منظمة الصحة العالمية: نحن نحطم أجساد أطفال غزة وعقولهم

ومدير «الصحة العالمية»: مليونا شخص يعانون الجوع

الطفل الفلسطيني أسامة الرقب (5 سنوات) في مستشفى ناصر حيث يتلقى العلاج (رويترز)
الطفل الفلسطيني أسامة الرقب (5 سنوات) في مستشفى ناصر حيث يتلقى العلاج (رويترز)
TT

منظمة الصحة العالمية: نحن نحطم أجساد أطفال غزة وعقولهم

الطفل الفلسطيني أسامة الرقب (5 سنوات) في مستشفى ناصر حيث يتلقى العلاج (رويترز)
الطفل الفلسطيني أسامة الرقب (5 سنوات) في مستشفى ناصر حيث يتلقى العلاج (رويترز)

قال مايكل راين المدير التنفيذي لبرامج «منظمة الصحة العالمية» للطوارئ، اليوم الخميس، إن عقول وأجساد أطفال قطاع غزة تتحطم بعد شهرين من منع دخول المساعدات، وتجدد الضربات.

وأوضح راين، للصحافيين في مقر المنظمة بجنيف: «نحن نحطم أجساد أطفال غزة، وعقولهم. نحن نجوع أطفال غزة. نحن متواطئون»، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك، مضيفاً: «بصفة أنني طبيب، أنا غاضب. هذا لا يُحتمل».

وأشار راين إلى أن «المستوى الحالي لسوء التغذية يسبب انهيار المناعة»، ونوه إلى أن حالات الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا لدى النساء والأطفال تزايدت، وفقاً لوكالة «رويترز».

ونفت إسرائيل من قبل أن غزة تواجه أزمة جوع. ولم توضح متى وكيف سيتم استئناف المساعدات. ويتهم الجيش الإسرائيلي «حماس» بتحويل مسار المساعدات وهو ما تنفيه «حماس».

وقال المدير العام لـ«منظمة الصحة العالمية»، اليوم الخميس، إن الوضع في غزة «كارثي»، وإن مليوني شخص بالقطاع يعانون الجوع.

وأضاف تيدروس أدهانوم غبريسوس للصحافيين في مقر «منظمة الصحة العالمية» بجنيف أن تمويل «الصحة العالمية» يواجه تحديات تاريخية مع تقليص الدول المانحة مساهماتها.

ومضى قائلاً، وفقاً لوكالة «رويترز»: «نشهد أكبر اضطراب في تاريخ تمويل منظمة الصحة العالمية».

وحذَّر مؤسِّس منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الإغاثية خوسيه أندريس، اليوم الخميس، من تفاقم أزمة الغذاء بقطاع غزة، داعياً إسرائيل إلى فتح ممرات إنسانية على الفور.

وقال أندريس، في حسابه على منصة «إكس»، موجهاً حديثه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «الأزمة تتفاقم، والجوع يسبب الفوضى، ويعرِّض حياة المدنيين والرهائن، على حد سواء، للخطر».

وأشار مؤسِّس «وورلد سنترال كيتشن» إلى نفاد الدقيق من آخر مخابز المنظَّمة الخيرية في القطاع الذي يتعرَّض لحرب إسرائيلية أسفرت عن مقتل ما يربو على 52 ألف فلسطيني منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة.

وقالت عدة جماعات إغاثية، لوكالة «رويترز»، الثلاثاء، إن عشرات المطابخ الخيرية المحلية معرّضة لخطر الإغلاق، ربما في غضون أيام، ما لم يُسمح بدخول المساعدات لغزة؛ لأن عدم حدوث ذلك سيُنهي آخِر مصدر دائم للوجبات لمعظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ومنذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، منعت إسرائيل، بشكل كامل، كل الإمدادات عن سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما نفدت تقريباً كل المواد الغذائية المخزَّنة خلال وقف إطلاق النار في بداية العام. وهذا هو أطول إغلاق من نوعه يواجهه قطاع غزة على الإطلاق.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير أصدره في وقت متأخر، الاثنين، أنه جرى رصد نحو عشرة آلاف حالة سوء تغذية شديدة بين الأطفال في أنحاء غزة، من بينها 1600 حالة سوء تغذية حادة جداً، منذ بداية عام 2025.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، أن «الحصار الخانق والإغلاق المستمر للمعابر أدى إلى تدهور كارثي في الأوضاع الصحية، وتفشي حالات سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والرُّضع، حيث تجاوز عدد الحالات التي وصلت إلى ما تبقى من مستشفيات ومراكز طبية نتيجة سوء التغذية الحاد 65000 حالة مَرَضية، من أصل 1.1 مليون طفل في قطاع غزة يعانون الجوع اليومي».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المسؤول المالي لحركة «حماس» في غزة

