الشرع يزور أنقرة... والإدارة الكردية تستنجد بإسرائيل

جهود تركية لتشكيل محور إقليمي مع كل من سوريا والعراق والأردن

الشرع مستقبلاً رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين في دمشق الأسبوع قبل الماضي (أ.ف.ب)
الشرع مستقبلاً رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين في دمشق الأسبوع قبل الماضي (أ.ف.ب)
TT

الشرع يزور أنقرة... والإدارة الكردية تستنجد بإسرائيل

الشرع مستقبلاً رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين في دمشق الأسبوع قبل الماضي (أ.ف.ب)
الشرع مستقبلاً رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين في دمشق الأسبوع قبل الماضي (أ.ف.ب)

يزور الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع تركيا، الثلاثاء، في ثاني محطاته الخارجية بعد زيارته للسعودية بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وتأتي زيارة الشرع لتركيا وسط جهود تركية لتشكيل محور إقليمي مع كل من سوريا والعراق والأردن، يستهدف بالأساس إنهاء الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من خلال تنسيق جهود مشتركة ضد حزب العمال الكردستاني و«قسد» وتنظيم «داعش» الإرهابي، يقابلها مطالبة صريحة من الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا لإسرائيل بالتدخل في ظل التصعيد في شرق حلب من جانب تركيا والفصائل السورية الموالية لها.

وذكرت رئاسة دائرة الاتصال في «الرئاسة التركية»، في بيان الاثنين، أن «الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور أنقرة، الثلاثاء، بدعوة من الرئيس رجب طيب إردوغان».

وذكر البيان أن إردوغان والشرع سيناقشان آخر التطورات في سوريا، بالإضافة إلى الإجراءات المشتركة المحتملة لدفع اقتصاد سوريا وتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين، والدعم الذي يمكن أن تقدمه تركيا للحكومة الانتقالية والشعب السوري.

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً الشرع في الرياض الأحد (رويترز)

وكانت الرياض هي الوجهة الأولى للشرع بعد تنصيبه رئيساً انتقالياً لسوريا، حيث ناقش مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في الرياض، الأحد، مستجدّات الوضع في سوريا، وسبل دعم أمنها واستقرارها.

وسبقت زيارة الشرع لتركيا زيارات متعددة من الجانب التركي، حيث زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان دمشق، كما زارها رئيس المخابرات إبراهيم كالين، مرتين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بوصفه أول مسؤول أجنبي رفيع المستوى يزور البلد بعد 3 أيام فقط من سقوط نظام بشار الأسد في 11 ديسمبر الماضي، ثم زارها الأحد قبل الماضي، بالتزامن مع زيارة فيدان لبغداد، حيث التقى الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس المخابرات أنس خطاب.

وزار وفد من وزارة الدفاع التركية دمشق، الأربعاء الماضي، وذلك بعد مباحثات جرت في أنقرة في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، بين وفد سوري مكون من وزراء الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات مع نظرائهم الأتراك، كما استقبل إردوغان الوفد السوري.

مساعٍ لمحور إقليمي ضد «قسد»

وأعلنت تركيا، مراراً، أن الإدارة السورية برئاسة الشرع، ستقضي على «الوحدات الكردية - قسد»، حال رفضها حل نفسها والانضمام إلى الجيش السوري الموحد، كما أكدت أنها ستدعمها في مهمة حراسة السجون التي تأوي الآلاف من عناصر «داعش» وأسرهم في شمال شرقي سوريا، التي تخضع حالياً لحراسة «قسد»، التي تتخذها أميركا ذريعة لاستمرار دعمها للوحدات الكردية، التي تعتبرها حليفاً في الحرب على «داعش».

وتحركت تركيا في الفترة الأخيرة باتجاه تشكيل محور إقليمي رباعي مع كل من العراق وسوريا والأردن، يستهدف القيام بجهود مشتركة للقضاء على التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني، في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية، امتداده في سوريا، و«داعش».

وزيرا الخارجية القطري والتركي خلال مؤتمر صحافي في الدوحة الأحد (أ.ف.ب)

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، عقب مباحثاتهما في الدوحة الأحد، إن تركيا وسوريا والعراق والأردن، ستتعاون من أجل محاربة فلول تنظيم «داعش»، في خطوة من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بقطع علاقاتها مع المسلحين الأكراد في سوريا.

وأضاف أن «المشكلة الأساسية هي أن (وحدات حماية الشعب الكردية)، تحمي سجناء (داعش) وتبقيهم داخل السجون، وهي لا تقوم بأي شيء آخر».

