«داعش» سيسعى لاستغلال حالة الفوضى في سوريا

تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الأسد فرصة لتنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الأسد فرصة لتنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
TT
20

«داعش» سيسعى لاستغلال حالة الفوضى في سوريا

تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الأسد فرصة لتنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الأسد فرصة لتنظيم «داعش» (أ.ف.ب)

تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لمسلحي تنظيم «داعش» المتطرف الذين قد يحاولون استغلال أي حالة من الفوضى لاستعادة أراضٍ وتحرير مقاتلي التنظيم المسجونين في المنطقة الكردية في شمال شرقي البلاد.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، لا شك أن عدم اليقين والحروب وفراغ السلطة هي ما ينشده عناصر التنظيم الذين يتحركون ضمن خلايا صغيرة في صحراء شرق البلاد، وسيسعون لاستغلال المرحلة الانتقالية الصعبة بعد 13 عاماً من الحرب.

ويحذر المدير العلمي لمركز «سوفان» في نيويورك كولن كلارك، من أن «الفوضى والانفلات سيكونان حتماً نعمة لتنظيم (داعش) الذي ينتظر مثل هذه الفرصة ليعيد بناء شبكاته ببطء، ولكن بثبات في جميع أنحاء البلاد».

وأعلن البنتاغون، الأحد، أن طائراته أغارت على أكثر من 75 هدفاً لتنظيم «داعش» في سوريا؛ «من أجل منع التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية، وضمان عدم سعيه للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سوريا».

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، أن الولايات المتحدة عازمة على منع تنظيم «داعش» من إعادة تنظيم صفوفه في سوريا، وكذلك الحؤول دون تفكك هذا البلد بعد سقوط النظام.

وأعلن التنظيم من خلال مجلته «النبأ» رفض أي شكل من أشكال السلطة في دمشق غير سلطته.

وقالت لورانس بيندنر، المؤسسة المشاركة لمشروع JOS، وهي منصة لتحليل التطرف عبر الإنترنت، إن التنظيم الذي أعلن إقامة خلافة تمتد بين العراق وسوريا في الفترة 2014 - 2019، يرى أن «هدف الفصائل المسلحة في سوريا هو إنشاء دولة مدنية وديمقراطية، وهذا الشيء بعيد جداً عن مشروعه المتمثل في دولة تقوم على الشريعة».

وأضافت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «يعدّ نفسه البديل الوحيد الذي يمكنه فرض التعاليم الدينية، والوقوف في وجه المصالح الأجنبية»، مشيرة إلى أن دعوات الفصائل إلى «التعايش السلمي مع الأقليات الدينية تتعارض مع رؤية التنظيم المتطرفة».

النموذج الأفغاني

مُني التنظيم بضربة قاسمة ولم يعد قادراً على التنسيق بين فروعه في الشرق الأوسط وأفريقيا. وانخفض عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في سوريا من 1055 هجوماً في عام 2019 إلى 121 هجوماً في عام 2023.

لكن هذه الهجمات ازدادت في عام 2024 إلى 259 هجوماً حتى منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، بحسب المحلل آرون زيلين، من مركز الأبحاث الأميركي «هدسون».

وأضاف أن «هناك أدلة مهمة تشير إلى أن التنظيم تعمد التقليل من تبني هجمات في سوريا ليبدو أضعف مما هو عليه في الواقع»، مشيراً إلى أنه يقوم بفرض الضرائب على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.

ولكن رغم ذلك يبقى قادراً على المناوشة ومضايقة السلطات حتى بعد انتصار «هيئة تحرير الشام» التي أطاحت بالنظام.

ويعتقد يورام شفايتسر، الذي كان يعمل مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويعمل حالياً في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب، أن «تنظيم (داعش) سيحاول الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي من (هيئة تحرير الشام)».

وشدد على أنه على الرغم من الاختلافات الجوهرية بين البلدين، «يجب أن نلاحظ ما فعله التنظيم عندما سيطرت (طالبان) على السلطة»، في إشارة إلى الهجمات التي نفذها الفرع الأفغاني للتنظيم بعد رحيل الأميركيين من كابل في أغسطس (آب) من عام 2021.

تهديد مخيم الهول

وإذا ما أثبت فصيل آخر سيطرته على الدولة السورية في نهاية المطاف فستكون النتيجة متطابقة. وأضاف أنهم «سيعدّون أن من يسيطر على السلطة في دمشق عدو أساسي يجب عليهم التحرك ضده».

وفي الوقت نفسه، هناك الخطر الذي يمثله تنظيم «داعش» على واحدة من نقاط الضعف في الحرب ضد الإرهاب وهي المخيمات المكتظة وغير المؤمنة في المنطقة الكردية، حيث يقبع عشرات الآلاف من عناصر «داعش» مع نسائهم وأطفالهم.

وفي يناير (كانون الثاني) 2022، هاجم التنظيم سجن غويران في الحسكة (شمال شرقي البلاد)، حيث يتم احتجاز آلاف المتطرفين. ويعتقد يورام شفايتسر أن التنظيم لا يمكنه سوى وضع مخيم الهول العملاق نصب عينيه، «إما من خلال مهاجمته وإما من خلال مساعدة المحتجزين هناك على الهروب».

