بغداد تواصل مساعيها لتطويق تداعيات الأزمة السورية

اهتمام لافت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة
اهتمام لافت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة
TT

بغداد تواصل مساعيها لتطويق تداعيات الأزمة السورية

اهتمام لافت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة
اهتمام لافت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة

في وقت تلتزم الفصائل العراقية المسلحة الصمت حيال كل ما يجري من حراك سياسي في الداخل والخارج، فإن العراق الرسمي ممثلاً برئيسي؛ الوزراء محمد شياع السوداني، والبرلمان الدكتور محمود المشهداني، يتحرك داخلياً وخارجياً من أجل تطويق تداعيات الأزمة السورية.

ففي الوقت الذي يدور جدل حاد داخل مختلف الأوساط العراقية الرسمية والنخبوية بشأن ما قيل إنها رسائل تسلمتها بغداد بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، حول حل «الحشد الشعبي»، فإن الجهات المعارضة لحل «هيئة الحشد الشعبي» تدافع عن كونها مؤسسة رسمية صدر بشأنها قانون تم التصويت عليه عام 2014 من قِبَل البرلمان العراقي، بينما يربط آخرون بين «الحشد» والفصائل المسلحة الموالية لإيران، بما في ذلك الفصائل التي لم تدخل ضمن «الحشد الشعبي»، وترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة.

لقاء الخيمة

ولاقت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأربعاء، إلى المملكة العربية السعودية ولقائه في مدينة العلا، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اهتماماً لافتاً من مختلف الأوساط السياسية والشعبية، لا سيما المكان الذي جرى فيه اللقاء وهو الخيمة العربية.

فالمباحثات التي أجراها السوداني مع ولي عهد المملكة العربية السعودية، استناداً إلى بيان لمكتب رئيس الوزراء، تم خلالها «بحث آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، وأهمية الاتفاق على التنسيق المشترك بشأن تداعيات الأحداث في سوريا، وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وبما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي، واستقرار المنطقة بالكامل».

كما أكد السوداني طبقاً للبيان: «حرص العراق على وحدة الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، مبديّاً استعداد بلاده للتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في المنطقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار، وإبعاد المنطقة عن خطر الصراعات والحروب».

وفي عمان حيث يقوم رئيس البرلمان العراقي، محمود المشهداني، بزيارة رسمية، فإنه وخلال لقائه مع عدد من السفراء العرب، أكد على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لرفض العدوان الصهيوني على سوريا، ودعم وحدة الأراضي.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان العراقي، اليوم الخميس، إن «اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية، ومناقشة عدد من القضايا الساخنة، التي تشكل أولوية لدى شعوب المنطقة».

وأضاف: «تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تبقى القضية المركزية لجميع الدول العربية، حيث تم التشديد على ضرورة إنهاء الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة، كما تناول اللقاء الوضع في لبنان وسبل دعم استقرار هذا البلد الشقيق في مواجهة الأزمات المستمرة».

وتابع: «اللقاء استعرض أيضاً الأوضاع في سوريا، والتأكيد على الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في مساعيه من أجل الاستقرار والوحدة الوطنية، وضرورة تعزيز الجهود الدولية لرفض العدوان الصهيوني على أراضيه وسيادته، ودعم وحدة الأراضي السورية ومساعدتها في تجاوز محنتها».

مصير غامض

داخلياً، وفيما لم تعلن أي من الفصائل المسلحة الموالية لإيران موقفاً مما يجري حتى الآن، فإن الحديث عن إمكانية حل «الحشد الشعبي» بدأ يتزايد فيما إذا كان ذلك جزءاً من عملية إعادة هيكلة للقوات المسلحة العراقية أو تنفيذاً لما قيل إنها رسائل أميركية تلقتها بغداد قبل قيام إسرائيل بتنفيذ ضربات ضد مواقع تلك الفصائل التي يمكن أن تطال معسكرات «الحشد الشعبي».

رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، فالح الفياض، الذي لا يملك علاقة ودية مع عدد من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، حاول تجنيب «الحشد» أي تداعيات محتملة مقبلة عبر نفيه تدخل «الحشد» في سوريا خلال الفترة الماضية.