وقالت وزارة الخارجية التركية، إن فيدان بحث مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، الاثنين، قضايا إقليمية في مقدمتها التطورات في سوريا وفلسطين.

«قسد» تستنجد بإسرائيل

في الوقت ذاته، طلبت مسؤولة العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية» (الكردية) لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، من إسرائيل التدخل في سوريا، في ظل تصاعد الاشتباكات بين فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من تركيا و«قسد» في شرق حلب، وعبرت عن رفضها رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وناشدت أميركا عدم وقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية.

وقالت إلهام أحمد، لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، الأحد، إن «أمن سوريا يحتاج إلى تدخل إسرائيل، وإن أزمة الشرق الأوسط تتطلب أن يفهم الجميع أن الحل الديمقراطي للمنطقة لن يتحقق من دون دور لإسرائيل وللشعب اليهودي».

إلهام أحمد (إكس)

وأضافت أنه في شمال وشرق سوريا، توجد الإدارة الذاتية، بينما تتمتع المدن الساحلية بوضع خاص، كما «أنشأت المجتمعات الدرزية إدارتها الخاصة، مدعومة بفصائل تتولى حمايتها، وإذا جاء أحد (فجأة) (في إشارة إلى محاولة الإدارة السورية توحيد جميع الفصائل في جيش موحد) لمحاولة جمع أو توحيد كل هذه الأطراف تحت نظام واحد، فسيؤدي ذلك إلى اندلاع حرب أهلية داخلية؛ وهذا الأمر لن يكون مقبولاً من قبل مختلف مكونات سوريا».

وحذرت إلهام أحمد، التي تواصلت هاتفياً الشهر الماضي مع وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر، من أن رفع «هيئة تحرير الشام» من لائحة «الإرهاب» ورفع العقوبات عن سوريا، قد يمهد ذلك الأمر الطريق لسيطرة «هيئة تحرير الشام» الكاملة على البلاد واتباع نهج «الحاكم الأوحد»، دون إفساح المجال للآخرين للمشاركة، ودون أي تغيير في آيديولوجيتها، قائلة: «نعرف جميعاً خلفية وتاريخ (هيئة تحرير الشام)».

وعبرت عن أملها في ألا تتخذ الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترمب قراراً بسحب جنودها من سوريا، محذرة من أن الانسحاب قد تكون له تداعيات سلبية.

ويستمر القصف التركي والاشتباكات العنيفة بين الفصائل و«قسد» على محوري سد تشرين وجسر قره قوزاق ومحاور أخرى في شرق حلب، مع استهدافات من جانب تركيا لمواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا بالطيران المسير والقصف المدفعي.

عناصر من الدفاع الوطني السوري في موقع انفجار في منبج تسبب في مقتل وإصابة عشرات العاملات الزراعيات (الدفاع المدني - إكس)

تفجير في منبج

وغداة تصريحات المسؤولة الكردية عن تدخل إسرائيل في سوريا، أعلن «الدفاع المدني» السوري، مقتل 15 مدنياً (14 امرأة ورجل واحد) وإصابة 15 امرأة من العاملات بالزراعة أثناء توجههم إلى أحد الحقول في انفجار سيارة مفخخة بمدينة منبج شرق حلب، الاثنين.

وقال «الدفاع المدني» إن الانفجار استهدف منطقة مكتظة بالمدنيين، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتدمير بعض الممتلكات.

وتشهد مدينة منبج، منذ انتزاع فصائل «الجيش الوطني السوري» (الموالي لتركيا)، السيطرة عليها خلال عملية «فجر الحرية»، التي انطلقت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ تفجيرات متكررة بسيارات مفخخة، تستهدف مناطق تمركز عناصر الفصائل، ومواقع حيوية في وسط المدينة.

تفجير سيارة مفخخة بالقرب من موقع للفصائل الموالية لتركيا في منبج السبت الماضي (إكس)

ويعد الانفجار، الذي وقع الاثنين، هو السادس الذي تشهده منبج من انتزاع الفصائل السيطرة عليها من قوات مجلس منبج العسكري التابعة لـ«قسد»، وجاء بعد يومين فقط من مقتل 9 من عناصر الفصائل وإصابة 15 آخرين، بينهم مدنيون، بجروح، نتيجة انفجار سيارة ملغومة بالقرب من موقع عسكري تابع للفصائل.

اشتباكات شرق حلب

وعلى صعيد الاشتباكات في شرق حلب، شنت الطائرات الحربية التركية 3 غارات جوية على موقع في الجهة المقابلة لقلعة نجم بالقرب من جسر قره قوزاق، وغارات على موقع مدرسة الجعدة والجامع، وقرية ديكان بريف صرين في عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي.

