عون يستبق لقاء ماكرون بالدعوة إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق مع لبنان

لودريان يمهّد للزيارة من بيروت... وسلام يرفض التطبيع

الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان (الرئاسة اللبنانية)
TT
20

عون يستبق لقاء ماكرون بالدعوة إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق مع لبنان

الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يستقبل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان (الرئاسة اللبنانية)

طالب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، رعاة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بـ«الضغط على إسرائيل للالتزام به حفاظاً على صدقيتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتُّفق عليه لإعادة الاستقرار ووقف الأعمال العدائية»، في وقت أكد فيه رئيس الحكومة نواف سلام أن الضغط الدولي والعربي الدبلوماسي على إسرائيل لوقف الاعتداءات لم يستنفد.

واستقبل الرئيسُ اللبناني المبعوثَ الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي جال في بيروت على المسؤولين، قبل يومين من استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس عون. وأبلغ عونُ المبعوثَ الفرنسي أنه يتطلع إلى لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل في باريس؛ «لشكره مجدداً على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد، لا سيما على دوره الشخصي في تسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وأكد الرئيس عون للموفد الرئاسي الفرنسي أنه سيبحث مع الرئيس ماكرون الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة.

ولفت الرئيس عون إلى أن موضوع الإصلاحات يأتي في أولوية اهتماماته بالتوازي مع إعادة إعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مشيراً إلى أن العمل سيتواصل «من أجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج، لا سيما مع وجود فرص متاحة، لذلك تجب الاستفادة منها؛ أبرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرك الذي يقوده الرئيس ماكرون في هذا الإطار».

سلام يستقبل لودريان في بيروت (رئاسة الحكومة)
سلام يستقبل لودريان في بيروت (رئاسة الحكومة)

الإصلاحات وملف الجنوب

وأكد عون أنه مصمم مع الحكومة على تجاوز الصعوبات التي يمكن أن تواجه مسيرة الإصلاح في البلاد بالمجالات الاقتصادية والمصرفية والمالية والقضائية، وإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الأطراف المعنيين، مشيراً إلى أن الاجتماعات بدأت مع «صندوق النقد الدولي» لـ«درس الخطوات المناسبة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي نريدها في لبنان قبل أن تكون مطلباً للمجتمع الدولي».

وقال الرئيس عون إن الإجراءات التي ستتخذ على الصعيد الإداري «سوف تعطي رسالة إيجابية للداخل اللبناني والخارج».

وتناول البحث الوضع في الجنوب، فأشار الرئيس عون إلى «استمرار الاعتداءات الإسرائيلية خلافاً للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فضلاً عن استمرار احتلال (التلال الخمس)، وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الذين احتجزتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة»، لافتاً إلى «ضرورة عمل رعاة الاتفاق على الضغط على إسرائيل للالتزام به حفاظاً على صدقيتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتُّفق عليه لإعادة الاستقرار ووقف الأعمال العدائية». وتطرق البحث إلى الوضع على الحدود اللبنانية - السورية.

سلام

وبعد لقائه الرئيس عون، توجه لودريان والسفير الفرنسي والوفد المرافق إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة، نواف سلام، وجرى البحث في إعادة الإعمار والمؤتمر الذي تنوي فرنسا عقده بهذا الخصوص، والإصلاحات التي باشرتها الحكومة اللبنانية، إضافة إلى استعراض المستجدات السياسية الراهنة.

لقاء سلام وفد نقابة محرري الصحافة (رئاسة الحكومة اللبنانية)
لقاء سلام وفد نقابة محرري الصحافة (رئاسة الحكومة اللبنانية)

وكان سلام أكد، صباحاً، خلال استقباله وفداً من مجلس نقابة المحررين أن «الضغط الدولي والعربي الدبلوماسي على إسرائيل لوقف الاعتداءات لم يستنفد»، وأضاف: «النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها لا قيمة لها عسكرياً ولا أمنياً سوى إبقاء ضغطها على لبنان قائماً». وشدد الرئيس سلام على أنه لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان، وأنه مرفوض من كل اللبنانيين.

ولفت إلى أن هدف زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان هو البحث في إعادة الإعمار، «خصوصاً أن لبنان يعمل مع فرنسا و(البنك الدولي) وكبار الدول المساهمة لتحصيل الدعم اللازم»، كاشفاً عن أنه «في نهاية الشهر المقبل يفترض إقرار مبلغ الـ250 مليون دولار الذي خصصه (البنك الدولي) لهذا الملف، وبعد ذلك يفترض عقد مؤتمر لجمع مبلغ مليار دولار».

وكان رئيس مجلس النواب، نبيه بري، استقبل الموفد الرئاسي الفرنسي، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

وزارة الخارجية

في وزارة الخارجية، التقى لودريان الوزير يوسف رجي، واستُعرضت الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان، والتحضيرات الجارية لزيارة عون إلى باريس. وجرى التداول في التصعيد الإسرائيلي الخطير والمستمر في الجنوب، والمساعي التي تبذلها فرنسا لتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية، بصفتها إحدى الدول الراعية له، بالإضافة إلى أنها عضو في اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة تطبيقه.

وجدد رجّي التشديد على «وجوب انسحاب إسرائيل الفوري والكامل وغير المشروط من الأراضي اللبنانية، ووقف عدوانها، والالتزام بتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية وقرار مجلس الأمن رقم (1701)».

