قائد «قسد»: نعيش لحظات «تاريخية» مع سقوط النظام «الاستبدادي»

عبدي: الأمر المفاجئ لنا هو انهيار قوات الحكومة السورية بشكل سريع

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي في الحسكة يوم 6 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي في الحسكة يوم 6 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

قائد «قسد»: نعيش لحظات «تاريخية» مع سقوط النظام «الاستبدادي»

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي في الحسكة يوم 6 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي في الحسكة يوم 6 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أشاد قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي، اليوم (الأحد)، بـ«لحظات تاريخية» يعيشها السوريون مع سقوط النظام «الاستبدادي» الذي حكم البلاد لنحو ربع قرن.

وقال عبدي الذي تلقى قواته دعماً أميركياً، ويشكل الأكراد عمودها الفقري: «نعيش في سوريا لحظات تاريخية، ونحن نشهد سقوط النظام الاستبدادي في دمشق»، عادّاً «هذا التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والعدالة، تضمن حقوق جميع السوريين»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان عبدي قد قال، الجمعة، في مؤتمر صحافي عقده في محافظة الحسكة بشمال شرقي سوريا، إنهم مستعدون للحوار مع جميع الأطراف المتصارعة في البلاد؛ لتجنيب سكان مناطق نفوذها تصاعد العنف والعمليات القتالية الدائرة في سوريا.

وبعد هجوم بدأته في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) من محافظة إدلب التي كانت تسيطر على أجزاء كبيرة منها، تمكَّنت «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة متحالفة معها، من السيطرة تدريجياً على مدن كبرى في البلاد، من حلب شمالاً وحماة وحمص في الوسط، وصولاً إلى دمشق. وخرجت محافظات أخرى في شرق البلاد وجنوبها عن سيطرة النظام، بعد سيطرة مقاتلين محليين عليها، وانسحاب القوات الحكومية منها. وأعلنت فصائل المعارضة فجر اليوم (الأحد) إسقاط نظام بشار الأسد مع دخولها إلى العاصمة، بعد أكثر من 13 عاماً على انطلاق التظاهرات الشعبية المناهضة للنظام، والتي تحوَّلت إلى نزاع دامٍ تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبُنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

عناصر من المعارضة السورية يحتفلون في دمشق (أ.ب)

ومنذ بدء تقدُّم فصائل المعارضة، أبدى قائد «قوات سوريا الديمقراطية» استعداداً للحوار مع «هيئة تحرير الشام»، معتبراً أن تقدمها فرض «واقعاً سياسياً جديداً» في البلاد. وقال عبدي للصحافيين في مدينة الحسكة (شمال شرق) الجمعة: «نريد أن ينخفض التصعيد مع (هيئة تحرير الشام) والأطراف الأخرى، وأن نحل مشاكلنا عن طريق الحوار» بما في ذلك مع تركيا. وأضاف: «الأمر المفاجئ لنا هو انهيار قوات الحكومة السورية بشكل سريع في خطوط المواجهة، وسيطرة الفصائل على مساحات واسعة، وفرض واقع سياسي وعسكري جديد». واعتبر أن «أسس الحل السياسي تتشكل أكثر من السابق، ولأننا لم نكن موجودين في المفاوضات السابقة من أجل الحل في سوريا لم تتكلل بالنجاح»، مضيفاً أنه «الآن هناك تواصل من قبل الأمم المتحدة، لأجل أن نكون موجودين في الحل السياسي». واستُثني الأكراد من كل جولات المفاوضات السابقة التي خاضها النظام مع فصائل معارضة.

مواطنون يحتفلون في وسط مدينة حمص السورية (أ.ف.ب)

وبعد عام 2012، أعلن الأكراد إقامة «إدارة ذاتية» في مناطق نفوذهم (في الشمال والشرق) بعد انسحاب قوات النظام من جزء كبير منها من دون مواجهات، وتوسعت هذه المناطق تدريجياً بعدما خاض المقاتلون الأكراد بدعم أميركي معارك عنيفة لطرد تنظيم «داعش». وفي عام 2015، تأسست «قوات سوريا الديمقراطية»، وعمودها الفقري «وحدات حماية الشعب الكردية»، وضمنها فصائل عربية وسريانية مسيحية، وباتت تعد اليوم بمثابة الجناح العسكري للإدارة الذاتية. وتصنِّف أنقرة الوحدات الكردية منظمة «إرهابية»، وتعدُّها امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود. ومنذ عام 2016، شنَّت تركيا 3 عمليات عسكرية في سوريا، استهدفت بشكل رئيسي المقاتلين الأكراد الذين لطالما أعلنت أنقرة سعيها إلى إبعادهم عن المنطقة الحدودية.


