«قمة بغداد»... دعوات لوقف النار في غزة ورفض لتهجير الفلسطينيين

قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
TT

«قمة بغداد»... دعوات لوقف النار في غزة ورفض لتهجير الفلسطينيين

قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)
قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

بدأت القمة العربية الرابعة والثلاثون على مستوى القادة في بغداد اليوم السبت لبحث عدد من القضايا الإقليمية على رأسها الأوضاع في قطاع غزة.

وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في كلمة افتتاح القمة التي يحضرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «تنعقد قمة بغداد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا وأمن بلادنا ومصير شعوبنا.

وأضاف «الهدف الأسمى من عقد قمتنا اليوم، وبعد فترة ليست بالطويلة من عقد قمة طارئة في القاهرة، هو توحيد مواقفنا تجاه التحديات المتزايدة، إيمانا منا بأهمية العمل المشترك، وبما يؤدي إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على مصالح أخرى».

تأتي هذه القمة بعد نحو شهرين من قمة غير عادية استضافتها القاهرة تبنت خلالها الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.

من جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من بغداد، اليوم، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط» لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث أعلنت إسرائيل تكثيف هجومها.

وقال السيسي في كلمة خلال القمة العربية: «أطالب الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب بصفته قائداً يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطاً وراعياً».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضر القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

رفض «التهجير»

بدوره، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم رفضه التهجير المستمر لسكان قطاع غزة .

وقال غوتيريش، في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية إن «الإقليم والعالم كله يواجه تحديات كبيرة، بدءا من غزة، ولا شيء يبرر العذاب الجماعي للشعب الفلسطيني، ونرفض التهجير المستمر لسكان قطاع غزة».

التزام إسباني بـ «السلام»

وطالب رئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز، اليوم بإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور.

ونقلت الوكالة العراقية للأنباء (واع) عن سانشيز قوله، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية «شاكر لكم دعوتي لحضور القمة العربية، وأهنئ رئيس الوزراء (العراقي) محمد شياع

السوداني على الازدهار الاقتصادي في العراق»، مشيرا إلى أن «فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يحدث في غزة لا يمكن غض عنه الطرف».

وأضاف «هناك أرقام مهولة وغير مقبولة تنتهك مبدأ القانون الدولي الإنساني، وعلينا أن نوقف دوامة العنف هذه».

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يمين) يلتقي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على هامش القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد (أ.ف.ب)

وتابع سانشيز: «اقترح تركيز جهودنا على أربع أولويات، الأولى إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، ومضاعفة الضغط على الاحتلال لوقف المذبحة في غزة، مع المضي قدما لحل سياسي نحو السلام، وأيضا تعزيز الحوار الأوروبي والعربي والإسلامي لحل مشكلات المنطقة».

كما أشار إلى أن «إسبانيا ملتزمة بكل ما بوسعها للمضي قدما نحو السلام».

«خطة عربية لإنهاء الحرب»

وفي كلمته أمام القمة، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الحاضرة إلى «تبني خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة».

وحث أيضا على «إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي في مدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية مستمرة في إصلاح مؤسساتها، قائلا «نجدد استعدادنا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل».

وأشاد بجهود مصر في دعم الفلسطينيين سياسيا وإنسانيا، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة «لتمويل وتنفيذ خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة».

رفض لبناني لنقل الفلسطينيين

بدوره، قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في القمة العربية «نجتمع اليوم، وقد افتتح لبنان، صفحة جديدة في تاريخه بانتهاج سياسة واضحة وحازمة تلتزم الإصلاح في مختلف المجالات، وتقوم على فرض سيادة الدولة للبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها».

وأكد سلام على أنّ الدولة اللبنانية وحدها تمتلك قرار السلم والحرب، وتابع «وبقدر ما إن ثنائية الإصلاح والسيادة هي مسؤولية لبنانية، أولاً واخيراً، فإن مواكبة الأشقاء العرب ودعمهم لنا في هذه المسيرة لهو عامل أساسي في إنجاحها، ونقدره أعلى تقدير».

وأشار سلام إلى أن الدولة اللبنانية «تعمل على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1701 تنفيذاً كاملا، انطلاقاً من التزامها بالشرعية الدولية ومن تمسكها باستعادة سيادتها وتعزيز أمنها وحرصها على إعادة الاعمار، كما أن العالم قد شهد على التزام لبنان ببنود وقف الاعمال العدائية الذي دخل حيزّ التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلا إننا لا نزال نعاني من استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمواقع في أراضينا ومن الخروقات الإسرائيلية اليومية لسيادتنا».

ودعا رئيس الحكومة «للضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل وقف اعتداءاتها والانسحاب الفوري والكامل من جميع الأراضي اللبنانية».

وفيما برتبط بفلسطين، قال سلام «رغم حجم التحديات الداخلية، التي تواجهنا، يبقى لبنان، كما كان دوماً، ملتزماً نصرة القضية الفلسطينية. فنحن ندين بشدة السياسة الإسرائيلية القائمة على القتل الممنهج والتدمير الشامل والتجويع المتعمد، لا سيما في قطاع غزة. ولا شك ان ما يشجع المعتدي الاسرائيلي على التمادي هو غياب المحاسبة رغم صدور قرارات تاريخيّة من اعلى المحافل القانونية الدولية لوضع حد للجرائم الاسرائيلية».

وأكد رفض لبنان «لأي محاولات لنقل او تهجير الفلسطينيين أو توطينهم في بلد آخر رفضًا قاطعًا».


