مئات القتلى في شمال سوريا... والجيش يعلن تحرير بلدات في حماة

دعم روسي - إيراني «غير مشروط» للأسد... و«حزب الله» لن يشارك في الدعم

TT

مئات القتلى في شمال سوريا... والجيش يعلن تحرير بلدات في حماة

حرائق بعد غارات استهدفت مدينة إدلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)
حرائق بعد غارات استهدفت مدينة إدلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بدأت الفصائل المسلحة هجوماً مباغتاً في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، بلغت 514 شخصاً، بينهم 92 مدنياً.

وأشار «المرصد» إلى سقوط 268 قتيلاً في صفوف الفصائل المسلحة، و154 قتيلاً من قوات الجيش، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

بدوره، قال الجيش السوري، مساء اليوم (الاثنين)، إنه نجح في صد هجوم للفصائل المسلحة بمحافظة حماة واستعاد السيطرة على عدد من البلدات والقرى.

وقال الجيش في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية، إنه حرر كامل البلدات والقرى الواقعة على طريق محردة السقيلبية من سيطرة التنظيمات المسلحة، وهي كرناز وتل ملح والجلمة والجبين وحيالين والشيح حديد.

«الفصائل» تزعم التقدم

وفي وقت سابق اليوم، قال القيادي في الفصائل السورية المسلحة، حسن عبد الغني، إن مقاتلي الفصائل يتقدّمون على أكثر من محور في ريف حماة، وإنهم سيطروا على 7 مناطق هناك، في الوقت الذي تستمر فيه الغارات على مواقع «الفصائل» في ريفي حلب وإدلب.

وقال «تلفزيون سوريا» التابع للفصائل المسلحة، إن قذائف صاروخية سقطت على حي البعث بمدينة حماة؛ مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ولم يُعرف على الفور عدد ضحايا القصف.

وقالت القوات المسلحة السورية إنها قتلت أكثر من 400 مسلح بريفي حلب وحماة في آخر 24 ساعة، وذلك في عمليات مشتركة مع القوات الروسية.

وشنّت فصائل مسلحة في شمال غربي سوريا، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، هجوماً عسكرياً على مدينتي حلب ومعرة النعمان، وتواصل التقدم باتجاه مدينة حماة. وتؤمّن الفصائل الموالية لتركيا مواقعها في تلك المنطقة وشنّت عملية عسكرية ضد تنظيمات مسلحة كردية والقوات الحكومية.

دعم «غير مشروط»

وأكد الكرملين، الاثنين، أن روسيا «تواصل دعم» الرئيس السوري بشار الأسد، بغرض «استقرار الأوضاع»، عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المسلحة أتاح لها السيطرة على مناطق واسعة في الشمال، أبرزها مدينة حلب.

وتعهّد الرئيسان؛ الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان، الاثنين، بتقديم «دعم غير مشروط» للأسد في ظلّ الهجوم المباغت الذي تشنّه الفصائل المسلحة، حسبما أفاد الكرملين.

وأعرب بوتين وبزشكيان في اتصال هاتفي، عن «دعم غير مشروط لإجراءات السلطات الشرعية في سوريا لاستعادة الانتظام الدستوري والسيادة الإقليمية». وأفاد بيان الكرملين بأنّهما «أكدا أيضاً أهمية تنسيق الجهود... بمشاركة تركيا» الموجودة عسكرياً في شمال سوريا، وتقدم دعماً لبعض الفصائل المسلحة، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحافيين: «نواصل بالطبع دعم بشار الأسد»، مشيراً إلى أن موسكو ستبني موقفها استناداً «إلى ما هو ضروري من أجل استقرار الأوضاع». وقال الكرملين، يوم الجمعة، إنه يريد أن تستعيد الحكومة السورية النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن. وعدّ هجوم قوات الفصائل المسلحة انتهاكاً لسيادة سوريا.

