وزير الخارجية الأوكراني يدعو من دمشق إلى «إنهاء» الوجود الروسي بسوريا

سيبيغا التقى الشرع ووعد بمزيد من المساعدات الغذائية

TT

وزير الخارجية الأوكراني يدعو من دمشق إلى «إنهاء» الوجود الروسي بسوريا

قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع ووزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا في دمشق (أ.ف.ب)
قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع ووزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا في دمشق (أ.ف.ب)

التقى قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، اليوم (الاثنين) وفداً أوكرانيا كبيراً، برئاسة وزير الخارجية أندريه سيبيغا.

وذكر «تلفزيون سوريا» أن الوفد الأوكراني رفيع المستوى ضم كلاً من وزير الزراعة، والمبعوث الخاص للرئيس الأوكراني مكسيم الصلح، إضافة إلى الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأوكرانية.

أحمد الشرع خلال استقباله وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا (أ.ف.ب)

ومن جانبه، صرَّح وزير الخارجية السوري الجديد بأنه «ستكون هناك شراكة استراتيجية بيننا وبين أوكرانيا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، وقال نظيره الأوكراني إن بلاده سترسل مزيداً من شحنات المساعدات الغذائية إلى سوريا.

قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع ووزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا في دمشق (رويترز)

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن، قبل أيام، أن 500 طن من دقيق القمح الأوكراني في طريقها إلى سوريا، وأن هذا جزء من برنامج إنساني، مشدداً على الوفاء بوعود أوكرانيا تجاه الشعب السوري.

وأشار «تلفزيون سوريا» إلى أنه سيتم توزيع دقيق القمح على 33 ألفاً و250 عائلة (نحو 167 ألف شخص)، خلال الأسابيع المقبلة؛ إذ تزن كل عبوة 15 كيلوغراماً، وتكفي لإطعام عائلة مكونة من 5 أفراد مدة شهر.

وحضَّ وزير الخارجية الأوكراني من دمشق على «إنهاء» الوجود الروسي في سوريا، وقال خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني: «نحن مقتنعون من منظور استراتيجي، بأن إنهاء الوجود الروسي في سوريا سوف يسهم في مزيد من الاستقرار؛ ليس فقط للدولة السورية الجديدة؛ لكن أيضاً في الشرق الأوسط وأفريقيا».

وأضاف سيبيغا: «خلال السنوات السابقة، عانى شعبانا كثيراً من النظامين الإجراميين، الروسي والإيراني»، آملاً في «أن تكون سوريا الجديدة دولة تحترم القانون الدولي، وبالتالي وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها». ورأى أن «ذلك يفتح الطريق أمام استئناف العلاقات الدبلوماسية والحوار السياسي، وعمل البعثات الدبلوماسية» بين البلدين.

وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا (يسار) خلال مؤتمر صحافي مع نظيره في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني في دمشق (أ.ف.ب)

وقطعت أوكرانيا علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في عام 2022، بعد اعتراف سوريا بضمِّ روسيا شبه جزيرة القرم، بعدما احتلتها من أوكرانيا.

من جهته، قال الشيباني إن بلاده تتطلع إلى «شراكات استراتيجية» مع أوكرانيا «على الصعيد السياسي والاقتصادي، وأيضاً الاجتماعي، ولدينا أيضاً شراكات علمية سوف نبدأها مع أوكرانيا من جديد». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قبل المؤتمر الصحافي أن الشرع «يلتقي وفداً أوكرانياً رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أندريه سيبيغا».

وأعلن سيبيغا كذلك أن بلاده سترسل الثلاثاء مساعدات غذائية إلى سوريا، هي «500 طن من الطحين الأوكراني» بإمكانها «إطعام أكثر من 33 ألف عائلة».

وقال إن «روسيا دولة مهمة وتعد ثاني أقوى دولة بالعالم. هناك مصالح استراتيجية عميقة بين روسيا وسوريا. السلاح السوري كله روسي، وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية». وتابع: «لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض». وتشهد دمشق منذ الثامن من ديسمبر (كانون الأول) حركة دبلوماسية نشطة، مع زيارة وفود عربية ودولية للإدارة الجديدة.


مقالات ذات صلة

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تكشف عن 4 مطالب دولية في سوريا

كشفت تركيا عن إجماع دولي على 4 شروط يجب أن تتحقق في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد وهددت بتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال سوريا وسط دعم من ترمب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي يزداد استعمال الذكاء الاصطناعي لترويج أخبار مغلوطة على وسائل التواصل (رويترز)

مواقع التواصل ميداناً للشائعات وإثارة الفتن في المجتمع السوري

لا تزال الشائعات والمبالغات وخلط الوقائع سبباً رئيساً في تعزيز القلق والمخاوف في أوساط السوريين عموماً والموالين السابقين للنظام السابق بشكل خاص.

سعاد جرَوس (دمشق)
المشرق العربي سيارات تمر أمام دوار يرفع العلم السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الأسد في مدينة السلام التي كانت تُسمّى سابقاً مدينة البعث نسبة للحزب الحاكم في القنيطرة بسوريا 5 يناير 2025 (أ.ب)

سكان القنيطرة السورية محبطون بسبب عدم اتخاذ إجراءات لوقف التقدم الإسرائيلي

يشعر سكان القنيطرة السورية بالإحباط بسبب عدم اتخاذ إجراءات لوقف التقدم العسكري الإسرائيلي الذي بدأ في ديسمبر الماضي، معربين عن تمسّكهم بانتمائهم السوري.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ سيارة تابعة للأمم المتحدة في مدينة البعث السورية (أ.ف.ب) play-circle 01:59

إدارة بايدن تخفف بعض القيود على سوريا

تخطط إدارة بايدن مع العد التنازلي لرحيلها، للإعلان عن تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسوريا، بينما تبقي لإدارة ترمب القرار حيال بقية العقوبات.

هبة القدسي (واشنطن)

عون يقترب من القصر بدعم دولي وتوافق داخلي

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
TT

عون يقترب من القصر بدعم دولي وتوافق داخلي

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)

اقترب قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون من القصر الرئاسي، حيث حظي ترشيحه لمنصب الرئاسة بـ«زخم دولي وتوافق داخلي»، استمرّت تداعياته طوال أمس، وانتهت إلى تأييد أكثر من 80 نائباً من كتل مختلفة، أضيف إليهم المرشح المدعوم من «حزب الله»، سليمان فرنجية، الذي أعلن انسحابه من السباق الانتخابي لمصلحة عون.

لكن هذه الأصوات لا تكفي لتعديل الدستور لتشريع انتخابه؛ لأن الدستور يمنع انتخاب الموظفين الكبار إلا بعد سنتين من استقالتهم، ما يبقي الانتخاب معلقاً على تصويت نواب «الثنائي الشيعي» («حركة أمل» و«حزب الله») وحلفائهما (نحو 31 صوتاً)، أو «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل (13 صوتاً)، بما يؤمن الـ86 صوتاً اللازمة لتعديل الدستور. وشهدت بيروت حركة لافتة شارك في قسم منها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان، الذي جال على كل القوى السياسية اللبنانية بما فيها «حزب الله»، مجاهراً بدعم اللجنة الخماسية بشأن لبنان لوصول عون باعتباره «الخيار الأمثل للبنان».

وتعقد جلسة الانتخاب في الساعة الـ11 من صباح اليوم الخميس، ويحضرها لو دريان، كما تشهد مشاركة سفراء دول أجنبية وعربية.

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أبدى تفاؤلاً كبيراً، قائلاً: «للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور؛ لأننا بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية».