل وكانوا معتقلين في سجون حكومة «حماس».

وبيّنت أن هناك مجموعات أخرى تعمل في غزة تحمل اسم مجموعة أبو شباب، لكنها على غرار مجموعة الأسطل، وتعمل بالتنسيق مع أبو شباب، وبعضها في الشجاعية والزيتون، وحتى في جباليا وبيت لاهيا ومنطقة العطاطرة شمال غربي القطاع.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض لم يوافق بعد على إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة قرب غزة

الولايات المتحدة​ المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت (د.ب.أ)

البيت الأبيض لم يوافق بعد على إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة قرب غزة

قالت متحدثة باسم الإدارة الأميركية، الثلاثاء، إن البيت الأبيض لم يوافق بعد على خطوة إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة قرب غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون دون سن الثالثة يتلقون التطعيمات التي يقدمها «الهلال الأحمر»  الفلسطيني و«اليونيسف» في مركز صحي بمدينة غزة (أ.ب)

«اليونيسف»: إسرائيل تمنع وصول مليون محقن لتطعيم أطفال غزة

كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء عن أن إسرائيل تمنع دخول مواد أساسية من بينها محاقن تطعيم وزجاجات حليب للأطفال إلى غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون نازحون يسيرون بين أنقاض المباني المدمَّرة في خان يونس (أ.ب) play-circle

قتيلان أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس

قُتل فلسطينيان؛ أحدهما طفل، ظُهر اليوم الاثنين، في قصفٍ شنته طائرة مُسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أمٌّ تحتضن جثمان ابنتها في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (إ.ب.أ)

لا قواعد أخلاقية... جنود إسرائيليون يقرُّون بقتل مدنيين في غزة

أدلت مجموعة من الجنود الإسرائيليين، في فيلم وثائقي تلفزيوني، بشهادات عما أحدثته القوات الإسرائيلية من فوضى في غزة؛ حيث قُتل مدنيون «بدافعٍ من أهواء الضباط».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش (رويترز)

الإمارات ترجِّح عدم المشاركة في قوة الاستقرار الدولية في غزة

أفاد المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش، الاثنين، بأن الإمارات لا ترجِّح المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة، نظراً لافتقارها إلى إطار عمل واضح.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«أندوف» ترفع علمها على نقطة سورية سابقة مقابل قاعدة إسرائيلية بالقنيطرة

«أندوف» ترفع علمها على نقطة سورية سابقة مقابل قاعدة إسرائيلية بالقنيطرة
TT

«أندوف» ترفع علمها على نقطة سورية سابقة مقابل قاعدة إسرائيلية بالقنيطرة

«أندوف» ترفع علمها على نقطة سورية سابقة مقابل قاعدة إسرائيلية بالقنيطرة

أفاد مصدر محلي في قرية «كودنة» بريف القنيطرة الجنوبي جنوب سوريا، بأن قوات الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك بين سوريا وإسرائيل «أندوف»، رفعت علمها في منطقة مقابلة لقاعدة سبق أن أنشأتها قوات الجيش الإسرائيلي.

ورجح المصدر أن يكون ما قامت به «أندوف» هو «إقامة نقطة مراقبة لها في المنطقة»، وسط مخاوف أهلية من أن يتحول الوجود الإسرائيلي في البلدات والقرى السورية المحاذية لخط وقف إطلاق النار إلى «احتلال دائم».

وقال محمد أحمد الطحان، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن الجهة الغربية من «كودنة» تشهد تحركات عسكرية لـ«أندوف»، إذ قَدم جنود منها على متن مدرعات وسيارات تابعة لها إلى منطقة عسكرية كان يتمركز فيها جيش النظام السابق، ورفعوا علم القوات الأممية فيها.

ولفت الطحان إلى أن المنطقة التي تم رفع العلم فيها لا تبعد سوى مئات الأمتار عن قاعدة الاحتلال الإسرائيلي التي أنشأها بعد سقوط نظام بشار الأسد في تل أحمر غربي. وأشار إلى أن دوريات من قوات «أندوف» وعلى مدار اليومين الماضيين، قامت بجولات عدة شملت تل أحمر غربي وتل أحمر شرقي التابعين إدارياً لـ«كودنة».