«حزب الله» يتوارى

وقال مدونون عسكريون روس، الأحد، إن موسكو أقالت الجنرال المسؤول عن القوات الروسية في سوريا، سيرغي كيسيل، ليحل محله الكولونيل جنرال ألكسندر تشايكو. ولم تؤكد وزارة الدفاع الروسية رسمياً هذا التغيير، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز».

وذكرت 3 مصادر مطلعة على تفكير «حزب الله» اللبناني، الاثنين، أن الجماعة لا تنوي حالياً إرسال مقاتلين إلى شمال سوريا لدعم الجيش السوري هناك.

وقالت المصادر لوكالة «رويترز»، إن «حزب الله» لم يُطلب منه ذلك بعد، وإن الجماعة «ليست مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا في هذه المرحلة»، بعد أن أنهى وقف إطلاق النار عاماً من الأعمال القتالية مع إسرائيل، بما في ذلك اشتباكات برية مكثفة في جنوب لبنان.

صورة دمار من موقع غارة بإدلب بسوريا نُشرت في 2 ديسمبر 2024 (رويترز)

قصف سوري - روسي على حلب وإدلب

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع السورية، الاثنين، مقتل عشرات المسلحين في قصف سوري - روسي على تجمعاتهم بأرياف حلب وإدلب.

كما ذكر بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في سوريا، أن سلاحَي الجو، السوري والروسي، قصفا مواقع تسيطر عليها الفصائل السورية المسلحة في ريف حلب الشرقي؛ مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قواتها.

وجاء في البيان أن «الطيران الحربي السوري - الروسي المشترك يوجّه ضربات متتالية على تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي، مُوقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، بالإضافة إلى تدمير عدة عربات وآليات كانت بحوزتهم».

وفي غضون ذلك، قُتل 11 مدنياً، على الأقل، بينهم 5 أطفال، الاثنين، جراء الغارات التي نفّذها سلاحا الطيران الروسي والسوري على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وفق ما أحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأفاد المرصد بوقوع «غارات مشتركة نفّذها سلاحا الطيران الروسي والسوري استهدفت مناطق عدة، بينها مدينة إدلب ومخيم للنازحين شمالها»، مما أسفر عن مقتل «11 مدنياً؛ بينهم 5 أطفال وسيدتان، وإصابة العشرات بجروح».

وشنّت «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة») مع فصائل مسلحة أقل نفوذاً، الأربعاء، هجوماً غير مسبوق، ويُعدّ الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب؛ وقد تمكّنت من التقدم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتَي إدلب (شمال غرب)، وحماة (وسط) المجاورتين.

وأصبحت حلب (ثانية كبرى مدن سوريا) لأول مرة منذ اندلاع النزاع خارج سيطرة الحكومة السورية، مع سيطرة الفصائل المسلحة على كل أحياء المدينة؛ حيث كانت تنتشر قوات الجيش، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الأحد.


مقالات ذات صلة

تركيا تتحرك باتجاه عين العرب و«إدارة العمليات» إلى مناطق «قسد»

المشرق العربي الجيش التركي أرسل معدات عسكرية ومدرعات وذخائر إلى حدود عين العرب (كوباني) الأحد (إعلام تركي)

تركيا تتحرك باتجاه عين العرب و«إدارة العمليات» إلى مناطق «قسد»

دفع الجيش التركي بمعدات عسكرية إلى حدود مدينة عين العرب (كوباني) بالتزامن مع تحرك أرتال تابعة لإدارة العمليات العسكرية باتجاه مناطق سيطرة «قسد».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية»... (أ.ب)

وزير الدفاع السوري يرفض احتفاظ الأكراد بتكتل خاص داخل الجيش

قال وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة، اليوم، إنه لن يكون من الصواب أن يحتفظ المسلحون الأكراد بتكتل خاص داخل القوات المسلحة السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي إردوغان تعهّد خلال خطاب في أضنة جنوب تركيا بإنهاء وجود «الوحدات الكردية» في سوريا (الرئاسة التركية)

