إمام أوغلو ينتقد تعليق زيارة له إلى العاصمة السورية

محافظ دمشق ألغاها بعد 6 ساعات من تحديد موعدها... وتلميح إلى أن زيارة إردوغان يجب أن تسبقها

إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول واتحاد البلديات في تركيا (من حسابه في «إكس»)
إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول واتحاد البلديات في تركيا (من حسابه في «إكس»)
TT

إمام أوغلو ينتقد تعليق زيارة له إلى العاصمة السورية

إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول واتحاد البلديات في تركيا (من حسابه في «إكس»)
إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول واتحاد البلديات في تركيا (من حسابه في «إكس»)

كشف رئيس اتحاد البلديات التركية، رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، عن إلغاء محافظة دمشق زيارة كان مقرراً أن يقوم بها ووفد من الاتحاد إلى العاصمة السورية، لمناقشة إمكانية التعاون في إعادة تأهيل المرافق وتبادل الخبرات.

وقال إمام أوغلو، المنتمي إلى حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة التركية، إن الزيارة، التي كانت مقررة الأحد، ألغيت بعد 6 ساعات فقط من الموافقة عليها، بدعوى أنها يجب أن تتم بعد زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان لسوريا.

وأضاف: «تلقينا رسالة مكتوبة من محافظ دمشق يؤكد فيها تأجيل الزيارة لما بعد زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان، بعد أن كنا بدأنا الاستعداد لها... لا أقبل هذا الإلغاء، هذا موقف خاطئ للغاية، إذا تدخل أحد لإلغاء الزيارة، فالجميع يعرف مَن هو هذا الشخص».

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في «إكس»)

ولفت إلى أنهم وافقوا على الزيارة التي كانت مقررة بعد زيارة إردوغان إلى دمشق، لكن عندما تم تأجيل زيارة إردوغان، ألغوا الزيارة وأُبلِغوا بأنها يجب أن تتم بعد زيارة الرئيس.

وتابع: «زيارة دمشق ليست زيارتي الشخصية، بل زيارة لرئيس اتحاد البلديات التركية، رئيس بلدية إسطنبول، وقد أجرينا اتصالات بوزارة الخارجية، وتحدّثنا عن كيفية إسهاماتنا في إنشاء دولة سورية ديمقراطية علمانية، من خلال الذهاب إلى دمشق».

وقال إمام أوغلو: «أعتقد أن مثل هذه الزيارات واللقاءات تسهم في تمهيد الطريق أمام الزيارات على أعلى مستوى، وهناك وفود من اتحاد رجال الأعمال الأتراك (موسياد) ووزارتي الطاقة والنقل، وعشرات من المنظمات غير الحكومية، فلماذا ألغوا زيارتنا؟».

وأضاف: «أنا أسأل هذه الأسئلة، لكنني أعرف إجاباتها أيضاً، مَن تدخل لإلغاء موعد مؤكد بعد 6 ساعات من تحديده؟ لماذا يجب تأجيل هذه الزيارة بالذات أو إلغاؤها؟ مَن سيغضب لو أرسلنا معدات بناء إلى دمشق اليوم؟ أو إذا دعمنا حلب أو اللاذقية مثلاً، وذهبنا إلى هناك بكل خبرتنا، وعملنا على إنشاء مركز تعليمي للأطفال، فمن الذي سينزعج؟... إذا تدخل شخص ما، فالجميع يعرفون مَن هو هذا الشخص».

وتابع: «أحب أن أوجّه هذه الرسالة إلى محافظ دمشق. فهذه الدولة (تركيا) لا يمكن تعريفها أو وصفها بحكومة أو شخص، الجمهورية التركية هي كيان أكبر بكثير من مجرد شخص واحد يمكن وصفه، إنها تُشير إلى عمليات واسعة النطاق وعميقة، لدرجة أنه لا يمكن مقارنتها بحكومة فترة معينة».

رئيس حزب «النصر» في مؤتمر صحافي مع إمام أوغلو خلال زيارة للأخير إلى حزبه بصفته رئيساً لاتحاد البلديات في تركيا (موقع حزب «النصر»)

وعلّق رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، المعروف بمحاولته اكتساب شعبية من خلال إظهار العداء، ورفض وجود اللاجئين السوريين في تركيا، مذكراً إمام أوغلو بأنه رئيس بلدية إسطنبول.

وقال أوزداغ، في مقابلة تلفزيونية: «أرى أن يصدر رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بياناً ويقول سنزور سوريا، وسنقرر ما سنفعله من أجل تنمية سوريا، نحن نشاهد ذلك بدهشة، يا صديقي عملك ليس سوريا، بل بلدية إسطنبول... توقف عن التصرف وكأنك رئيس الجمهورية، فلو وقع زلزال في إسطنبول ستصبح أسوأ حالاً من سوريا».