قصف تركي على محور سد تشرين شرق حلب (أ.ف.ب)

وفي المقابل، قتل عنصران وأصيب 7 آخرون، جراء استهداف مسيرات تابعة لـ«قسد» آلية عسكرية تابعة للفصائل في قرى سد تشرين.

في غضون ذلك، أعلنت المخابرات التركية مقتل مسؤول منطقة عين العرب في وحدات حماية الشعب الكردية، محمود أغجة، في عملية نفتها أثناء حضوره اجتماعاً في أحد المنازل في عين العرب.

وقالت مصادر أمنية تركية، الاثنين، إن أغجة شارك في تخطيط العديد من العمليات الإرهابية التي نُفّذت داخل الأراضي التركية منذ عام 2015، بعد التحاقه بـ«حزب العمال الكردستاني»، عام 2006، ومشاركته في العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت عناصر قوات الأمن التركية.

واستهدفت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» مناطق في الريف الشرقي لناحية عين عيسى بريف الرقة، حيث سقطت 10 قذائف مدفعية على محور قرية مشيرفة أم البراميل، انطلاقاً من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في منطقة «نبع السلام» في شرق الفرات.


مقالات ذات صلة

وفد مجلس الأمن في أول زيارة من نوعها لدمشق

المشرق العربي جانب من زيارة وفد مجلس الأمن إلى الجامع الأموي في دمشق (سانا)

وفد مجلس الأمن في أول زيارة من نوعها لدمشق

استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، وفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في قصر الشعب بدمشق.

المشرق العربي عدد من الألغام التي ضبطها الأمن السوري (حساب وزارة الداخلية السورية عبر «إكس»)

سوريا تعلن مقتل شخص خلال ضبط شحنة ألغام معدّة للتهريب إلى لبنان

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم، مقتل شخص واعتقال أربعة آخرين خلال إحباط محاولة تهريب كميات من الألغام الحربية قالت إنها كانت متجهة إلى لبنان.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد الشرع مستقبلاً وفد «شيفرون» بحضور توماس براك (سانا)

الرئيس السوري يبحث مع «شيفرون» التعاون في التنقيب عن النفط والغاز

التقى الرئيس السوري، أحمد الشرع، وفداً من شركة «شيفرون» الأميركية؛ لمناقشة التعاون في التنقيب عن النفط والغاز.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
رياضة عربية لاعبو منتخب سوريا خلال مكالمة الرئيس أحمد الشرع عبر الفيديو (الاتحاد السوري) play-circle

الشرع للاعبي المنتخب السوري: «شو هالهدف المرتب... والحلو» (فيديو)

أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مكالمة عبر الفيديو مع لاعبي منتخب سوريا، بعد فوزهم على منتخب تونس في المباراة الأولى من بطولة كأس العرب، وحيّا اللاعبين على الأداء

فاتن أبي فرج (بيروت)

قوة إسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة بجنوب سوريا

مركبة عسكرية إسرائيلية تسير في مرتفعات الجولان السوري المحتل... 18 ديسمبر 2024 (رويترز)
مركبة عسكرية إسرائيلية تسير في مرتفعات الجولان السوري المحتل... 18 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

قوة إسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة بجنوب سوريا

مركبة عسكرية إسرائيلية تسير في مرتفعات الجولان السوري المحتل... 18 ديسمبر 2024 (رويترز)
مركبة عسكرية إسرائيلية تسير في مرتفعات الجولان السوري المحتل... 18 ديسمبر 2024 (رويترز)

قالت «الوكالة العربية السورية للأنباء»، اليوم (الجمعة)، إن قوة تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت في ريف القنيطرة بجنوب البلاد.

وذكرت الوكالة الرسمية أن القوة الإسرائيلية تتألف من ست آليات، وتوغلت باتجاه قرية صيدا الحانوت، دون ورود معلومات حتى الآن عن قيامها بنصب حاجز في المنطقة.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، تشن إسرائيل عمليات توغل بري في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، حيث سيطرت على المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا وإسرائيل، ثم انتقلت لتنفيذ مداهمات في المناطق الحدودية تخللتها اعتقالات لأشخاص.


