بعد رفع العقوبات الأميركية... سوريا «أرض الفرص» ترحّب بالمستثمرين

وزير المال: القطاعات تشمل الزراعة والنفط والسياحة والطرق والمواني

وزير المالية السوري محمد يسر برنية (رويترز)
وزير المالية السوري محمد يسر برنية (رويترز)
TT

بعد رفع العقوبات الأميركية... سوريا «أرض الفرص» ترحّب بالمستثمرين

وزير المالية السوري محمد يسر برنية (رويترز)
وزير المالية السوري محمد يسر برنية (رويترز)

دعا وزير المالية السوري محمد يسر برنية، اليوم (الأربعاء)، المستثمرين العالميين، إلى الاستثمار في سوريا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ عن رفع جميع العقوبات الأميركية عنها.

وقال برنية في مقابلة مع «رويترز» في وزارة المالية بدمشق: «سوريا اليوم أرض زاخرة بالفرص، تتمتع بإمكانات هائلة في جميع القطاعات، من الزراعة إلى النفط والسياحة والبنية التحتية والنقل».

وأضاف: «نتصور دوراً محورياً للقطاع الخاص في الاقتصاد السوري الجديد. دور وزارة المالية ليس الإنفاق العشوائي أو إنفاذ اللوائح على الشركات، وإنما تمكين النمو ودعمه».

ولا يزال جدار خارج مكتبه عليه ملصق باهت للرئيس السوري السابق بشار الأسد، التي كانت ملصقاته تعلق على المباني العامة قبل أن تطيح به المعارضة السورية العام الماضي.

وشهدت سوريا تغييرات سريعة منذ فرار الأسد إلى روسيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وعُين الشرع، قائد المعارضة السابق، رئيساً، وشكل حكومة وحقق نجاحاً سريعاً في حشد دعم دول الخليج العربية ورفع معظم العقوبات الأوروبية.

وتوج هذا التحول المذهل في الأحداث باجتماع بين الشرع وترمب في الرياض اليوم، بعد تعهد ترمب برفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا في ظل حكم عائلة الأسد، وهي إجراءات تعد على نطاق واسع أكبر العقبات الخارجية أمام تعافي سوريا الاقتصادي. ولم يحدد ترمب جدولاً زمنياً لرفع العقوبات.

وقال برنية: «إحدى أهم نتائج رفع العقوبات هي إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي».

وأضاف: «سيسمح لنا هذا باستعادة التدفقات المالية وجذب الاستثمارات، وهي حاجة ملحة في جميع القطاعات».

وأشار إلى أن السلطات السورية لاحظت بالفعل اهتماماً كبيراً من السعودية والإمارات والكويت وقطر والعديد من دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب دول أخرى.

وأكد أن الحكومة تجري إصلاحاً شاملاً لإدارة المالية العامة، بما في ذلك إصلاحات في النظام الضريبي والجمارك والقطاع المصرفي، ضمن جهد أوسع لتحديث اقتصاد أثقله طويلاً تضخم القطاع العام.

كما استخدم نبرة حذرة، قائلاً إن رفع العقوبات لن يكون سوى الخطوة الأولى في عملية تعافي ستستمر لسنوات لبلد دمرته الحرب على مدى 14 عاماً.

وإذ عدَّ أن «رفع العقوبات ليس الفصل الأخير»، «لا يمكننا أن نتحمل التهاون. نحن ندخل مرحلة جديدة تتطلب نتائج حقيقية».

وفي كلمة بمنتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض، أمس (الثلاثاء)، قال ترمب إن العقوبات «وحشية ومعيقة وحان الوقت لتنهض سوريا»، وأضاف: «سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحهم فرصة للنمو والتطور».

وبإعلان ترمب رفع العقوبات عن سوريا، تنتهي سنوات من الحصار الذي فرض على الاقتصاد السوري بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في 2011. وكانت هذه العقوبات تشمل قطاعات النفط والبنوك وقيوداً على مسؤولين سابقين، إضافة إلى «قانون قيصر» الذي أدى إلى انهيار حاد في قيمة الليرة السورية ونقص هائل في المواد الغذائية والطبية الأساسية.


مقالات ذات صلة

إردوغان يناقش مع ترمب العقوبات الدفاعية على تركيا خلال قمة الناتو

شؤون إقليمية الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب إردوغان خلال لقائهما في البيت الأبيض في الولاية الأولى (الرئاسة التركية)

إردوغان يناقش مع ترمب العقوبات الدفاعية على تركيا خلال قمة الناتو

يلتقي الرئيس رجب طيب إردوغان الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة خلال قمة الناتو المقررة في لاهاي يومي 24 و25 يونيو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية بالتنسيق مع لجنة السلم الأهلي أطلقت سراح عشرات الموقوفين لديها ممّن ألقي القبض عليهم خلال معارك التحرير ولم يثبت تورّطهم بالدماء (الداخلية السورية)

لجنة السلم الأهلي في سوريا: الأولوية في هذه المرحلة للاستقرار

كشف عضو اللجنة العليا للسلم الأهلي أنهم مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي، معبراً عن تفهم «الألم والغضب اللذين تشعر بهما عائلات الشهداء».

سعاد جروس (دمشق) «الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا لاجئون سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في ماينز... ألمانيا 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ألمانيا تمنح جنسيتها لعدد قياسي من الأفراد... والسوريون يتصدرون

أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني اليوم (الثلاثاء) أن البلاد منحت جنسيتها لعدد بلغ 291955 فردا العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (برلين )
المشرق العربي صورة أرشيفية نشرها «مجلس عشائر تدمر والبادية السورية» لاحتجاج أطفال نازحين في مخيم الركبان على غياب المساعدات

نهاية «مثلث الموت»... مخيم «الركبان» يخلو من النازحين

غادر، السبت، آخر العائلات التي كانت تعيش بمخيم الركبان على الحدود السورية العراقية، باتجاه مدن وبلدات ريف حمص الشرقي بوسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

خيارات محدودة لوكلاء إيران

عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)
عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)
TT

خيارات محدودة لوكلاء إيران

عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)
عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» (غيتي)

تفيد مؤشرات من جماعات موالية أو حليفة لإيران في لبنان والعراق واليمن وفلسطين، بأنها أمام خيارات محدودة للمشاركة في حرب إسناد جديدة ضد إسرائيل.

وأشارت التقديرات إلى أن قدرات «حماس» تراجعت إلى ما يوازي «الكمائن» الصغيرة في غزة، على غرار حرب الشوارع، الأمر الذي قد يمنعها من فتح جبهة إقليمية لصالح إيران.

وفي بغداد، يرجح قادة أحزاب انزلاقاً سريعاً في الحرب. إلا أن طهران قد تفضّل عدم خسارة بلد يوفر ميزات اقتصادية وأمنية.

أما لبنان، فإن معادلة «العهد الجديد»، وخسارة «حزب الله» قيادته السياسية والأمنية وجزءاً من ترسانته الصاروخية، تُعيقانه من الانخراط ضد إسرائيل، لأن لبنان «يضغط للحياد وحصر قرار الحرب بيد الحكومة».

وفي اليمن، رأى الباحث حمزة الكمالي، أن إيران قد تستخدم جماعة الحوثي بوصفها «الورقة الرابحة» حين يُطلب منها استخدام الخزين الصاروخي في «اللحظة الأخيرة».