مقالات ذات صلة

ميقاتي في دمشق… مدشناً العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ميقاتي في دمشق… مدشناً العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

يتوجّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.

خاص زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع خلال اجتماع في دمشق (إ.ب.أ)

خاص مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نُجري محادثات بناءة مع الشرع

أكدت واشنطن أنها تُجري محادثات «بناءة» مع الإدارة السورية الجديدة، معلنة أن أولوياتها مع دمشق تشمل المشاركة الجامعة للسوريين ومكافحة الإرهاب وإضعاف إيران وروسيا

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي قوات أمن سورية في ساحة الأمويين بدمشق يوم 8 يناير الحالي (أ.ف.ب)

إعدام ميداني في ريف دمشق يثير قلقاً حقوقياً

أثار احتفال أهالي بلدة دمر، غرب دمشق، الجمعة، بـ«إعدام» مختار المنطقة السابق مازن كنينة ميدانياً، قلق نشطاء المجتمع المدني وحقوقيين.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول الجمعة (رويترز)

تركيا تنسّق مع أميركا في سوريا وتطالب فرنسا باستعادة «دواعشها»

أعطت تركيا إشارة إلى تنسيقها مع الولايات المتحدة بشأن التحرك ضد القوات الكردية في شمال سوريا، وانتقدت بعنفٍ موقف فرنسا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي شملت التعديلات الجديدة حذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية (رويترز)

الإدارة السورية الجديدة تحذف مادة التربية الوطنية في جديد تعديلات المناهج

أصدرت وزارة التربية والتعليم السورية الجديدة، قراراً بحذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية مع توزيع درجاتها تساويا بين مادتَي التاريخ والجغرافيا.

شادي عبد الساتر (بيروت)

كاتس طلب من الجيش خطة «هزيمة كاملة» لـ«حماس»

جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)
جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)
TT

كاتس طلب من الجيش خطة «هزيمة كاملة» لـ«حماس»

جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)
جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)

طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، من الجيش الإسرائيلي إعداد خطة في أسرع وقت ممكن لإلحاق هزيمة كاملة بحركة «حماس» في قطاع غزة، إذا لم تخرج صفقة التبادل إلى حيز التنفيذ حتى موعد تنصيب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في الـ20 من الشهر الحالي.

وأكد كاتس أنه أصدر تعليماته بهذا الشأن لرئيس هيئة الأركان، هيرتسي هاليفي، في اجتماع أمني عقد، الخميس، وأوضح له أنه لا ينبغي لإسرائيل الانجرار إلى حرب استنزاف مع «حماس» في غزة؛ لأنها ستكون مكلفة، ولن تحقق الهدف الاستراتيجي للحرب، وهو هزيمة «حماس» المطلقة، فيما يبقى المختطفون في الأنفاق معرضين لخطر الموت.

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يحذر الجيش من الانجرار لحرب استنزاف (أرشيفية - د.ب.أ)

وطلب كاتس من هاليفي توضيح أي نقاط تجعل تنفيذ الخطة صعباً، بما في ذلك الموضوع الإنساني أو أي قضايا أخرى، حتى يقرر المستوى السياسي.

وأكد كاتس أن الحل السياسي في غزة ليس ذي صلة بطلبه؛ «لأنه لن يتحمل أي طرف عربي أو غيره مسؤولية إدارة الحياة المدنية في غزة ما دام لم يتم سحق (حماس) بشكل كامل». ورأى وجوب تغيير طريقة عمل الجيش حتى يتسنى القضاء على «حماس»، وإنهاء الحرب.

ولم يعرف ما المقصود بالهزيمة الكاملة، على الرغم من أن القضاء على البنية التحتية العسكرية لـ«حماس» وإنهاء حكمها في القطاع كانا هدفين محددين لإسرائيل منذ بداية الحرب.

وقال محرر الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش، دورون كدوش، إن كاتس يعتقد أن الجيش الإسرائيلي لم يتصرف بشكل صحيح حتى الآن لهزيمة «حماس»، وتم جره إلى حرب استنزاف، ولذا يريد تغيير السياسة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، ويعتقد أن ذلك قد يساعد على هزيمة الحركة. وأضاف: «لا يُعرف ما الخطة التي سيقدمها الجيش لكاتس بهدف هزيمة (حماس) بالكامل. لكن في مناقشات مغلقة كانوا يتحدثون بشكل واضح عن أنه من دون إيجاد بديل لحكم (حماس) سيكون من المستحيل الإطاحة بحكمها». وبحسبه، من الممكن أيضاً نشر ثلاث فرق عسكرية أخرى في القطاع، وتنفيذ مناورة برية في وقت واحد في عدة مناطق.

