الأمن السوري يلاحق خلايا «حزب الله» في دمشق وريفها

استباقاً لتحرك فلول يهدد الاستقرار على غرار أحداث الساحل

أسلحة وأموال قالت وزارة الداخلية إنها عثرت عليها في دمشق القديمة (وزارة الداخلية)
أسلحة وأموال قالت وزارة الداخلية إنها عثرت عليها في دمشق القديمة (وزارة الداخلية)
TT
20

الأمن السوري يلاحق خلايا «حزب الله» في دمشق وريفها

أسلحة وأموال قالت وزارة الداخلية إنها عثرت عليها في دمشق القديمة (وزارة الداخلية)
أسلحة وأموال قالت وزارة الداخلية إنها عثرت عليها في دمشق القديمة (وزارة الداخلية)

لا تزال هشاشة الأوضاع وارتدادات الزلزال الذي أحدثه سقوط نظام الأسد، في توازنات القوى الإقليمية، مصدر قلق للسلطة الجديدة في دمشق، وسط توارد معلومات حول مساعٍ إيرانية لإعادة التواصل مع عناصر الميليشيات التي كانت تتبع لها في سوريا، بهدف تنظيمها بتشكيلات جديدة، تستخدمها في استعادة تأثيرها الإقليمي بعد إضعاف «حزب الله» اللبناني وسقوط نظام الأسد.

بعد ساعات قليلة من إعلان وزارة الخارجية الألمانية إلغاء زيارة، كانت مقررة الخميس، لوزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، ونظيرها النمساوي، غيرهارد كارنر، إلى دمشق؛ بسبب معلومات «عن تهديد إرهابي محتمل»، شنت قوى الأمن العام السوري حملة أمنية في مواقع ذات غالبية شيعية في دمشق القديمة ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.

اعتقال أحد الاشخاص في دمشق القديمة (وزارة الداخلية)
اعتقال أحد الاشخاص في دمشق القديمة (وزارة الداخلية)

وقالت وزارة الداخلية السورية إن الحملة استهدفت خلايا لـ«حزب الله» في منطقة السيدة زينب «كانت تخطط لتنفيذ عمليات إجرامية في المنطقة» وتم إلقاء القبض على عدد من عناصر هذه الخلايا. سبق ذلك الإعلان عن القبض على عدد من العناصر التابعين لفلول نظام الأسد في دمشق القديمة، عثر بحوزتهم على «عبوات ناسفة وأسلحة وذخائر كانت معدة للتفجير في مناطق حيوية»، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية.

وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر أهلية متقاطعة من حيي الأمين والجورة في دمشق، أن قوى الأمن العام كانت تحمل قائمة بأسماء محددة من فلول النظام تم البحث عنها خلال الحملة، وجرى تفتيش البيوت واعتقال 9 أشخاص، تم إطلاق سراح 3 منهم بعد ساعات، كما تمت مصادرة أجهزة هواتف محمولة، وأسلحة وأموال. ومن المعتقلين أحد الوجهاء وهو مساعد عبد لله نظام، أحد أبرز الوجهاء في الحي، الذي غادر الحي بعد سقوط النظام، وصودرت أملاكه.

من الحملة الأمنية في أحياء دمشق القديمة (وزارة الداخلية)
من الحملة الأمنية في أحياء دمشق القديمة (وزارة الداخلية)

وفي الحملة في منطقة السيدة زينب تم اعتقال خلايا قالت وزارة الداخلية إنها مرتبطة بـ«حزب الله».

أحد سكان حي الأمين أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود عناصر ميليشيات شيعية أو عناصر من «حزب الله» في دمشق القديمة. وقال أبو محسن (63 عاماً)، وهو من المسلمين السنة، إن الذين تم القبض عليهم من سكان الحي قد يكونون من «الفلول»، أما عناصر الميليشيات من غير السوريين والتابعين لإيران فقد تركزوا مع عائلاتهم في منطقة السيدة جنوب العاصمة، وفي مناطق السيطرة الإيرانية في محافظة دير الزور شرق سوريا. وقال: «كنا نراهم يمرون في الحي بشكل عابر أثناء زيارة الحسينيات أو مقام السيدة رقية، وبعد سقوط النظام لم نعد نرى أحداً منهم»، مؤكداً اختفاء كل مظاهر الوجود الإيراني في عهد النظام البائد، التي كانت تملأ أحياء دمشق القديمة، مثل صور قتلى الميليشيات التابعة لإيران واللافتات الدينية.

الحملة الأمنية في منطقة السيدة زينب (وزارة الداخلية)
الحملة الأمنية في منطقة السيدة زينب (وزارة الداخلية)

وحول العثور في دمشق القديمة على «عبوات ناسفة وأسلحة وذخائر كانت معدة للتفجير في مناطق حيوية» في دمشق القديمة، قال أبو محسن إن النظام السابق «سلّح مجموعات من الشيعة في الحي، وشكلوا لجان أحياء ونصبوا حواجز في كل الشوارع المحيطة، على مدى السنوات السابقة»، مرجحاً أن يكون بين هؤلاء من احتفظ بالسلاح، معبراً عن وجود مخاوف من «احتمال تحرك هؤلاء بدفع من جهات خارجية كما حصل في الساحل» بحسب تعبيره.

