واشنطن تبادلت معلومات استخباراتية حول «داعش» مع الإدارة السورية الجديدة

التواصل يعكس مصلحة مشتركة للجانبين... ولا يعني «احتضاناً كاملاً لهذه الإدارة»

أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)
أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)
TT

واشنطن تبادلت معلومات استخباراتية حول «داعش» مع الإدارة السورية الجديدة

أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)
أفراد من قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة (أ.ب)

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، الجمعة، أن الولايات المتحدة تبادلت مع الإدارة الجديدة في سوريا معلومات استخباراتية سرية حول التهديدات التي يمثلها تنظيم «داعش».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين، قولهم إن الاستخبارات الأميركية أسهمت في إحباط مؤامرة لتنظيم «داعش» كانت تستهدف مهاجمة مزار ديني خارج دمشق، في وقت سابق من هذا الشهر. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن فتح قنوات اتصال مع الإدارة الجديدة في دمشق، يعكس قلق واشنطن المتصاعد من إمكانية عودة «داعش» إلى الواجهة من جديد.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الإدارة السورية الجديدة يعكس مصلحة مشتركة للجانبين، ولا يعني «احتضاناً كاملاً لهذه الإدارة».


مقالات ذات صلة

ولاية بورنو النيجيرية تحت نيران جماعة «بوكو حرام»

أفريقيا للمرة الأولى تتعرض قوات الكاميرون لهجمات بطائرات درون مفخخة (صحافة محلية)

ولاية بورنو النيجيرية تحت نيران جماعة «بوكو حرام»

صعَّدت جماعة «بوكو حرام» من هجماتها في ولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا وعلى الحدود مع الكاميرون، وقتلت عشرين جندياً كاميرونياً على الأقل في هجوم ضد قاعدة عسكرية.

الشيخ محمد (نواكشوط )
شمال افريقيا عناصر من قوات الأمن التونسي (إ.ب.أ)

سجن تونسي 24 عاماً لانتمائه إلى «داعش» في ليبيا

أصدرت محكمة تونسية متخصصة في قضايا الإرهاب، اليوم الخميس، حكماً بسجن تونسي 24 عاماً لانتمائه إلى فرع تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي متداولة لقصف إسرائيل فجر الخميس على اللاذقية

إسرائيل تستهدف مواقع في اللاذقية وتتوغل في شمال القنيطرة ووسطها

وسَّعت إسرائيل من رقعة اعتداءاتها في سوريا، وشن طيرانها الحربي، الخميس، غارات استهدفت مواقع في اللاذقية، بالتزامن مع توغل جنودها وآلياتهم في قرى في القنيطرة

موفق محمد (دمشق)
آسيا جندي من حركة «طالبان الأفغانية» يقف حارساً بالقرب من معبر تورخم الحدودي مع باكستان شرق كابل في 13 أغسطس 2024 وسط تصاعد التوترات بين البلدين (أ.ب)

مقتل 6 أشخاص جرّاء أعمال إرهابية جنوب غربي باكستان

قُتل 6 أشخاص على الأقل وأصيب آخرون جراء هجوم إرهابي وقع خلال الساعات الماضية في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
أفريقيا الجيش الأميركي يقصف «داعش» في الصومال (أفريكوم)

غارات أميركية على أهداف لتنظيم «داعش» في شمال الصومال

شنّت الولايات المتحدة والصومال غارات على أهداف لتنظيم «داعش» في شمال البلد الواقع في القرن الأفريقي، وفق ما أعلنت حكومتها والجيش الأميركي، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

الإطاحة بالمناصفة في بيروت يقحم لبنان في أزمة سياسية

عناصر شرطة يدققون في وثائق مقترعين أمام مركز اقتراع في بيروت (أرشيفية - رويترز)
عناصر شرطة يدققون في وثائق مقترعين أمام مركز اقتراع في بيروت (أرشيفية - رويترز)
TT

الإطاحة بالمناصفة في بيروت يقحم لبنان في أزمة سياسية

عناصر شرطة يدققون في وثائق مقترعين أمام مركز اقتراع في بيروت (أرشيفية - رويترز)
عناصر شرطة يدققون في وثائق مقترعين أمام مركز اقتراع في بيروت (أرشيفية - رويترز)

تشهد المدن والبلدات ذات الغالبية المسيحية في لبنان أعنف مبارزة (انتخابية) بلدية هي الأولى من نوعها انطلقت من كسروان - الفتوح، بإعلان رئيس مشروع «وطن الإنسان» النائب نعمت إفرام، بعد اجتماعه برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، عن قيام تحالف رباعي يضمّه، إضافة إلى «القوات»، وحزب «الكتائب»، والنائب السابق منصور غانم البون. يستعد لخوض الانتخابات البلدية في مواجهة «التيار الوطني الحر» برئاسة النائب جبران باسيل الذي لم يصدر عنه حتى الساعة أي ردّ فعل، فيما يترقّب الشارع الكسرواني موقف النائب فريد هيكل الخازن المتحالف مع تيار «المردة»، الذي هو في خصومة سياسية مع باسيل مردّها إلى الموقف السلبي للأخير من ترشّح زعيمه النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

فإعلان إفرام عن قيام تحالف رباعي كان وراء انصراف القوى السياسية في كسروان إلى تشغيل محركاتها البلدية، وهي تتواصل حالياً مع العائلات الكسروانية لما لها من دور في تركيب اللوائح، خصوصاً في جونية التي تعدّ «أم المعارك»، لأنها عاصمة القضاء وتوجد فيها مؤسسات الدولة وإداراتها.

