قوات المعارضة السورية تتلقى دعما من وجهاء العلويين في القرداحة

سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في ساحة الأمويين في دمشق (إ.ب.أ)
سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في ساحة الأمويين في دمشق (إ.ب.أ)
TT
20

قوات المعارضة السورية تتلقى دعما من وجهاء العلويين في القرداحة

سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في ساحة الأمويين في دمشق (إ.ب.أ)
سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في ساحة الأمويين في دمشق (إ.ب.أ)

التقى وفد من قوات المعارضة السورية التي أطاحت بحكم بشار الأسد بشيوخ العشائر في منطقة القرداحة العلوية، مسقط رأس الرئيس السوري المخلوع، أمس الاثنين، وحصلوا على دعمهم فيما قال سكان إن الخطوة بمثابة علامة مشجعة على التسامح من جانب حكام البلاد الجدد.

والطريقة التي تتعامل بها قوات المعارضة التي يقودها السنة مع أبناء الطائفة العلوية الذين دعموا الأسد على نطاق واسع واستمد منهم حراسه الرئاسيين الشخصيين، تعتبر في سوريا بمثابة اختبار حقيقي لما إذا كانت السيطرة على دمشق يوم الأحد سيؤدي إلى انتقام عنيف ضد الموالين السابقين لنظام مكروه استمر خمسة عقود من الزمان.

وقال ثلاثة سكان إن وفد قوات المعارضة زار القرداحة الواقعة في جبال محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا، حيث التقى بعشرات من رجال الدين والشيوخ وغيرهم، قبل أن يوقع وجهاء العلويين على بيان دعم. وقال السكان إن الوفد ضم أعضاء من هيئة تحرير الشام والجيش السوري الحر، وهما جماعتان سنيتان قادتا قوات المعارضة وكان الأسد يقول دوما إنهما منظمتان إرهابيتان سترتكبان مجاذر بحق العلويين إذا سقط.

ويشكل السوريون من الطائفة العلوية، إحدى الطوائف الشيعية، نحو عشرة بالمئة من سكان البلاد ويتمركزون في محافظة اللاذقية بالقرب من البحر المتوسط والحدود مع تركيا. ويشكل المسلمون السنة نحو 70 في المئة من السكان، وهناك أقليات كبيرة من المسيحيين والأكراد والدروز ومجموعات أخرى.

وشدد البيان الذي اطلعت عليه رويترز على التنوع الديني والثقافي في سوريا. كما دعا إلى استعادة الشرطة والخدمات الحكومية في أسرع وقت ممكن تحت إدارة الحكام الجدد، ووافق على تسليم أي أسلحة بحوزة سكان القرداحة. وقبول الشيوخ للوضع الجديد علامة مهمة على تغيير النظام في بلدة قال سكان محليون لرويترز هذا الأسبوع إنها استضافت لسنوات عديدة جنازات متواصلة بسبب أعداد المقاتلين الموالين الذين ماتوا للدفاع عن الأسد في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ 13 عاما.

وجاء في البيان الذي وقعه نحو 30 من وجهاء البلدة "نؤكد على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية والتعددية الدينية والفكرية والثقافية". ولم تتضمن النسخة التي اطلعت عليها رويترز توقيعات من وفد قوات المعارضة. ولم يرد المتحدث باسم قوات المعارضة على الفور على رسالة نصية تطلب المزيد من التفاصيل.

وقال أحد السكان، الذي رفض نشر اسمه خوفا من الانتقام في ظل وضع لا يزال متقلبا، إن الحوار ساهم في تهدئة مخاوف السكان المحليين، استنادا إلى تصريحات قادة قوات المعارضة بأنهم سيحترمون الأقليات. وقال الساكن "هذه خطوة جيدة أخرى". وأكد البيان "نؤكد على تأييدنا للنهج الجديد وسوريا الوطنية الحرة وتعاوننا الكامل مع الهيئة (هيئة تحرير الشام) والجيش السوري الحر.، لنساهم معا في بناء سوريا الجديدة القائمة على الألفة والمحبة".

ويبدو أن طبيعة الاجتماع الودية تتماشى مع رسالة الاعتدال التي نشرتها المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، فرع القاعدة السابق، في مدن مثل حلب أثناء تقدمها نحو دمشق الأسبوع الماضي. وتسيطر هيئة تحرير الشام على مدينة إدلب السورية والمناطق المحيطة بها منذ عدة سنوات، وتحاول أن تنأى بنفسها عن الحركات الأكثر تطرفا.