بدوره، أكد لودريان دعم فرنسا المستمر للبنان ولتحقيق الاستقرار فيه، وأثنى على «خطاب القَسَم» لرئيس الجمهورية والرؤية التي تضمنها بشأن لبنان، وعلى جديّة عمل الحكومة اللبنانية، منوهاً بأهمية «الحفاظ على الزخم الدولي الذي واكب العهد الجديد وتشكيل الحكومة، عبر تنفيذ الإصلاحات اللازمة والحفاظ على وحدة اللبنانيين، وذلك من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي والعربي بلبنان وجذب الاستثمارات إليه».


مقالات ذات صلة

التصعيد الإسرائيلي يربك خطط مغتربين لبنانيين لزيارة عائلاتهم بعيد الفطر

المشرق العربي أطفال يلتقطون صوراً تذكارية الى جانب "المسحراتي" في مدينة صيدا بجنوب لبنان (أ ب)

التصعيد الإسرائيلي يربك خطط مغتربين لبنانيين لزيارة عائلاتهم بعيد الفطر

أربك التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، يوم الجمعة الماضي، خطط المغتربين اللبنانيين الذين كانوا يستعدون لزيارة لبنان خلال عطلة عيدَي الفطر والفصح.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (يمين) يستقبل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مكة المكرمة قبل أداء صلاة عيد الفطر المبارك (واس / أ.ف.ب)

رئيس وزراء لبنان يؤكد ضرورة تعزيز الشراكة بين بلاده والسعودية

رئيس وزراء لبنان يؤكد ضرورة المضي قدماً في تعزيز الشراكة بين بلاده والسعودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)

القوى السياسية اللبنانية ترفض تأجيل الانتخابات البلدية

لا يبدو أن معظم القوى السياسية اللبنانية ستسير باقتراح القانون الذي تقدم به النائبان وضاح الصادق ومارك ضو، لتأجيل تقني للانتخابات البلدية لـ5 أشهر.

بولا أسطيح (بيروت)
الخليج نائب أمير منطقة مكة المكرمة مستقبلاً رئيس الوزراء اللبناني لدى وصوله إلى جدة (واس)

رئيس الوزراء اللبناني يصل جدة

وصل إلى جدة، فجر الأحد، رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي قائد الجيش العماد رودولف هيكل في ثكنة بنوا بركات في صور (قيادة الجيش)

قائد الجيش اللبناني يتفقد الحدود: إسرائيل عائق وحيد أمام انتشارنا

أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل على الالتزام بتنفيذ القرار 1701 عادّاً عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية تخدم إسرائيل

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الهلال الأحمر الفلسطيني» تعلن انتشال جثامين 3 مسعفين من طاقمها المحاصر في رفح

جانب من الدمار جرَّاء الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جرَّاء الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«الهلال الأحمر الفلسطيني» تعلن انتشال جثامين 3 مسعفين من طاقمها المحاصر في رفح

جانب من الدمار جرَّاء الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جرَّاء الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

أعلنت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني»، اليوم (الأحد)، انتشال 6 جثامين، من بينها 3 لمسعفين من طاقمها المحاصر من قبل القوات الإسرائيلية منذ 8 أيام، في حي تل السلطان برفح، جنوب غزة.

وقالت الجمعية، في بيان أوردته «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا)، إن «طواقمها برفقة طاقم من (أوتشا)، و(الصليب الأحمر)، والدفاع المدني، توجهوا إلى حي تل السلطان، للبحث عن الطواقم المفقودة؛ حيث جرى انتشال 6 جثامين حتى اللحظة».

وكان رئيس الجمعية يونس الخطيب، قد حمَّل السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة مسعفيها التسعة الذين تحاصرهم القوات الإسرائيلية منذ 8 أيام، في حي تل السلطان بمدينة رفح.

ونقل «المركز الفلسطيني للإعلام» عن الخطيب قوله -في مؤتمر صحافي عُقد أمام مقر الجمعية في مدينة البيرة- إن «مصير المسعفين لا يزال مجهولاً، عقب إطلاق قوات الاحتلال النيران بشكل مباشر عليهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم قبل انقطاع الاتصال معهم منذ نحو أسبوع، وذلك عند توجههم لتلبية نداء لتقديم خدمات الإسعاف الأولي لعدد من المصابين، جراء قصف لقوات الاحتلال في منطقة الحشاشين برفح في قطاع غزة».

وأضاف أن «عدم معرفة مصير زملائنا المسعفين هو بمثابة فاجعة كبيرة؛ ليس فقط لنا في (الهلال الأحمر الفلسطيني)، وإنما للعمل الإنساني والإنسانية، وبخاصة أنهم منذ اللحظة الأولى من محاصرتهم تماطل سلطات الاحتلال في السماح لطواقمها بالدخول إلى المنطقة لمعرفة مصير زملائهم».

وشدد على أن «استهداف الاحتلال لمسعفي (الهلال الأحمر) وشارتهم الدولية لا يمكن اعتباره إلا جريمة عن سبق الإصرار والترصد، يحاسِب عليها القانون الدولي الإنساني الذي يستمر الاحتلال في انتهاكه على مرأى ومسمع من العالم كله، دون اتخاذ خطوات جدية لمنع هذه الخروقات الصارخة للمواثيق الدولية». وطالب الخطيب «المجتمع الدولي، بممارسة الضغط على الاحتلال لمعرفة مصيرهم، والسماح الفوري لعمليات البحث بإنقاذ المسعفين التسعة».