الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصرَين من «حزب الله» في جنوب لبنان

آلية تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أثناء قيامها بدورية في بلدة كفركلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أثناء قيامها بدورية في بلدة كفركلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصرَين من «حزب الله» في جنوب لبنان

آلية تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أثناء قيامها بدورية في بلدة كفركلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أثناء قيامها بدورية في بلدة كفركلا جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه استهدف عنصرين من «حزب الله» في جنوب لبنان، في أحدث هجوم من نوعه رغم وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال الجيش في بيان إنه هاجم «إرهابِيَّيْنِ من (حزب الله) عملا عنصريْ مراقبة، ووجّها عمليات إرهابية، في منطقة يحمر بجنوب لبنان».

من جهتها، أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان، أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية كان على متنها شخصان، ما أدى إلى اندلاع النيران في حافلة صودف مرورها في المكان، إضافة إلى متجر مجاور. وأشارت الوكالة إلى أن الضربة أسفرت عن «سقوط شهيد وإصابة 3 أشخاص آخرين بجروح»، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وكثفت إسرائيل ضرباتها على جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.

وقُتل 4 أشخاص، الأحد، في غارات إسرائيلية على بلدات ميس الجبل وياطر وعيناثا، بحسب مصادر لبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى، أمس، على عنصرين من «(حزب الله) كانا يهمّان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل».

وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش استهدف عيناثا بعدما أصابت «رصاصة طائشة من جنازة أحد عناصر (حزب الله)» الزجاج الأمامي لمركبة في بلدة أفيفيم شمال إسرائيل.

وأضاف كاتس: «لن نسمح بإطلاق النار من الأراضي اللبنانية باتجاه البلدات الشمالية، وسنرد بقوة على أي خرق لوقف إطلاق النار».

ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في 27 نوفمبر بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت أكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.

وتقول الدولة العبرية إنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.

ورغم انتهاء مهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير (شباط)، فإنها أبقت على وجودها في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود؛ ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد «من عدم وجود تهديد فوري».

وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الأسبوع الماضي، عن العمل دبلوماسياً مع لبنان وإسرائيل من خلال 3 مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، بينها الانسحاب من النقاط الخمس.

ولا يزال أكثر من 92 ألفاً و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظلّ الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

وقدّر البنك الدولي، الأسبوع الماضي، تكلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار. وقال إن «التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي».


مقالات ذات صلة

التصعيد الإسرائيلي يربك خطط مغتربين لبنانيين لزيارة عائلاتهم بعيد الفطر

المشرق العربي أطفال يلتقطون صوراً تذكارية الى جانب "المسحراتي" في مدينة صيدا بجنوب لبنان (أ ب)

التصعيد الإسرائيلي يربك خطط مغتربين لبنانيين لزيارة عائلاتهم بعيد الفطر

أربك التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، يوم الجمعة الماضي، خطط المغتربين اللبنانيين الذين كانوا يستعدون لزيارة لبنان خلال عطلة عيدَي الفطر والفصح.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (يمين) يستقبل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مكة المكرمة قبل أداء صلاة عيد الفطر المبارك (واس / أ.ف.ب)

رئيس وزراء لبنان يؤكد ضرورة تعزيز الشراكة بين بلاده والسعودية

رئيس وزراء لبنان يؤكد ضرورة المضي قدماً في تعزيز الشراكة بين بلاده والسعودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)

القوى السياسية اللبنانية ترفض تأجيل الانتخابات البلدية

لا يبدو أن معظم القوى السياسية اللبنانية ستسير باقتراح القانون الذي تقدم به النائبان وضاح الصادق ومارك ضو، لتأجيل تقني للانتخابات البلدية لـ5 أشهر.