المشرق العربي دخان يتصاعد في سماء خان يونس نتيجة غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المسؤول المالي لحركة «حماس» في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مدير الشؤون المالية لحركة «حماس»، وأحد مساعدي نائب رئيس الجناح العسكري السابق مروان عيسى، في غارة جوية وسط غزة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صيدلية متنقلة تابعة لجمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» في قطاع غزة (الهلال الأحمر عبر منصة «إكس»)

الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر: نقص الوقود في غزة وصل إلى «مستويات كارثية»

حذر الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، اليوم (الخميس)، من أن نقص الوقود في قطاع غزة وصل إلى «مستويات كارثية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج السفير عبد المحسن بن خثيلة المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة

حثت السعودية، الثلاثاء، المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطيني يحمل حقيبة مساعدات إنسانية في رفح (أ.ب)

غزة: إسرائيل تقتل 80 شخصاً معظهم كان في انتظار مساعدات

أفاد تلفزيون فلسطين بمقتل 80 شخصاً في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي امرأة تبكي أثناء حضورها جنازة فلسطينيين قُتلوا بنيران إسرائيلية في مستشفى «الشفاء» بغزة (رويترز) play-circle

معظمهم قرب موقع توزيع مساعدات... إسرائيل تقتل 23 شخصاً في غزة

قالت السلطات الصحية في غزة إن النيران والغارات الجوية الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 23 فلسطينياً في أنحاء القطاع معظمهم بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات.

«الشرق الأوسط» (غزة)

انتحاري من «داعش» الإرهابي فجّر حزاماً ناسفاً داخل كنيسة بدمشق

مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)
مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)
TT

انتحاري من «داعش» الإرهابي فجّر حزاماً ناسفاً داخل كنيسة بدمشق

مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)
مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)

أقدم انتحاريٌّ، الأحد، على تفجير نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة مار إلياس في منطقة دويلعة بدمشق، ما أدى إلى سقوط نحو ثلاثين شخصاً بين قتيل وجريح، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي ووكالات أنباء محلية وأجنبية عدّة. في حين أكدت وزارة الداخلية السورية أن الفاعل ينتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.

ويُعدّ هذا الهجوم الإرهابي الأول من نوعه في العاصمة السورية منذ الإطاحة بالحكم السابق، في الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي، في حين يُعدّ بسط الأمن أحد أبرز التحديات التي تواجه السلطات الانتقالية في البلاد برئاسة الرئيس أحمد الشرع.

جانب من الدمار داخل الكنيسة (أ.ب)

وأورد التلفزيون الرسمي السوري أن «انتحارياً فجَّر نفسه بحزامٍ ناسف داخل كنيسة مار إلياس في منطقة دويلعة». وشاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» أمام الكنيسة سيارات إسعاف تعمل على نقل الضحايا، بينما فرضت القوى الأمنية طوقاً في المكان. وداخل الكنيسة، بدت المقاعد الخشبية مبعثرة مع بُقع دماء، بينما دُمّر الهيكل الخشبي بالكامل.

دماء ودمار داخل الكنيسة (أ.ب)

وقال شاب، دون الكشف عن اسمه، أمام الكنيسة: «دخل شخص من الخارج ومعه سلاح»، قبل أن «يبدأ بإطلاق النار»، مضيفاً: «حاول شباب توقيفه قبل أن يفجّر نفسه».

وفي متجرِ لحوم قبالة الكنيسة، أوضح زياد (40 عاماً): «سمعتُ صوت إطلاق نار في البداية، ثم صوت انفجار، وتطاير بعدها الزجاج على وجوهنا».

وأضاف: «خرجنا وشاهدنا نيراناً تشتعل داخل الكنيسة، وبقايا مقاعد خشبية تطايرت حتى مدخل الكنيسة».