صورة متداولة لرفع علم «أندوف» من قبل قوة مراقبي الأمم المتحدة في تل أحمر غربي بقرية كودنة بريف القنيطرة الجنوبي

وذكر الطحان، أن قاعدة الاحتلال الإسرائيلي في تل أحمر غربي، تشهد منذ يومين حركة كثيفة لوفود عسكرية وآليات وجنود من الجولان السوري المحتل. وقال إن «تحركات قوات (أندوف) غير مفهومة بالنسبة للأهالي. قد يكون ما تقوم به هو إقامة نقطة لها في المنطقة».

وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من مصدر أممي أو دبلوماسي في دمشق حول ما قامت به «أندوف»، لكن لم يتسن لها ذلك.

غير أن صحافياً وناشطاً مطلعاً في المنطقة الجنوبية، هو عمر الحريري، كتب على حسابه في منصة «إكس»، أن رفع الأعلام فوق نقطة غرب قرية كودنة بريف القنيطرة، من قبل قوات «أندوف»، إجراء روتيني خلال عمليات تفتيش قامت بها بالمنطقة، وهي ثكنة سابقة لقوات النظام. وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي تغيير في نقاط تمركز قوات الاحتلال ولا فاعلية لقوات «أندوف» بعد تمركز جيش الاحتلال الإسرائيلي في نقاطها بالمنطقة العازلة.

وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت، الثلاثاء، أن وفداً برئاسة قائد الفرقة 40، العميد بنيان الحريري، التقى القائد العام لقوات «أندوف»، اللواء أنيتا أسما، والوفد المرافق لها. وذكرت الوزارة في قناتها على منصة «تلغرام» أنه جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك وتطوير آليات التنسيق الميداني بين الجانبين، بما يخدم مهام حفظ السلام ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار على خطوط الفصل.

مدرعات إسرائيلية تقوم بمناورة في المنطقة العازلة بعد عبور السياج الأمني قرب الخط الفاصل بين مرتفعات الجولان المحتلة وسوريا في ديسمبر الماضي (أ.ب)

وتتزامن هذه التطورات مع مواصلة قوات الجيش الإسرائيلي يومياً توغلها في بلدات وقرى ريفي محافظتي القنيطرة ودرعا المحاذية لخط وقف إطلاق النار. وأفاد مركز إعلام القنيطرة، بتوغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على الطريق الواصل بين قريتي أبو غارة، وسويسة بريف المحافظة الجنوبي، مع إقامة حاجزين وإغلاق كامل للطريق ومنع المارة من العبور.

ويتخوف أهالي البلدات والقرى المحاذية لخط وقف إطلاق النار التي توغل فيها جنود الجيش الإسرائيلي وأقاموا فيها قواعد، من أن يتحول الأمر إلى «احتلال دائم»؛ وفق ما ذكر الطحان.

من جانبه، أوضح الخبير والمحلل العسكري الاستراتيجي، العقيد المنشق أحمد محمد ديب حمادة، أن اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 نصت على وجود لقوات الأمم المتحدة من جبل الشيخ شمال القنيطرة وحتى منطقة وادي اليرموك جنوبها، وهذه القوات توجد في منطقة تسمى المنطقة العازلة وتقوم بالإشراف على وقف إطلاق النار.

وعَدّ حمادة لـ«الشرق الأوسط» أن رفع علم «أندوف» اليوم على نقطة في «كودنة» يعني بداية عودة لقوات الأمم المتحدة لشغل وظيفتها في تلك المنطقة، وهذا الأمر يتطابق مع اتفاقية عام 1974 وقرارات الأمم المتحدة التي نصت على وجود قوات أممية في تلك المنطقة للفصل بين القوات المتقاتلة.

علم «أندوف» بعد رفعه من قبل مراقبي الأمم المتحدة مقابل قاعدة الجيش الإسرائيلي في تل أحمر بقرية «كودنة» بريف القنيطرة الجنوبي (الشرق الأوسط)

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية للجيش السوري، بهدف تدميرها ومنع إعادة تأهيل بنيتها التحتية، إضافة إلى شن عمليات توغل بري في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، حيث سيطرت على المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا وإسرائيل وأقامت قواعد عسكرية عدة فيها، ثم انتقلت لتنفيذ مداهمات في المناطق الحدودية تخللتها اعتقالات لأشخاص.

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدعم وجهة النظر السورية بشأن انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد 8 ديسمبر الماضي.


