بعد سقوط الأسد... إيران تخسر حلقة رئيسة في «محور المقاومة»

معارضون سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في وسط العاصمة دمشق اليوم (إ.ب.أ)
معارضون سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في وسط العاصمة دمشق اليوم (إ.ب.أ)
TT
20

بعد سقوط الأسد... إيران تخسر حلقة رئيسة في «محور المقاومة»

معارضون سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في وسط العاصمة دمشق اليوم (إ.ب.أ)
معارضون سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في وسط العاصمة دمشق اليوم (إ.ب.أ)

بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد (الأحد)، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسة في «محور المقاومة» ضد إسرائيل، وفق محلّلين، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع العدو اللدود لإيران.

ووفق تقرير نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فلطالما أدّت سوريا التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني الذي تموّله إيران، بالأسلحة.

وأكّد المرشد الإيراني علي خامنئي مراراً أن «سوريا هي عند الخط الأمامي للمقاومة» ضد إسرائيل، وهي «ركيزة» في هذه المعركة.

يضم «محور المقاومة» تنظيمات مسلّحة موحّدة حول إيران ضد إسرائيل. إضافة إلى «حزب الله» وسوريا الأسد، يضم المحور حركة «حماس» في غزة، وفصائل شيعية في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن. ويمثل سقوط حكم الأسد ضربة جديدة لإيران.

في الأشهر الأخيرة، قضت إسرائيل على قيادات «حماس» في غزة، وكذلك قيادات «حزب الله» في لبنان حيث قُتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله في سبتمبر (أيلول) بغارة إسرائيلية.

وقال الأكاديمي مهدي زكريان، خبير العلاقات الدولية في طهران، إن «الهدف الرئيس (...) من تغيير النظام في سوريا هو قطع أذرع إيران»؛ أي نفوذها في الشرق الأوسط.

وأضاف زكريان في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لن تكون إيران قادرة على دعم (حزب الله) كما ذي قبل»، مع انحسار نفوذها في سوريا.

تغيير الواقع

قدّمت طهران هجوم فصائل المعارضة المسلّحة ضد السلطات السورية على أنه مؤامرة أميركية - إسرائيلية لـ«زعزعة الاستقرار» وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

وبعد اندلاع الحرب في سوريا في عام 2011، أرسلت إيران «مستشارين عسكريين»، وفق تعبيرها، إلى البلاد لدعم جيش الأسد، بناء على طلبه.

ونُشرت في البلاد فصائل مسلّحة شيعية مقربة من إيران؛ ما مكّن طهران من اكتساب نفوذ في سوريا وتعزيز ردعها عند حدود إسرائيل.

وقُتل كثر من العناصر الإيرانيين في القتال أو بضربات إسرائيلية.

ومع سقوط دمشق في أيدي فصائل معارضة مسلّحة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، تعرّضت السفارة الإيرانية في دمشق للنهب على يد أفراد، في مشهدية لم يكن من الممكن تصوّرها في دولة حليفة.

وحذّرت الدبلوماسية الإيرانية في أول تعليق لها على سقوط الأسد، من أن سياسة إيران تجاه أي حكومة سورية جديدة ستعتمد على «المستجدات في سوريا والمنطقة، وسنتخذ موقفنا بناء على سلوكيات وسياسات بقية اللاعبين في سوريا».

ولم يأتِ البيان الإيراني على ذكر الرئيس السوري، كما لم يشر إلى «محور المقاومة».

«عواقب وخيمة»

أوردت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية في تعليق انتقادي نادر للرئيس السوري: «كان بشار فرصة لإيران، لكنه لم يعر اهتماماً كافياً لتوصيات الجمهورية الإسلامية».

ودعت طهران أمس «الحكومة السورية والمعارضة الشرعية» إلى الانخراط في مفاوضات.

وبدا أن هذا التصريح لوزير الخارجية عباس عراقجي يعكس تغييراً في لهجة إيران التي كانت تصف أي شكل من أشكال المعارضة في سوريا بأنه «إرهاب».

وفي أحد شوارع طهران علّق جمشيد البالغ 65 عاماً بالقول: «كانت سوريا حليفاً استراتيجياً لإيران، وكانت منفذاً لإيران إلى البحر الأبيض المتوسط».

وأعرب عن خشيته من أن «يضعف سقوط السلطة في سوريا (الأسد) إيران بشكل كبير، وأن تكون له عواقب وخيمة» على الإيرانيين.


