«الأونروا»: قرار إسرائيل بإخلاء مباني الوكالة في القدس يتعارض مع التزاماتها الدولية

رجل على دراجة نارية أمام مقر الـ«أونروا» في القدس (رويترز)
رجل على دراجة نارية أمام مقر الـ«أونروا» في القدس (رويترز)
TT
20

«الأونروا»: قرار إسرائيل بإخلاء مباني الوكالة في القدس يتعارض مع التزاماتها الدولية

رجل على دراجة نارية أمام مقر الـ«أونروا» في القدس (رويترز)
رجل على دراجة نارية أمام مقر الـ«أونروا» في القدس (رويترز)

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة، اليوم الأحد، إنها تلقت أمراً من إسرائيل بإخلاء مقارّها وإيقاف كل عملياتها في القدس الشرقية المحتلة بحلول يوم الخميس، مؤكدة أن القرار يتعارض مع التزامات إسرائيل بصفتها عضواً في الأمم المتحدة.

وأضافت الأونروا في بيان أن ممتلكات وأصول الوكالة، بما في ذلك تلك الموجودة في القدس الشرقية، محصنة من التفتيش والمصادرة وأي شكل آخر من أشكال التدخل.
وأيد مشرعون إسرائيليون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قانوناً يحظر عمل الـ«أونروا» ويمنع السلطات الإسرائيلية من التواصل معها، لكن ذلك يمكن أن يكون له بعض الاستثناءات.

فلسطيني يحمل صندوق مساعدات قدمته الـ«أونروا» في خان يونس (رويترز)
فلسطيني يحمل صندوق مساعدات قدمته الـ«أونروا» في خان يونس (رويترز)

ويرى أغلب المجتمع الدولي، بما يشمل الأمم المتحدة، أن القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة مناطق محتلة من إسرائيل. لكن الحكومة الإسرائيلية تعدّ القدس بالكامل جزءاً من إسرائيل، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتهم إسرائيل موظفين من «الأونروا» بالمشاركة في هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفصلت الأمم المتحدة بالفعل تسعة موظفين قالت إنهم ربما شاركوا في الهجوم.

وقالت «الأونروا» إن ادعاءات إسرائيل بأن الوكالة ليس لها الحق في الوجود في هذه المباني «يعزز الخطاب المناهض لنا ويعرضنا للخطر»، مشيرة إلى أن إسرائيل من الدول الموقعة على الاتفاقية العامة بشأن امتيازات وحصانات الأمم المتحدة.

شاحنات محملة بمساعدات إنسانية من «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى - أونروا» تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من مصر إلى قطاع غزة (د.ب.أ)
شاحنات محملة بمساعدات إنسانية من «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى - أونروا» تدخل عبر معبر كرم أبو سالم من مصر إلى قطاع غزة (د.ب.أ)

وشددت «الأونروا» على أنه يتعين على إسرائيل اتخاذ جميع التدابير المناسبة بما يتفق مع التزامات القانون الدولي لضمان احترام وحماية ممتلكات ومنشآت الوكالة الأممية.


مقالات ذات صلة

السعودية تُجدِّد التزامها بالحياد تجاه التصعيد الإقليمي والدولي

الخليج وليد الخريجي يتحدث خلال اجتماع «بريكس» الوزاري في ريو دي جانيرو الثلاثاء (الخارجية السعودية)

السعودية تُجدِّد التزامها بالحياد تجاه التصعيد الإقليمي والدولي

جدَّدت السعودية التزامها بأن تكون شريكاً موثوقاً ومحايداً ضمن جهودها ومساعيها الرامية إلى خفض التصعيد إقليمياً ودولياً.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي سببته الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

مسؤول: لا تقدم في محادثات الأسرى منذ وصول الفريق الإسرائيلي إلى القاهرة

أفاد مصدر إسرائيلي لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأنه لم يُحرز أي تقدم في محادثات الأسرى منذ وصول فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث مع مائير هيرشكوفيتش والد الجندي الإسرائيلي الذي قُتل نتانيل هيرشكوفيتش (أ.ب)

نتنياهو خلال تكريم الجنود القتلى: أَعِدُ بتحقيق «النصر» في غزة

وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مستهل احتفالات التكريم السنوية للجنود الذين قُتلوا دفاعاً عن إسرائيل، بالعمل حتى تحقيق «النصر» في الحرب بغزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إسرائيليون يحملون لافتات خلال احتجاج في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن جميع الرهائن (د.ب.أ)

أسر إسرائيلية تلتمس استعادة رفات ذويها من غزة

تلتمس أسر الرهائن الذين قضوا والذين تحتجز حركة «حماس» جثامينهم في غزة استعادة رفاتهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: محادثات جديدة بمصر لتحقيق «اختراق» وتفادي «التعثر»

