المعارضة تنتظر «تواضع الثنائي الشيعي» في مقاربة الانتخابات الرئاسية

مصادرها: يجب أن يكون رئيسا الجمهورية والحكومة ومجلس الوزراء من الفئة نفسها

اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)
اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)
TT

المعارضة تنتظر «تواضع الثنائي الشيعي» في مقاربة الانتخابات الرئاسية

اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)
اجتماع نواب المعارضة في معراب -مقر «القوات»- الأسبوع الماضي لتباحث الاستحقاق الرئاسي (القوات اللبنانية)

يُجمع كل الأفرقاء في لبنان على أهمية الاتصالات واللقاءات الحاصلة اليوم فيما بينهم بشكل مباشر أو غير مباشر، للتوصل إلى نتيجة إيجابية في الملف الرئاسي قبل أسابيع قليلة من الموعد المحدد لجلسة انتخاب الرئيس في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل. لكنَّ إيجابية هذا الحوار لم تؤدِّ حتى اللحظة إلى نتائج نهائية لناحية التوافق على عدد من المرشحين أو مرشح لانتخابه في جلسة 9 يناير، التي لا يزال رئيس البرلمان نبيه بري يتمسك بموعدها ويعوّل عليها لإنجاز الاستحقاق.

وفي وقت يتعامل الجميع على مبدأ «سقوط» المرشحين السابقين، وبشكل أساسي مرشح «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية (حليف النظام السوري السابق)، والوزير جهاد أزعور الذي سبق أن تقاطعت المعارضة مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على ترشيحه سابقاً... لم يعلن «الثنائي» رسمياً حتى اللحظة هذا الأمر، رامياً الكرة في ملعب فرنجية نفسه الذي لم يعلن انسحابه.

ورغم أن رئيس البرلمان نبيه بري كان واضحاً في دعوته إلى انتخاب رئيس توافقي، فإن مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا القول إن ترشيح فرنجية سقط ما دام لم يتم التوصل حتى الآن إلى مرشح توافقي». وتعول المصادر في الوقت عينه على الاتصالات والقنوات المفتوحة بين كل الأفرقاء للتوصل إلى هذا المرشح التوافقي، مؤكدةً: «هناك الوقت الكافي، وما يجري اليوم لا بد أن يوصل إلى نتيجة إيجابية قبل 9 يناير». لكن في المقابل ترفض المصادر وضع فريق «الثنائي» في خانة الخاسر اليوم بعد كل المستجدات الإقليمية التي حصلت، مذكِّرةً بأن موازين القوى في البرلمان اللبناني لم تتبدل، وتقول: «فريقنا يملك الفيتو الميثاقي المتمثل في الطائفة الشيعية، والفيتو العددي المتمثل بالثلث المعطل»، مع تجديدها تأكيد أن التواصل الحاصل اليوم دليل على نية هذا الفريق التوصل إلى نتيجة توافقية.

في المقابل، يتعامل فريق المعارضة مع «الثنائي» على أنه «الخاسر» إقليمياً، وبالتالي ينتظر منه أن يتوقف عن «المكابرة» ويراجع حساباته رئاسياً وسياسياً، وهو ما تعكسه مواقف المعارضة التي ترفض أن يبقى «حزب الله» متحكماً في الدولة كما كان سابقاً. وهذا الأمر تتحدث عنه مصادر نيابية في المعارضة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «المعارضة وضعت مواصفات الرئيس قبل اتفاق وقف إطلاق النار وقبل سقوط النظام السوري، مع التأكيد أنه لا عودة إلى ما قبل 8 أكتوبر (تشرين الأول)»، ورغم نفي البعض الحديث عن مباحثات حول «رزمة تجمع الرئاسة ورئيس الحكومة والحكومة»، تؤكد المصادر أن «التوجه واضح، وهو أن الرئاسة يجب أن تكون مدخلاً لبناء دولة فعلية وليست شكلية صورية على غرار ما اعتدنا عليه سابقاً، وأن يكون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما مجلس الوزراء من الفئة نفسها».

وفي ردٍّ على سؤال عمَّا إذا كانت المعارضة لمست تبدلاً في مقاربة «الثنائي الشيعي» للاستحقاق الرئاسي بعد الخسائر التي مُني بها «محور المقاومة» في لبنان وسوريا، تقول المصادر: «ما زلنا نستكشف نيات الفريق واستعداده للتوافق، والأيام المقبلة تثبت لنا ما إذا كان لا يزال يكابر أم بدأ التعامل بواقعية مع الأمور». وتؤكد في المقابل: «طبيعة المرحلة اختلفت، وعلى الفريق الآخر التعامل بتواضع بناءً على كل المتغيرات والوضع الإقليمي المستجدّ».

