تركيا تستبعد أي دور لفرنسا في ملف الأكراد بشمال شرقي سوريا

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول (رويترز)
TT

تركيا تستبعد أي دور لفرنسا في ملف الأكراد بشمال شرقي سوريا

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول (رويترز)

استبعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، أي دور للقوات الفرنسية في سوريا، عادّاً أن الولايات المتحدة هي المحاور الوحيد لبلاده، فيما تسعى واشنطن إلى ثني تركيا عن شنّ عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد.

واتهم فيدان باريس بتجاهل المخاوف الأمنية التركية، داعياً فرنسا إلى استعادة مواطنيها المتطرفين المسجونين في سوريا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

يأتي ذلك فيما تحاول باريس وواشنطن إقناع حليفتهما في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالعدول عن شنّ هجوم على «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد والتي ساعدت في هزيمة تنظيم «داعش» عام 2019.

ويرى كثيرون في الغرب أن قوات سوريا الديمقراطية تشكل فاعلاً مهماً في منع عودة ظهور تنظيم «داعش».

لكن تركيا تعدّها تهديداً أمنياً كبيراً بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضدها منذ الثمانينات.

عند سؤاله عن احتمال نشر قوات أميركية وفرنسية في شمال سوريا لتخفيف التوترات مع الأكراد، استبعد فيدان أي دور لباريس.

وقال للصحافيين في إسطنبول: «محاورنا الوحيد في هذه القضية هو أميركا»، مضيفاً: «بصراحة نحن لا نولي اعتباراً للدول التي تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا من خلال التلطي وراء قوة أميركا».

وتابع فيدان: «لقد قلنا ذلك مرات عديدة: لا يمكننا أن نعيش في ظل مثل هذا التهديد. إما أن يتخذ طرف آخر هذه الخطوة وإما سنتخذها نحن».

وشدد على أن تركيا تمتلك «القوة والقدرة وقبل كل شيء العزم على القضاء على كل التهديدات الوجودية من المصدر»، مكرراً تحذيرات أطلقها الرئيس رجب طيب إردوغان في وقت سابق من الأسبوع.

جدار صدّ أم سجّان للمتطرفين؟

تدير «قوات سوريا الديمقراطية» عشرات السجون والمخيمات في شمال شرقي سوريا، حيث يحتجز آلاف المتطرفين وعائلاتهم.

ومن بين المحتجزين عشرات المواطنين الفرنسيين إلى جانب متطرفين أجانب آخرين تشعر بلدانهم بقلق عميق إزاءهم وتتردد في إعادتهم.

رغم إصرار الغرب على الدور الحاسم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في التصدي لعودة المتطرفين، تعدّها تركيا مجرد سجّان تتم المبالغة في دوره.

وقال فيدان: «ما ينبغي لفرنسا أن تفعله هو استعادة مواطنيها ونقلهم إلى سجونها ومحاكمتهم».

وأضاف: «من الخطأ أن نطلب من وحدات حماية الشعب، وهي منظمة إرهابية أخرى، الاحتفاظ بهؤلاء السجناء مقابل الدعم». ووحدات حماية الشعب الكردية هي العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.

وعدّ وزير الخارجية التركي أن فرنسا «لديها سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء تنظيم (داعش) إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا».

وأكد هاكان فيدان أن هدف تركيا الوحيد هو ضمان «الاستقرار» في سوريا.

وتابع: «إنهم يطرحون دائماً مطالبهم الخاصة ولا يتخذون أي خطوات بشأن مخاوفنا»، متعهداً بأن تتعامل تركيا مع المشكلة بطريقتها.

الشهر الماضي، قال فيدان إن الدعم الغربي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» هدفه الوحيد هو ضمان عدم عودة مواطنيهم المتطرفين إلى بلدانهم.

وأضاف، في مقابلة مع قناة «فرانس 24»، «للأسف فإن أصدقاءنا الأميركيين وبعض الأصدقاء الأوروبيين يستخدمون منظمة إرهابية لإبقاء إرهابيين آخرين في السجن».