وواجه الأكراد في السنوات الأخيرة «صعوبة في الحفاظ على النظام داخل المخيم»، كما يشير الباحث الإسرائيلي، الذي يعتقد أنهم لن يتمكنوا من تأمينه لفترة أطول، خاصة إذا تعرضوا لهجوم من الجيش التركي الذي يعدّ القوات الكردية (إرهابية)».

وفي نهاية المطاف، سيتوقف الأمر جزئياً على ما إذا كانت هناك رغبة لدى الولايات المتحدة أم لا في الاحتفاظ ببضعة آلاف من الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا لمحاربة التنظيم، ومنع أنقرة من مهاجمة الأكراد في سوريا.

وإذا كان لا يمكن التنبؤ بخطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، فإن الحرب ضد التنظيم «هي جزء من إرث» ولايته الأولى، وفق كولن كلارك.

وأضاف: «لا أعتقد أنه سيرغب في التراجع عن هذا الإرث من خلال سحب قواته وإعطاء الضوء الأخضر للأتراك». وإلا فإن «تنظيم داعش سيكون المستفيد الأول».


مقالات ذات صلة

مسؤول عسكري تركي: لا نعتمد أخبار الصحف بشأن «قسد»

المشرق العربي أكراد في الحسكة يستقبلون ذويهم العائدين من اعتصام لدعم «قسد» ضد الهجمات التركية على «سد تشرين»... (د.ب.أ)

مسؤول عسكري تركي: لا نعتمد أخبار الصحف بشأن «قسد»

قال مسؤول عسكري تركي إن بلاده لا تنظر لما يرد في الصحف بشأن اندماج «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في الجيش السوري الجديد، وإنها تنتظر رؤية ذلك على أرض الواقع.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا صورة عامة للعاصمة فيينا (أرشيفية - رويترز)

النمسا تعتقل فتى للاشتباه في تخطيطه لهجوم على محطة قطارات

قالت وزارة الداخلية بالنمسا، اليوم (الأربعاء)، إنها ألقت القبض على فتى يبلغ من العمر 14 عاماً، للاشتباه في أنه كان يخطط لشن هجوم على محطة للقطارات في فيينا.

«الشرق الأوسط» (فيينا )
أوروبا استنفار أمني في موقع الحادث في العاصمة النمساوية فيينا «متداولة»

الادعاء النمساوي: منفذ هجوم الطعن اعتنق الفكر «الإسلاموي» عبر «تيك توك»

أفاد الادعاء العام النمساوي بأن منفذ هجوم الطعن في مدينة فيلاخ بولاية كيرنتن جنوب النمسا كان اعتنق الفكر «الإسلاموي المتشدد» عبر منصة الفيديو «تيك توك»

شؤون إقليمية نيجيرفان بارزاني خلال لقاء مع «وفد إيمرالي» في أربيل الاثنين (أ.ف.ب)

نيجيرفان بارزاني يؤيد دعوة «أوجلان» للسلام

التقى «وفد إيمرالي» رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في إطار الاتصالات الدائرة حول دعوة مرتقبة من أوجلان للسلام في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا الصحافيان ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس (إ.ب.أ)

فرنسا تحاكم 5 أشخاص بتهمة خطف صحافيين في سوريا

مثل 5 رجال أمام المحكمة في فرنسا، الاثنين، بتهمة احتجاز 4 صحافيين فرنسيين كرهائن لصالح تنظيم «داعش» في سوريا التي تمزقها الحرب منذ أكثر من عقد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن

الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)
الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)
TT
20

الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن

الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)
الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)

خرج آلاف الإسرائيليين للمشاركة في مظاهرات بعد تسليم جثامين أربعة إسرائيليين تم أخذهم من حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أن الآلاف تجمعوا في وسط تل أبيب، مساء الخميس.

الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)
الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)

وكان منتدى عائلات الرهائن قد دعا إلى إحدى التجمعات الكبرى في المدينة.

وقال المنتدى في وقت سابق: «معاً سنحمل الألم والذكريات». جاء العديد من الأشخاص حاملين بالونات برتقالية لإحياء ذكرى طفلين ذوي شعر أحمر، كانا حسب ما ذكرته حركة «حماس» من بين القتلى.

الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)
الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)

ولا يزال الخبراء الجنائيون يتحققون من هوية ثلاث جثث يقال إنها تخص الطفلين وأمهما، الذين يحملون أيضاً الجنسية الألمانية.

وقد أكدت الحكومة الإسرائيلية بالفعل هوية رجل تم تسليم جثمانه من قبل «حماس».

الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)
الآلاف يتظاهرون في إسرائيل بعد تسليم جثامين رهائن (أ.ب)

وطالب المشاركون في المظاهرات في تل أبيب بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المتبقين.

وفي الوقت الحالي، لا يزال 69 رهينة محتجزين في قطاع غزة، بما في ذلك أكثر من 30 جثماناً لرهائن قتلى.