أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مدينة غزة «منطقة قتال خطيرة»، من دون الدعوة إلى إخلائها. في وقت تهدّد إسرائيل بشنّ هجوم عسكري كبير على المدينة التي تعتبرها آخر معاقل حركة «حماس».
وفي وقت لاحق، أفاد الجيش بأنه نفّذ عملية «تم خلالها انتشال جثة إيلان فايس ورفات مرتبطة برهينة آخر قُتل، لم يتم نشر اسمه بعدُ، من قطاع غزة». وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بمقتل 33 شخصاً منذ فجر الجمعة.
ولم يدلِ الجيش الإسرائيلي بأيّ تعليق رداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بشأن عدد القتلى الفلسطينيين.
ولا يمكن للوكالة الفرنسية التثبت بصورة مستقلة من معلومات الجيش أو الدفاع المدني في ظل منع الصحافيين الأجانب من دخول القطاع وصعوبة الوصول إلى المواقع المستهدفة.
وفي إشارة إلى الهدن التي تطبق في مناطق محددة يومياً لتسهيل توزيع المساعدات، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: «ابتداء من اليوم (الجمعة) في تمام الساعة 10:00 (07:00 بتوقيت غرينيتش) لا تشمل حالة الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة للأنشطة العسكرية منطقة مدينة غزة التي ستعتبر منطقة قتال خطيرة».
#عاجل بناء على تقييم الوضع وتوجيهات المستوى السياسي تقرر انه ابتداء من اليوم (الجمعة) في تمام الساعة 10:00 لا تشمل حالة الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة للأنشطة العسكرية منطقة مدينة غزة والتي ستعتبر منطقة قتال خطيرة.⭕️سيواصل جيش الدفاع دعم الجهود الإنسانية في قطاع غزة إلى... pic.twitter.com/HtSfQuSHTg
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) August 29, 2025
وفي نهاية يوليو (تموز)، أعلن الجيش «تعليقاً تكتيكياً محلياً» يومياً للأنشطة العسكرية في مدينة غزة ومناطق أخرى من القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر، وذلك «للسماح بمرور آمن لقوافل الأمم المتحدة» والمنظمات غير الحكومية.
وأفاد، الجمعة، بأنّه سيواصل «دعم الجهود الإنسانية في قطاع غزة إلى جانب مواصلة المناورة البرية والأنشطة الهجومية ضد المنظمات الإرهابية في القطاع».
خطوة غير واقعية
وعلى الرغم من تزايد الضغوط الدولية والمحلية على إسرائيل لإنهاء الحرب، أعلن الجيش، الخميس، أنّ قواته «تواصل عملياتها» في جميع أنحاء قطاع غزة.
وكان قد أكد، الأربعاء، أن إخلاء مدينة غزة من سكانها «أمر لا مفر منه» بعدما أقرت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من أغسطس (آب) خطة للسيطرة عليها. غير أنّ العديد من المنظمات الإنسانية تعتبر هذه الخطوة غير واقعية وخطيرة.
وتقدّر الأمم المتحدة بأنّ عدد سكّان المحافظة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى نحو مليون نسمة.
في الأثناء، واصلت شاحنات وسيارات محمّلة بفرش وكراسٍ وأمتعة، مغادرة مدينة غزة، الجمعة، متجهة إلى جنوب القطاع المحاصر.
وقال عبد الكريم الدمغ (64 عاماً) وهو من سكان حي الشيخ رضوان في المدينة الواقعة شمال القطاع، إنّها المرة الخامسة التي ينزح فيها منذ بداية الحرب. وأضاف: «اليوم مجدداً، يجب أن أتخلّى عمّا بقي من منزلي وذكرياتي».
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 62 ألفاً و966 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها «حماس».