مقالات ذات صلة

إردوغان: إسرائيل تحاول التنصل من بنود اتفاق وقف النار بغزة

شؤون إقليمية نازحون فلسطينيون يسافرون في مركبات ينتظرون في طوابير للعبور عبر نقطة تفتيش أمنية في ممر نتساريم أثناء توجههم من وسط غزة إلى منازلهم في شمال القطاع (أ.ب) play-circle

إردوغان: إسرائيل تحاول التنصل من بنود اتفاق وقف النار بغزة

حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء)، من أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
المشرق العربي يزيل ركام منزله المدمر في بلدة تل رفعت بريف حلب التي كانت مسرحاً لمعارك بين نظام الأسد والفصائل المعارضة وقوات «قسد» (أ.ب)

إردوغان: اتفقنا مع الشرع على عدم بقاء أي مجموعة خارج الجيش السوري

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن على التنظيمات الإرهابية في سوريا أن تفهم أنه لم يعد لها مكان هناك، وإن بلاده ستدعم إدارة دمشق للتخلص منها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وخلفه الرئيس السوري أحمد الشرع في أنقرة (إ.ب.أ) play-circle

إردوغان: خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين ليس فيها ما يستحق الحديث عنه

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة «ليس فيها أي جانب يستحق الحديث عنه».

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هاجم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وسط نقاش متصاعد حول الانتخابات المبكرة (الرئاسة التركية)

تركيا: صدام حاد بين إردوغان ومنافسه المحتمل أكرم إمام أوغلو

بينما يتصاعد النقاش حول احتمالات التوجه إلى انتخابات مبكرة في تركيا، وقع تراشق حاد بين الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي ماكرون وإردوغان خلال لقائهما عام 2022 (أرشيفية - رويترز) play-circle

إردوغان يرحب بخطة أوروبا لرفع العقوبات عن سوريا

رحّب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ«خريطة الطريق» الأوروبية لرفع العقوبات عن سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

«حماس» تتأهب لسيناريوهات عودة الحرب بغزة

دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة... الثلاثاء (رويترز)
دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة... الثلاثاء (رويترز)
TT

«حماس» تتأهب لسيناريوهات عودة الحرب بغزة

دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة... الثلاثاء (رويترز)
دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة... الثلاثاء (رويترز)

باتت مخاوف تجدُّد الحرب تطفو على الساحة بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة، وتخشى حركة «حماس» من عملية «غدر» إسرائيلية تطال قياداتها ونشطاءها في ظل المعطيات السياسية والأمنية الجديدة، التي توحي بإمكانية فشل مفاوضات المرحلة الثانية، واستئناف الحرب من جديد.

ولم يكن قرار حركة «حماس» بوقف عملية تسليم الدفعة السادسة من المختطفين الإسرائيليين، مفاجئاً بالنسبة للمتابعين والمراقبين، بل كان متوقعاً، وهو ما أكدته سابقاً مصادر من الحركة لـ«الشرق الأوسط»، من أنها بصدد اتخاذ إجراءات منها إمكانية تأخير تسليم أي من الأسرى الإسرائيليين؛ بسبب تنصل حكومة بنيامين نتنياهو من تنفيذ شروط وقف إطلاق النار، خصوصاً فيما يتعلق بالبروتوكول الإنساني المتعلق بإدخال خيام وبيوت متنقلة، ومعدات ثقيلة لرفع الأنقاض، إلى جانب الانتهاكات الميدانية.

فلسطينيون وسط شارع مُدمَّر في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة... الثلاثاء (أ.ف.ب)

وتكشف مصادر ميدانية من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، عن صدور تعميم من جهاز الاستخبارات التابع لـ«كتائب القسام» (الجناح المسلح للحركة)، وكذلك القيادة العليا للكتائب، لكل القيادات السياسية والعسكرية من مختلف المستويات بالاستغناء مجدداً عن الهواتف الجوالة، التي عاد الكثير لاستخدامها مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلى جانب التخفي الكامل بما يمنع تعقب أي منهم.

ووفقاً للمصادر، فإن التعميم الذي صدر كان يهدف لتنفيذ هذه الخطوات نهاية المرحلة الأولى، وتحديداً مع اليوم الأربعين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلا أنه صدرت تحديثات جديدة مع التطورات السياسية والميدانية تُبكِّر مرحلة تنفيذ التعميم؛ خشيةً من أي عملية «غدر صهيوني» وفق تعبير التعميم.

فلسطينيان يتفقدان شقة في مبنى مُدمَّر بمخيم الشاطئ شمال مدينة غزة... الثلاثاء (أ.ف.ب)

وبحسب المصادر، فإن بعض الشخصيات والقيادات عادت لاتخاذ تدابير أمنية بهذا الصدد، رغم أن القرار تحذيري في هذا الوقت، بعد تطور الموقف المتخذ بعدم تسليم أي أسرى إسرائيليين جدد قبل تنفيذ الاحتلال الاتفاق المُوقَّع في مرحلته الأولى.