محادثات جديدة احتضنتها القاهرة بين رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وطاقم التفاوض الإسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر؛ لبحث التهدئة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إعادة إعمار حلب في بعض مناطقها رغم نقص المساعدات

صورة التقطتها طائرة دون طيار تُظهر مباني مدمرة في حلب (رويترز)
صورة التقطتها طائرة دون طيار تُظهر مباني مدمرة في حلب (رويترز)
TT
20

إعادة إعمار حلب في بعض مناطقها رغم نقص المساعدات

صورة التقطتها طائرة دون طيار تُظهر مباني مدمرة في حلب (رويترز)
صورة التقطتها طائرة دون طيار تُظهر مباني مدمرة في حلب (رويترز)

يعمل العديد من السوريين، ومن بينهم موسى الحاج خليل، على إعادة بناء منازلهم التي تحولت إلى أنقاض في مدينة حلب التاريخية ذات الأهمية الاقتصادية وريفها، بينما يكافح قادة جدد في سوريا لبدء جهود إعادة الإعمار على نطاق واسع.

وعانت حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، والتي تصنفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) موقعاً للتراث العالمي، بشدة، من حرب استمرت أكثر من عقد بين القوات النظام السابق وقوات المعارضة المسلحة، وشهدت معارك وحصاراً وغارات جوية روسية وهجمات بالبراميل المتفجرة. ويحاول أهل حلب الآن استعادة حياتهم بطرقهم الخاصة، ولا يريدون الانتظار لرؤية ما إذا كانت جهود الحكومة السورية الجديدة ستنجح في الحصول على تمويل دولي أم لا.

مصطفى مروش يعيد بناء جدار في منزله المدمر في بادة رتيان التابعة لمحافظة حلب (رويترز)
مصطفى مروش يعيد بناء جدار في منزله المدمر في بادة رتيان التابعة لمحافظة حلب (رويترز)

وقال خليل (65 عاماً) الذي قضى سبع سنوات في مخيم للنازحين في الحرمين على الحدود السورية - التركية لـ(رويترز): «ما حدا عم يساعدنا، لا من دول ولا من منظمات». وقال، وهو يتابع العمال الذين يرممون منزله المدمر في قرية رتيان شمال غربي حلب: «شعب فقير وخاربين بيوته، عم يجي ويحاول يسكن، يظبط غرفة يسكن هو وأولاده أحسن من معيشة المخيمات». وعاد خليل بمفرده قبل شهر لإعادة بناء منزله حتى يتمكن من إحضار عائلته من المخيم.

ماهر رجوب أحد المشاركين في إعادة بناء المنازل المدمرة في حلب (رويترز)
ماهر رجوب أحد المشاركين في إعادة بناء المنازل المدمرة في حلب (رويترز)

وحلب أول مدينة كبيرة تسيطر عليها قوات المعارضة عندما شنت حملة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني). وأطاحت قوات المعارضة بالأسد بعد ذلك بأقل من أسبوعين، لتنتهي بذلك حرب استمرت 14 عاماً، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين وتدمير أجزاء كبيرة من سوريا.

مع سعى سوريا إلى تخفيف العقوبات، تكتسب جهود إعادة الإعمار الشعبية زخماً متزايداً، وتوفر فرص العمل. ويعمل المقاولون على مدار الساعة لتلبية الطلب المتزايد، ويستخدمون ما يمكن استعماله من الأنقاض مثل قوالب الطوب المكسورة والأسمنت لإصلاح المنازل.

وقال المقاول السوري ماهر رجوب: «هناك حركة بناء الآن، عم نشتغل، الحمد لله رب العالمين»، لكن المهمة ضخمة.

وكان الأمين العام المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قد قال لـ«رويترز»، في وقت سابق من الشهر الحالي، إن البرنامج يأمل في تقديم 1.3 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم سوريا، بما في ذلك إعادة إعمار البنية التحتية. وتعهدت مؤسسات مالية أخرى ودول خليجية مثل قطر بمساعدة سوريا، لكن العقوبات الأميركية تعيق ذلك.

عبد الله الدردري المدير الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتحدث من دمشق (أ.ف.ب)
عبد الله الدردري المدير الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتحدث من دمشق (أ.ف.ب)

ووضعت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى شروطاً لرفع العقوبات، وأصرت على إظهار حكام سوريا الجدد، بقيادة جماعة كانت فرعاً لتنظيم «القاعدة» في السابق، التزامهم بالحكم السلمي والشامل. ولم يكن للتعليق المؤقت لبعض العقوبات الأميركية، بهدف تشجيع المساعدات، أي تأثير كبير، مما أدى إلى اعتماد سكان حلب على أنفسهم إلى حد كبير.

وقال مصطفى مروش، وهو صاحب متجر خضراوات يبلغ من العمر 50 عاماً: «ساكنين بالمخيمات بالشمس... وجينا عم نظبط أمورنا على قد إمكانياتنا، يعني حسب الاستطاعة».