بيروت تتفاعل مع دمشق... وتحركات لإطلاق السجناء السوريين في لبنان

ريفي دعا إلى موقف «إنساني وأخلاقي» تجاههم

اعتصام أهالي السجناء أمام سجن رومية الثلاثاء (الشرق الأوسط)
اعتصام أهالي السجناء أمام سجن رومية الثلاثاء (الشرق الأوسط)
TT

بيروت تتفاعل مع دمشق... وتحركات لإطلاق السجناء السوريين في لبنان

اعتصام أهالي السجناء أمام سجن رومية الثلاثاء (الشرق الأوسط)
اعتصام أهالي السجناء أمام سجن رومية الثلاثاء (الشرق الأوسط)

أرخت عمليات فتح السجون السورية وتحرير نزلائها بثقلها على ملفّ السجون اللبنانية، خصوصاً وضع السجناء السوريين فيها، ممن جرى توقيفهم إبان الأحداث السورية بين عامي 2013 و2019 وأُسندت إليهم جرائم «الإرهاب».

وبدأت التحركات على الأرض بإقامة اعتصام نفذته «لجنة متابعة ملف السجناء السوريين في لبنان» أمام سجن رومية المركزي في جبل لبنان، تحت عنوان: «أطلقوا سراح أبنائنا»، بعد انطلاق مواكب من البقاع اللبناني وطرابلس (شمال لبنان) وصيدا (جنوب لبنان) التقت أمام السجن المركزي في رومية. وكان أقيم يوم الاثنين اعتصام رمزي داخل باحة سجن رومية نفذه عشرات الموقوفين الإسلاميين.

ويحظى ملفّ السجون اللبنانية بمتابعة سياسية، حتى قبل التطورات التي شهدتها سوريا؛ إذ جدد وزير العدل السابق، اللواء أشرف ريفي، دعوته إلى «إيجاد حلّ نهائي لأزمة السجون قبل انفجارها». واعترف بأن «وضع السجناء السوريين يستدعي اتخاذ موقف إنساني وأخلاقي، خصوصاً بعد سقوط نظام بشار الأسد». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «يمكن للدولة اللبنانية أن تسلّم المحكومين السوريين إلى دولتهم بعد زوال خطر تصفيتهم»، عادّاً أن «كلّ من يتثبت اعتقاله في لبنان بسبب موقفه من النظام السوري، يجب إطلاق سراحه فوراً».

ولا تنفصل قضية السجناء السوريين عن أزمة نظرائهم اللبنانيين ومعضلة السجون اللبنانية. وكشف ريفي، الذي شغل منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي بين عامي 2005 و2013 عن «تقديم مشروع قانون إلى المجلس النيابي يقضي بجعل السنة السجنيّة 6 أشهر، وتخفيض عقوبة الإعدام إلى 25 عاماً، والمؤبد إلى 20 عاماً، على أن يستفيد منها المحكوم عليه مرّة واحدة». وأوضح أن «هناك تلاقياً مع (كتلة الاعتدال الوطني) النيابية، التي لديها مشروع قانون متقارب مع ما نقدّمه، ويجب صدور هذا القانون الذي يحلّ أزمة الاختناق في السجون». وأضاف: «عندما كنت في موقعي الأمني كان عدد السجناء في كلّ لبنان في حدود 3500 سجين وموقوف، أما الآن فوصل العدد إلى 9120؛ أي بزيادة 3 أضعاف وفي الأماكن نفسها، علماً بأن عدداً من السجون قد أفرغت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان».

وأشار ريفي إلى أنه بعث «برسائل إلى كلّ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزيري العدل والداخلية هنري الخوري وبسام مولوي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والنائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، طالبنا فيها بتطبيق نصّ (المادة 108) من قانون أصول المحاكمات الجزائية، التي تستوجب إخلاء سبيل الموقوف بجنحة إذا مضى على توقيفه شهران من دون صدور الحكم، وإطلاق سراح الموقوف بجناية بعد 6 أشهر من توقيفه ما لم يكن صدر حكم بحقه، مع إمكانية تمديد مهلة التوقيف الاحتياطي لمدة مماثلة مرّة واحدة».