الفياض خلال كلمة له مؤخراً، بعد تصاعد الأصوات الداعية إلى حل الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، قال إن قوات «الحشد» لم ولن تتدخل في الشأن السوري كما يروج بعضهم، مؤكداً الالتزام بتوجيهات وقرارات القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني.

وأضاف أن «سوريا بلد عزيز وجار قريب»، وأن «رأي العراق لم يؤخذ بما جرى في سوريا طيلة السنوات السابقة»، وأوضح الفياض: «إننا لم ولن نتدخل في شأن الشعب السوري، لكن العراق وسوريا بمساحة أمنية واحدة»، مشدداً على أن الحشد الشعبي «يأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة، ونحن الأكثر التزاماً بالتوجيهات، ونحن حماة أساسيون للدولة، ولا نلتفت للتخرصات التي يطلقها المغرضون من هنا وهناك».


مقالات ذات صلة

العراق... خريطة تحالفات محتملة للانتخابات العامة المقبلة

المشرق العربي أحد أفراد القوات الأمنية في انتخابات مجالس المحافظات داخل مركز اقتراع ببغداد ديسمبر الماضي (أرشيفية - إ.ب.أ)

العراق... خريطة تحالفات محتملة للانتخابات العامة المقبلة

رغم ابتعاد القوى والأحزاب السياسية مسافة 7 أشهر عن موعد الانتخابات البرلمانية العامة المقرر إجراؤها في أكتوبر، فإن الحديث عن تحالفات محتملة بدأ مبكراً.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي السوداني يستقبل القائم بالأعمال الأميركي لدى العراق دانيل روبنستين نهاية يناير الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

والتز والسوداني يؤكدان على استقرار التعاون الأميركي - العراقي

أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، مكالمة هاتفية مع السوداني.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي

مسؤولون عراقيون: لا بديل فورياً للغاز الإيراني

قال 3 مسؤولين في قطاع الطاقة العراقي إن البلاد ليست لديها بدائل فورية لتعويض الطاقة المستوردة من إيران، مشيرين إلى أن النقص سيسبب مشكلة كبيرة في توفير ما يكفي.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي العراق يتجه للاعتماد على الغاز الخليجي بدلاً من الإيراني

العراق يتجه للاعتماد على الغاز الخليجي بدلاً من الإيراني

أعلنت بغداد أنها لم تتلقَّ أي إبلاغ رسمي بقرار إلغاء إعفاء بغداد من شراء الغاز الإيراني، وأكدت التوجه لاستيراد الغاز من دول الخليج العربي.

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية محطة «بيجي» الغازية للكهرباء في العراق (الموقع الإلكتروني لوزارة الكهرباء العراقية)

واشنطن: إعفاءات العراق لشراء الكهرباء من إيران لم تُجدد

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الأحد)، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب، لم تجدد الإعفاءات للعراق لشراء الكهرباء من إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«حماس»: لم نلتزم مع أي طرف بنزع سلاحنا

مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

«حماس»: لم نلتزم مع أي طرف بنزع سلاحنا

مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)

قالت مصادر مطلعة من حركة «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحركة لم تلتزم لأي طرف بأنها ستقبل بنزع سلاحها، وتعدّ الأمر شأناً فلسطينياً»، مضيفة أنه «يمكن قبوله في حالة واحدة؛ وهي وجود مسار سياسي واضح يسمح بإقامة دولة فلسطينية».

وكانت وسائل إعلام عبرية قد نقلت عن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، الذي التقى مسؤولين من الحركة، قوله إن «حماس» اقترحت هدنة طويلة وتبادلاً لجميع الأسرى ضمن اتفاق يتضمن نزع أسلحتها، وبضمانات دولية.

وقيّمت المصادر المحادثات التي أجرتها «حماس» مع بوهلر مؤخراً، بأنها «إيجابية»، لكنها ما زالت في حاجة إلى مزيد من الوقت حتى تنجح، موضحة أنها «جاءت بطلب أميركي».

وأفادت المصادر بأن قيادات «حماس» هي التي طرحت على بوهلر فكرة الاتفاق على هدنة لا تقل عن 5 سنوات وتصل لـ10 سنوات وربما لأكثر.