خطة لبنانية - سورية أوّلية لإعادة النازحين تدريجياً

نائب رئيس الحكومة لـ«الشرق الأوسط»: دمشق أكثر استعداداً للتعاون

خطة لبنانية - سورية أوّلية لإعادة النازحين تدريجياً
TT

خطة لبنانية - سورية أوّلية لإعادة النازحين تدريجياً

خطة لبنانية - سورية أوّلية لإعادة النازحين تدريجياً

يضع لبنان خطة مع الجانب السوري لتنظيم عودة تدريجية للنازحين السوريين على مراحل، وستكون «أكبر وأكثر تنظيماً مما كانت عليه في السابق»، حسبما قال نائب رئيس الحكومة اللبنانية، طارق متري، لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن السلطات السورية الآن «أكثر استعداداً للتعاون مع لبنان لإعادة اللاجئين».

وتواجه الحكومة اللبنانية استحقاقاً مصيرياً يتعلق بمصير أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري يقيمون على أراضيها، في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية ضاغطة. وفي خطوة تعكس تحوّلاً في التعامل الرسمي مع هذا الملف الشائك، عقدت اللجنة الوزارية الخاصة بالنازحين السوريين اجتماعها الثاني في بيروت، واضعة على طاولة البحث خطة أوّلية تهدف إلى تحقيق «عودة آمنة وكريمة» للنازحين، بالتنسيق مع السلطات السورية والجهات الدولية المعنية.

تثبيت موقف وتقييم واقعي

وخُصص الاجتماع لاستكمال جمع المعلومات الدقيقة حول أعداد النازحين السوريين ووضعهم القانوني والاجتماعي والاقتصادي، باعتبارها خطوة أساسية نحو إعداد خطة عودة قابلة للتنفيذ.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أوضح طارق متري أن «اللجنة بحاجة إلى استكمال عملها، لا سيما أن الأرقام الدقيقة المتعلقة بالنازحين السوريين غير متوفرة حالياً، وهناك حاجة إلى جمع المزيد من المعلومات الدقيقة»، مشيراً إلى أن «الحديث في الاجتماع كان يدور حول هذه المسائل وتطوير خطة تتعلق بها». وأضاف متري أن من ضمن خطة العمل «التعاون مع الجهات الدولية للحصول على أرقام دقيقة أكثر حول وضع اللاجئين السوريين».

نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري (الوكالة الوطنية)

وفي تقييمه للوضع السياسي، لفت إلى أنه «رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها النظام السوري الجديد، فإنَّ السلطات السورية الآن أكثر استعداداً للتعاون مع لبنان لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل سقوط نظام بشار الأسد»، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها.

وأشار متري إلى أن الاجتماع تناول أيضاً «أهمية العودة الكبيرة للنازحين»، مؤكداً أن «هذه العودة ستكون أكبر وأكثر تنظيماً من تلك التي كانت تُنفذ سابقاً بشكل عشوائي»، لافتاً إلى أن «العمل يجري على تنظيم العودة بشكل تدريجي عبر مراحل، مع محاولة أن تتجلى الإنجازات خلال العام المقبل».

خطة لا تزال قيد التطوير

في موازاة التحركات الوزارية، جرت لقاءات دبلوماسية لافتة مؤخراً، حيث اجتمع كل من متري والوزيرة حنين السيد بوفد رسمي سوري ترأسته وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في سوريا، الدكتورة هند قبوات، وتم خلال اللقاء استعراض مختلف الجوانب المرتبطة بملف العودة، وسط أجواء وصفت بأنها «جدية وإيجابية».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية، حنين السيد، أن «اللقاء الوزاري بين الجانبين اللبناني والسوري ركّز على التحديات الاجتماعية المشتركة، خصوصاً في مجالات مكافحة الفقر وتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني»، مضيفة أن «الوزيرة السورية أبدت اهتماماً خاصاً بالاطلاع على التجربة اللبنانية في التعاون مع منظمات المجتمع الأهلي، والاستفادة منها في السياق السوري، وسط توافق على أهمية تبادل الخبرات والتنسيق المستقبلي».

وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية حنين السيد (الوكالة الوطنية)

وبالعودة إلى النقاش داخل اللجنة الوزارية، كشفت حنين السيد عن أن «النقاش تناول الخطوط العريضة لخطة إعادة النازحين، التي لا تزال قيد الإعداد»، مشيرة إلى أن «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ستلعب دوراً محورياً في تنفيذ الخطة، من خلال التواصل مع النازحين الموجودين في لبنان لتحديد من يبدون رغبة فعلية في العودة».