مقالات ذات صلة

اعتقال ضابط التنسيق بين نظام الأسد و«الحرس الثوري»

المشرق العربي ضبط كميات من الأسلحة المتنوعة والذخائر مخبأة داخل بئر ماء مهجورة في قرية المضابع بريف حمص الشرقي (الداخلية السورية)

اعتقال ضابط التنسيق بين نظام الأسد و«الحرس الثوري»

اعتقلت السلطات السورية عميداً مقرباً من شقيق الرئيس المخلوع ماهر الأسد، كان يتولى مهمة التنسيق بين ضباط النظام السابق وقيادات «الحرس الثوري» الإيراني.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
حصاد الأسبوع مظلوم عبدي

مظلوم عبدي قائد «قسد»... الذي وقّع اتفاق الدمج في الدولة السورية مع رئيسها أحمد الشرع

تصدّر اسم مظلوم عبدي، القائد العام لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) على صعيد الساحة السورية، بعد توقيعه اتفاق الدمج ضمن مؤسسات الدولة السورية مع رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ليس كفصيل عسكري، كما سبقه باقي الفصائل المسلحة، ولكن ككتلة عسكرية واحدة. جاء هذا مع تأكيده على وحدة الأراضي ورفض التقسيم، ولقد نشر تغريدة له على حسابه في منصة «إكس»، أكد فيها المضي قدماً في هذه الفترة الحساسة، للعمل من أجل ضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات كل السوريين في العدالة والاستقرار؛ إذ قال: «نحن ملتزمون ببناء مستقبل أفضل، يضمن حقوق جميع السوريين، ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة». واعتبر عبدي الاتفاق فرصة حقيقية وتاريخية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوّناتها، وتضمن حسن الجوار، في إشارة إلى «الجارة» الإقليمية تركيا.

كمال شيخو (دمشق)
حصاد الأسبوع من معركة الباغوز (ا ف ب / رويترز)

«قسد»... النشأة والتحالفات والسيطرة وحربها مع تركيا

ظهرت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) يوم 10 من أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بعد مرور 4 أسنوات على اندلاع الحرب السورية بصفتها قوة عسكرية منظمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي من الاحتفالات بعيد «نوروز» في القامشلي (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يحتفلون بـ«نوروز» بآمال جديدة

احتفل أكراد سوريا بعيد «نوروز» هذا العام للمرة الأولى بفرحة عارمة وروح جديدة، بعد سقوط نظام الأسد وحزب «البعث».

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))
المشرق العربي المتحدث الإعلامي لوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك (الدفاع التركية)

تركيا تؤكد بقاء قواتها وتتحدث عن تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري

قالت وزارة الدفاع التركية إن الفترة المقبلة قد تشهد تعيين مستشارين عسكريين للجيش السوري أو أفراد اتصال في وزارتي الدفاع لتحديد الاحتياجات العاجلة وتلبيتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

جيش باكستان: مقتل 16 متشدداً على الحدود الأفغانية

جنود الجيش الباكستاني أمام المحكمة العليا بالمنطقة الحمراء بالعاصمة إسلام آباد (أرشيفية - متداولة)
جنود الجيش الباكستاني أمام المحكمة العليا بالمنطقة الحمراء بالعاصمة إسلام آباد (أرشيفية - متداولة)
TT

جيش باكستان: مقتل 16 متشدداً على الحدود الأفغانية

جنود الجيش الباكستاني أمام المحكمة العليا بالمنطقة الحمراء بالعاصمة إسلام آباد (أرشيفية - متداولة)
جنود الجيش الباكستاني أمام المحكمة العليا بالمنطقة الحمراء بالعاصمة إسلام آباد (أرشيفية - متداولة)

ذكر بيان للجيش الباكستاني، الأحد، أن جنودَه قتلوا 16 متشدداً على الحدود الغربية للبلاد مع أفغانستان.

وأضاف أن قوات الحدود قتلت جميع المتشددين في تبادل لإطلاق النار الليلة الماضية في وزيرستان الشمالية.

وقال الجيش في بيانه: «قواتنا تصدت بفاعلية لمحاولتهم التسلل وأحبطتها».

