«هدنة غزة»: هل ينجح الوسطاء في استئناف الاتفاق قبل عيد الفطر؟

تقارير إعلامية تتحدث عن موافقة «حماس» على مقترح مصري جديد

فلسطينيون يحملون جثمان قريب لهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثمان قريب لهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

«هدنة غزة»: هل ينجح الوسطاء في استئناف الاتفاق قبل عيد الفطر؟

فلسطينيون يحملون جثمان قريب لهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثمان قريب لهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

مساعٍ تتواصل من الوسطاء لاستئناف الهدنة في قطاع غزة، كان أحدثها تسريبات عن مقترح مصري لاقى تأييداً من قبل حركة «حماس» الفلسطينية، بهدف وقف الحرب مع قرب عيد الفطر المبارك، وسط تباينات إسرائيلية.

ذلك المقترح المصري الذي لم تكشف القاهرة عن تفاصليه بعد، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فرصة أخيرة لإيجاد تهدئة قبل أيام مهمة لدى المسلمين، مشيرين إلى أن هناك عقبات تواجه تنفيذ ذلك المقترح؛ هي رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيادة التصعيد العسكري للتغطية على أزماته وخلافاته الداخلية، غير أن الضغط الأميركي قد يكون الحل لإجباره، وإلا فالبديل هو توسع الحرب الإسرائيلية.

وبعد تشاور مع إدارة الرئيس الأميركي، استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس (آذار) الحالي، عقب هدنة استمرت 6 أسابيع، في حين لا تزال هناك 59 رهينة في غزة، يُعتقد أن نحو 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة، بعد أن سمحت المرحلة الأولى التي انتهت مطلع مارس الحالي من اتفاق الهدنة الذي انطلق قبل نحو شهرين، بإطلاق سراح 33 رهينة ونحو 1800 أسير فلسطيني.

فلسطينيون يحملون جثمان قريب لهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثمان قريب لهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وخلّف التصعيد العسكري الإسرائيلي بقطاع غزة حتى الاثنين، 730 قتيلاً و1367 مصاباً منذ انهيار الهدنة، بحسب بيان لوزارة الصحة بالقطاع، تزامناً مع تقديرات أممية تشير إلى «نزوح 124 ألف شخص مجدداً في غضون أيام، هرباً من القصف الإسرائيلي المستمر»، وفق ما ذكرته وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (أونروا).

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، الاثنين، أن القياديين بحركة «حماس»، صلاح البردويل وإسماعيل برهوم قُتلا في جنوب غزة بغارات جوية، مما رفع عدد القتلى إلى 11 شخصاً ضمن المكتب السياسي للحركة والمكون من 20 شخصاً، وفق تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ».

ولتفادي النيران، تجرى نقاشات بشأن مقترحات جديدة تقودها القاهرة، وكشف مسؤول مصري لوكالة «أسوشييتد برس» الاثنين، عن مقترح مصري ينص على أن تفرج «حماس» عن 5 رهائن أحياء، من بينهم أميركي - إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوقف القتال لمدة أسبوع، كما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

كما أوضحت مصادر أمنية لـ«رويترز» الاثنين، أن مصر طرحت أيضاً مقترحاً يتضمن جدولاً زمنياً لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أميركية، لافتة إلى أن «المقترح المصري ينص على أن تطلق (حماس) كل أسبوع سراح 5 رهائن، بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول».

رد فعل امرأة فلسطينية على مقربة من أحد أقاربها في غارات إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
رد فعل امرأة فلسطينية على مقربة من أحد أقاربها في غارات إسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

عضو مجلس الشؤون الخارجية بمصر والأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن المشهد المعقد بغزة إزاء تحركات مصرية سريعة لوقف العدوان تبدأ بمرحلة مؤقتة ثم تتوسع.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن المقترح المصري ضمن محاولات جادة من القاهرة لوقف حالة التصعيد العسكري غير المسبوق، خصوصاً في ظل ظروف إنسانية معقدة وشديدة الكارثية يعيشها أهالي القطاع.

وفي أول رد على المقترح المصري المتداول، أفاد مسؤول في «حماس» بأن الحركة «ردت بشكل إيجابي» على المقترح المصري، بينما لا يزال الموقف الإسرائيلي متبايناً بين تأكيد مصدر إسرائيلي عن وجود مقترح مصري جديد بشأن غزة «وثمة تقدم رغم عقبات ما زالت كبيرة»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، وحديث مسؤول إسرائيلي لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن أنه «لم نسمع بأي مقترح جديد».

ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإن إسرائيل لا تزال تنتظر قبول «حماس» مقترح مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وإذا لم توافق على شروطها «فستواصل زيادة الضغط، وتشرع في حملة برية حتى تنهار (حماس)».

وكان ويتكوف قدّم في 13 مارس الحالي، اقتراحاً «مُحدَّثاً» لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل، وقبلت «حماس» بإطلاق الرهينة الأميركي - الإسرائيلي، عيدان ألكسندر فقط، وعدَّ المبعوث الأميركي رد الحركة «غير مقبول»، وذلك قبيل يومين من استئناف إسرائيل الحرب.

وتحدث ويتكوف، مساء الجمعة، عن أن «هناك مفاوضات جارية» لوقف الغارات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن «نتنياهو يريد تحرير المحتجزين في غزة، لكنه يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال سياسة الضغط على (حماس)».

