أكدت حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية «اعتقال» الحكومة السورية قياديين اثنين من الحركة منذ خمسة أيام، من دون توضيح عن الأسباب، آملة منها الإفراج عنهما.
وكانت مصادر فلسطينية في دمشق كشفت لـ«وكالة الأنباء الألمانية» عن «اعتقال قوات الأمن السورية ليل الأحد/الاثنين القيادي الفلسطيني خالد خالد، مسؤول حركة (الجهاد الإسلامي) الفلسطينية في سوريا، وأبو علي ياسر، مسؤول اللجنة التنظيمية للساحة السورية في العاصمة دمشق».
وفيما لم يصدر شيء عن الجهات الرسمية السورية، أوضحت المصادر أن اعتقال خالد جاء بعد أقل من 48 ساعة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع.
وكشفت المصادر عن حركة كبيرة من قيادات فلسطينية وعربية في داخل سوريا وخارجها للإفراج عن القيادي الفلسطيني.
بيان «الجهاد»
ولاحقاً، أصدرت «سرايا القدس»، الجناح العسكري للحركة الذي ينشط في الأراضي الفلسطينية، بياناً تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قالت فيه: «إلى أهلنا وأبناء جلدتنا وأشقائنا في سوريا الحبيبة (...) ها قد مر اليوم الخامس ويقبع لديكم اثنان من خيرة كوادرنا، (هما) الأخ القائد المهندس مسؤول الساحة السورية خالد خالد والأخ القائد المهندس مسؤول اللجنة التنظيمية ياسر الزفري، دون توضيح عن أسباب الاعتقال وبطريقة لم نكن نتمنى أن نراها من إخوة لطالما كانت أرضهم حاضنة للمخلصين والأحرار الذين لم يتركوا عبر التاريخ محتلاً أو طاغية إلا وأهلكوه بغيرتهم على دينهم وعرضهم».
وأضافت: «نأمل من إخواننا في الحكومة السورية الإفراج عن إخواننا لديهم، وكلنا أمل بأنكم أهل للنخوة العربية التي يكرم بها الضيف وينصر بها أهل الحق، وكلنا ثقة بأن إخواننا لديكم هم ممن كان لهم أثر كبير في العمل لقضية فلسطين العادلة وإغاثة أهلهم بالعمل الإنساني خلال السنوات العجاف التي مرت بها سوريا»، مؤكدة أن «بندقيتنا لم تتوجه منذ انطلاقتها إلا لصدور العدو، ولم تنحرف يوماً عن الهدف الأساسي والذي هو التراب الفلسطيني الكامل، وعندما قدمت (سرايا القدس) شهداءً من الساحة السورية فقد قدمتهم على حدود فلسطين المحتلة».
وعلى الرغم من محاولات عديدة أجرتها «الشرق الأوسط» للتواصل مع قياديين من «الجهاد الإسلامي» في دمشق لمعرفة أسباب الاعتقال، فإنهم لم يردوا على الاتصالات. كما ذكرت عدة مصادر فلسطينية في دمشق أنه ليس لديها أي معلومات عن أسباب الاعتقال.
يذكر أنه يوجد لـ«الجهاد الإسلامي» مكاتب في الأراضي السورية، ولم تغادر الحركة الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 بوصفها لم تكن تقف إلى جانب النظام ولم تقاتل معه مثل بعض الفصائل الفلسطينية التي لها وجود في الأراضي السورية وغادر قادتها.
وتعرضت مقرات عديدة لـ«الجهاد الإسلامي» في دمشق لقصف إسرائيلي عدة مرات وكان آخرها في 13 من شهر مارس (آذار) الماضي حين تم استهداف منزل غير مأهول لأمين عام الحركة زياد نخالة بقصف صاروخي إسرائيلي في منطقة مشروع دمر شمال العاصمة السورية.
وهذه أول مرة يتم فيها اعتقال قياديين فلسطينيين في سوريا، حيث كان يوجد على الساحة السورية أكثر من 13 فصيلاً فلسطينياً.