وتقول إسلام آباد إن المتشددين الذين ينفذون هجمات داخل باكستان، ويستهدفون الجيش، لديهم ملاذات آمنة في أفغانستان، وهو ما تنفيه كابول.

وجاء في بيان صادر عن السفارة الباكستانية في كابول أن الأمر وقع بالتزامن مع زيارة رسمية تستغرق يومين يقوم بها ممثل باكستان الخاص لأفغانستان صادق خان إلى كابول لمناقشة قضايا ثنائية واقتصادية.

في غضون ذلك، وجهت باكستان تهمة «الإرهاب» لناشطة في مجال الدفاع عن حقوق البلوش على خلفية تنظيمها اعتصاماً في بلوشستان بجنوب غرب البلاد أفضى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين، حسب وثائق الشرطة.

وتقود مارانغ بالوتش، أبرز النشطاء الباكستانيين المدافعين عن حقوق الإنسان، حملةً للدفاع عن أبناء جماعة البلوش العرقية من إقليم بلوشستان، الذين تقول إنهم يتعرضون لمضايقات خارج نطاق القضاء واعتقالات وقتل من جانب إسلام آباد.

وتقول الحكومة الباكستانية إن جنودها يحاربون انفصاليين مسلحين يشنون هجمات على القوات الحكومية ومواطنين أجانب في الإقليم الغني بالموارد والمحاذي لأفغانستان وإيران.

يتسوق الناس في أحد البازارات استعداداً لعيد الفطر، في لاهور، باكستان، 23 مارس 2025 (أ.ب.أ)

والجمعة، شاركت بالوتش ونشطاء آخرون في اعتصام أمام جامعة بلوشستان في العاصمة الإقليمية كويتا للمطالبة بالإفراج عن أعضاء في جماعتهم اعتقلتهم أجهزة أمنية كما قالوا. وقبيل فجر السبت نفذت الشرطة عملية دهم اعتقلت فيها بالوتش وثلاثة نشطاء آخرين وقتل خلالها ثلاثة متظاهرين. ويحمّل كل طرف مسؤولية الوفيات للطرف الآخر.

وعبّرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة للمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور عن «قلق عميق» إزاء اعتقال بالوتش.

ووُجهت إلى بالوتش ومتظاهرين آخرين تهم «الإرهاب» و«التحريض» و«القتل» حسب لائحة الاتهام التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المسؤول الإداري في كويتا، حمزة شفقت، إن بالوتش ونشطاء آخرين احتُجزوا بموجب قوانين النظام العام.

وأكد محاميها عمران بالوتش أنها محتجزة في سجن بكويتا.

مُنعت بالوتش من السفر إلى الولايات المتحدة العام الماضي لحضور مراسم توزيع جوائز مجلة «تايم» بعد إدراجها ضمن قائمة «تايم 100 نيكست» لـ«القادة الصاعدين» لعام 2024.

بدأت مسيرتها كناشطة في سن السادسة عشرة عام 2009 عندما فُقد والدها في ما يعتقد أنه «اختفاء قسري». وعُثر على جثته بعد عامين.

ويأتي توقيفها وتوجيه الاتهام لها بعد قيام مجموعة انفصالية مسلحة بالسيطرة على قطار ركاب هذا الشهر ما أدى حسب مسؤولين إلى مقتل نحو 60 شخصاً، نصفهم من المهاجمين الانفصاليين.

ناشطون من مجلس الطلاب البلوش يرفعون لافتات للمشاركة في احتجاج يطالب بالإفراج عن مهرانج بلوش، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في باكستان، إلى جانب أشخاص بلوش مفقودين، في لاهور في 23 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأعلن «جيش تحرير بلشوستان»، إحدى المجموعات المتمردة التي تتهم الباكستانيين المتحدرين من مناطق خارج الإقليم بنهب الموارد الطبيعية في الإقليم، مسؤوليته عن الهجوم.

تقود النساء الاحتجاجات وحملات المناصرة بين البلوش بشكل عام، إذ يعتبرن أن نظراءهن من الرجال عانوا الأسوأ في حملة قمع حكومية استمرت عقوداً.