إردوغان: سنتخذ قريباً خطوات جذرية لتصفية «الوحدات» الكردية في سوريا

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستتخذ قريباً خطوات جذرية لحل مشكلة وجود «وحدات حماية الشعب» التي تقود قوات «قسد» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص وزير الخارجية العراقي: أكدنا لطهران أن ملف الفصائل شأن داخلي play-circle 00:37

خاص وزير الخارجية العراقي: أكدنا لطهران أن ملف الفصائل شأن داخلي

يقول وزير الخارجية العراقي في حوار لـ«الشرق الأوسط»، إن العراق تجاوز خطر الحرب، لكنه ملزم ببذل جهد مضاعف في الفترة المقبلة لتجنّب اشتعالها مجدداً.

علي السراي (لندن)
شؤون إقليمية القوات التركية والفصائل السورية الموالية تواصل قصفها العنيف في شرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا تعلن مقتل 29 مسلحاً كردياً في ظل التصعيد المستمر في شرق حلب

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة وقوات «قسد» على محاور شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)
الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)
TT

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل

الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)
الجيش اللبناني يدخل مدينة بنت جبيل (المركزية)

دخل الجيش اللبناني مدينة بنت جبيل قبل أسبوع من انتهاء مهلة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي من كل القرى التي دخلتها إسرائيل واحتلتها في جنوب لبنان، في وقت استمرت فيه الخروقات الإسرائيلية على الجنوب، وإن كانت بوتيرة منخفضة مقارنة مما كانت عليه في المرحلة الماضية.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأنه سُجِّل بعد ظهر الأحد دخول قافلة عسكرية للجيش اللبناني مؤلفة من ناقلات جند «أم 113» إلى مدينة بنت جبيل، وذلك في إطار تعزيز الجيش لوجوده في المدينة، والبلدات المحيطة مع اقتراب انتهاء مدة الستين يوماً واندحار العدو بعدها إلى الحدود.

ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وقد سجّل في هذا الإطار مداهمة قوة إسرائيلية بينها دبابة «ميركافا» وناقلة جند من نوع «نامير»، بعض المنازل في الأطراف الغربية لبلدة حولا، وسط إطلاق نار كثيف قبل أن تنسحب إلى الأطراف الشرقية.

وصباحاً، كانت قد نفذت جرافة إسرائيلية عملية تجريف في محيط منطقة «باب الثنية» شرق سهل مرجعيون.

ويأتي ذلك في وقت من المتوقع أن تنسحب إسرائيل من القرى التي احتلتها مثل: يارون ومارون الراس وعيترون، والسماح لأهالي عشرات القرى بالعودة إليها خلال أسبوع، أي مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا الإطار، كان قد أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال زيارته بيروت السبت، أن «وجود إسرائيل في الجنوب يجب أن ينتهي بالوقت المحدد إنفاذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يُمكّن الجيش اللبناني من بسط سلطته»، مشيراً إلى أن «القرار 1701 واضح، وأنه يجب أن تكون المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق (الحدودي) ونهر الليطاني خالية من جميع المسلحين».

وقال في مؤتمر صحافي عقده ببيروت في ختام زيارته: «وقف الأعمال العدائية هش؛ لكنه صامد»، ودعا كلاً من إسرائيل و«حزب الله» «وكل من يتمتع بالنفوذ»، إلى ضمان الوفاء بالالتزامات، مشيراً إلى أنه «ينبغي استخدام الآلية التي أنشئت حديثاً لمعالجة القضايا العالقة».

وبينما لفت إلى أن القوات الإسرائيلية «بدأت انسحابها التدريجي من الأراضي اللبنانية، في حين تنتشر القوات المسلحة اللبنانية بأعداد أكبر جنوب نهر الليطاني»، وأوضح أننا «نشهد استمرار هدم المباني والبنية الأساسية في جنوب لبنان، فضلاً عن الغارات الجوية القاتلة». وقال: «القرار 1701 واضح: يجب أن تكون المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من جميع المسلحين والمنشآت والأسلحة، باستثناء تلك التابعة لحكومة لبنان و(اليونيفيل)».