ويبدو أن «حماس» بشكل أساسي تتخوف من عمليات اغتيال مفاجئة تقوم بها القوات الإسرائيلية، خصوصاً مع عودة تحليق طائرات الاستطلاع الاستخباراتية المُحمَّلة بالصواريخ في سماء مناطق عدة من قطاع غزة، وهو ما يعدّ خرقاً جديداً لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمَّن عدم تحليقها لمدة 10 ساعات في أيام عدم تسليم أي من المختطفين، و12 ساعة في اليوم الذي ستكون فيه عملية تسليم، إلا أنه لوحظ تحليقها لساعات طويلة خلال اليومين الأخيرين.

وتكشف المصادر ذاتها عن أن أجهزة الأمن المختلفة التابعة للحكومة أو حتى للمستويين السياسي والعسكري، عثرت مؤخراً على أجهزة تكنولوجية مختلفة عدة، وُضعت في أحجار وفي أكوام من ركام المنازل والأماكن المُدمَّرة، وفي مناطق مختلفة، وحتى في مبانٍ حكومية وعسكرية جزء منها متضرر وآخر مُدمَّر.

جنود إسرائيليون فوق دبابة قرب الحدود مع قطاع غزة... الثلاثاء (رويترز)

ووفقاً للمصادر، فإن هذه الأجهزة كانت عبارة عن كاميرات وأجهزة تنصت حديثة، إلى جانب معدات تكنولوجية تُستخدَم لكشف أصوات معينة، مثل قيادات يتم التعرُّف على أصواتهم، أو أسرى إسرائيليين. وأشارت المصادر إلى أن هذه الأجهزة كانت مرتبطة بوحدة إسرائيلية تتابعها، فيما يبدو، من قاعدة عسكرية بمستوطنات غلاف غزة، ومنها كان يتم تحديد هويات أشخاص معينين من نشطاء المقاومة وقياداتها الميدانيين، وتتم تصفيتهم حين مرورهم في شوارع وأماكن محددة كانت تتم فيها عمليات الاغتيال.

وبيَّنت المصادر أنه جرى توسيع عملية البحث عن مثل هذه الأجهزة في كثير من المناطق، وتقوم الأجهزة الأمنية التابعة لـ«حماس» بدور كبير لكشف هذه الأجهزة ونقلها للفحص بعد تفكيكها، ومحاولة الحصول على ما فيها من معلومات بهدف الاستفادة منها.

وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل رسائل رسمية من قيادة «كتائب القسام» لكثير من عائلات قتلاها، توضِّح أن هذه المعدات الحديثة كانت سبباً في كشفهم واغتيالهم، رغم أنهم لم يكونوا يحملوا أي أجهزة اتصال أو ساعات أو غيرها من المعدات التي كان يُحظر على المقاومين حملها.

ومع تهديد إسرائيل الواضح بإمكانية العودة للقتال في حال صدرت تعليمات من المستوى السياسي، فإن قطاع غزة قد يكون أمام خطر استئناف الحرب من جديد.

مقاتلون من «حماس» مع 3 محتجزين إسرائيليين قبل تسليمهم في 8 فبراير 2025 (رويترز)

وتشير التقديرات لدى جهات ميدانية في الفصائل الفلسطينية، تحدث بعضها لـ«الشرق الأوسط»، في اليومين الماضيين، إلى أن هناك إمكانية لأن تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي باستئناف الحرب بطرق مغايرة لما كانت عليه الأوضاع.

وبيَّنت تلك الجهات، أنها تتأهب لسيناريوهات عدة، منها أن الاحتلال قد يكون جمع بنك أهداف جديداً، يشمل قصف مركبات شاركت في عروض عسكرية مؤخراً للمقاومة، إلى جانب استهداف مباشر للنشطاء البارزين.

مظاهرة للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى لدى «حماس» خارج مكتب نتنياهو بالقدس... الثلاثاء (رويترز)

وقالت المصادر إن من بين السيناريوهات، التي وُضعت لدى المقاومة، إمكانية لجوء الاحتلال الإسرائيلي إلى تقسيم قطاع غزة من خلال إعادة السيطرة على محور نتساريم، وأيضاً إمكانية الدفع بقوات جديدة في محور صلاح الدين للسيطرة عليه بشكل كامل من جديد، إلى جانب إمكانية إقامة مناطق عازلة بالتوغل لحدود نصف كيلومتر أو ربما أكثر في بعض المناطق الحدودية، مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والشجاعية والزيتون وغيرها من المناطق في شمال القطاع، إلى جانب مناطق في وسط القطاع وجنوبه.

أضافت المصادر أن المقاومة تحاول رصد تحركات الاحتلال، ولذلك فعَّلت من جديد وجود قوات «المرابطين» التابعة لها؛ للبقاء ليلاً على قيد الاستعداد لأي سيناريو، ولمجابهة تسلل قوات خاصة لعمق المدن، إلى جانب إمكانية تحرك الآليات وتوغلها في مناطق محددة؛ لتنفيذ عمليات محددة على غرار ما كانت تفعل مؤخراً في الحرب، وكانت تفعله سابقاً بالضفة الغربية.