ويرى أنور أن حالة التباين الإسرائيلي والممانعة نوع من الحرب النفسية المتوقعة من جانب إسرائيل، لتحقيق أكبر مكاسب من المفاوضات تحت النار، لافتاً إلى أن نتنياهو يواجه مظاهرات ضده، وخلافات داخلية وحياة رهائن في خطر في ظل التصعيد العسكري، وبالتالي قد يقبل بالمقترح، ويسعى لترويجه على أنه صورة نصر على «حماس».

ويتوقع أن الحركة ستخرج من أزمة رفضها السابق لمقترح ويتكوف المشابه للعرض الحالي، بالسعي للحديث على أنه تم تعديله برعاية مصرية في إطار حقن الدماء الفلسطينية، معرباً عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مرحلي يعلن وينفذ مع عيد الفطر.

بينما يتوقع الرقب موافقة «حماس» على مقترح مصر في ظل الظروف الحالية الصعبة، مشيراً إلى أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل وموافقتها مرهونة بضغوط أميركية جادة، خصوصاً أن نتنياهو يريد الاستمرار في الحرب ليهرب من الأزمات الداخلية والمظاهرات ضده، متشككاً في إمكانية الوصول إلى اتفاق ينفذ مع عيد الفطر حال استمر التصعيد.


مقالات ذات صلة

نتنياهو متمسك بنزع سلاح «حماس»

المشرق العربي خيام تؤوي الفلسطينيين النازحين خلال عيد الفطر (أ.ف.ب)

نتنياهو متمسك بنزع سلاح «حماس»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من إعلان «حماس» قبولها مقترحاً مصرياً لوقف النار قبل عيد الفطر، أنه قرر زيادة الضغط العسكري المكثف على

كفاح زبون (رام الله)
شمال افريقيا سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجيلينا إيخهورست لدى مصر تُقدم أوراق اعتمادها للرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

مصر تجاهلت دعوة سفير إسرائيل لحفل استقبال الدبلوماسيين الجدد

أكدت مصادر مصرية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن «سفير إسرائيل ليس موجوداً في مصر، ولم يحصل على الموافقة الرسمية من القاهرة على قبول ترشيحه حتى الآن».

هشام المياني (القاهرة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)

ماكرون يطالب نتنياهو بوقف الهجمات على غزة والعودة إلى وقف النار

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي، اليوم الأحد، إلى «وضع حد للضربات على غزة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم العربي فلسطينيون فارون من القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة العيد» في غزة... فُرص التهدئة تتزايد

ساعات حاسمة يترقبها قطاع غزة لتأمين هدنة بالتزامن مع دخول عيد الفطر عبر مخرجات مفاوضات تستضيفها الدوحة، مقابل تحديات عديدة أبرزها احتمال استمرار التصعيد العسكري

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة من الجو التقطتها مُسيّرة تُظهر حجم الدمار في بيت حانون بشمال قطاع غزة (رويترز)

اتصالات عربية تبحث جهود استئناف وقف إطلاق النار في غزة

أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مشاورات مع نظرائه في البحرين والكويت والإمارات بشأن مستجدات الأوضاع في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الإدارة الذاتية» ترفض تنفيذ قرارات الحكومة السورية الجديدة

صورة تذكارية للحكومة السورية الجديدة يتوسطهم الرئيس الشرع بعد الإعلان عنها مساء السبت في قصر الشعب بدمشق (سانا)
صورة تذكارية للحكومة السورية الجديدة يتوسطهم الرئيس الشرع بعد الإعلان عنها مساء السبت في قصر الشعب بدمشق (سانا)
TT
20

«الإدارة الذاتية» ترفض تنفيذ قرارات الحكومة السورية الجديدة

صورة تذكارية للحكومة السورية الجديدة يتوسطهم الرئيس الشرع بعد الإعلان عنها مساء السبت في قصر الشعب بدمشق (سانا)
صورة تذكارية للحكومة السورية الجديدة يتوسطهم الرئيس الشرع بعد الإعلان عنها مساء السبت في قصر الشعب بدمشق (سانا)

انتقدت إدارة يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا، أمس (الأحد)، الحكومة الانتقالية الجديدة، مشيرة إلى أن تشكيلها لم يراع التنوع في البلاد. وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، أعلن، السبت، عن الحكومة الجديدة، متعهداً إعادة بناء «دولة قوية ومستقرة» في سوريا التي دمرتها الحرب.

واحتفظ مسؤولان من الحكومة المؤقتة السابقة، مرهف أبو قصرة وأسعد الشيباني، بمنصبيهما وزيرين للدفاع والخارجية، على التوالي، في التشكيلة الوزارية الجديدة المكونة من 23 وزيراً.

وقالت «الإدارة الذاتية» لشمال شرقي سوريا، إن الحكومة الجديدة أخفقت في «توفير تمثيل عادل وحقيقي» لجميع السوريين، وأكدت عدم امتثالها لقراراتها.

وأشاعت ولادة حكومة جديدة في الشارع السوري ارتياحاً شعبياً بين من ينتظرون استقرار الأوضاع وتحسن الخدمات والمرافق الأساسية في البلاد، إضافة إلى ترحيب عربي ودولي بالحكومة الجديدة وعرض الاستعداد لدعم السوريين في إعادة بناء بلدهم.