الرئيس اللبناني يؤكد أن «منطق القوة لم يعد ينفع»

الرئيس اللبناني مستقبلاً وفد نقابة المحررين (رئاسة الجمهورية)
الرئيس اللبناني مستقبلاً وفد نقابة المحررين (رئاسة الجمهورية)
TT

الرئيس اللبناني يؤكد أن «منطق القوة لم يعد ينفع»

الرئيس اللبناني مستقبلاً وفد نقابة المحررين (رئاسة الجمهورية)
الرئيس اللبناني مستقبلاً وفد نقابة المحررين (رئاسة الجمهورية)

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن لبنان «لم يتسلّم بعد أي ردٍّ إسرائيلي على مبادرته للتفاوض لتحرير الأراضي المحتلة»، مشدداً على أن «منطق القوة لم يعد ينفع، وعلينا أن نذهب إلى قوة المنطق».

من جهته، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «تفعيل لجنة (الميكانيزم) والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها والانسحاب من الأراضي اللبنانية»، مؤكداً أن «وحدة اللبنانيين تبقى السلاح الأهم في مواجهة التهديدات الإسرائيلية».

وأتت مواقف عون وبري في وقت عقدت فيه الأربعاء لجنة «الميكانيزم» اجتماعها الدوري الثالث عشر في الناقورة برئاسة الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد، في غياب الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي حضرت الاجتماعات الأخيرة.

ووفق المعلومات كانت الخروقات الإسرائيلية المتصاعدة، ولا سيما التي سجلت الأسبوع الماضي في الجنوب، محوراً أساسياً في الاجتماع، والتي كان أحدها على مقربة من مركز للجيش اللبناني، ما يشكّل خرقاً فاضحاً لاتفاق وقف النار.

الشروط بعد قبول التفاوض

وأوضح عون، خلال استقبال وفد من نقابة المحرّرين برئاسة النقيب جوزف القصيفي في القصر الجمهوري، أن «الحرب قادتنا إلى الويلات، وهناك موجة تسويات في المنطقة، وإذا لم نكن قادرين على الذهاب إلى حرب، فماذا نفعل؟».

وأشار إلى أن «لبنان لم يتلقَّ موقفاً أميركياً واضحاً بعد بشأن هذا الطرح، وأن وصول السفير الأميركي الجديد (ميشال عيسى) إلى بيروت قد يحمل معه الجواب الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن ما قاله الرئيس بري «يتقاطع إلى حدٍّ كبير مع تجربة المفاوضات حول الحدود البحرية».

وأكد عون أن «لجنة الميكانيزم التي تضمّ ممثلين عن مختلف الأطراف موجودة، ويمكن توسيعها أو تعديلها إذا اقتضى الأمر».

وأضاف: «تكلمنا على مبدأ التفاوض ولم ندخل بعد في التفاصيل، ولم نتلقَّ بعد جواباً على طرحنا. وعندما نصبح أمام قبول مبدئي، نتحدث حينها عن شروطنا».

وسأل عون: «هل نحن قادرون على الدخول في حرب؟ وهل لغة الحرب تحلّ المشكلة؟ فليجبني أحدهم على هذين السؤالين».

وردّاً على سؤال عمّا إذا كان قد وجّه هذا السؤال إلى «حزب الله»، قال عون: «نعم، قلت ذلك للحزب بصراحة. منطق القوة لم يعد ينفع، علينا أن نذهب إلى قوة المنطق. هذه أميركا بعد 15 سنة من الحرب في فيتنام، وحركة (حماس) اليوم، اضطرتا إلى التفاوض».

تحقيق افتراضي

وفيما يتعلق بملف انفجار مرفأ بيروت، أعلن عون أنه «تواصل مع كبار المسؤولين البلغاريين، ونال موافقة على إجراء تحقيق افتراضي مع مالك الباخرة روسوس الموقوف في بلغاريا»، موضحاً أن «وزير العدل اللبناني عادل نصار سيرفع طلباً رسمياً إلى نظيره البلغاري في أسرع وقت». ورأى أن هذا التطور «يُشكّل خطوة مهمة في مسار العدالة، ويفتح الباب أمام تعاون قضائي فعّال بين البلدين».

الانتخابات والحوار الوطني

ورأى رئيس الجمهورية أن «الدعوة إلى حوار وطني قبل الانتخابات النيابية ستكون بمثابة (حوار طرشان)»، مؤكداً تمسكه مع رئيسي البرلمان بري، والحكومة نواف سلام بـ«إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري».

وقال: «نحن نسير على طريق إجراء هذا الاستحقاق الدستوري، لكن صيغة القانون الانتخابي الذي ستُجرى على أساسه تعود إلى البرلمان، فالحكومة قامت بواجبها ولا يمكنها أن تحلّ مكان مجلس النواب، وهذا ما نصّ عليه الدستور واتفاق الطائف».