إلا أن دمشقياً شيعياً ( 43 عاماً) من سكان الحي الأمين نفى لـ«الشرق الأوسط» وجود سلاح لدى الشيعة في الحي بعد سقوط النظام، فالغالبية سلموا السلاح وانسحبوا من المشهد العام، وأخفوا من بيوتهم كل ما يشير إلى المذهب الديني، كما انكفأوا عن زيارة المقامات والحسينيات تجنباً لأي احتكاك. وأضاف: «شيعة دمشق يريدون سلتهم بلا عنب»، مشيراً إلى أن أحداث الساحل ضاعفت مخاوفهم، وأنهم بالعموم لا يريدون تسديد فواتير السياسات الإيرانية في سوريا. وقد استشعروا الخطر في السنوات الأخيرة من عهد النظام السابق، مع ازدياد العداء للوجود الإيراني في سوريا. وأوضح أن «حي الأمين، ويسمى سابقاً حي اليهود، معروف تاريخياً بأنه حي متنوع طائفياً وعرقياً، وسكانه عاشوا بسلام، وبعد سقوط النظام لم يتغير تعاملهم مع الجيران الشيعة، إلا أن هناك الكثير من المضايقات حصلت من أشخاص جاؤوا من خارج الحي أو من معارضين هجّرهم النظام السابق وعادوا بعد السقوط، وهو أمر مفهوم، لكنه مخيف ودفع الكثير من سكان الحي الشيعة للمغادرة».


مقالات ذات صلة

ضبط أسلحة بريف حمص مخبأة في حافلة قادمة من لبنان

المشرق العربي أحد عناصر الأمن العام السوري يحمل أسلحة مضادة للدروع عقب ضبط مخزن أسلحة في ريف دمشق (أرشيفية - الأمن العام)

ضبط أسلحة بريف حمص مخبأة في حافلة قادمة من لبنان

أفادت قناة «الإخبارية» السورية، السبت، بضبط شحنة أسلحة في ريف حمص كانت مخبأة في حافلة قادمة من لبنان.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الشرع يُصافح قائد «قسد» مظلوم عبدي عقب توقيع الاتفاق بينهما في دمشق (أرشيفية - أ.ب)

أكراد سوريا يطالبون بدولة «ديمقراطية لامركزية» تضمن حقوقهم

تبنّت الأحزاب الكردية السبت رؤية سياسية مشتركة لبناء دولة «ديمقراطية لامركزية» في سوريا، يضمن دستورها حقوق الأكراد ومشاركة المرأة سياسياً وعسكرياً

«الشرق الأوسط» (القامشلي)
المشرق العربي انتشار أمني كثيف في العاصمة دمشق (وزارة الداخلية)

سوريا... بين تأمين الدعم الدولي والاستنفار لفرض الاستقرار

بينما تواصل الدبلوماسية السورية جهودها الحثيثة، لحشد دعم دولي لعملية الانتقال السياسي في سوريا، يظل التحدي الأمني أبرز ما يهدد تلك الجهود.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي قائد «قسد» مظلوم عبدي يلقي كلمته في المؤتمر الكردي بالقامشلي السبت (الشرق الأوسط)

«مؤتمر تاريخي» لأكراد سوريا طالب بـ«دولة ديمقراطية لا مركزية»

اختتمت أعمال مؤتمر «وحدة الصف والموقف الكردي» الذي عُقد اليوم (السبت) في مدينة القامشلي، أقصى شمال شرقي سوريا، ودعا ببيانه الختامي إلى حل عادل للقضية الكردية.

كمال شيخو (القامشلي)
المشرق العربي سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)

ما تعهدات حكومة الشرع لواشنطن لتخفيف العقوبات؟

ردّت سوريا كتابياً على قائمة شروط أميركية لرفع جزئي محتمل للعقوبات، قائلة إنها طبّقت معظمها، لكنّ البعض الآخر يتطلّب «تفاهمات متبادلة» مع واشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

واشنطن تدعم العراق «خالياً من النفوذ الخبيث»

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن (إعلام حكومي)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن (إعلام حكومي)
TT
20

واشنطن تدعم العراق «خالياً من النفوذ الخبيث»

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن (إعلام حكومي)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن (إعلام حكومي)

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، التزام بلاده دعم استقرار العراق، مشدداً على ضرورة أن يكون «خالياً من النفوذ الخبيث»، في إشارة إلى إيران.

جاء ذلك خلال لقائه بنظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن، أمس، حيث ناقش الجانبان التعاون الأمني والاقتصادي.

وأشاد روبيو بجهود بغداد في تجنب الانخراط بالتوترات الإقليمية، معتبراً أن عراقاً مستقلاً وذا سيادة يصب في مصلحة المنطقة.

من جهته، أكد الوزير العراقي توجه بلاده نحو تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، داعياً الشركات الأميركية إلى تعزيز استثماراتها في العراق.

وشدد الوزيران على أهمية تبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة خطر عودة تنظيم «داعش»، وتعزيز التعاون الأمني المستدام لمحاربته.