بولا أسطيح (بيروت)
الخليج نائب أمير منطقة مكة المكرمة مستقبلاً رئيس الوزراء اللبناني لدى وصوله إلى جدة (واس)

رئيس الوزراء اللبناني يصل جدة

وصل إلى جدة، فجر الأحد، رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي قائد الجيش العماد رودولف هيكل في ثكنة بنوا بركات في صور (قيادة الجيش)

قائد الجيش اللبناني يتفقد الحدود: إسرائيل عائق وحيد أمام انتشارنا

أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل على الالتزام بتنفيذ القرار 1701 عادّاً عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية تخدم إسرائيل

«الشرق الأوسط» (بيروت)

​«حماس» تمتص غضب الشارع الغزاوي... وتواجه صعوبات «إدارية»

0 seconds of 1 minute, 41 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:41
01:41
 
TT
20

​«حماس» تمتص غضب الشارع الغزاوي... وتواجه صعوبات «إدارية»

من المظاهرات الغاضبة على استمرار «حماس» بإطلاق الصواريخ في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)
من المظاهرات الغاضبة على استمرار «حماس» بإطلاق الصواريخ في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)

واجهت «حماس» في الأيام القليلة الماضية موجة غضب من سكان قطاع غزة، لجهة استمرار إطلاقها الصواريخ ما ينتج عن ذلك ردود فعل إسرائيلية، أهمها إجبار السكان على النزوح، وكذلك لجهة مطالبتها بالتنازل عن الحكم أملاً في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار ينهي معاناتهم في ظل قصف إسرائيلي لا يتوقف على مدار الساعة.

وعلى غير ما اعتاد السكان، بدا أن هذه المسيرات لم تشهد ردود فعل كبيرة من «حركة حماس» أو محاولات قمع مباشر من قبل عناصرها كما جرى في مسيرات في فترات سابقة كان يشهدها القطاع، ما عدّه البعض مؤشراً إلى تراجع قوة الحركة بفعل الضربات الإسرائيلية المستمرة. لكن فعلياً تعرضت أول مسيرة خرجت في السادس والعشرين من مارس (آذار) 2025 في بلدة بيت لاهيا لمحاولة قمع، بعدما تعرضت لرشق بالحجارة من قبل عناصر محسوبين على «حماس»، فقام بعض المواطنين والشخصيات المحلية بتفريق المسيرة بسلام لمنع تصاعد الموقف، ثم في الأيام التي تلت تلك المسيرات، لم تتعرض أي منها لأي هجوم من قبل الحركة.

ويقول أحد الشبان الذين أشرفوا على تنظيم مسيرة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في السابع والعشرين من مارس، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم كانوا يتوقعون أن يتم قمعهم، لكنهم فوجئوا بغياب أي تحرك من عناصر «حماس».

خوف من الانتقام لاحقاً

رجح الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه خشية على حياته، أن يكون السبب في ذلك هو القصف الإسرائيلي الذي يطال أي عنصر من «حركة حماس» في حال ظهر للعلن، مرجحاً أن تعود الحركة لملاحقتهم في الفترات المقبلة، خصوصاً في حال استعادت قوتها من جديد كما جرى في وقف إطلاق النار السابق.

وما يثير مخاوف من نظموا وشاركوا في تلك المسيرات التي كانت بشكل أساسي بتنظيم من قبل شبان غاضبين، ما جرى مع الشاب عدي الربعي من سكان حي تل الهوى، الذي قيل إنه قتل على يد عناصر من «حماس» بعدما أشرف على المسيرات المناهضة للحركة.

عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حركة حماس» (رويترز - أرشيفية)
عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حركة حماس» (رويترز - أرشيفية)

ولا يوجد رد فعل رسمي من «حماس» ينفي أو يؤكد ذلك، كما أنه لم تؤكد أي من المصادر المستقلة أو من الحركة علاقتها بالحدث الذي لا تزال تفاصيله بشكل أكبر مجهولة، في حين تؤكد عائلته أنه اختطف من قبل مجموعة مسلحة تتبع «كتائب القسام»، ثم عذبته وألقت به قبل أن يلتقط أنفاسه ويقتل.