باراك: على لبنان أن يناقش مع إسرائيل مسألة «حزب الله»

السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس باراك خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في بيروت - لبنان - 22 يوليو 2025 (رويترز)
السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس باراك خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في بيروت - لبنان - 22 يوليو 2025 (رويترز)
TT

باراك: على لبنان أن يناقش مع إسرائيل مسألة «حزب الله»

السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس باراك خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في بيروت - لبنان - 22 يوليو 2025 (رويترز)
السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس باراك خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في بيروت - لبنان - 22 يوليو 2025 (رويترز)

قال السفير الأميركي لدى تركيا، ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سوريا، توم باراك، اليوم (الجمعة)، إنه ينبغي للبنان أن يناقش مع إسرائيل مسألة «حزب الله»، معبّراً عن أمله في ألا توسع إسرائيل هجماتها على لبنان.

وأشار في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر في أبوظبي، إلى أن الوقت قد حان لأن يطوي لبنان صفحة الماضي، ويسارع إلى إبرام اتفاق مع إسرائيل، داعياً إلى إجراء محادثات مباشرة بين لبنان و«حزب الله» وإسرائيل.

كما أعرب المبعوث الأميركي عن الأمل في رفع عقوبات «قانون قيصر» عن سوريا، الذي كانت الولايات المتحدة قد فرضته على نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل الإطاحة به في العام الماضي.

وكان ترمب أعلن بعد لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرياض في مايو (أيار)، رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا، غير أن العقوبات الأكثر صرامة والتي تقيد الصلات التجارية مع دمشق، المعروفة باسم «قانون قيصر»، لا يمكن رفعها إلا بقرار من الكونغرس الأميركي.

إلى ذلك، قال باراك إنه من المستبعد أن تشارك تركيا في قوة الاستقرار الدولية المزمع تشكيلها في قطاع غزة، بسبب ما وصفه بأنه «غياب الثقة المتبادلة».

وذكر باراك أن مشاركة تركيا في القوة الدولية بغزة، ستكون جيدة في ضوء علاقتها مع «حماس» والجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لنزع سلاح الحركة الفلسطينية.

وأمس (الخميس)، أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري نقلاً عن مسؤولين أميركيين اثنين ومصدر غربي، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعتزم إعلان انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، والكشف عن هيكل الحكم الجديد في القطاع قبل عيد الميلاد.

وتسعى إدارة ترمب للمضي قدماً إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، لتجنب العودة إلى الحرب والحفاظ على وقف إطلاق النار الهش. وبات أحد المكونات الرئيسية للمرحلة الأولى من الاتفاق - وهو إفراج «حماس» عن جميع الأسرى الأحياء والقتلى - شبه مكتمل، إذ تتبقى إعادة رفات أسير واحد فقط.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً من أجزاء إضافية من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترمب. وأجاز مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، كلاً من قوة الاستقرار الدولية ومجلس السلام.


«حماس» تتوقع محاولة اغتيال لقادتها في الخارج

المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
TT

«حماس» تتوقع محاولة اغتيال لقادتها في الخارج

المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)

تسود توقعات في حركة «حماس» بحدوث عملية اغتيال إسرائيلية جديدة لبعض قياداتها خارج الأراضي الفلسطينية.

وتحدثت مصادر كبيرة في الحركة إلى «الشرق الأوسط» عن تزايد في معدلات القلق من استهداف المستوى القيادي، خصوصاً بعد اغتيال المسؤول البارز في «حزب الله» اللبناني، هيثم الطبطبائي.

وتحدث أحد المصادر عن أن «هناك تقديرات باستهداف قيادات الحركة في دولة غير عربية»، رافضاً تحديدها بدقة.

واطلعت «الشرق الأوسط»، على ورقة تعليمات داخلية تم توزيعها على قيادات «حماس» في الخارج، تتعلق بالأمن الشخصي والإجراءات الاحتياطية لتلافي أي اغتيالات محتملة، أو على الأقل التقليل من أضرارها.

وجاء في الورقة أنه يجب «إلغاء أي اجتماعات ثابتة في مكان واحد، واللجوء إلى الاجتماعات غير الدورية في مواقع متغيرة».

وتدعو التعليمات القيادات إلى «عزل الهواتف النقالة تماماً عن مكان الاجتماع، بما لا يقل عن 70 متراً، ومنع إدخال أي أجهزة طبية أو إلكترونية أخرى، بما في ذلك الساعات، إلى أماكن الاجتماعات».

في غضون ذلك، أفادت مصادر في غزة بأن مقتل زعيم الميليشيا المسلحة المناوئة لـ«حماس»، ياسر أبو شباب، أمس، جاء في سياق اشتباكات قبلية على يد اثنين من أبناء قبيلته الترابين.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن شخصين شاركا في قتل أبو شباب، ينتميان إلى عائلتي الدباري وأبو سنيمة؛ إذ إن العائلتين إلى جانب أبو شباب ينتمون جميعاً إلى قبيلة الترابين.