الجيش السوري يقرّ بسيطرة الفصائل المسلحة على «أجزاء واسعة» من حلب

غارات روسية على المدينة بعد وعد موسكو بدعم عسكري إضافي لدمشق

الفصائل السورية المسلحة تقصف حلب
0 seconds of 41 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:41
00:41
 
TT
20

الجيش السوري يقرّ بسيطرة الفصائل المسلحة على «أجزاء واسعة» من حلب

تظهر هذه الصورة الجوية عناصر من فصائل سورية مسلحة يلتقطون صوراً أمام واجهة مبنى يحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد في وسط حلب (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية عناصر من فصائل سورية مسلحة يلتقطون صوراً أمام واجهة مبنى يحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد في وسط حلب (أ.ف.ب)

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (السبت)، سيطرة فصائل سورية مسلحة على «غالبية مدينة حلب»، بالتزامن مع شنِّ طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016، فيما اعترف الجيش السوري بسيطرة الفصائل على «أجزاء واسعة» من المدينة.

وقال المرصد إن «هيئة تحرير الشام»، والفصائل الحليفة لها، «سيطرت على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون».

وأضاف: «شنَّت طائرات حربية روسية، بعد منتصف ليل الجمعة السبت، غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ عام 2016».

وقال مصدران عسكريان سوريان لـ«رويترز»: «استهدف قصف بطائرات روسية وسورية مقاتلي الفصائل السورية في حي بمدينة حلب».

وكان المرصد قد أشار، في وقت سابق، إلى أن طائرات حربية، لم يحدد هويتها، شنَّت بعد منتصف الليلة الماضية غارات على أحياء مدينة حلب، واستهدفت الغارات حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة.

إعادة انتشار «مؤقت»

من جهته، أعلن الجيش السوري، في بيان، أن العشرات من جنوده قُتلوا في هجوم للفصائل المسلحة، وأن الفصائل تمكَّنت من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب؛ ما اضطر الجيش إلى إعادة الانتشار.

ويشكِّل البيان أول اعتراف علني من الجيش بدخول الفصائل السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» مدينة حلب، التي تسيطر عليها الحكومة، في هجوم مباغت بدأ الأسبوع الماضي.

وقال الجيش في البيان: «إن الأعداد الكبيرة للإرهابيين، وتعدد جبهات الاشتباك، دفعا بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع؛ بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد».

تظهر هذه الصورة عناصر من الفصائل السورية المسلحة في شوارع مدينة حلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة عناصر من الفصائل السورية المسلحة في شوارع مدينة حلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)

ويمثل هجوم الفصائل المسلحة أكبر تحدٍ منذ سنوات للرئيس بشار الأسد، إذ يجدِّد المواجهات في الحرب الأهلية السورية التي توقفت إلى حد كبير منذ عام 2020.

وذكر بيان الجيش السوري أن الفصائل لم تتمكَّن من «تثبيت نقاط تمركز... بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية».

وقال مصدران عسكريان، في وقت سابق، إن طائرات حربية روسية وسورية استهدفت معارضين بمدينة حلب اليوم.

ونشرت روسيا قوات جوية في سوريا في 2015؛ لمساعدة الأسد في الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في 2011.

وأضاف «المرصد» أن الضربات الجوية، وعمليات قصف بري، ومقاومة «محدودة» من جانب الجيش السوري، أسفرت عن مقتل 20 عنصراً من الفصائل المسلحة.

وأشار «المرصد» إلى أن الغارات تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية «كبيرة» للفصائل المسلحة إلى المنطقة، حيث تخوض اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري.

كما أفاد المرصد السوري بارتفاع عدد قتلى الاشتباكات، التي تفجَّرت يوم الأربعاء الماضي، بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب وإدلب إلى 301.

وأفادت وسائل إعلام تابعة للفصائل السورية المسلحة، أمس (الجمعة)، بأنَّ الفصائل سيطرت على مساحات واسعة في محافظتَي حلب وإدلب، في حين قال الجيش السوري، في بيان، إن قواته تتصدى لهجوم كبير من الفصائل.

وعد روسي بمساعدات إضافية

وقال مصدران عسكريان سوريان لـ«رويترز» إن سوريا تلقت وعداً بمساعدات عسكرية روسية إضافية؛ لمساعدة الجيش في منع الفصائل من الاستيلاء على محافظة حلب بشمال غربي البلاد.