وفي ظل حقيقة ظهور أي مجموعة مسلحة بالنسبة لإسرائيل يمثل هدفاً لها، كما أنه في ظل أنه لم تشهد منطقة تل الهوى أي مسيرات، كل ذلك يثير تساؤلات حول حقيقة ما جرى، وهذا ما قد يفسر إمكانية عدم تأكيد الجهة المسؤولة عن الحدث في ظل الفوضى القائمة داخل قطاع غزة، وظهور أخبار عن عمليات خطف تعرض لها شبان آخرون من قِبل عشائر وعوائل ومجموعات مسلحة غير منظمة لأسباب جنائية أو ثأر عائلي، وغير ذلك في الآونة الأخيرة.

وتلقت «حماس» منذ استئناف إسرائيل لحربها في قطاع غزة، فجر الثامن عشر من مارس، ضربات شديدة بعد اغتيال قيادات سياسية وعسكرية، ومسؤولين حكوميين، الأمر الذي فرض على الحركة ظروفاً صعبة أفقدتها القدرة على إدارة شؤونها الحكومية والعسكرية على الأقل في الفترة الحالية مع تكثيف إسرائيل لضرباتها وعمليات الاغتيال التي تطال كل هدف ممكن بالنسبة لها.

فوضى ما بعد الاغتيالات

رصدت «الشرق الأوسط»، حالة من الفوضى في إدارة الأمور الحكومية داخل القطاع بعد الاغتيالات، إلى جانب إغلاق مسؤولين حكوميين لجوالاتهم واختفائهم كلياً، ما عطل كثيراً من إدارة الملفات، مثل عمل الشرطة التابعة لـ«حكومة حماس» والأجهزة الأمنية الأخرى، إلى جانب وزارة التربية والتعليم التي سادت فيها فوضى بشأن استمرار الدوام المدرسي من عدمه، وكذلك عدم صرف راتب أو سلفة مالية للموظفين الحكوميين، أو حتى للعاملين في المجال السياسي والعسكري لـ«حركة حماس»، وهو أمر كانت حافظت عليه خلال 15 شهراً من الحرب وخلال فترة وقف إطلاق النار.

مسلحون من «حركة حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
مسلحون من «حركة حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

وبينما يرى البعض أن هذا الواقع الذي تعيشه «حماس» في ظل الضغط العسكري الإسرائيلي المكثف واغتيال كل شخصية ممكنة وجعلها هدفاً لإسرائيل، أنه يمثل بداية ضعف وهشاشة بالنسبة للحركة بكل مكوناتها ومختلف مستوياتها، إلا أن هناك من داخلها من ينفي هذه الفرضية.

وتقر مصادر قيادية من «حماس»، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، بأنها تواجه صعوبات في إدارة بعض الملفات حالياً، خصوصاً أن الكل بات مستهدفاً، وجميع من بقي داخل القطاع من قيادات سياسية وعسكرية ومسؤولين حكوميين، قد اضطروا للتخفي والابتعاد عن عيون الملاحقة الأمنية الإسرائيلية لهم، لحين إمكانية التوصل لوقف إطلاق نار.

وتقول المصادر، إن الحركة لا تزال قوية ومتماسكة، لكن الظروف الحالية تفرض عليها تراجعاً، خصوصاً أن القصف الإسرائيلي يطال مراكز حكومية ومنازل وشخصيات وغيرها، مؤكدة أن وقف إطلاق النار سيعيد من جديد فرض القوة لحركتها والاستمرار في إدارة القطاع لحين أن يتم التوصل لاتفاق سياسي واضح يتعلق بمصير حكم قطاع غزة من قبل جهة يتم التوافق عليها، وهو الأمر المرتبط بشكل أساسي بلجنة الإسناد المجتمعي التي وافقت «حماس» على تشكيلتها وأن تبدأ مهامها.

في المقابل، تؤكد إسرائيل باستمرار أنها لن تسمح لـ«حركة حماس» بأن تكون جزءاً من أي جهة سلطوية تحكم قطاع غزة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار الدائم يرتبط بنزع سلاح الحركة، وبما يسمح بخروج قياداتها من القطاع، وهو أمر ترفضه الحركة، وتصر على تنفيذ الاتفاق الذي يشمل تسلم لجنة الإسناد المجتمعي لحكم القطاع.