طهران تطلع بغداد على رسالة ترمب... وقلق داخل «الإطار»

مصادر: إيران حذرت من تداعيات خطيرة في المنطقة

وزيرا خارجية العراق فؤاد حسين وإيران عباس عراقجي يتحدثان في مؤتمر صحافي ببغداد (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية العراق فؤاد حسين وإيران عباس عراقجي يتحدثان في مؤتمر صحافي ببغداد (أ.ف.ب)
TT
20

طهران تطلع بغداد على رسالة ترمب... وقلق داخل «الإطار»

وزيرا خارجية العراق فؤاد حسين وإيران عباس عراقجي يتحدثان في مؤتمر صحافي ببغداد (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية العراق فؤاد حسين وإيران عباس عراقجي يتحدثان في مؤتمر صحافي ببغداد (أ.ف.ب)

بعد يومين من إعلان بغداد أن اسمها بات يستخدم غطاءً لبيع نفط طهران، تلقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مكالمة من نظيره الإيراني عباس عراقجي ليطلعه على مضمون رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المرشد علي خامنئي.

ولم تكشف وزارة الخارجية العراقية ما اطلعت عليه من الرسالة، إلا أن مصادر سياسية أفادت بأن طهران «شاركت معلومات مقلقة بعدما لمست تغيراً في الخطاب العراقي تجاه واشنطن».

وكان وزير النفط العراقي حيان عبد الغني قد كشف في وقت سابق أن طهران تستخدم وثائق عراقية مزورة لتصدير نفطها، في محاولة لتبرئة شركة «سومو» العراقية التي اتهمتها واشنطن بتغطية تهريب النفط الإيراني.

رسالة ترمب

في وقت متأخر من يوم الاثنين، قالت «الخارجية» العراقية إن الوزير فؤاد حسين اطلع في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي على مضمون رسالة ترمب التي وجهها إلى القيادة الإيرانية في وقت سابق من الشهر الحالي. وأضافت الخارجية في بيان أن حسين «ثمن خطوة إطلاعه على مضمون رسالة ترمب، مؤكداً أمله في أن يسهم تبادل الرسائل في فتح قنوات للحوار بين الجانبين».

ويتزامن إطلاع بغداد على رسالة ترمب مع تطورات إقليمية متسارعة، إذ تواجه طهران ضغوطاً أميركية للتفاوض على برنامجها النووي، وتتعرض جماعة «الحوثي» في اليمن إلى هجمات تقول واشنطن إنها تهدف إلى تأمين الملاحة في البحر الأحمر.

وترجح مصادر سياسية من داخل «الإطار التنسيقي» أن طهران «بدأت تلمس تغيراً في الخطاب العراقي إذ يميل أكثر إلى كفة الأميركيين، ما دفعها إلى محاولة إشراكها في تهديدات ترمب لطهران على أن بغداد جزء منها».

وسعى العراق خلال الأسابيع الماضية إلى النأي عن الصراع الأميركي - الإيراني، وفي تصريح نادر أعلن وزير الخارجية العراقي أن بغداد ليست جزءاً من «محور المقاومة»، وترفض مبدأ «وحدة الساحات».

وفي هذه الفترة، تصاعد التواصل بين واشنطن وبغداد، وتلقى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني اتصالات من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، لبحث التطورات الإقليمية آخرها العمليات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين.

لكن سياسيين من أحزاب متنفذة في التحالف الحاكم أوضحوا أن اطلاع عراقجي لرسالة ترمب تضمن أيضاً «ضوءاً أخضر للتدخل كوسيط بين الطرفين، والإيحاء لبغداد بتمرير رسالة للأميركيين بأن ضرب منشآت إيرانية ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة».

وقالت الخارجية العراقية إن الوزير حسين اتفق مع عراقجي على «مواصلة التواصل لا سيما خلال المرحلة الحساسة المقبلة».

سفينة ضبطتها البحرية العراقية للاشتباه في تهريبها نفطاً يوم 18 مارس 2025 (رويترز)
سفينة ضبطتها البحرية العراقية للاشتباه في تهريبها نفطاً يوم 18 مارس 2025 (رويترز)

«مافيات» إقليمية

من جهته، أكدت الحكومة العراقية أن السلطات الأميركية «متأكدة من عدم مسؤولية بغداد عن بيع النفط بوثائق مزورة».

وقال المتحدث الحكومي باسم العوادي، في تصريح متلفز، إن السلطات المعنية تراقب حركة شحنات النفط العراقي، وتنسق مع الشركاء في منطقة الخليج العربي والقوات البحرية الأميركية لضبط شحنات النفط.

واتهم العوادي جماعات سماها «مافيات» إقليمية ودولية تستخدم وثائق مزورة باسم العراق لبيع النفط.

وقال العوادي: «بعد أن أبلغنا الأميركيون بأمر الوثائق المزورة تواصلنا مع الجهات المعنية عبر القنوات الدبلوماسية، وأكدوا لنا عدم مسؤوليتهم عن ذلك، مع احتمالية وجود جهات تعمل خارج سيطرتها في المياه الدولية».

وكانت القوات البحرية الأميركية احتجزت ناقلات إيرانية تحمل نفطاً بوثائق تشير إلى أنه عراقي، رغم أن النفط في الواقع إيراني المصدر.


