تركيا: القضاء على «وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا بات وشيكاً

5 قتلى باشتباكات بين «قسد» والقوات الموالية لتركيا بمنبج شرق حلب

TT

تركيا: القضاء على «وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا بات وشيكاً

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في أنقرة (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في أنقرة (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين، إن القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا «بات وشيكاً».

وأضاف الوزير أن أنقرة لن توافق على أي سياسة تسمح لـ«وحدات حماية الشعب» بالحفاظ على وجودها في سوريا، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال فيدان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: «نحن في وضع يسمح لنا؛ ليس فقط برصد؛ بل بسحق أي نوع من المؤامرات في المنطقة».

وتدور مواجهات في شمال سوريا بين فصائل مسلحة تدعمها تركيا والقوات الكردية السورية، من بينها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعدها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، ومن ثم تصنفها «إرهابية».

غير أن واشنطن تَعدّ هذه القوات التي قاتلت تنظيم «داعش» في سوريا في 2019 «أساسية» لمنع التنظيم من معاودة نشاطه في المنطقة. وحذّر فيدان من أي دعم غربي للمقاتلين الأكراد في سوريا. وأكد: «إذا كانت لديكم (الغرب) أهداف مختلفة في المنطقة، وإذا كنتم تريدون خدمة سياسة أخرى باستخدام (داعش) كذريعة لتشجيع حزب العمال الكردستاني، فلا سبيل إلى ذلك أيضاً».

وقال الوزير التركي: «ناقشنا ما يمكننا فعله معاً ضد تهديد (داعش) في سوريا والمنطقة». وأضاف: «(داعش) سم للمجتمعات الإسلامية. بالطبع، استخدام ديننا لقتل الناس بوحشية... (و) خلق الفوضى ليس شيئاً سنظل صامتين حياله». وتابع: «من المهم جداً ألا يعود (داعش) مرة أخرى».

مقاتلون تابعون لفصيل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا بدورية على طريق في سيارة بمنطقة منبج الشمالية الشرقية بمحافظة حلب يوم 4 يناير 2025 وسط معارك مستمرة بين الجماعات المدعومة من تركيا والقوات التي يقودها الأكراد بالقرب من سد تشرين (أ.ف.ب)

في السياق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الاثنين، بتجدد الاشتباكات والقصف المدفعي بدعم من المُسيَّرات التركية على محوري سد تشرين وجسر قره قوزاق بريف منبج شرق حلب، بين فصائل «الجيش الوطني» الموالية لتركيا و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يقودها الأكراد، وسط محاولات من الفصائل لتحقيق تقدم ميداني على الأرض.

وقُتل 4 عناصر من الفصائل التركية، إثر استهداف نقطة تمركزهم بالقرب من جسر قره قوزاق بطائرة مُسيَّرة تابعة لـ«قسد»، كما قتل عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» على المحور ذاته، جراء القصف المدفعي التركي.

في المقابل، استهدفت طائرة مُسيَّرة تركية سيارة عسكرية تابعة لـ«قسد»، مما أدى إلى إصابة سائقها بجروح خطيرة، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ويشار إلى أن القصف تجدد بعد مضي ساعات على هدوء حذر ساد محاور القتال في ريف منبج.

مقاتلون تابعون لفصيل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا في منطقة منبج الشمالية الشرقية بمحافظة حلب يوم 4 يناير 2025 وسط معارك مستمرة بين الجماعات المدعومة من تركيا والقوات التي يقودها الأكراد بالقرب من سد تشرين (أ.ف.ب)

وقد وثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 285 من كلا الطرفين منذ بدء التصعيد، توزعت كالتالي:

- 25 مدنياً، بينهم 5 سيدات وطفلان.

- 203 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا.

- 57 عنصراً من قوات «قسد» والتشكيلات العسكرية التابعة لها، جراء الاستهدافات البرية والطيران المسيَّر.

يُذكر أن «قوات سوريا الديمقراطية» أعلنت في وقت سابق وقف إطلاق نار بوساطة أميركية، إلا أن الاتفاق فشل نتيجة استمرار الخروقات المتبادلة والقصف المكثف، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى وتعميق مأساة المدنيين العالقين بين نيران الطرفين.


مقالات ذات صلة

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول... تركيا يوليو 2024 (رويترز)

تركيا تهدد بشن هجوم على «وحدات حماية الشعب» الكردية إذا لم تستجب لمطالبها

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، إن تركيا ستشن هجوما عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية إذا لم تلبّ الجماعة مطالب أنقرة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي صورة ملتقَطة في 7 يناير 2025 تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وهو يصافح رئيس وزراء إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي مسرور بارزاني قبل اجتماعهما في أنقرة (أ.ف.ب)

إردوغان: لا مكان للجماعات «الإرهابية» في سوريا

شدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، على أنه لا مكان «للمنظمات الإرهابية» بسوريا في عهد قيادتها الجديدة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

إسرائيل تعلن الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمر بفعل غارة إسرائيلية في البريج وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمر بفعل غارة إسرائيلية في البريج وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمر بفعل غارة إسرائيلية في البريج وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمر بفعل غارة إسرائيلية في البريج وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

بموازاة عمليات عسكرية متواصلة، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الضفة الغربية أصبحت «ساحة رئيسية» لتهديدات إسرائيل. وتحدث كاتس في لقاء مع مستوطنين بالضفة عن أنها «أصبحت ساحة مركزية في خريطة التهديدات لإسرائيل»، مضيفاً: «نحن نستعد للرد وفقاً لذلك».

وذكر مكتب كاتس أنه أبلغ المستوطنين بتوجيه الجيش إلى «تعزيز الأمن، وزيادة النشاط العسكري»، ونقل أنه خاطبهم بالقول: «نحن نستعد مع الجيش لتقديم الرد القوي اللازم لمنع وقوع أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) هنا». وقتلت غارة إسرائيلية، أمس، 3 فلسطينيين بينهم طفلان في بلدة طمون شمال الضفة.

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، أن إبرام هدنة في قطاع غزة، يبقى «قريباً للغاية»، معرباً عن أمله في إنجاز الاتفاق في الوقت المتبقي لإدارة الرئيس جو بايدن.

ميدانياً، واصلت إسرائيل غاراتها في غزة، ما أسفر، أمس، عن مقتل ما لا يقل عن 51 فلسطينياً خلال يوم. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنّ قواته تمكّنت من استعادة جثّة واحدة لرهينة من قطاع غزة، وليس جثّتين كما كان أعلن وزير الدفاع.