مقالات ذات صلة

هل يُسهم حديث ترمب عن «سد النهضة» في حلحلة الأزمة بين مصر وإثيوبيا؟

شمال افريقيا سد النهضة الإثيوبي (أ.ف.ب)

هل يُسهم حديث ترمب عن «سد النهضة» في حلحلة الأزمة بين مصر وإثيوبيا؟

أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «سد النهضة» تساؤلات حول مدى إمكانية تدخل واشنطن لحلحلة الأزمة القائمة بين القاهرة وأديس أبابا حول «السد».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عبور سفينة حاويات قناة السويس (هيئة قناة السويس)

مصر تؤكد عدم تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بـ«حادثة القنطرة»

أكّدت مصر عدم تأثر حركة الملاحة في قناة السويس بـ«حادثة القنطرة»، مشددة على تعامل قاطرات الإنقاذ البحري بهيئة قناة السويس بـ«احترافية» مع طوارئ الملاحة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا مصطفى مدبولي خلال تفقد سفينة تغييز في ميناء العين السخنة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تكثف جهود تأمين احتياجات الغاز في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية/

تكثف مصر جهودها لتأمين احتياجات الغاز في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية، من أجل ضمان استقرار الكهرباء خلال فصل الصيف

أحمد عدلي (القاهرة )
تحليل إخباري مصر لتكثيف جهودها لإيجاد حل سياسي للصراع الإسرائيلي - الإيراني (الشرق الأوسط)

تحليل إخباري مصر ستكثّف جهودها لإيجاد حل سياسي للصراع الإسرائيلي - الإيراني

جاء اتصالا عبد العاطي بويتكوف وعراقجي في إطار «الاتصالات المصرية لاحتواء التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران»، حسب وزارة الخارجية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مطار شرم الشيخ الدولي يشهد زحاماً (محافظة جنوب سيناء)

شرم الشيخ مزدهرة سياحياً في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية

مصادر سياحية في مصر قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة السياحة تسير بشكل طبيعي في محافظة جنوب سيناء المجاورة لإسرائيل».

هشام المياني (القاهرة )

مقتل المرافق الشخصي لنصر الله بغارة إسرائيلية في إيران

خليل يظهر إلى جانب نصر الله في إطلالة علنية نادرة لنصر الله خلال عام 2015 بالضاحية الجنوبية لبيروت (متداول)
خليل يظهر إلى جانب نصر الله في إطلالة علنية نادرة لنصر الله خلال عام 2015 بالضاحية الجنوبية لبيروت (متداول)
TT

مقتل المرافق الشخصي لنصر الله بغارة إسرائيلية في إيران

خليل يظهر إلى جانب نصر الله في إطلالة علنية نادرة لنصر الله خلال عام 2015 بالضاحية الجنوبية لبيروت (متداول)
خليل يظهر إلى جانب نصر الله في إطلالة علنية نادرة لنصر الله خلال عام 2015 بالضاحية الجنوبية لبيروت (متداول)

أعلنت وسائل إعلام إيرانية ولبنانية مقتل المرافق الشخصي للأمين العام السابق لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، حسين خليل، ونجله، في غارة جوية إسرائيلية بإيران.

وأكد إعلام لبناني مقرّب من «حزب الله»، مقتل حسين خليل، المعروف باسم «أبو علي خليل»، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة قريبة من الحدود الإيرانية - العراقية، حين كان يعبر خليل ونجله وشخصية عراقية، باتجاه الأراضي الإيرانية. وقالت إن الثلاثة قُتلوا في الغارة.

وقالت صفحات مقرّبة من الفصائل العراقية الموالية لإيران، إن «الغارة أسفرت عن مقتل حسين خليل (مرافق نصر الله)، ونجله مهدي، والقيادي في (كتائب سيد الشهداء) العراقية، حيدر الموسوي»، وهو أحد قيادات ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية الموالية لإيران.

ولم تُعرف أسباب وجوده في إيران خلال هذه الظروف، لكن مجموعات إخبارية قريبة من «حزب الله» قالت إنه كان في زيارة دينية في العراق برفقة نجله، وكان يتجه إلى إيران لاستكمال الزيارات الدينية بمناسبة عاشوراء.

صورة غير مؤرخة لحسين خليل (إلى اليسار) يظهر إلى جانب نصر الله خلال إطلالة علنية بمناسبة عاشوراء قبل سنوات (متداول)

وخليل، المعروف بأنه كان لصيقاً بنصر الله على مدى عقود، ويُوصف في بيئة الحزب بلقب «درع السيد»، انضم إلى الحزب في الثمانينات، وعُيّن مرافقاً شخصياً لنصر الله وظهر معه في جميع المناسبات العلنية. ونجا من الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي؛ إذ لم يكن موجوداً في المنشأة العسكرية التي اغتيل فيها نصر الله وأبرز معاونيه العسكريين، وفي مقدمتهم قائد منطقة الجنوب العسكرية علي كركي.

وقال نجل خليل بعد تشييع نصر الله، إن خليل وصل إلى المنشأة، ولازم نعشه لمدة ثلاثة أيام قبل دفنه المؤقت في مكان سري، إلى حين نقل الرفات إلى موقع دفن نصر الله الحالي في 23 فبراير (شباط) الماضي.

وظهر خليل، للمرة الأولى بعد الحرب، خلال تشييع نصر الله في بيروت؛ حيث رافق النعش المحمول على شاحنة، خلال مراسم دفن ضخمة أُقيمت في المدينة الرياضية لبيروت.

حسين خليل يرافق نعش نصر الله يوم تشييعه بالمدينة الرياضية في بيروت 23 فبراير الماضي (أرشيفية - أ.ب)

ولاحقاً، ظهر خليل في عدة فيديوهات مع ناشطين لبنانيين وعراقيين وإيرانيين قرب ضريح نصر الله في الضاحية الجنوبية. وقال إعلام مقرب من «حزب الله» إنه تم تعيينه مسؤولاً عن حماية ضريح نصر الله على طريق مطار بيروت.