غارات إسرائيلية على غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع

فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)
فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)
TT
20

غارات إسرائيلية على غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع

فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)
فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)

أعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة التابعة في غزة، اليوم السبت، مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع.

بعد الضربة، وهي الأكثر حصداً للأرواح منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، عدّت «حماس» الضربة الإسرائيلية تشكل «انتهاكاً فاضحاً» لاتفاق وقف النار، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من مارس (آذار) من دون توافق بشأن المراحل التالية، إلا أن الحرب المفتوحة لم تستأنف.

وقال مسؤول رفيع في «حماس»، الثلاثاء، إن محادثات جديدة انطلقت في الدوحة حيث أرسلت إسرائيل أيضاً وفداً مفاوضاً.

السبت، أعلن الدفاع المدني في غزة «نقل 9 شهداء إثر قصف إسرائيلي لمركبة في بيت لاهيا»، مشيراً إلى وجود إعلاميين بين القتلى وكذلك وجود عاملين في مؤسسة «الخير» الخيرية.

وأضاف الدفاع المدني أن «مسيّرة إسرائيلية استهدفت بصاروخ مركبة تقل عدداً من العاملين في مؤسسة خيرية بوجود عدد من الصحافيين، ثم قصفت المسيّرة مجموعة من المواطنين تجمعوا في محيط السيارة».

فلسطينيون يتناولون وجبة الإفطار في بيت لاهيا (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتناولون وجبة الإفطار في بيت لاهيا (أ.ف.ب)

وأكدت وزارة الصحة في غزة، في بيان، وصول القتلى التسعة وعدد من المصابين حالات بعضهم خطيرة إلى المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة «نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع».

وقال مدير عام الإعلام الحكومي التابع لحركة «حماس» إسماعيل الثوابتة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الشهداء المصورين الصحافيين كانوا يستخدمون طائرة مسيّرة لتصوير مائدة طعام رمضانية في بيت لاهيا عندما استهدفهم الاحتلال بشكل مباشر في غارتين جويتين رغم أن عملهم واضح».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه في وقت سابق من السبت: «تم تحديد هوية إرهابيين كانا يشغلان طائرة مسيّرة شكلت تهديداً لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة بيت لاهيا».

وتابع: «هاجم جيش الدفاع الإرهابيين، وبعد ذلك، قام عدد من الإرهابيين الإضافيين بجمع معدات تشغيل الطائرة من دون طيار في منطقة الهجوم ودخلوا السيارة. هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي الإرهابيين».

وتشن إسرائيل بوتيرة شبه يومية ضربات في غزة منذ مطلع مارس (آذار)، مستهدفة غالباً نشطاء تقول إنهم يزرعون متفجرات.

وجاء في بيان للناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم إن «الاحتلال ارتكب مجزرة بشعة عبر استهدافه لمجموعة من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني، في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار».

«استهداف ممنهج»

وعدّت الحركة، في بيان منفصل، أن الهجوم يشكل «تصعيداً خطيراً»، مضيفة أنه «يؤكد نية (إسرائيل) الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، وهدر أي فرصة لاستكمال تنفيذه وتبادل الأسرى».

فلسطيني يبكي بجوار جثمان أحد القتلى التسعة الذين قتلوا في غارة إسرائيلية على بيت لاهيا (أ.ف.ب)
فلسطيني يبكي بجوار جثمان أحد القتلى التسعة الذين قتلوا في غارة إسرائيلية على بيت لاهيا (أ.ف.ب)

بعد نحو 15 شهراً على اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم «حماس» غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.

وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الذين خطفوا بمعظمهم في يوم الهجوم، إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

وسمحت إسرائيل أيضا بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلّق دخولها في الثاني من مارس (آذار).

وأكدت «حماس»، السبت، أن «الكرة في ملعب إسرائيل» حالياً، بعد عرضها إطلاق سراح جندي إسرائيلي - أميركي محتجز لديها إضافة إلى جثامين أربعة من مزدوجي الجنسية، في إطار المفاوضات حول استمرار الهدنة في قطاع غزة.

وقال الدفاع المدني في غزة إن بين القتلى التسعة ثلاثة مصورين صحافيين على الأقل، أحدهم متخصص في التصوير بواسطة المسيّرات، وسائق.

وأشار إلى أن اثنين من المصورين الصحافيين كانا يعملان في قناة «العين» التلفزيونية ومقرها بعمان.

وأضاف أن اثنين من القتلى كانا يعملان في مؤسسة «خير» الخيرية، أحدهما متحدث باسمها.

وأدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين بأشد العبارات «الجريمة البشعة» التي «تأتي في سياق الاستهداف الممنهج للصحافيين الفلسطينيين، الذين يدفعون حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال للعالم».

وتابعت النقابة أن «استمرار هذه الاعتداءات الوحشية بحق الصحافيين يشكل جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف التي تكفل الحماية للصحافيين في أثناء النزاعات».

فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)
فلسطينيون يتجمعون لتناول وجبة الإفطار في بيت لاهيا ويظهر خلفهم منازل ومسجد مدمر (إ.ب.أ)

وفق لجنة حماية الصحافيين قُتل 85 صحافياً في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» «جميعهم بيد الجيش الإسرائيلي»، مشيرة إلى أنّ 82 منهم كانوا فلسطينيين.

في نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إن أكثر من 140 صحافياً قتلوا في غزة بيد الجيش الإسرائيلي منذ هجوم «حماس» غير المسبوق الذي أشعل فتيل الحرب.

وأسفر هجوم «حماس» في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، وفق حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 48 ألف شخص، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدها الأمم المتحدة موثوقة.

وخطف خلال هجوم «حماس» 251 شخصاً، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.


مقالات ذات صلة

«اجتياح جوي» إسرائيلي لقطاع غزة يوقع مئات القتلى والجرحى

المشرق العربي حرائق ناتجة عن الغارات الإسرئيلية على وسط قطاع غزة (متداولة)

«اجتياح جوي» إسرائيلي لقطاع غزة يوقع مئات القتلى والجرحى

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يشن غارات مكثفة على أهداف تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، بينما أفاد مسعفون بوقوع ما لا يقل عن 205 قتلى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينية تبكي أحد ضحايا قصف إسرائيلي استهدف بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم 15 مارس 2025 (أ.ف.ب) play-circle

مقتل 5 فلسطينيين في هجومين بمسيّرات إسرائيلية وسط غزة

شنت إسرائيل هجومين بطائرات مسيّرة أسفرا عن مقتل 5 فلسطينيين بقطاع غزة، وذلك في وقت لا تظهر فيه أي بوادر على إحراز تقدم بمحادثات وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يصطفون لتعبئة المياه في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ب)

وفد إسرائيل يغادر القاهرة دون تحقيق تقدم في مفاوضات غزة

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي المفاوض عاد من القاهرة دون تحقيق أي تقدم في ملف التفاوض مع حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فتيات فلسطينيات يتزاحمن للحصول على الطعام في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)

«الأونروا» تدعو إلى «رفع الحصار» عن غزة مع تناقص المساعدات الإنسانية

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الأحد، إن الإمدادات الإنسانية الأساسية المتاحة بقطاع غزة تتناقص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (أ.ف.ب)

بريطانيا: على إسرائيل إنهاء منع وصول المساعدات والكهرباء لغزة

كشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم السبت، أنه بحث مع وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الوضع «المروع» في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ترمب يحمّل إيران مسؤولية هجمات الحوثيين

آثار قصف أميركي في محافظة صعدة اليمنية حيث معقل الحوثيين (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي في محافظة صعدة اليمنية حيث معقل الحوثيين (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يحمّل إيران مسؤولية هجمات الحوثيين

آثار قصف أميركي في محافظة صعدة اليمنية حيث معقل الحوثيين (أ.ف.ب)
آثار قصف أميركي في محافظة صعدة اليمنية حيث معقل الحوثيين (أ.ف.ب)

وجَّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس، أقوى تحذير لطهران ودعمها لجماعة الحوثي، قائلاً إن إيران ستتحمل المسؤولية عن أي هجمات أخرى من جانب الحوثيين في اليمن، وستواجه عواقب وخيمة.

وأضاف ترمب عبر منصة «تروث سوشيال»: «من الآن فصاعداً، سيُنظر إلى كل طلقة يطلقها الحوثيون على أنها خرجت من أسلحة وقيادة إيران، وستتحمل إيران المسؤولية وستواجه عواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة». من جانبه، قال البيت الأبيض إن «رسالتنا لإيران هي أن عليكم أن تأخذوا تحذيرات ترمب بجدية».

تحذير ترمب لإيران جاء بعدما اختارت الجماعة الحوثية التصعيد على الرغم من الوعيد والضربات الأميركية المستمرة التي أمر بها ترمب أول من أمس وتواصلت أمس، مستهدفةً مواقع في محافظتي الحديدة والجوف.

وزعمت الجماعة الحوثية أنها هاجمت حاملة الطائرات «هاري ترومان» مرتين خلال 24 ساعة، كما دعا زعيمها عبد الملك الحوثي أتباعه إلى الاحتشاد في صنعاء وبقية مناطق سيطرته في مسعى لاستعراض القوة. وقال الحوثي في خطبة متلفزة إن جماعته «ستواجه التصعيد بالتصعيد»، وسترد على الضربات باستهداف حاملات الطائرات الأميركية والبوارج الحربية، وحظر السفن التجارية من الملاحة في البحر الأحمر إلى جانب السفن الإسرائيلية. كما هدد بأن جماعته «ستنتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية» إذا استمرت العمليات الأميركية، دون أن يشير إلى ماهية هذه الخيارات.