مقالات ذات صلة

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل

المشرق العربي الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل

دخل الجيش اللبناني مدينة بنت جبيل قبل أسبوع من انتهاء مهلة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي من القرى التي احتلتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (نقابة الصحافة)

منصوري: لا فساد في مصرف لبنان المركزي والأهم استقرار سعر الصرف

أبدى حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري تفاؤله بالمرحلة المقبلة على لبنان متحدثاً عن «أخبار إيجابية من ناحية صندوق النقد الدولي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي البطريرك الماروني بشارة الراعي ملقياً عظة الأحد (الوكالة الوطنية للإعلام)

الراعي: الحياد هو أساس الميثاق الوطني في لبنان

أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «الحياد هو أساس الميثاق الوطني في لبنان».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال إلقائه خطاب القَسَم بمجلس النواب بعد انتخابه (أ.ف.ب)

دعوات في لبنان لفصل النيابة عن الوزارة

ارتفعت أصوات عدد من النواب خلال الاستشارات النيابية غير الملزمة مطالبة بفصل النيابة عن الوزارة

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني في بيروت (أ.ب)

واشنطن تخصّص 117 مليون دولار للجيش اللبناني وقوى الأمن

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم (السبت)، تخصيص 117 مليون دولار؛ لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي بلبنان، في ختام اجتماع للمانحين الدوليين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)
الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)
TT

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)
الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)

دخل الجيش اللبناني مدينة بنت جبيل قبل أسبوع من انتهاء مهلة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي من كل القرى التي دخلتها إسرائيل واحتلتها في جنوب لبنان، في وقت استمرت فيه الخروقات الإسرائيلية على الجنوب، وإن كانت بوتيرة منخفضة مقارنة مما كانت عليه في المرحلة الماضية.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأنه سُجِّل بعد ظهر الأحد دخول قافلة عسكرية للجيش اللبناني مؤلفة من ناقلات جند «أم 113» إلى مدينة بنت جبيل، وذلك في إطار تعزيز الجيش لوجوده في المدينة، والبلدات المحيطة مع اقتراب انتهاء مدة الستين يوماً واندحار العدو بعدها إلى الحدود.

ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وقد سجّل في هذا الإطار مداهمة قوة إسرائيلية بينها دبابة «ميركافا» وناقلة جند من نوع «نامير»، بعض المنازل في الأطراف الغربية لبلدة حولا، وسط إطلاق نار كثيف قبل أن تنسحب إلى الأطراف الشرقية.

وصباحاً، كانت قد نفذت جرافة إسرائيلية عملية تجريف في محيط منطقة «باب الثنية» شرق سهل مرجعيون.

ويأتي ذلك في وقت من المتوقع أن تنسحب إسرائيل من القرى التي احتلتها مثل: يارون ومارون الراس وعيترون، والسماح لأهالي عشرات القرى بالعودة إليها خلال أسبوع، أي مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا الإطار، كان قد أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال زيارته بيروت السبت، أن «وجود إسرائيل في الجنوب يجب أن ينتهي بالوقت المحدد إنفاذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يُمكّن الجيش اللبناني من بسط سلطته»، مشيراً إلى أن «القرار 1701 واضح، وأنه يجب أن تكون المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق (الحدودي) ونهر الليطاني خالية من جميع المسلحين».

وقال في مؤتمر صحافي عقده ببيروت في ختام زيارته: «وقف الأعمال العدائية هش؛ لكنه صامد»، ودعا كلاً من إسرائيل و«حزب الله» «وكل من يتمتع بالنفوذ»، إلى ضمان الوفاء بالالتزامات، مشيراً إلى أنه «ينبغي استخدام الآلية التي أنشئت حديثاً لمعالجة القضايا العالقة».

وبينما لفت إلى أن القوات الإسرائيلية «بدأت انسحابها التدريجي من الأراضي اللبنانية، في حين تنتشر القوات المسلحة اللبنانية بأعداد أكبر جنوب نهر الليطاني»، وأوضح أننا «نشهد استمرار هدم المباني والبنية الأساسية في جنوب لبنان، فضلاً عن الغارات الجوية القاتلة». وقال: «القرار 1701 واضح: يجب أن تكون المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من جميع المسلحين والمنشآت والأسلحة، باستثناء تلك التابعة لحكومة لبنان و(اليونيفيل)».