ويخشى العديد من أعضاء الأقليات الدينية الكبيرة في سوريا أن يصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية أو يواجهوا الاضطهاد تحت حكم هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى جماعة إرهابية. وقال زعيم هيئة تحرير الشام وقائد هجوم المعارضة، أحمد الشرع (الملقب سابقا أبو محمد الجولاني)، في مقابلة أجريت معه عام 2021 مع شبكة بي.بي.إس إن تصنيف الإرهاب غير عادل وأن حركته لا تشكل أي تهديد خارج سوريا. وقال وزير بريطاني الاثنين إن البلاد تدرس ما إذا كانت سترفع هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية أم لا.

وقال سكان من القرداحة إن سكان المنطقة قاموا بإزالة تمثال لحافظ الأسد، والد بشار، قبل وصول وفد قوات المعارضة.

وأضافوا أن بعض الأشخاص من المنطقة، التي تعد من بين أفقر مناطق سوريا، قاموا في وقت لاحق بنهب ضريح حافظ الأسد في القرداحة، وأخذوا كل شيء من الطاولات والكراسي إلى وحدات تكييف الهواء.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يشن غارات بالقرب من القصر الرئاسي السوري

المشرق العربي الجيش الإسرائيلي يشن غارات بالقرب من القصر الرئاسي السوري

الجيش الإسرائيلي يشن غارات بالقرب من القصر الرئاسي السوري

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم (الجمعة)، أنّه شنّ غارات جوية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مظاهرة تضامنية من دروز الجولان المحتل مع الدروز السوريين قرب الحاجز الحدودي في قرية مجدل شمس  الأربعاء (أ.ف.ب) play-circle

واشنطن تدين أعمال العنف بحق الدروز في سوريا

أعربت الولايات المتّحدة، الخميس، عن إدانتها لأعمال العنف التي وقعت بحقّ أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، معتبرة إياها «مستهجنة وغير مقبولة".

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص عناصر من قوات الأمن السورية يرتاحون بجوار عربتهم في بلدة صحنايا الخميس (رويترز)

خاص الحكومة السورية تواصل تعزيز الأمن ببلدات درزية في ريف دمشق

ذكرت شخصيات دينية درزية ونشطاء في المجتمع الأهلي أن التوتر مستمر في ضاحيتي جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، وإن بوتيرة أخف من اليومين السابقين.

موفق محمد ( دمشق)
المشرق العربي أفراد من قوات الأمن السورية يقفون حراسة عند نقطة تفتيش في أشرفية صحنايا بالقرب من دمشق 1 مايو 2025 (رويترز)

مقتل عنصرين من وزارة الدفاع السورية في هجوم لمسلحين مجهولين بدير الزور

ذكر «تلفزيون سوريا»، الخميس، أن مسلحين مجهولين هاجموا نقطة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع في دير الزور.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية أفراد من قوات الأمن السورية يقفون حراسة عند نقطة تفتيش في أشرفية صحنايا بالقرب من دمشق في 1 مارس 2025 (أ.ف.ب) play-circle 00:35

دعوات إسرائيلية للدفاع عن دروز سوريا

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الخميس، المجتمع الدولي لتوفير الحماية للدروز في سوريا، وذلك بُعيد اشتباكات طائفية في ريف دمشق خلّفت الكثير من القتلى.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الصحة الفلسطينية: الجيش الإسرائيلي يقتل شابّاً بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون يقتحمون مخيماً للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية (د.ب.أ)
جنود إسرائيليون يقتحمون مخيماً للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية (د.ب.أ)
TT
20

الصحة الفلسطينية: الجيش الإسرائيلي يقتل شابّاً بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون يقتحمون مخيماً للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية (د.ب.أ)
جنود إسرائيليون يقتحمون مخيماً للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية (د.ب.أ)

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الخميس، إن فلسطينياً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأضافت الوزارة، في بيان: «استشهاد الشاب علاء شوكت خضير (29 عاماً) برصاص الاحتلال في بلدة بيتا قضاء نابلس»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، على صفحتها، أن «قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيتا وسط إطلاق كثيف للرصاص، ما أدّى لاندلاع مواجهات».

ولم يصدر بعد بيان من الجيش الإسرائيلي حول مقتل الخضير، الذي يأتي بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي عن إصابة جندي بجروح خطيرة جراء تفجير عبوة ناسفة في آلية عسكرية بالقرب من بلدة بيتا.