وأضاف المصدران أن دمشق تتوقَّع بدء وصول العتاد العسكري الروسي الجديد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية قرب مدينة اللاذقية الساحلية خلال 72 ساعة.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يعرب عن قلقه البالغ إزاء العنف في سوريا ويدعو إلى احترام سيادتها

المشرق العربي عناصر من قوات الأمن السورية في منطقة بالقرب من العاصمة السورية دمشق... 30 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يعرب عن قلقه البالغ إزاء العنف في سوريا ويدعو إلى احترام سيادتها

أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، اليوم الأربعاء، عن قلقه البالغ إزاء «العنف غير المقبول» في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر من قوات الأمن السورية ينتشرون في منطقة قرب دمشق وسط الاشتباكات الطائفية الأخيرة (أ.ف.ب) play-circle

سوريا ترفض «التدخل الخارجي» بشؤونها وتؤكد التزامها بـ«حماية» جميع مكونات الشعب

أكدت السلطات السورية اليوم الأربعاء التزامها بـ«حماية» كل مكونات الشعب بمن فيهم الدروز، وفق ما أفادت وزارة الخارجية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مفتي سوريا أسامة الرفاعي (متداولة) play-circle 01:03

مفتي سوريا يحذّر من «الفتنة» على وقع الاشتباكات مع الدروز قرب دمشق

حذّر المفتي العام في سوريا أسامة الرفاعي، الأربعاء، من «الفتنة» بعد الاشتباكات التي اندلعت في منطقة صحنايا قرب دمشق بين مسلحين مرتبطين بالسلطة وآخرين دروز.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لقاء درزي موسع في بلدة عبية بقضاء عاليه استنكاراً للأحداث الدامية التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز في سوريا (جريدة الأنباء الإلكترونية التابعة للحزب الاشتراكي)

دروز لبنان يستنفرون للتصدي لـ«مشروع فتنة» في سوريا... وجنبلاط: مستعد للذهاب إلى دمشق

استنفر الدروز في لبنان لاحتواء الاشتباكات الدامية التي شهدتها منطقتا جرمانا وصحنايا، جنوب دمشق؛ سعياً لمنع انزلاق الأمور إلى مواجهة دامية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص قوات الأمن السورية تقف حراسة على نقطة تفتيش عند أحد مداخل ضاحية جرمانا بعد اشتباكات الثلاثاء (أ.ب)

خاص «الشرق الأوسط» في صحنايا: السكان عاشوا «ليلة رهيبة» ويطالبون بسحب الأسلحة المنفلتة

قالت مصادر مدنية لـ«الشرق الأوسط»، إن ليلة أمس كانت عصيبة على أهالي بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا إذ لم تهدأ فيها أصوات إطلاق النار وانفجارات قذائف الهاون.

سعاد جروس (دمشق)

سوريا: تمدد التوتر الطائفي... وإسرائيل على الخط

أفراد من الطائفة الدرزية في سوريا خلال تشييع أشخاص قُضوا خلال اشتباكات ليلية مع قوات الأمن في دمشق أمس (أ.ف.ب)
أفراد من الطائفة الدرزية في سوريا خلال تشييع أشخاص قُضوا خلال اشتباكات ليلية مع قوات الأمن في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT
20

سوريا: تمدد التوتر الطائفي... وإسرائيل على الخط

أفراد من الطائفة الدرزية في سوريا خلال تشييع أشخاص قُضوا خلال اشتباكات ليلية مع قوات الأمن في دمشق أمس (أ.ف.ب)
أفراد من الطائفة الدرزية في سوريا خلال تشييع أشخاص قُضوا خلال اشتباكات ليلية مع قوات الأمن في دمشق أمس (أ.ف.ب)

شهدت مناطق ذات غالبية درزية حول العاصمة السورية، أمس، لليوم الثاني على التوالي، حوادث عنف إثر تسريب تسجيل صوتي منسوب لرجل دين درزي تضمن عبارات مسيئة للإسلام. فبعد مواجهات في جرمانا، الثلاثاء، تمدد الاحتدام إلى بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا، بمواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة.

ودخلت إسرائيل على الخط بغارات جوية بحجة الدفاع عن الدروز، وقال الجيش الإسرائيلي: «نتابع التطورات في سوريا ومستعدون للتعامل مع مختلف السيناريوهات».

وفي اجتماع ببيروت، حذّرت قيادات ورجال دين دروز لبنانيون من «مشروع فتنة» في سوريا، فيما أبدى رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، استعداده للذهاب إلى دمشق.

وأعلنت قوات الأمن السوري، مساء أمس، انتهاء العملية الأمنية في أشرفية صحنايا. وقال مدير أمن ريف دمشق، حسام الطحان، إن القوات السورية دخلت جميع أحياء البلدة، وستبدأ إجراءات استعادة الأمن والاستقرار للمنطقة. وأكدت السلطات السورية، في بيان، التزامها «حماية» كل مكونات الشعب بمن فيهم الدروز، بعيد اشتباكات في منطقتين قرب دمشق أوقعت أكثر من أربعين قتيلاً خلال يومين.