مقالات ذات صلة

«البنتاغون» يرسل حاملة طائرات للمنطقة وسط تصاعد التوتر مع طهران

شؤون إقليمية مقاتلة «إف 18» على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسون» خلال رسوها قبالة دانانغ في 5 مارس 2018  (أ.ف.ب)

«البنتاغون» يرسل حاملة طائرات للمنطقة وسط تصاعد التوتر مع طهران

أمر وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، بإرسال تعزيزات إضافية إلى الشرق الأوسط، تشمل حاملةً وسرباً من الطائرات المقاتلة، مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط ترفع علم غينيا بالقرب من ميناء لا سالينا الفنزويلي (أرشيفية- رويترز)

صادرات فنزويلا النفطية تتراجع 11.5 % بسبب الرسوم والعقوبات الأميركية

انخفضت صادرات فنزويلا من النفط الخام والوقود بنسبة 11.5 % في مارس على أساس شهري، بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في يناير الماضي (أ.ب)

البيت الأبيض يدرس المفاوضات غير المباشرة مع إيران

بينما تكثف الولايات المتحدة من وجودها العسكري في المنطقة، يناقش البيت الأبيض بجدية عرض إيران بشأن المحادثات النووية غير المباشرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل  في بورصة بومباي يمر أمام شاشة تعرض الرئيس الأميركي قبل خططه للرسوم (رويترز)

الأسواق العالمية في حالة تأهب قصوى بانتظار رسوم «يوم التحرير»

يقترب المستثمرون العالميون من الحصول على بعض الوضوح بشأن خطط ترمب للرسوم الجمركية، يوم الأربعاء، ولكن مع قلة التفاصيل حول ما يمكن توقعه، لا تزال الأسواق متوترة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد ترمب يحمل أمراً تنفيذياً بشأن زيادة الرسوم الجمركية وإلى جانبه وزير التجارة هوارد لوتنيك (أرشيفية- رويترز)

ترمب يُصعِّد التوترات التجارية العالمية بفرض رسوم جمركية متبادلة جديدة

من المتوقع أن يفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية متبادلة شاملة جديدة على شركائه التجاريين العالميين، يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بينهم ضحايا لاستهداف عيادة.. عشرات القتلى جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء غزة

مبنى متضرر جراء غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بغزة (د.ب.أ)
مبنى متضرر جراء غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بغزة (د.ب.أ)
TT
20

بينهم ضحايا لاستهداف عيادة.. عشرات القتلى جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء غزة

مبنى متضرر جراء غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بغزة (د.ب.أ)
مبنى متضرر جراء غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بغزة (د.ب.أ)

أفادت مصادر طبية بمقتل عشرات المواطنين إثر غارات إسرائيلية على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الأربعاء)، وفق إعلام فلسطيني.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن «طائرات الاحتلال شنَّت غارات على عيادة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تؤوي نازحين بمخيم جباليا شمال القطاع».

وأشارت إلى «استشهاد مواطنين وجرح آخرين، بقصف الاحتلال منزلاً في مخيم البريج وسط القطاع، بينما قصفت المدفعية أراضي زراعية في بلدة الفخاري شرق خان يونس جنوباً»، لافتة إلى «استشهاد مواطنَين اثنَين، أحدهما إثر إطلاق طائرة مسيَّرة إسرائيلية النار عليه في منطقة مصبح، وآخر في خربة العدس شمال رفح جنوب القطاع».

ووفق الوكالة، «تمكَّنت الطواقم الطبية والدفاع المدني في محافظة خان يونس من انتشال جثامين 12 شهيداً، بينهم أطفال ونساء، من أسفل ركام منزل استهدفه الاحتلال، كما طال القصف منازل أخرى في محيط كراج رفح جنوب قطاع غزة».

كما أكدت «وفا» أن ما لا يقل عن 19 شخصاً قُتلوا، بينهم 9 أطفال جراء غارة جوية إسرائيلية على عيادة تابعة لوكالة «الأونروا» في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة.

وذكرت الوكالة الفلسطينية أن قصف العيادة التي تؤوي نازحين أسفر أيضاً عن إصابة العشرات، كما أحدث دماراً كبيراً في المبنى، وتسبب في اندلاع حريق به.

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان، إن قوات الجيش هاجمت مسلحين من حركة «حماس» في منطقة جباليا.

وأضاف أدرعي، في حسابه على منصة «تلغرام»، أن هؤلاء المسلحين «تستروا داخل مجمع قيادة وسيطرة أُقيم في مبنى كان قد استُخدِم سابقاً عيادة طبية».

وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت بأن 47 شخصاً لقوا حتفهم نتيجة الغارات التي شنَّتها إسرائيل على أنحاء متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم.

أكثر من 50 ألف قتيل

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 50423 قتيلاً منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 114638 مصاباً.

وذكرت الوزارة، في بيان، أن 24 قتيلاً و55 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضاف البيان أن 1066 فلسطينياً لقوا حتفهم وأُصيب 2597، منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية على القطاع في 18 مارس (آذار) الماضي بعد هدنة استمرَّت نحو شهرين.

وأشارت الوزارة إلى أن هناك عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.