تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في جنين

رجال أمن من السلطة الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية 13 أغسطس الماضي (أ.ب)
رجال أمن من السلطة الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية 13 أغسطس الماضي (أ.ب)
TT

تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في جنين

رجال أمن من السلطة الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية 13 أغسطس الماضي (أ.ب)
رجال أمن من السلطة الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية 13 أغسطس الماضي (أ.ب)

أفاد مصور «وكالة الصحافة الفرنسية» وشهود بأن تبادلاً لإطلاق نار وقع الخميس بين مسلحين وقوات الأمن الفلسطينية، على طرف مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وقال مصور «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اعتلت قوات من الأمن الفلسطيني بناية شمال شرقي المخيم، وكانت تطلق النار بين الفينة والأخرى باتجاه مسلحين، ويرد المسلحون بالمثل».

وقال شهود في اتصال هاتفي مع «وكالة الصحافة الفرنسية» إن قوات من الأمن الفلسطيني تمركزت فوق إحدى البنايات شمال شرقي مخيم جنين، «وتبادلت إطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين» ينتمون لفصائل دون تحديدها.

فلسطينيون يعلقون أعلاماً قرب مخيم جنين في الضفة الغربية (رويترز)

وتزامن الاشتباك مع إقامة قوات الأمن الفلسطيني حواجز عسكرية على الطرقات المؤدية إلى مخيم جنين، حسب ما ذكر الشهود.

وأكد سكان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن المدينة تشهد منذ ساعات الصباح توتراً، عقب قيام مجموعة من المسلحين بالاستيلاء على مركبتين تابعتين للسلطة الفلسطينية، وجابوا بهما شوارع مخيم جنين وهم يرفعون رايات لحركة «الجهاد الإسلامي».

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم قوات الأمن الفلسطيني، أنور رجب، في بيان حصلت «وكالة الصحافة الفرنسية» على نسخة منه: «قامت مجموعة من الخارجين عن القانون بإطلاق النار على مقرات الأجهزة الأمنية».

وأضاف رجب: «قاموا (المجموعة) بإرسال مجموعة من اللصوص المختصين بسرقة السيارات، وتمكنوا تحت جنح الظلام، مستغلين حالة الطقس، من السطو على مركبتين؛ إحداهما تعود للارتباط العسكري والأخرى لوزارة الزراعة، كانتا واقفتين أمام مبانٍ غير مؤمنة».

وأكد البيان: «أن الأجهزة الأمنية ستقوم باستعادة المركبتين، ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل».

مسلح فلسطيني خلال اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

ووفق سكان في مدينة جنين، فإن التوترات التي يشهدها المخيم بدأت في أعقاب قيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال قيادي ميداني من حركة «الجهاد الإسلامي» مساء الأربعاء، وأن حادثة الخميس تأتي ردّاً على «اعتقال القيادي».

وتُسيطر مجموعات مسلحة فلسطينية من مختلف الفصائل على مخيم جنين، خصوصاً من حركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس».

ويُعدّ مخيم جنين واحداً من المخيّمات التي تستهدفها العمليات العسكرية الإسرائيلية بانتظام، إذ تتهم إسرائيل مسلحين فلسطينيين فيه بالتخطيط لتنفيذ هجمات.


مقالات ذات صلة

الأمن الإسرائيلي يحذّر من سقوط السلطة الفلسطينية مثل سوريا

المشرق العربي عربات إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)

الأمن الإسرائيلي يحذّر من سقوط السلطة الفلسطينية مثل سوريا

تقديرات في القيادات العليا والميدانية، تشير إلى احتمال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، بتأثير من سقوط نظام بشار الأسد.

الولايات المتحدة​ خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع البابا فرنسيس في الفاتيكان 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

الرئيس الفلسطيني ومسؤولون بالفاتيكان يبحثون «الاحتياجات العاجلة» لسكان غزة

التقى البابا فرنسيس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالفاتيكان الخميس لمناقشة «الوضع الإنساني الخطير للغاية في غزة».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
شؤون إقليمية فلسطيني يحمل العلم ويسير في جنين في أثناء إضراب عام الثلاثاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تخشى فوضى في الضفة تؤدي لانهيار السلطة

حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، تحت تأثير التطورات الحاصلة في سوريا.

كفاح زبون (رام الله)
الخليج السفير نايف السديري مستقبلاً الرئيس محمود عباس (السفارة السعودية بعمّان)

عباس يثمّن مواقف السعودية تجاه فلسطين

ثمّن الرئيس محمود عباس دعم السعودية قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
شؤون إقليمية عناصر الأمن الفلسطينية ينتشرون في جنين شمال الضفة الغربية بعد اشتباكات مع مسلحين (وكالة الصحافة الفرنسية)

الاشتباكات الداخلية المستمرة في جنين... هل تتحول إلى «فوضى» أوسع؟

الاشتباكات بين عناصر السلطة ومسلحين ليست جديدة، وكانت تندلع بين الفينة والأخرى بسبب اعتقالات أو محاولة اقتحام مخيمات، لكنها تكتسب زخماً أكبر في الفترة الأخيرة.

كفاح زبون (رام الله)

تركيا أمام المعضلة الكردية في سوريا

مقاتلون أكراد في بلدة تل أبيض السورية (أرشيفية - رويترز)
مقاتلون أكراد في بلدة تل أبيض السورية (أرشيفية - رويترز)
TT

تركيا أمام المعضلة الكردية في سوريا

مقاتلون أكراد في بلدة تل أبيض السورية (أرشيفية - رويترز)
مقاتلون أكراد في بلدة تل أبيض السورية (أرشيفية - رويترز)

بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، تسعى أنقرة إلى إضعاف القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا، ما قد يضعها على خلاف مع حلفائها الغربيين وعلى رأسهم واشنطن التي وصل وزير خارجيتها الخميس إلى تركيا.