مظاهرة في تل أبيب بعنوان «أنتم تقتلونهم» تطالب حكومة نتنياهو بالتحرك لإنقاذ جميع الرهائن الجمعة (أ.ف.ب)

وفيما يعتقد كاتس، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لا يوجد حالياً مجال لخلق بديل حاكم لـ«حماس»، وفيما يخشى الجيش الإسرائيلي من تعميق مناورته البرية في مناطق في وسط القطاع قد يودي بحياة مختطفين، فإن التركيز أغلب الظن سيكون على تغيير السياسة المتعلقة بالمساعدات.

وتعتقد إسرائيل أنه مع دخول ترمب إلى السلطة، يمكن تقليص المساعدات لقطاع غزة، وهذا سيشكل مفتاحاً رئيسياً لإضعاف وإنهاء حكم «حماس».

وأعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأسبوع الماضي، أنه بعد تنصيب ترمب، ستقلص إسرائيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة إلى «الحد الأدنى المطلوب بموجب القانون الدولي».

ويدعم سموتريتش سيطرة مدنية إسرائيلية في قطاع غزة، وإدارة توزيع المساعدات الإنسانية، ويعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد لإعادة المحتجزين.

طفلة فلسطينية تبكي وهي تنتظر دورها للحصول على وجبة طعام من مطيخ تديره جمعية خيرية في خان يونس جنوب قطاع غزة الجمعة (إ.ب.أ)

مفاوضات الدوحة

ويحاول الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة دفع اتفاق قبل وصول ترمب الذي هدد الشرق الأوسط «بجحيم» إذا وصل إلى البيت الأبيض دون صفقة منجزة. ويوجد تقدم كبير في المفاوضات لكن بعض القضايا ما زالت بحاجة إلى حلول.

وقال المسؤول عن المختطفين والمفقودين، جال هيرش، لعائلات محتجزين التقاهم، الخميس، إن المفاوضات جارية من أجل اتفاق لعودة جميع المختطفين، لكن على مراحل.

وأوضح هيرش أن جميع المناقشات تتركز حالياً على المرحلة الأولى. وبحسبه، فإنه بعد أسبوعين من الاتفاق ستبدأ المفاوضات حول المرحلة التالية من الصفقة.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المفاوضات مستمرة في الدوحة وليست عالقة، على الرغم من الصعوبات والفجوات.

وزعمت الصحيفة أن الأطراف تحرز تقدماً، ولكن في كل مرة يتم حل قضية واحدة تعيد «حماس» فتح النقاط، التي تم الاتفاق عليها بالفعل.

جنديان من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية بقطاع غزة (أرشيفية - موقع الجيش الإسرائيلي)

ووصفت الصحيفة المفاوضات بالمرهقة بسبب صعوبات الاتصال بين «حماس» في الخارج وقائد الجناح المسلح في قطاع غزة محمد السنوار. وأشارت إلى أن «حماس» ترفض حتى الآن تقديم قائمة بأسماء المختطفين الأحياء، فيما يحاول الوسطاء إيجاد حلول وسط لذلك.

وفي إسرائيل ثمة إصرار على أنه دون قائمة المختطفين لا توجد إمكانية للتقدم، وهي ترى أن رفض «حماس» توضيح من هو حي ومن هو ميت بمثابة لعبة منها لمحاولة إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المعتقلين الفلسطينيين، مقابل أقل عدد ممكن من المختطفين على قيد الحياة.

وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن الخلاف حول نهاية الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي لا يزال قائماً. وعلى الرغم من أن «حماس» لا تضع ذلك شرطاً فورياً، فإنه في كل مرة تعود القضية إلى السطح. وقالت: «إسرائيل تصر على ترك منطقة عازلة بعرض كيلومتر في شرق القطاع وجنوبه على محور فيلادلفيا، وهذا سيحد من عودة السكان إلى منازلهم».

وخلصت «يديعوت أحرونوت» إلى القول إن الوسطاء يأملون في أن يساعد انضمام مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، إلى الوسطاء في خلق ديناميكية جديدة ويحرك «حماس»، ويجعلها تفهم أن ترمب جاد في تهديداته بـ«فتح أبواب الجحيم» إذا لم يتم إطلاق سراح المختطفين.