قيادية كردية: حان وقت ضمان حقوق مكونات الشعب السوري

إلهام أحمد رحبت بزيارة الشرع لعفرين ذات الغالبية الكردية

اجتماع ثلاثي ضم قيادة «قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطية» و«الإدارة الذاتية» (الشرق الأوسط)
اجتماع ثلاثي ضم قيادة «قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطية» و«الإدارة الذاتية» (الشرق الأوسط)
TT
20

قيادية كردية: حان وقت ضمان حقوق مكونات الشعب السوري

اجتماع ثلاثي ضم قيادة «قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطية» و«الإدارة الذاتية» (الشرق الأوسط)
اجتماع ثلاثي ضم قيادة «قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطية» و«الإدارة الذاتية» (الشرق الأوسط)

قالت رئيسة الشؤون الخارجية بـ«الإدارة الذاتية»، القيادية الكردية إلهام أحمد، إن الأكراد جزء لا يتجزأ من النسيج السوري وقدموا الكثير من التضحيات، على حد وصفها، وذكرت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن مسألة إشراك جميع السوريين في الحوار الوطني «مسألة ضرورية لا بد منها»، لبناء قاعدة شاملة للإصلاح «وتهيئة أرضية للحلول السياسية المستدامة بعيداً عن الصراعات العسكرية والتقسيمات الجغرافية».

تصريحات إلهام أحمد جاءت بعد إعلان قيادة «قوات سوريا الديمقراطية»، مساء (الاثنين) الماضي، دمج المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لها مع المؤسسات الأمنية لـ«الإدارة الذاتية»، تمهيداً للدخول في هيكلية الجيش السوري، وذلك في تطور لافت لتقريب وجهات النظر بين «شمال شرقي» سوريا ودمشق.

وأفضى اجتماع ثلاثي ضم قيادة «قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطية» جناحها السياسي و«الإدارة الذاتية» إلى وضع خريطة طريق للدخول في مفاوضات جدية مع الإدارة السورية، ورؤيتهم حول مستقبل البلاد والموقف من القضايا الوطنية ومسألة حل الفصائل وتوحيد الجيش وتفعيل مؤسسات الدولة.

وأوضحت إلهام أحمد، التي ستقود الوفد المحاور مع دمشق، أن تحقيق السلام والاستقرار بين الإدارة السورية والإدارة الذاتية «لن يتم إلا من خلال التزام جميع الأطراف بالحلول السياسية، وضمان عودة كل مهجر إلى منزله وممتلكاته، واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان».

وتعهدت القيادية الكردية بالعمل مع كل الشركاء المحليين والقوى الديمقراطية وحلفائهم الدوليين لتحقيق هذا الهدف، «بما يخدم مصلحة الشعب السوري بجميع أطيافه في بناء مستقبل آمن وعادل، حيث لن يكون هناك طفل بلا منزل، أو أسرة بلا وطن».

وأفضى الاجتماع الثلاثي إلى دمج المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لـ«قسد» والمؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية، ضمن هيكلية الجيش السوري، وإعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة السورية في شمال شرقي البلاد، وانسحاب المقاتلين الأجانب من غير السوريين من صفوف «قسد»، والخروج من مناطق سيطرتها؛ كخطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار.

وشددت إلهام على أن الأكراد قدموا خلال السنوات الماضية الكثير من التضحيات في سبيل حماية الشعب السوري ووحدتهم، «مع استعدادنا لتقديم المزيد، لقد حان الوقت لضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري، لا سيما الشعب الكردي»، ودعت إلى أهمية أن تكون الحوارات بين السوريين شفافة تشمل قيم الحرية والكرامة والمواطنة والعدالة، «علينا كتابة دستور يعبر عن تطلعات كل الشعب السوري دون تمييز أو إقصاء».

وبحسب رئيسة الشؤون الخارجية بـ«الإدارة الذاتية» تشكل مخرجات الاجتماع الثلاثي رؤية داخلية لهذه الجهات، وأساساً لبدء مفاوضات حقيقية مع الحكومة السورية، والعمل على تطبيقها وفق آليات يتفق عليها الجانبان.

وأردفت إلهام أحمد: «إن قوات (قسد) ومجلس (مسد) و(الإدارة الذاتية) سعت لتعزيز ثقافة الحوار، وعلى مدار أعوام نظمت العديد من المؤتمرات الداخلية والخارجية والجلسات التشاورية، بين السوريين، بهدف إيجاد حلول سياسية تضمن حقوق الجميع وتكفل مشاركة كل المكونات».