وأوضحت السيد أن «المعطيات الأولية تشير إلى أن نحو 24 في المائة من النازحين السوريين في لبنان أعربوا عن استعدادهم للعودة خلال العام الحالي، وهو الرقم الذي ستبني عليه اللجنة برنامجها التنفيذي لتنظيم العملية تدريجياً، مع تحديد آليات التسجيل، توفير وسائل النقل، وتقديم منح مالية تشبه منح الاستقرار لمساعدة العائدين على إعادة الاندماج في مناطقهم».

ولفتت إلى أن «الخطة، كما جرى التأكيد، ما زالت قيد التطوير»، معتبرة أنها «تستوجب تنسيقاً ثلاثياً بين الحكومة اللبنانية، والسلطات السورية، ومفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب مساهمة وكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان وسوريا». وأضافت: «سيجري العمل على تحضير المناطق السورية المتوقع أن تستقبل العائدين، لضمان أن تتم العودة وفق معايير الأمان والكرامة».

وعن الجدول الزمني، أكدت حنين السيد أن «الخطة ستُنجز في أسرع وقت ممكن»، وسيتم عرضها لاحقاً على الجانب السوري ومناقشة تفاصيلها.

أما فيما يتعلق بالعقبات، فشددت حنين السيد على أنه «لا وجود لعوائق مباشرة»، إلا أن «التنفيذ يتطلب جهداً مشتركاً والتزاماً حقيقياً من جميع الأطراف المعنية، بما يشمل الحكومة اللبنانية، والحكومة السورية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، معربة عن أملها في «تحقيق تقدم ملموس في القريب العاجل».


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية الإيراني: سأقبل دعوة نظيري اللبناني لزيارة بيروت

المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي يستقبل نظيره الإيراني عباس عراقجي في بيروت يونيو 2025 (أرشيفية-إرنا)

وزير الخارجية الإيراني: سأقبل دعوة نظيري اللبناني لزيارة بيروت

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه سيقبل دعوة نظيره اللبناني يوسف رجي لزيارة بيروت، لكنه أشار إلى أن قرار رجي بعدم قبول زيارة إيران أمر «محيِّر».

«الشرق الأوسط» (طهران)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في بيروت الاثنين الماضي (الرئاسة اللبنانية)

تحليل إخباري قراءة فرنسية في الوضع اللبناني المعقّد

قراءة فرنسية في الوضع اللبناني المعقّد... وباريس تريد تطوير عمل «الميكانيزم» ونزع ذرائع التصعيد الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي ناقلة جنود مدرعة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) تقوم بدورية على طول طريق الخردلي جنوب لبنان يوم 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

تقليص دور «اليونيفيل» وتعزيز «الميكانيزم» في لبنان: أدوار جديدة لا تلغي القديمة

تحوّلت لجنة «الميكانيزم» من آلية تقنية لضبط وقف إطلاق النار إلى إطار تنسيقي يُستخدم لإدارة النزاع في الجنوب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)

بري يرفض «تهديد اللبنانيين» ويتمسك بـ«مسلّمات التفاوض» مع إسرائيل

رفض رئيس البرلمان نبيه بري «تهديد اللبنانيين» وجدد التشديد على ما وصفها بـ«مسلّمات التفاوض» عبر لجنة الـ«ميكانيزم».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الوزير طارق متري مستقبلاً الوفد السوري في بيروت مطلع سبتمبر 2025 (إكس)

فشل التوصل لآلية تسليم السجناء السوريين في لبنان إلى دمشق

لم تُحقق زيارة الوفد القضائي اللبناني إلى دمشق النتائج المرجوّة لجهة التوصل إلى معاهدة قضائية جديدة تنظم آلية تسليم السجناء السوريين الموقوفين في لبنان.

يوسف دياب (بيروت)

غزة الغارقة تطوي شهرين من الهدنة الهشة


أُم فلسطينية تنعى ابنتها الرضيعة بعد وفاتها بسبب البرد في مستشفى ناصر بخان يونس أمس (رويترز)
أُم فلسطينية تنعى ابنتها الرضيعة بعد وفاتها بسبب البرد في مستشفى ناصر بخان يونس أمس (رويترز)
TT

غزة الغارقة تطوي شهرين من الهدنة الهشة


أُم فلسطينية تنعى ابنتها الرضيعة بعد وفاتها بسبب البرد في مستشفى ناصر بخان يونس أمس (رويترز)
أُم فلسطينية تنعى ابنتها الرضيعة بعد وفاتها بسبب البرد في مستشفى ناصر بخان يونس أمس (رويترز)

دخل قطاع غزة، أمس، الشهر الثالث، من الهدنة الهشة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وطوى السكان المنكوبون، شهرين خيّمت عليهما الخروقات الإسرائيلية، والمعاناة من نقص المساعدات.