وأشار إلى أن «هناك من لا يرغب في حصول الانتخابات»، لكنه شدّد على «اتفاق الرئاسة والحكومة والبرلمان على المضي بالاستحقاق حفاظاً على انتظام الحياة السياسية».

لا «تلزيم» للبنان

وعن اللقاء الذي جمع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، نفى عون وجود أي مشروع «تلزيم للبنان»، مؤكداً أن «استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان؛ لأن البلدين مرتبطان في هذا المجال». ورأى أن «رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، إن حصل، سيكون في مصلحة لبنان أيضاً»، داعياً إلى «عدم الحكم على النوايا أو الانجرار خلف الشائعات». وأضاف: «الكلام عن التلزيم غير مبرّر، والحكم وفقاً للنوايا لا يجوز، وليس هناك من تلزيم للبنان، فليطمئن الجميع».

بري لمقاربة وطنية

من جانبه، أكد بري أن «لبنان لن يكون لبنان من دون هذه الصيغة الفريدة في الوحدة والتعايش التي تميّزه عن محيطه، وتشكّل نقيضاً لعنصرية إسرائيل»، مشدداً على أن «التنوّع اللبناني هو أساس قوته واستمراره».

بري مستقبلا وفداً موسّعاً من اللقاء الروحي العكاري (رئاسة البرلمان)

وقال بري خلال استقبال وفد موسّع من اللقاء الروحي العكاري ضم ممثلين عن مختلف الطوائف في محافظة عكار، إن «المخاطر الإسرائيلية التي تهدد الجنوب تمسّ كل اللبنانيين من دون استثناء، ما يفرض مقاربة وطنية شاملة بعيداً عن الحسابات الضيقة».

ودعا بري إلى أن «تضطلع لجنة (الميكانيزم) والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بدورها الكامل في إلزام إسرائيل بوقف عدوانها والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية»، عادّاً أن «الالتزام بالاتفاقات الدولية هو المدخل الأساسي لحماية الاستقرار في الجنوب وصون السيادة الوطنية». وختم قائلاً: «وحدة اللبنانيين هي خط الدفاع الأول عن لبنان، والجنوب هو بوصلتهم المشتركة مهما اختلفت التوجهات السياسية».


سلام يحض على مشاركة نسائية كثيفة في الانتخابات النيابية

رئيس الحكومة نواف سلام متحدثاً في افتتاح الدورة الثانية عشرة من مؤتمر «نساء على خطوط المواجهة» (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نواف سلام متحدثاً في افتتاح الدورة الثانية عشرة من مؤتمر «نساء على خطوط المواجهة» (رئاسة الحكومة)
TT

سلام يحض على مشاركة نسائية كثيفة في الانتخابات النيابية

رئيس الحكومة نواف سلام متحدثاً في افتتاح الدورة الثانية عشرة من مؤتمر «نساء على خطوط المواجهة» (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نواف سلام متحدثاً في افتتاح الدورة الثانية عشرة من مؤتمر «نساء على خطوط المواجهة» (رئاسة الحكومة)

حض رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام النساء على «المشاركة الكثيفة في الانتخابات النيابية المقبلة (مايو/أيار المقبل) ترشيحاً واقتراعاً»، معتبراً أن «تمثيل المرأة في لبنان متدنٍّ والمشكلة في المنظومة السياسية والاجتماعية التي تحكمها ذهنيّات ذكوريّة متخلّفة ما يقوّض إمكانات الإصلاح الحقيقي».

كلام سلام جاء خلال مشاركته في افتتاح الدورة الثانية عشرة من مؤتمر «نساء على خطوط المواجهة» في بيروت بدعوة من مؤسسة مي شدياق.

وقال سلام في كلمته: «لم يكن انخراط المرأة في السياسة مجرد سعي إلى تمثيل رمزي أو مقعد إضافي في البرلمان، بل كان فعل انتماء ومشاركة في صياغة مصير الوطن. فمنذ نهاية الحرب في لبنان، لعبت النساء دوراً محورياً في إعادة البناء السياسي والاجتماعي، في الساحات كما في المنابر، يهتفن ويكتبن وينظمن دفاعاً عن الكرامة والعدالة وفكرة المواطنة الجامعة».