وتبسط قوات «قسد» سيطرتها على حوالي 25 في المائة من مساحة البلاد مدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة وتتلقى الأسلحة منها، وتدير سلطة مدنية في الشؤون اليومية في أربع محافظات هي كامل الحسكة ومركز الرقة وقسم من ريفها وريفا دير الزور الشمالي والشرقي، ومدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي وحيا الشيخ مقصود والأشرفية داخل حلب، وأجزاء من مدن الخفسة ودير حافر بذات المنطقة.

الرئيس الشرع يلتقي وجهاء وأعيان منطقة عفرين وريفها السبت (سانا)
الرئيس الشرع يلتقي وجهاء وأعيان منطقة عفرين وريفها السبت (سانا)

ورحبت أحمد بزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لمدينة عفرين ذات الغالبية الكردية والواقعة بالريف الشمالي لمدينة حلب في 16 من الشهر الحالي، واعتبرتها خطوة إيجابية نحو تعزيز ثقة النازحين والمهجرين للعودة الآمنة الطوعية.

وتابعت قائلة: «أهلنا بعفرين الذين هجروا من منطقتهم بشكل قسري، يستحقون عودة كريمة آمنة، علاوة على الدلالات التي حملتها الزيارة لفتح مسارات عملية ووضع خطة لإعادة كل اللاجئين والنازحين».

وشددت على ضرورة تحقيق المصالحة المجتمعية وإعادة الاستقرار التي تحتاج إليها هذه المنطقة، «لأن سكان عفرين وغيرها من المدن السورية التي ما زالت محتلة خلال سنوات الحرب، تعرضوا لأقسى أشكال التهجير القسري والعنف الممنهج»، على حد قولها.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس

المشرق العربي أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى إنه يشعر بالقلق البالغ إزاء تصاعد العنف بريف العاصمة السورية دمشق، وأدان سقوط ضحايا مدنيين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مسيّرة تركية تستهدف محيط سد تشرين شرق سوريا (متداولة)

الإدارة الكردية تناشد دمشق التدخل لوقف الاعتداءات التركية على سد تشرين

كشف مسؤول بارز في هيئة الطاقة عن أن قلة المياه الواردة من الجانب التركي والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمحطة، تسببت بعجز ربط السد بالشبكة العامة.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب) play-circle

تركيا تؤكد معارضتها لنظام حكم لامركزي في سوريا

كشفت مصادر تركية عن أن أنقرة ترفض أي خطط من شأنها تقويض الحكومة المركزية في سوريا أو تهديد سيادتها وسلامة أراضيها.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي طفل يتفقد سيارة مدمَّرة جراء المواجهات في أشرفية صحنايا قرب دمشق اليوم (أ.ف.ب)

فرنسا تدعو «الأطراف المحلية والإقليمية» إلى وقف الاشتباكات ذات الطابع الطائفي في سوريا

ندّدت فرنسا اليوم (الخميس)، بـ«العنف الطائفي القاتل بحق الدروز في سوريا»، داعيةً كل الأطراف السورية والإقليمية ومن بينها إسرائيل، إلى وقف المواجهات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق حسام ورور (متداولة) play-circle

الأمن العام السوري يفتح تحقيقاً في مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه رمياً بالرصاص

سلطات الأمن العام فتحت تحقيقاً بعد مقتل رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق، وابنه، رمياً بالرصاص على يد مجهولين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس

أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى ضبط النفس

أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)
أفراد من قوات الأمن السورية يقفون للحراسة عند نقطة تفتيش بأشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، اليوم الخميس، إنه يشعر بالقلق البالغ إزاء تصاعد العنف في ريف العاصمة السورية دمشق، وأدان سقوط ضحايا مدنيين.

وأضاف، في بيان، أن امتداد أعمال العنف باتجاە محافظة السويداء يهدد أمن وسـلامة المدنيين، ويزيد هشاشة الوضع الإنساني القائم، ويعرّض المكاسب التي تحققت بصعوبةٍ للخطر.

وشدد المسؤول الأممي على أنه لا يجب، تحت أي ظرف، استهداف العاملين في المجالين الإنساني والطبي بوصفه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

ودعا عبد المولى جميع الأطراف إلى ضبط النفس، واتخاذ تدابير لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

ولقي العشرات حتفهم في جرمانا وصحنايا بريف دمشق، يومي الثلاثاء والأربعاء، على أثر مواجهات بين مسلّحين ودروز.