وعزز الطقس السيئ وموجة الأمطار الكثيفة التي تضرب القطاع، الحاجة مجدداً للتسريع بإدخال المواد اللازمة لمواجهة الظروف الجوية القاسية؛ التي أسفرت عن وفاة رضيعة برداً. وأوضحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن المعاناة المتفاقمة بسبب الأمطار «يمكن تفاديها عبر تدفّق المساعدات الإنسانية من دون عوائق، بما يشمل الإمدادات الطبية ومستلزمات المأوى المناسبة».

في غضون ذلك، توعد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، أمس، بإزالة قبر الزعيم التاريخي عز الدين القسام، الذي يقع داخل الدولة العبرية، ويحمل الجناح العسكري لحركة «حماس» اسمه. ونشر بن غفير، مقطع فيديو ظهر فيه إلى جانب قوات أمن ورافعة تقوم بتفكيك خيمة وضعت بهدف الصلاة إلى جانب قبر القسام المولود في سوريا. وأكدت «حماس»، أن ما قام به وزير الأمن «تعد غير مسبوق على الحرمات، وانتهاك المقدسات».


برّي: حديث برّاك عن ضم لبنان إلى سوريا «خطأ غير مقبول»


رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
TT

برّي: حديث برّاك عن ضم لبنان إلى سوريا «خطأ غير مقبول»


رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً السفير الأميركي ميشال عيسى (رئاسة البرلمان)

رفض رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، التهديدات التي يطلقها المُوفد الأميركي توم برَّاك، من حين لآخر، بشأن دعوته لضم لبنان إلى سوريا، عاداً أنها خطأ غير مقبول. وقال بري: «لا أحد يهدد اللبنانيين، لا يُعقل أن يجري التخاطب مع اللبنانيين بهذه اللغة على الإطلاق، بخاصة من الدبلوماسيين، لا سيما من شخصية كشخصية السفير توم برَّاك، وما قاله عن ضم لبنان إلى سوريا غلطة كبيرة غير مقبولة على الإطلاق».

وأكد برّي، من جهة ثانية، أمام وفد من «نقابة الصحافة»، أنه لن يكون هناك إلغاء ولا تأجيل للانتخابات النيابية المرتقبة في مايو (أيار) المقبل، رغم الخلاف على القانون الخاص بها.

وكان استقبال بري للسفير الأميركي في بيروت ميشال عيسى، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، لافتاً، حيث تناول اللقاء «تطورات الأوضاع العامة والمستجدّات، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين»، وفق ما جاء في بيان لرئاسة البرلمان.


مبعوث ترمب: العراق أمام لحظة حاسمة ولا يمكن أن ينجح في وجود جماعات مسلحة

المبعوث الأميركي للعراق مارك سافايا (وسائل إعلام عراقية)
المبعوث الأميركي للعراق مارك سافايا (وسائل إعلام عراقية)
TT

مبعوث ترمب: العراق أمام لحظة حاسمة ولا يمكن أن ينجح في وجود جماعات مسلحة

المبعوث الأميركي للعراق مارك سافايا (وسائل إعلام عراقية)
المبعوث الأميركي للعراق مارك سافايا (وسائل إعلام عراقية)

قال مبعوث الرئيس الأميركي للعراق مارك سافايا يوم الخميس إن العراق أمام لحظة حاسمة ولا يمكن لأي أمة أن تنجح في وجود جماعات مسلحة تنافس الدولة وتقوض دورها.

وأضاف سافايا أن الانقسام في العراق أدى لإضعاف مكانته الدولية وخنق اقتصاده وحد من قدرته على حماية مصالحه الوطنية، مشيراً إلى أن العراق أثبت أيضاً أن الاستقرار ممكن عندما تتبع الحكومة نهجاً يجنب البلاد الصراعات الإقليمية ويركز على الأولويات الوطنية.

وشدد على أن تحقيق الاستقرار في العراق يتطلب قيادة مسؤولة والتزاماً راسخاً بتعزيز الدولة ومؤسساتها، لافتاً إلى أن قرارات القادة السياسيين والدينيين ستحدد ما إذا كان العراق سيتقدم نحو السيادة والقوة أو الانزلاق للتفكك والانحدار.

وأكد أن الولايات المتحدة على أتم استعداد لدعم العراق في هذه المرحلة الحاسمة في ظل قيادة ترمب.