وإلى أن يعلن باسيل موقفه من الانتخابات البلدية، وتحديداً في كسروان المشمولة بالمرحلة الأولى التي تجري في جبل لبنان في 4 مايو (أيار) المقبل، فإن السؤال الذي يلاحقه يبقى محصوراً بمَنْ سيتحالف معهم؟ وهل يخوضها باسم بعض العائلات الكسروانية في حال تعذّر عليه تأسيس تحالف سياسي للانخراط في منافسة متوازنة مع خصومه، وبالتالي سيقدم نفسه إلى الكسروانيين على أنه ضحية تحالف هجين لعله يكسب عطفهم في إقبالهم بكثافة على صناديق الاقتراع؟

لكن الحماوة البلدية التي انطلقت شرارتها الأولى من كسروان لم تنسحب على المحافظات والأقضية اللبنانية الأخرى التي يكتنفها الغموض وقلة الحماسة، ولم تشهد أي حراك بلدي، وبالأخص في بيروت التي لم تسجّل حتى الآن أي تحرك، على الأقل في العلن، يؤشر إلى تركيب تحالفات بلدية تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلسها البلدي الذي يتشكل من 24 عضواً.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللقاءات البيروتية ما زالت خجولة ومتواضعة ودون المستوى المطلوب، وإن كانت سجّلت في اليومين الأخيرين حصول اجتماعات، تصدّرها الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، وشملت عدداً من نواب العاصمة، ما عدا بعض النواب المحسوبين على «قوى التغيير» الذين يسعون لتشكيل لائحة، على غرار تلك التي تزعّمها في حينها النائب الحالي إبراهيم منيمنة، وضمّت ناشطين وممثلين عن المجتمع المدني الذين توحّدوا في لائحة تحت اسم «بيروت مدينتي» لكن لم يحالفها الحظ.

إلا أن الحراك البلدي الذي باشره الحريري، وشمل إضافة إلى القوى والشخصيات البيروتية في القطاع الغربي للعاصمة، أحزاب «القوات»، و«الكتائب»، و«التقدمي الاشتراكي»، و«الطاشناق»، و«الرامغفار»، و«الهنشاق»، والنائب السابق ميشال فرعون، وأنطون صحناوي، لكن «المستقبل» لم يبادر إلى تشغيل محركاته بانتظار أن يأتيه الضوء الأخضر من رئيسه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.

وبحسب المعلومات، فإن الحريري على تواصل مع حركة «أمل»، والتقى جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية - الأحباش» باعتبارها القوة الانتخابية الثانية في الشارع السني بعد «المستقبل»، وهو يستعد للقاء «الجماعة الإسلامية» التي شاركت إلى جانب «حزب الله» في إسناده لغزة، قبل أن تتراجع تدريجياً من المواجهة لحسابات داخلية أولاً، وبيروتية ثانياً.

ولم تتبلور حتى الساعة معالم خريطة الطريق لقيام أوسع تحالف انتخابي يؤمن حماية المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت، مع وجود صعوبة في إدخال تعديل على القانون البلدي يقضي بتشكيل لوائح مقفلة لمنع الإخلال بها، فيما لا يبدو أن القوى ذات الغالبية السنية، أو المسيحية، في وارد التحالف مع «حزب الله»، وهي تفضّل التعاون، بالإنابة عنه، مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على أن يمثَّل الحزب بالواسطة بمرشح قريب منه، من أصل 3 أعضاء، هم الحصة الشيعية في المجلس البلدي.

وفي هذا السياق، يقول نائب بيروتي، فضّل عدم ذكر اسمه، إن وجود صعوبة في تعديل القانون البلدي يفتح الباب أمام السؤال عن إمكانية قيام أوسع تحالف سياسي لمنع تهديد المناصفة، شرط أن يشكل «المستقبل» رافعة له؟ ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع تقتضي مشاركة مباشرة من الرئيس الحريري وتتطلب حضوره شخصياً لحضّ جمهوره ومحازبيه للمشاركة بالعملية الانتخابية، والاقتراع للائحة التي يُفترض أن تحظى بأكبر احتضان سياسي غير مسبوق.

ويلفت إلى أن أحداً في «المستقبل» لا يمكن أن ينوب عن الحريري بوجوده شخصياً في بيروت، ويُخشى من الإخلال بالمناصفة، التي سيردّ عليها الأعضاء من المسيحيين، ممن يحالفهم الحظ بالفوز في الانتخابات، بالاستقالة فوراً من المجلس البلدي المنتخب، ما يُقحم لبنان في أزمة سياسية هو في غنى عنها ويفتح الباب أمام تقسيم بيروت إلى دائرتين، بذريعة الحفاظ على المناصفة، وتوفّر مادة دسمة يتسلح بها من يروّج للفيدرالية.

لذلك، فإن ما ينطبق على بيروت ينسحب تلقائياً على طرابلس بتأمين الحضور المسيحي والعلوي في مجلسها البلدي وعدم تغييبه، كما حصل في الانتخابات السابقة، فيما يراهن الثنائي الشيعي على مسعاه بضمان فوز اللوائح المدعومة منه في الجنوب بالتزكية، خصوصاً أنه يقف أمام مشكلة تتعلق بتوفير الأجواء لإجراء الانتخابات في البلدات الجنوبية الواقعة قبالة إسرائيل، التي ما زالت تستهدفها، مع أنها مدمّرة.