وأعلنت فصائل مدعومة من تركيا هذا الأسبوع السيطرة على مدينة دير الزور (شرق) وعلى منبج (شمال) بعد «معارك عنيفة» مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يهيمن عليها الأكراد، وذلك بعدما سيطرت الأسبوع الماضي على مدينة تل رفعت (شمال) وطردت منها القوات الكردية.

وسمحت وساطة أميركية بالتوصل، الأربعاء، إلى وقف إطلاق نار في منبج بعدما أوقعت المعارك 218 قتيلاً.

ورأى عرفان أكتان، الصحافي الذي صدرت له كتب كثيرة حول المسألة الكردية في تركيا، أن «تركيا تبذل كل ما بوسعها لضمان خروج الأكراد في موقع ضعيف من هذه العملية».

تدريبات مشتركة بين قوات أميركية و«قسد» في شمال شرقي سوريا (إعلام تركي)

وتابع أن «أنقرة تعبئ الفصائل الموالية لتركيا في سوريا للقضاء على الإدارة شبه الذاتية الكردية، لكن تم وقف هذا الهجوم في الوقت الحاضر بفضل تدخل من الأميركيين».

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري (وحدات حماية الشعب الكردية)، على مساحات كبيرة في شمال سوريا، أقامت فيها إدارة ذاتية.

خاض المقاتلون الأكراد بدعم أميركي معارك عنيفة لطرد تنظيم «داعش».

وتعد أنقرة الوحدات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة «إرهابية» ويخوض تمرداً على أراضيها منذ عقود.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، أنه «سيتم سحق المنظمات الإرهابية في أقرب وقت ممكن» في سوريا.

ويرى خبراء أن أنقرة قد تواجه معارضة حلفائها الغربيين إن كان الهدف من تحركاتها القضاء على الإدارة الذاتية الكردية بالكامل أو ضرب المدن الكردية التي باتت رمزاً لمكافحة تنظيم «داعش» مثل كوباني في شمال شرقي سوريا.

أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة (رويترز)

وحضت برلين، الثلاثاء، تركيا على عدم تقويض إمكان حصول انتقال سلمي في سوريا، تحت شعار «المصالح الأمنية».

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أن دور مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية «حيوي» لمنع عودة تنظيم «داعش» إلى الظهور في سوريا بعد الإطاحة بالأسد.

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قال، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستواصل حماية مواقعها في شمال شرقي سوريا «للتصدي لجهود تنظيم (داعش) وحفاظاً على سلامة قوات سوريا الديمقراطية».

وقال موتلو تشفير أوغلو المحلل المتخصص في المسألة الكردية، ومقره واشنطن، إن بلينكن سيحاول إقناع تركيا بحصر تحركاتها.

ولفت إلى أن «زيارة رئيس القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الثلاثاء لقوات سوريا الديمقراطية هي رسالة مهمة إلى تركيا».

وأوضح أن «المنطقة التي تسيطر عليها القوات الكردية هي المنطقة الأكثر استقراراً في سوريا، تضمن حقوق النساء والأقليات. أما (هيئة تحرير الشام) التي سيطرت على السلطة في سوريا، فهي مجموعة متطرفة. حل الإدارة الذاتية الكردية قد يكون عامل انعدام الاستقرار».

لفت فايق بولوت خبير المسألة الكردية، إلى أن أنقرة تريد إبعاد القوات الكردية لمسافة 30 إلى 40 كلم عن حدودها الغربية.

وتابع أن «إردوغان يريد اغتنام الفراغ قبل وصول (الرئيس الأميركي المنتخب) دونالد ترمب إلى السلطة، والسيطرة على هذه المنطقة حتى يكون في موقع قوة في المفاوضات مع الرئيس الأميركي حول سوريا».

وأكد الرئيس التركي في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) أنه يريد البحث مع ترمب في وجود القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا دعماً للقوات الكردية.

وقال بولوت إنه بعد «تطهير» المنطقة من قوات سوريا الديمقراطية، تود أنقرة استبدال المجلس الوطني الكردي بها، وهو حزب قريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي الذي يقيم علاقات جيدة بتركيا.

وأضاف: «هكذا يمكن لإردوغان طرح نفسه في موقع حامي الأكراد، وهو ما يتفق أيضاً مع تطلعاته العثمانية الجديدة».

أكراد سوريون يتظاهرون في مدينة القامشلي بشمال شرقي البلاد احتجاجاً على هجمات مقاتلين مدعومين من تركيا على مناطق خاضعة للسيطرة الكردية في شمال سوريا (أ.ف.ب)

لكن هذه الخطط قد تقوض أيضاً عملية «اليد الممدودة» التركية للأكراد التي باشرتها الحكومة التركية في أكتوبر (تشرين الأول) بدعوة الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى إعلان حل تنظيمه.

وقال مصدر غربي طالباً عدم كشف اسمه: «أتساءل عن عواقب التطورات الجارية في سوريا على المسألة الكردية في تركيا».

وأشار موتلو تشفير أوغلو إلى أن «أكراد تركيا يتابعون من كثب أعمال أنقرة في سوريا التي يعدون أنفسهم قريبين جداً منها»، موضحاً أن «الأكراد من جانبي الحدود يرتبطون بصلات قربى».

وعدّ عرفان أكتان أن «بإمكان تركيا الخروج من المأزق الحالي إن تمكنت من إحلال سلام واسع مع الأكراد، بما في ذلك مع أكراد تركيا».