وبانتظار ما ستكون عليه نتائج الاتصالات المتواصلة، ومنها قنوات التواصل التي فُتحت بين رئيس البرلمان وحزب «القوات اللبنانية»، تقول المصادر: «لم يجرِ التوصل حتى اللحظة إلى أمر مشترك يُبنى عليه في جلسة انتخاب الرئيس المقبلة، لكنَّ التواصل مفتوح بين الجميع على أكثر من خط». وتؤكد في الوقت عينه أن «المعارضة سبق أن وضعت خريطة طريق للتعامل مع كل النتائج، ولديها تصور واضح فيما يتعلق حتى بالأسماء من دون أن تعلن عنها حتى الآن، وبالتالي سيُبنى على الشيء مقتضاه بناءً على نتائج هذه الاتصالات التي لا بد أنها ستتكثف مع بدء العد العكسي لموعد الانتخابات الرئاسية».


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي: الإصلاحات تعزز ثقة العالم في لبنان

المشرق العربي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في القصر الرئاسي اللبناني (أ.ب)

وزير الخارجية السعودي: الإصلاحات تعزز ثقة العالم في لبنان

حمل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رسالة أمل إلى لبنان، حيث أكد تفاؤل المملكة بمستقبل لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نصر الله يخاطب الحشود من خلال خطاب مُتَلفز في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

وسائل التواصل الاجتماعي مصيدة العملاء الإسرائيليين في لبنان

تتوالى في الفترة الأخيرة عمليات الكشف عن عملاء لإسرائيل في لبنان، بعد أسابيع على انتهاء الحرب المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام متحدثاً بالقصر الرئاسي في بعبدا يوم 14 يناير 2025 (رويترز)

سلام يعمل لـ«إرضاء الأكثرية النيابية والشعبية» في تشكيل الحكومة اللبنانية

لا يزال تأليف الحكومة اللبنانية عالقاً عند مطالب «الثنائي الشيعي (حزب الله) و(حركة أمل)» الذي يتمسك بحصوله على 5 وزارات؛ بينها وزارة المالية.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يقومون بدورية في بنت جبيل بعد عودة المواطنين الذين فروا من المدينة أثناء الأعمال العدائية بين إسرائيل و«حزب الله» 20 يناير 2025 (إ.ب.أ)

وزير الدفاع اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ضمن المهلة المحددة

قال وزير الدفاع اللبناني إن الجيش انتشر بكل المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، كما أنه على استعداد للانتشار في كامل أراضي الجنوب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يلتقي الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا (رويترز) play-circle 01:49

وزير الخارجية السعودي: نقف مع لبنان ومتفائلون بمستقبله

وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى لبنان، في أول زيارة من نوعها منذ 15 عاماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (بيروت)

شمال غزة لاستقبال سكانه... وإجبار المئات على الإخلاء في جنين

مسعفون فلسطينيون يخلون مسناً من مخيم جنين الذي يتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية (إ.ب.أ)
مسعفون فلسطينيون يخلون مسناً من مخيم جنين الذي يتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

شمال غزة لاستقبال سكانه... وإجبار المئات على الإخلاء في جنين

مسعفون فلسطينيون يخلون مسناً من مخيم جنين الذي يتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية (إ.ب.أ)
مسعفون فلسطينيون يخلون مسناً من مخيم جنين الذي يتعرض لعملية عسكرية إسرائيلية (إ.ب.أ)

في الوقت الذي يستعد فيه النازحون من شمال غزة للعودة إلى ما تبقى من منازلهم، أجبرت إسرائيل المئات في جنين بالضفة الغربية على إخلاء مساكنهم.

وأعلنت حركة «حماس»، أمس، أن عودة النازحين من جنوب ووسط غزة إلى شماله تبدأ الأحد المقبل، موضحة أن العائدين مشياً على الأقدام فقط سيسلكون شارع الرشيد - البحر.

وشددت «حماس» على أن من يستقلون المركبات عليهم أن يقصدوا مفترق الشهداء (نتساريم) - شارع صلاح الدين، مشيرة إلى أن جميع المركبات ستخضع لـ«تفتيش عبر (جهاز X - RAY)».

وشرحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن آلية التفتيش تستهدف الكشف عن الأسلحة، بحسب ما تم إبرامه ضمن اتفاق الهدنة.

وفي الضفة، غادر المئات مخيّم جنين، حسبما أفاد مسؤولون فلسطينيون، قالوا إن الجيش الإسرائيلي وجه «تهديدات» عبر مكبرات الصوت للسكان لإجبارهم على الإخلاء، واضطروا إلى المغادرة.

على صعيد متصل، كشفت تحركات استيطانية بالقدس الشرقية عن مخططات لبناء 10 آلاف وحدة سكنية جديدة لليهود على حساب العرب، وتضمنت استهدافاً جديداً لحي «الشيخ جراح» عبر إقامة مدرسة دينية يهودية بنطاقه.