مقالات ذات صلة

السوداني وماكرون يبحثان هاتفياً تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط

المشرق العربي محمد شياع السوداني (أ.ف.ب)

السوداني وماكرون يبحثان هاتفياً تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (السبت)، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (بغداد )
المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع لدى توقيعه الإعلان الدستوري لسوريا في دمشق 13 مارس 2025 (أ.ف.ب)

سوريا: الإدارة الذاتية الكردية تطالب بدستور يكون نواة لدولة حرة وديمقراطية

دعت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، السبت، جميع أبناء الشعب السوري والقوى الوطنية إلى التكاتف والوحدة من أجل صياغة دستور سوري «يعبّر عن طموحاتنا».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مروحية عسكرية سورية ترمي وروداً وقصاصات ورق ملونة فوق المتجمعين في ساحة الأمويين بدمشق السبت (أ.ب)

سوريا: احتفالات «النصر» في مواجهة التحديات الصعبة

أحيا السوريون، السبت، الذكرى الـ14 لانطلاق الاحتجاجات الشعبية، وهي الأولى بعد إسقاط نظام الأسد.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي مطار حلب الدولي (أرشيفية - رويترز)

إعادة تشغيل مطار حلب الدولي الثلاثاء

يستعد مطار حلب الدولي لاستئناف الرحلات بدءاً من الثلاثاء، بعد توقفها إثر العملية العسكرية التي أطاحت بالرئيس المخلوع بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي صورة نشرتها وكالة «سانا» تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة اللاذقية بعد الانفجار (أ.ف.ب)

الدفاع المدني السوري: 10 قتلى بانفجار «مخلفات الحرب» في اللاذقية

أعلن الدفاع المدني السوري، السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار مخلفات الحرب في حي الرمل بمدينة اللاذقية إلى 10 مدنيين، بينهم 3 نساء وطفلتان، وإصابة 14 آخرين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ترمب للحوثيين: حان وقتكم


    epa11966709 Smoke rises from a position following airstrikes in Sana'a, Yemen, 15 March 2025. Three airstrikes targeted a neighborhood in Sana'a, causing powerful explosions, the Houthis-run Al-Masirah TV has reported. EPA/YAHYA ARHAB
epa11966709 Smoke rises from a position following airstrikes in Sana'a, Yemen, 15 March 2025. Three airstrikes targeted a neighborhood in Sana'a, causing powerful explosions, the Houthis-run Al-Masirah TV has reported. EPA/YAHYA ARHAB
TT
20

ترمب للحوثيين: حان وقتكم


    epa11966709 Smoke rises from a position following airstrikes in Sana'a, Yemen, 15 March 2025. Three airstrikes targeted a neighborhood in Sana'a, causing powerful explosions, the Houthis-run Al-Masirah TV has reported. EPA/YAHYA ARHAB
epa11966709 Smoke rises from a position following airstrikes in Sana'a, Yemen, 15 March 2025. Three airstrikes targeted a neighborhood in Sana'a, causing powerful explosions, the Houthis-run Al-Masirah TV has reported. EPA/YAHYA ARHAB

أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، حملة عسكرية واسعة ضد الحوثيين في اليمن، ووجه تحذيراً شديداً لهم، قائلاً: «لقد حان وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم بدءاً من اليوم. إن لم تفعلوا، فستشهدون جحيماً لم تروا مثله من قبل». وأفادت وسائل إعلام حوثية مساء، بوقوع سلسلة غارات شمل بعضها العاصمة صنعاء.

وقال ترمب في منشور على منصة «تروث سوشيال»، إن الولايات المتحدة أطلقت «عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً» ضد الحوثيين، شمل عشرات الأهداف في مناطق سيطرتهم. وأوضح أنه مر أكثر من عام منذ أن أبحرت سفينة تجارية تحمل علم أميركا بسلام عبر قناة السويس، أو البحر الأحمر أو خليج عدن، مضيفاً: «سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا» بوقف استهداف السفن.

كما وجّه الرئيس الأميركي تحذيراً إلى إيران، قائلاً إنه يجب وقف دعمها للحوثيين فوراً.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الضربات الجوية والبحرية استهدفت رادارات ودفاعات جوية وأنظمة صواريخ وطائرات مسيرة، في محاولة لفتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين القول إن العملية العسكرية تهدف أيضاً «لإرسال تحذير إلى إيران... وقد تستمر لعدة أيام، وقد يتم تكثيفها حسب رد فعل الحوثيين».