خلل بنيوي

وأضاف: «‏ولكن، رغم هذا التاريخ العريق من النضال، يبقى تمثيل المرأة في البرلمان اللبناني متدنياً إلى حد لا يعبر عن مكانتها الحقيقية في مجتمعنا، ولا عن حضورها الفاعل في الفكر والثقافة والإدارة. ‏فالواقع أن النساء لا يتمثلن في المجلس النيابي، سوى بثماني نائبات من أصل 128، أي نحو 6.3 في المائة، في حين يقترب المتوسط العالمي من 26 في المائة. فالفجوة واضحة، والخلل بنيوي».‏

وأوضح أن «العقبات ليست في غياب كفاءة النساء، بل في منظومة سياسية واجتماعية ما زالت تحكمها ذهنيات ذكورية ومتخلفة، مما يقوض إمكانات الإصلاح الحقيقي. ففي انتخابات 2022، تعرضت مثلاً مرشحات كثيرات لحملات عنف رقمي وتحقير جندري، ‏لكن التحدي الحقيقي ليس فقط في صعوبة الوصول إلى الموقع، بل في كيفية تعاطي بعض رجال السياسة وبعض المجتمع مع المرأة».

لكسر المعادلة

وقال ‏إن «واجبنا اليوم هو كسر هذه المعادلة. ففي مكتبي اليوم، عدد النساء يفوق عدد الرجال. وفي حكومتي، هناك 5 وزيرات يعملن في مجالات مختلفة، من البيئة إلى التربية، ومن السياحة والشباب والرياضة إلى الشؤون الاجتماعية. وهن جميعاً، صاحبات رؤية وكفاءة عالية. ‏لكن هذا لا يكفي، فالمطلوب سياسات وتشريعات تفتح باباً أكبر أمام النساء، لا بل تشجعهن على المشاركة الفاعلة في الحياة العامة. فتمكين المرأة في السياسة والإدارة العامة ليس منّة، بل هو شرط أساسي لنهضة لبنان، وقيام دولة حديثة، دولة قانون ومؤسسات، دولة تحترم مبدأ المساواة التامة بين النساء والرجال».

وذكّر سلام بأن «الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب التي ترأسها الوزير فؤاد بطرس، وكان لي شرف عضويتها وتكليفي بأمانة سرها، قد تبنت في مشروع القانون الذي وضعته عام 2006 حلاً واقعياً لتذليل العقبات أمام تمثيل المرأة في المجلس النيابي عبر إلزام اللوائح الانتخابية، ولدورتين انتخابيتين متتاليتين على الأقل، بأن تضم ثلث مرشحيها من النساء، من دون تقييد مذهبي أو مناطقي. ولو طُبق هذا الإصلاح البسيط، لكنا قد شهدنا ارتفاعاً حقيقياً في نسبة تمثيل المرأة، من دون الحاجة إلى تخصيص مقاعد لها في المجلس، سيما أن في ذلك ما يزيد الأمور تعقيداً في ظل التوزيع المذهبي والمناطقي الحالي للمقاعد النيابية».

ورأى أن «التحدي أمام مشاركة نسائية أوسع، مشاركة تليق بتاريخ لبنان وبطموحاتنا، لا يقف، للأسف، عند السياسة وحدها، بل يتجاوزها إلى المجالين الاقتصادي والاجتماعي. فالمرأة لا تشكل سوى نحو 27.5 في المائة من القوى العاملة، مقابل نحو 51 في المائة عالمياً، كما يعود في لبنان اليوم أقل من 10 في المائة من ملكية الشركات إلى النساء».

ضحايا العنف

وتحدث سلام عن تعرض النساء للعنف، قائلاً: «لعل الأهم هو أنه لا يزال علينا أن نعمل بجدية تامة لحماية نسائنا وبناتنا من مشهد أكثر ظلماً وظلامية، إذ إن النساء يشكلن اليوم أكثر من 80 في المائة من ضحايا العنف الرقمي في لبنان، فضلاً عن المعنفات في منازلهن، بسبب عقليات متخلفة لم تتغير بعد. وبهذا الخصوص، لا مجال لأي تهاون مع معنف أو متحرش، كائناً مَن كان».

وختم سلام كلمته بدعوته النساء للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة قائلاً: «اسمحوا لي في الختام أن أتوجّه إلى كل نساء لبنان، لأدعوهن إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة، ترشيحاً واقتراعاً، وأنا واثق بأنهن لن يتخلفن عن هذا الموعد. إنه موعدنا جميعاً مع التاريخ، لنصنع معاً مشهداً مختلفاً ومستقبلاً واعداً. لكل نساء لبنان، كل التقدير والاحترام».